🍃 وصفة عملية لمنع حدوث التعلق:
1. تحسُّس القلب والنظر إلى متعلقاته:
من المعلوم أن الناس ليسوا سواء في تعلقهم؛ فمنهم مَن يتعلق بأصدقائه و جيرانه، و منهم من يتعلق بزوجه أو ماله أو أبنائه، وأحيانًا لا يكون التعلق بشخص، بل ببيت، أو وظيفة، أو مرتبة عند الناس، و قد نجد من النساء من تكون نقطة تعلقها مظهرها , فتجدها متعلقة بالمرآة، مفتونة بهذا الأمر (وهذا لا ينافي العناية بالمظهر؛ لكن المقصود هو الفتنة والتعلق)، وقد تتعلق المرأة بالمدح، فتجدها تطبخ وتطعم الجيران، أو تفعل الأعمال الخيرية، لأجل أن تمتدح، وإن لم تتلق المدح مرضت، وأصبحت طريحة الفراش!
هذا التحسس للمتعلقات لا بد منه للبدء بمرحلة العلاج.
2. كبح النفس عن ممارسات التعلق :
ينتج عن التعلق مشاعر وأعمال يلاحظها الإنسان في نفسه، فتجده مثلا حين يتعلق بشخص، يريد أن يكلمه باستمرار، ويرغب بالاجتماع به دائما، ويشعر باسوداد الدنيا حين يغادر، ولو تعلقت المرأة بزوجها تجدها تحقق معه عند دخوله، وعند خروجه، وتفتش جواله، وتوسوس وتفكر أين كان، ومن رأى؟!
هذه بعض ممارسات التعلق التي لا بد من كبحها، لأجل رد النفس للوضع الاعتيادي المريح.
3 . إشغال النفس بطاعة الله:
ليس الحل بعد كبح النفس هو البحث عن شخص آخر ليحل محل الأول، ثم يتحول الأمر إلى سلسلة من التعليقات!
وليس الحل في البحث عن تعلق مِن نوعٍ آخر من المتعلقات التي لا بد من فراقها
بل يحرص المرء كل الحرص أن يكون التعلق بالمحبوب الذي لا يفارق أبدا.
لقد خلقنا الله بخلقة تتعلق وتعظم وتشتاق؛ وذلك كي يصرف هذا التعلق والتعظيم والشوق إليه.
ألا إن من أعظم الغبن الذي يوقعه الإنسان على نفسه هو أن لا يتملى بحقيقة أن الله وحده هو المحبوب الذي لايفارق، هو الحي الذي لا يموت، هو القريب المجيب ، هو الرحيم الودود، وهذه الحقيقة هي من أعظم مايدل على استحقاقه سبحانه لصرف هذه المشاعر إليه.
لا بد لمن أراد أن يتشرف بشرف التعلق بالله وحده أن يملأ مكان الفراغ في قلبه بدوام ذكر الله؛ فإن الذكر سبب للمحبة، وعلامة عليها أيضا.
لا بد أن يفرَّغ المكان الشريف للتعلق الشريف!
4- تخويف النفس بمفهوم مهم وهو أن الأخلاء سيصبحون أعداء:
من أكثر الأمور التي يسعى المرء في الدنيا جاهدا ليتجنبها معاداة من يحب، وإن أشق المعاداة هي معاداة يوم القيامة، قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
إن المتقين لا يجعلون علاقاتهم بأحبابهم تصل إلى درجة التعلق التي لا تنبغي إلا لله، ويعلمون أن هذا سيحولها لمصدر عذاب في الدنيا و الآخرة، ويشفقون أن تنقلب إلى عداوة في الدنيا والآخرة، وفي الحقيقة هناك الكثير ممن يعالج نفسيًا وأحيانًا بدنيًا مِن آثار انقطاع التعلّقات!!
بعض الشباب يتعلق بأحد زملائه، ثم ينقلب هذا الزميل عليه مرة واحدة، ويتحول الوصل إلى جفاء؛ فيشتكي زميله للرائح والغادي لعل قلبه يعود، ولا يعود، فيدخل في حالة اكتئاب، ويضيع من نفسه ما يضيع على مخلوق مثله، ولو كانت هذه القاعدة مستعملة لما حصلت كل هذه الخسارات.
