زاد الطريق


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: not specified


قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
not specified
Statistics
Posts filter


🔺 أتعيش في أرض الله، وتأكل من خيرات الله؛ ثم تنازع رسل الله؟!!


🔺 الله يغضب ممن ينازع الحق، فلا تكن يوما منازعا للحق.


🔺 دور المربين مع الأطفال أن يلقنوهم منذ نعومة أظفارهم كلمة (لا إله إلا الله)، وأن يسقوهم ويكرروا عليهم معانيها، لأن أرض قلوبهم تكون لينة وسهلة، وفيها قدرة قوية على الإيمان بالغيب، وهذا يجعل (لا إله إلا الله) ثابتة في مكانها، فما إن يتعدوا سن البلوع إلا و يبدؤون بحصاد ثمار هذه الكلمة، أما من يتأخر في غرس هذا التوحيد فسيتأخر في حصاد ثماره.




بعض الناس يتهمنا بالوقوع تحت نظرية المؤامرة، ويوحي لنا أنه لا شيء عندنا يجعل أهل الكفر يشعرون بوجودنا، فضلا عن أن يلتفتوا لعداوتنا، وإلى هؤلاء نقول:

هذا كلام الله، لا كلامنا : 

{ كُنتُمْ (خَيْرَ أُمَّةٍ) أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}

أمة الإسلام خير أمة، شاء من شاء،  وأبى من أبى، فماذا يريد أهل الكتاب لخير أمة، وهل هم حقا غافلون عنها، وعن حسدها، وعن عداوتها؟

ننظر لكلام الله عن نياتهم ومشاعرهم تجاهنا:

🔸••🔸 أولا:  ننظر ماذا يود أهل الكتاب لنا، ومدى حبهم لنا : 

{ (ما يَوَدُّ) الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ولَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ }


{ (ودَّ) كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا (حَسَدًا) مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }


{ (وَدَّت) طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٦٩)}

{ ها أَنتُمْ أُولَاءِ (تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ) } !!!


🔸••🔸ثانيا:   ننظر على أي شيء يعض أهل الكتاب أناملهم :

{ ها أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا

(عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ)!!!

قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١١٩)}.


🔸••🔸ثالثا:  ننظر متى يفرح أهل الكتاب، ومتى يساؤون:

{ إن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ (تَسُؤْهُمْ) وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ (يَفْرَحُوا) بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } !

هل بعد هذا البيان بيان؟!

من مدارسة سورة آل عمران


🔺 سنوات التربية سنوات مرابطة للوالدين، ولذلك الأم وقيمتها الكبيرة وأجرها العظيم كثير منه إنما هو لأجل أنها مرابطة على أعظم الثغور، والمرابطة تستلزم منها أن تعرف ماذا ستقول، وكيف ستربي، وهذه المعرفة ليست كلاما تحفظه، بل هي معان تعيشها ثم تنقلها، ثم المتربي في لحظة إدراك سينتفع بها، فلا تستعجل أيها المربي، فالعجلة من أكبر أخطاء التربية.

🔺الخوف أهم مشاعر الطفولة فلابد من استثمار هذا الخوف لتخريج إنسان يشعر أن وليه الله تعالى، أيها المربي لابد أن تعد المتربي ليكون إنسانا وليه الله، ليكون عبدا يشعر بمعنى الألوهية.

التربية للغد.


🔺 الأشهر الحرم

اجعلها مميزة في قلبك، مميزة في حياتك.

إن مجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خير كثير.

كلنا مسافرون.. ومحطتنا الأخيرة عند رب العالمين، ومثل هذه المواسم تختصر الكثير الكثير من وعورة الطريق؛ فبادر وتلق هبات الله بالتعظيم فهي أهل للتعظيم.


Forward from: زاد الطريق
سلسلة تعظيم الأشهر الحرم ✨《٣》

🔹 (اجتنب المحارم) :

تعظم الذنوب في هذه الأشهر من جهتين :
من جهة الذنب نفسه
ومن جهة عظمة الشهر

فعليك أن تستحضر هذا كلما لاحت لك المعاصي بصورتيها :

* المخطط لها (تفكر مليا وتخطط لها)
* وغير المخطط لها (تفجؤك فتقع فيها)
ولاشك أن الذنوب المخطط لها هي الأشد خطرا، والأصعب علاجا، وهي ناتج قسوة في القلب قد ترعرت وسقيت وغذيت، ولهذا ستحتاج منك إلى قوة استغاثة بالله، وقوة( تقوى) وحسن استفادة من تخويف الله لك حين عظم العقوبة عليك في هذه الأشهر ؛ فإن في هذا التخويف رحمة - وأي رحمة- لو وجدت منك قلبا مصغيا .

أما الذنوب غير المخطط لها فتوسل إلى الله أن يحميك منها، واعتصم به يمنعك.
ألم يخبرك أنه مولاك ؟
ألم يخبرك أنه  (نعم المولى ونعم النصير )؟!
ألم تنتبه أن من ولايته لك أن ينبهك ..أن يذكرك ...
فقد يرفع الأذان مثلا وأنت على ذنبك؛ فتنبه أنه تنبيه ..لاتهمله ..لاتتركه فيتركك..!
الله يحرك قلبك فتحرك له ..لاتجمد فليس الآن زمن الجمود.


سلسلة تعظيم الأشهر الحرم✨《٤》والأخير.

🔹(أد الحقوق) :
حقوق الزوج ...حقوق الأبناء..حقوق الأرحام...حقوق الجيران والمسلمين جميعا ..

ابتعد عن المظالم جميعها  ومن أعظم الظلم للنفس إطلاق الألسن في أعراض المسلمين لأن ذلك يوردها مهالك الدنيا والآخرة .

🔹  (انتبه لخواطرك) :

الخواطر مبدأ الأخطار ؛ فاحبس  نفسك عن إيرادها، وأكثر من الذكر يطردها، واعلم أن اللغو الفكري من أعظم أنواع اللغو الذي يؤثر على صلاتك وسائر حياتك  .

وإن طلبت جامعا لكل ما ذكر فعليك أن تعلم أنه يلزمك كي لاتقع في الظلم في الأشهر الحرم أن تكون معظما لها ،

وأن تعلم أن التعظيم يكون :

بزيادة التقوى ،

وبالاجتهاد في العمل الصالح  .

وفقنا الله وإياك لتعظيم مايعظم ربنا، وجعلنا ممن يعجلون ليرضى.




Forward from: زاد الطريق
سلسلة تعظيم الأشهر الحرم✨《٢》

فإن قلت: قد تبين لي وجوب تعظيمها؛ فما هي صورة هذا التعظيم ؟

قيل لك:
لا يطلب منك أن تأتي بأمور جديدة؛ بل أظهر لربك اهتمامك بما يلي:

🔹(بفرائضه) عليك أولًا، وأهم ذلك : الصلاة :

* اعتن بتكبيرة إحرامها؛ فبتلك التكبيرة تنعقد صلاتك، ولك أن تتصور شأن ما به تنعقد الأمور.

* اعتن بفاتحتها، واستبشر بكلامك مع ربك فيها، ربك الذي علمك كيف تخاطبه وبم تخاطبه وماذا تطلب منه !

هو يعلم أنك بأمس الحاجة لهذا الطلب ؛ فاطلبه طلب المحتاج لا طلب المستغني !

* أطل ركوعك وعظم فيه معبودك كما أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم.

* أطل سجودك، وأظهر فيه حاجتك لتقريبه لك، ولتعليمه لك ، ولتبصيره لك، ولفتحه الباب لك، ولقبوله لك.

🔹ثم سد خللها (بالنوافل) :

لاتستهن أبدا بالنوافل؛ فإنها سبب للولاية فيكون الله سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تبصر به!
بهذا النظرة انظر إليها.