شأن العلاقات خطير، خصوصا أنها قد تبتدئ سوية وتنتهي غير سوية، ومن ذلك:
• علاقات الأخوّة في الله، فقد تلتبس الأمور أحيانًا؛ فيكون هناك نوع مخادعة من النفس، حيث يتوهم الإنسان أن هذا حب في الله، وهو غير ذلك؛ وأحيانًا يصل الخداع إلى اختراع العمل الصالح لأجل حصول الاجتماع، وليس لأجل الله!!
• العلاقات الزوجية التي هي أشد العلاقات وثوقا، ومع ذلك قد تنحرف، وذلك حين تصل لدرجة التعلق، فتجازى المرأة بزوجها.
• العلاقات مع الأبناء أيضا قد تنحرف إلى التعلق؛ فتجد الأم مثلا التي فقدت ولدها من سنوات طوال، تبكي عليه بطريقة
توحي بأنه مات بالأمس، وقد أُنعم عليها بزوج وأبناء غيره؛ فتهمل البيت والزوج وبقية الأبناء بسبب شدة تعلقها به الذي جعله كل شيء بالنسبة لها، وجعلها في حالة لا تستطيع العيش من دونه، وكأنه الحياة كلها!
وبعض النساء إذا مر عليها خاطر الموت مرورا؛ تشعر أنها تفضل أن تموت ولا تفقد أحدا؛ لأن فقده سيوصلها للجزع!
هناك حالة طبيعية لا ينبغي تجاوزها، وليعلم أن المصيبة ينزل معها الجبر؛ فاقبل جبر الله.
وللتخفيف من شدة الخوف على الأبناء لا بد من تعلّم أن الله هو الكافي، وأنه هو الوكيل والحفيظ سبحانه وتعالى؛ وأننا لانملك لهم ضرا ولا نفعا حتى لو كنا معهم في قلب الأحداث، قال تعالى :{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}.
1. تحسُّس القلب والنظر إلى متعلقاته:
من المعلوم أن الناس ليسوا سواء في تعلقهم؛ فمنهم مَن يتعلق بأصدقائه و جيرانه، و منهم من يتعلق بزوجه أو ماله أو أبنائه، وأحيانًا لا يكون التعلق بشخص، بل ببيت، أو وظيفة، أو مرتبة عند الناس، و قد نجد من النساء من تكون نقطة تعلقها مظهرها , فتجدها متعلقة بالمرآة، مفتونة بهذا الأمر (وهذا لا ينافي العناية بالمظهر؛ لكن المقصود هو الفتنة والتعلق)، وقد تتعلق المرأة بالمدح، فتجدها تطبخ وتطعم الجيران، أو تفعل الأعمال الخيرية، لأجل أن تمتدح، وإن لم تتلق المدح مرضت، وأصبحت طريحة الفراش!
هذا التحسس للمتعلقات لا بد منه للبدء بمرحلة العلاج.
2. كبح النفس عن ممارسات التعلق :
ينتج عن التعلق مشاعر وأعمال يلاحظها الإنسان في نفسه، فتجده مثلا حين يتعلق بشخص، يريد أن يكلمه باستمرار، ويرغب بالاجتماع به دائما، ويشعر باسوداد الدنيا حين يغادر، ولو تعلقت المرأة بزوجها تجدها تحقق معه عند دخوله، وعند خروجه، وتفتش جواله، وتوسوس وتفكر أين كان، ومن رأى؟!
هذه بعض ممارسات التعلق التي لا بد من كبحها، لأجل رد النفس للوضع الاعتيادي المريح.
3 . إشغال النفس بطاعة الله:
ليس الحل بعد كبح النفس هو البحث عن شخص آخر ليحل محل الأول، ثم يتحول الأمر إلى سلسلة من التعليقات!
وليس الحل في البحث عن تعلق مِن نوعٍ آخر من المتعلقات التي لا بد من فراقها
بل يحرص المرء كل الحرص أن يكون التعلق بالمحبوب الذي لا يفارق أبدا.