* ثم سبح بعد الصلوات؛ فإن للتسبيح شأن لو جئت تجمع ماقيل فيه في القرآن والسنة لثار منك العجب.

يتبع


سلسلة تعظيم الأشهر الحرم ✨《١》

لقد اقتضت رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين
-أن يربيهم فيحسن تربيتهم
-وأن يأخذ بأيديهم في طريقهم إليه  ؛
لعلمه بضعفهم والتواء نفوسهم ورضوخهم تحت نيرها،

فكان من حكمته سبحانه أن يخرجهم من مدرسة ويدخلهم في أخرى  يتروضون فيها على التحرر من ذل ذاك الرضوخ، ويعتادون الارتقاء إليه بقلوب مطهرة ، مستفيدين غاية الاستفادة مما يفرضه عليهم من أدوات تعينهم على تحقيق هذا المقصد العظيم،
وها أنت ترى أنهم ماكادوا يخرجون من مدرسة رمضان العظيمة قاطفين ثمرته الكبرى ألا وهي( التقوى ) والتدرب على التقوى  حتى أدخلهم سبحانه مدرسة الأشهر الحرم وأنبأهم بحرمتها وبمضاعفة الأجر فيها، وبتعظيم السيئات فيها; ليستطيع الواحد منهم شدّ إزاره، والاجتهاد فيها أكثر مايستطيع،
ثم ليكون ذلك دربة له في باقي الأشهر؛
فإذا اتقى الله تعالى ، وجاهد فيها وجد نفسه في سائر الشهور متقيا محترسا متيقظا قد صار له ذلك عادة وسجية .

قال الماوردي : ليكون كفهم فيها عن المعاصي ذريعة إلى استدامة الكف في غيرها توطئة للنفس على فراقها مصلحة منه في عباده ولطفا بهم .

فلتحذر أيها المسلم مِن أن تجد نفسك قد حملت من الآثام في أشهر قلائل، ما قد يحمله عتاة العصاة في سنوات لأجل  أنك فعلتها في هذه الأشهُر الحرم!

ولتحذر أيها المسلم من أن يكون حظك منها هو الاعتراض والتساؤل :

لم حُرِّمت هذه الأشهر دون غيرها ؟! لم مُيّزت هذه الشهور دون غيرها ؟!
فإن لله أن يصطفي من شهوره مايشاء، كما له أن يصطفي من خلقه مايشاء؛
فليكن همّك فيها همّ كل عاقل علم أن ربه حكيم فسلّم لحكمته، وجعل سؤاله عنها سؤال العقول السليمة التي تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع لا بصورة الاعتراض;  فخاطب نفسه قائلا :

كيف أغتنم غنيمتها؟

كيف أقطف ثمرتها ؟

كيف أقبَل منّة ربي علي فيها ؟

ربك الذي جعلها لك  محلاًّ لمضاعفة الأجر، وخوّفك  فيها من عظم الوزر ؛ يقويك بذلك على نفسك، ويعلمك أنك تستطيع التقوى، والمتاجرة، والربح

فاجتهد في الطاعة كما ينبغي
وتخير من عظائم الأمور أكثرها أجرا؛ فاملأ بها وقتك، وأفرغ فيها جهدك
فلعلك أن تفوز بأجور السنين في قليل من الشهور  .

فإن قلت : قد تبين لي حرمة هذه الشهور وعظيم شأنها فكيف أفعل ؟

قيل لك:
أول ماينبغي عليك مراعاته والاعتناء به هو أن تكون معظما لما عظم الله، فإن تعظيمك له دليل تقواك،

قال تعالى :
(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

وعلى القلوب مدار الأمر;  فإنك إن دخلت الشهر الحرام معظما، وجمعت إلى ذلك العمل الصالح;  فقد أعطيت نفسك حظها من الإنصاف والتكريم، وأخرجتها من الظلم الذي نهاك عنه مولاك قائلا لك:
(فلا تظلموا فيهن أنفسكم)!
يوصيك سبحانه بنفسك ؛  فلا تغفل عن وصاياه !

واعلم أن الظلم هنا له شقان :

* تظلم نفسك وتجني عليها حين تفوت العمل الصالح في الزمن الفاضل .

* وتظلم نفسك وتجني عليها حين تعمل المحرمات في زمن سماه ربك حراما، لعظم حرمته، وحرمة الذنب فيه.



https://t.me/zadaltareq/1096




جديدنا في مدونة علم ينتفع به💡
https://anaheedblogger.blogspot.com/?m=1






فلا تظن أن المطلوب منك عدم الخوف، لأن عدم الخوف من قسوة القلب، وقد أخبرنا الله تعالى أنه يرسل بالآيات تخويفًا، وعلّمنا أن موسى عليه السلام حين جاءه ما يخيف خاف، وخرج منها خائفًا يترقب؛  لكنه لما خاف نادى: ربِّ!  ربِّ!
فلا بد من الخوف؛ لكن تَسكُن نفسك باللجوء إلى الله، فما تَسكُن النفوس إلا بذكر الله، و ما تَسكُن النفوس إلا بالتوكل على الله، ولذلك حين قال النبي ﷺ للصحابة عن يوم القيامة ما أفزغ قلوبهم قالوا: فما نصنع يا رسول الله؟
قال: قولوا: "حسبنا لله و نعم الوكيل، توكلنا على الله"!
يعني يكفينا الله ما أهمنا من شأن الآخرة.

قد يقول قائل : هناك أبواب معينة أصبحت بعد التوكل لا أخاف منها؛ فهل هذا من قسوة القلب؟

نقول: هناك نقاط نمارس فيها التوكل، ونمارسه حتى يصبح من أصل عقيدتنا، من أصل حركة قلوبنا، فهذا ليس قسوة، بل هو مصداق حديث الرسول ﷺ:  "تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ..." الحديث.  أخرجه مسلم.
هذا القلب الذي صار أبيض مثل الصفا قد جاءته التجربة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، و هو ينجح، و ينجح، و ينجح إلى أن يثبّته الله عز وجل، وهنا نقول: إن هذا المكان قد اكتوى بمعرفة الله؛ فلم يعد يخاف من هذه الفتنة بالتحديد، ويبقى عليه أن يفعل مثل ذلك في كل نقطة.

وهذا مثال يوضح هذا الكيَّ النافع:
خائف من المرض لأنه لم يمرض من قبل، وأنت قد جربت المرض، وتوكلت على الشافي؛ فشفاك، فتقول له بناءً على ما مررت به ومارسته: لا تخف، توكل على الله تجده خير وكيل!
أنت الآن قد نجحت بالتوكل في مسألة الشفاء حتى أصبح هذا التوكل من أصل حركة قلبك، أما هو فما زال عليه الجهاد في هذه النقطة.

وهكذا قل في كل المسائل، ولكن لا بد أن تعلم أنه لأجل أن يحصل هذا التوكل لا بُد أن يجمع المؤمن بين أمرين مهمين:
١-  لا بُد أن يكون الله تعالى "نعم الوكيل" في نفسه، وهذا لا يأتي إلا من معرفة صفاته!
2-  ولا بد أن تكون "وكفى بالله وكيلًا" في نفسه أيضًا، بمعنى أن يكون متيقنًا أن غيره لا يفعل شيئًا.


أسأل الله بمنه و كرمه أن يجعلنا من الموحدين المخلصين، المشغولين بذكره عن ذكر كل شيء.