لقد خلقنا الله بخلقة تتعلق وتعظم وتشتاق؛ وذلك كي يصرف هذا التعلق والتعظيم والشوق إليه.
ألا إن من أعظم الغبن الذي يوقعه الإنسان على نفسه هو أن لا يتملى بحقيقة أن الله وحده هو المحبوب الذي لايفارق، هو الحي الذي لا يموت، هو القريب المجيب ، هو الرحيم الودود، وهذه الحقيقة هي من أعظم مايدل على استحقاقه سبحانه لصرف هذه المشاعر إليه.
لا بد لمن أراد أن يتشرف بشرف التعلق بالله وحده أن يملأ مكان الفراغ في قلبه بدوام ذكر الله؛ فإن الذكر سبب للمحبة، وعلامة عليها أيضا.
لا بد أن يفرَّغ المكان الشريف للتعلق الشريف!
4- تخويف النفس بمفهوم مهم وهو أن الأخلاء سيصبحون أعداء:
من أكثر الأمور التي يسعى المرء في الدنيا جاهدا ليتجنبها معاداة من يحب، وإن أشق المعاداة هي معاداة يوم القيامة، قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
إن المتقين لا يجعلون علاقاتهم بأحبابهم تصل إلى درجة التعلق التي لا تنبغي إلا لله، ويعلمون أن هذا سيحولها لمصدر عذاب في الدنيا و الآخرة، ويشفقون أن تنقلب إلى عداوة في الدنيا والآخرة، وفي الحقيقة هناك الكثير ممن يعالج نفسيًا وأحيانًا بدنيًا مِن آثار انقطاع التعلّقات!!
بعض الشباب يتعلق بأحد زملائه، ثم ينقلب هذا الزميل عليه مرة واحدة، ويتحول الوصل إلى جفاء؛ فيشتكي زميله للرائح والغادي لعل قلبه يعود، ولا يعود، فيدخل في حالة اكتئاب، ويضيع من نفسه ما يضيع على مخلوق مثله، ولو كانت هذه القاعدة مستعملة لما حصلت كل هذه الخسارات.
شأن العلاقات خطير، خصوصا أنها قد تبتدئ سوية وتنتهي غير سوية، ومن ذلك:
• علاقات الأخوّة في الله، فقد تلتبس الأمور أحيانًا؛ فيكون هناك نوع مخادعة من النفس، حيث يتوهم الإنسان أن هذا حب في الله، وهو غير ذلك؛ وأحيانًا يصل الخداع إلى اختراع العمل الصالح لأجل حصول الاجتماع، وليس لأجل الله!!
• العلاقات الزوجية التي هي أشد العلاقات وثوقا، ومع ذلك قد تنحرف، وذلك حين تصل لدرجة التعلق، فتجازى المرأة بزوجها.
• العلاقات مع الأبناء أيضا قد تنحرف إلى التعلق؛ فتجد الأم مثلا التي فقدت ولدها من سنوات طوال، تبكي عليه بطريقة
توحي بأنه مات بالأمس، وقد أُنعم عليها بزوج وأبناء غيره؛ فتهمل البيت والزوج وبقية الأبناء بسبب شدة تعلقها به الذي جعله كل شيء بالنسبة لها، وجعلها في حالة لا تستطيع العيش من دونه، وكأنه الحياة كلها!
وبعض النساء إذا مر عليها خاطر الموت مرورا؛ تشعر أنها تفضل أن تموت ولا تفقد أحدا؛ لأن فقده سيوصلها للجزع!
هناك حالة طبيعية لا ينبغي تجاوزها، وليعلم أن المصيبة ينزل معها الجبر؛ فاقبل جبر الله.
وللتخفيف من شدة الخوف على الأبناء لا بد من تعلّم أن الله هو الكافي، وأنه هو الوكيل والحفيظ سبحانه وتعالى؛ وأننا لانملك لهم ضرا ولا نفعا حتى لو كنا معهم في قلب الأحداث، قال تعالى :{ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}.