وعلينا أن نحذر من أن يكون ذكر المرض والوباء وذكر عواقبه وآثاره أكثر في قلوبنا وألسنتا من ذكر الله،  فو الله هذه هي المصيبة؛ لأن الوباء يأتي ابتلاءً لأجل أن نذكر الله، ونخاف منه، ونعود إليه، ونستغفره، فكيف بعد ذلك نذكر الوباء أكثر مما نذكر الله، ونهرب من الوباء أكثر مما نهرب من سخط الله، و نخاف من الوباء أكثر مما نخاف من الله؟!

صرف الله عنا الوباء والبلاء، وشفى مرضى المسلمين، و أعاد علينا نعماءه كما كانت و أفضل.  اللهم آمين.


زاد الطريق:
كلمات في التوكل

إذا كان للتوحيد قلب ينبض فهو التوكل!

المتوكل  كلما جاءته الأخبار نبض توحيده بالتوكل، وكلما جاءته الرغبات نبض توحيده بالتوكل، وهذا يعني أن التوكل هو حياة التوحيد!


لماذا كان للتوكل هذا المقام الرفيع، وبأي شيء استحق هذه المنزلة؟!

الجواب: لأن التوكل ينبئ عن قوة الإيمان بأسماء الله، وصفاته، وأفعاله؛ فمن صدق في الإيمان بصفات الله اعتمد عليه!

الله تعالى سمى نفسه في القرآن في عدة مواضع بالوكيل، وسمى نفسه بالكفيل، والكافي، والحفيظ؛ فمن آمن بهذه الأسماء وما فيها من صفات، ووحد الله بها، ووصفه بكمالها؛ تأثر بهذا الإيمان قلبه؛ فتيقن بكفاية الله له، وتيقن بقيام الله به، وتيقن أن غير الله لا يقوم به.

(هذه عقيدة القلب).
ولا بد لهذه العقيدة أن ينتج عنها عمل، وهو السكون والطمأنينة، والتفويض والتسليم؛ فلو أن النفس أصابها قلق فعملت عمل المضطرب؛ سكّنها صاحبها وأدبها بما معه من عقيدة صحيحة بأن الله هو الوكيل، وهو الحفيظ ، وهو الكافي،  وأن غيره لا يفعل ذلك.

هناك خانتان في القلب:
- خانة عقيدة.
- وخانة عمل.
فمكان العقيدة هو مكان العلم عن الله وصفاته.
ومكان العمل هو مكان الشعور بهذا العلم والانفعال به، وهذا المكان هو الذي يضطرب في المواقف، لأنه مثل العلبة الفارغة التي تنتظر ما يثقلها لتستقر، خصوصا لما تهب الريح.

وعلى هذا؛ فماذا يفعل المؤمن ليحل مشكلة اضطرابه؟

يأخذ من عقيدته مثل الشيء الثقيل، و يضعه في مكان العمل؛ فيحصل السكون و الهدوء، و تسكن الاضطرابات!
يستورد من عقيدته ويضعه فيما لأجله تعلم تلك العقيدة!
لسان حاله يقول: إنما تعلمت هذا العلم لأجل هذه المواقف!
إنما تعلمت هذا العلم لأنجو به في أوقات أزمتي وضعفي!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه خير وكيل؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه نعم المولى ونعم النصير؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه الذي يدفع البلاء، وأنه الذي يرفعه إذا وقع؟! ثم يكفّر به الذنوب، ويرفع به الدرجات؟!

الإنسان دائمًا يواجه مخاطر يضطرب لها قلبه من الخوف، لكن حال المتوكل غير حال الناس كلهم؛ فالمتوكل بمجرد ما تحصل حركة الخوف عنده يوكل الله مباشرة على الشأن الذي هو فيه، لا يغيب عنه هذا المعنى أبدًا:

-  فلو كان مريضًا قال: أنا أوكل الله أن يشفيني لأنه الشافي!
-  وإن كان خائفًا من وقوع بلاء قال: أنا أوكل الله أن يؤمنني، لأنه المؤمن.
-  وإن كان مدينًا قال: أنا أوكل الله أن يرزقني، لأنه الرزاق!
-  وإن كان جاهلًا قال: أنا أوكل الله أن يعلمني، لأنه الرب المصلح!
-  وإن كان صاحب تجارة وعمل وذهب الممولون وأصحاب الأموال قال: أنا أوكل الله أن يدبرني، لأنه  مالك الأرض والسماء الحي الذي لا يموت ولا يشغله شأن عن شأن.
-  وإن كان مكسور القلب قال: أنا متوكل على الله أن يجبر كسري، لأنه الجبار!

وهكذا المتوكل ينطلق من (التوكل) لكل أسماء الله الحسنى!

وبهذا نفهم أن التوكل شأن عظيم، وهو دليل على إيمانك بالله وبصفاته وبأفعاله، فإذا آمن العبد حقًّا بأسماء الله وصفاته، ووحده بها؛ فلا بد أن يظهر هذا في توكله.

وعلى هذا؛ لا يمكن للمؤمن أن يتوكل إلا إذا جمع علمًا عن صفات الله، فأنت توكل الله على سائر أمورك لأنك تعرف أنه المدبر، وأنه الحفيظ، وأنه القدير، وأنه السلام، وأنه الشافي، وأنه مُصرف الأمور، و أنه الوهاب، و أنه الغني الذي يغني عباده، وأنه السميع البصير، القريب المجيب، فتناديه و تُناجيه وتسند إليه ما أهمك! 
كل هذا يجعلك في أي شأن معتمدًا على الله متوكلًا عليه!
ولأجل ذلك كان التوكل قلب التوحيد النابض؛ فالتوحيد بدن، والتوكل قلب له؛ كلما جاءت الأخبار نبض، وكلما جاءت الرغبات نبض!

تجد في أحوال الناس من البلاءات في نفوسهم، أو في أموالهم، أو في فقد أحبتهم ما يجعلك تظن أنك مهما قلت وواسيت ستبقى تلك القلوب مكسورة مجروحة، ولا يمر على خاطرك أو خواطرهم أن هناك شيئًا ما يستطيع جبر هذا الكسر أبدًا؛ فلا تجد حينها بلسمًا ينساب إلى أفئدتهم خيرًا من التوكل!
قل لهم: توكلوا على الله واعتمدوا عليه يأتكم الجبر من حيث لا تحتسبون، وتُمسح الآلام وتفرج الكروب!
توكلوا على ربكم و هو يكفيكم ما أهمكم من جهة قلوبكم وجروحكم، ويكفيكم ما أهمكم من جهة ما فقدتم.

المتوكل يعيش حياة غير حياة الناس، ويسعى لأن يعيش الناس تلك الحياة!
المتوكل ينتفع بتربية الله له، ويسعى للفت أنظار الناس لتلك التربية!
يقول لنفسه ولمن حوله:
قد كنا من قبل في ضيق وفرجه الله، قد كنا في حزن وأزاله الله، قد أوشكنا أن نُفضح وسترنا الله، فكيف يخيبنا اليوم الله؟
والله لا يخيبنا أبدًا ! قد عودنا أن يُنجينا و أن يُعطينا وأن يسترنا وأن يجبرنا وأن يرحمنا وأن يُؤوينا وأن يغنينا.

فأظهر لله حال الطمأنينة، وقل: ما دمت معي فلن يقعدني خوف.
وهذا لا ينافي أن تشعر بالخوف الطبيعي؛
يتبع


🔺 أنت كعبد مؤمن يفترض أن يكون قلبك ممتلئًا بالشعور أن الأمر كله بيد الله.


🔺 { تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ}

لحظة الخوف من الله لحظة ثمينة عند المؤمن، فما أعظم هذه اللحظة في إزالة الذنوب، لهذا على العبد أن يحرص على توفير أسباب إيجاد هذه اللحظة وظهورها.


🔺 ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾

علينا أن ننتبه هنا إلى أمر مهم، وهو أن العبد قد ينسى نفسه وتحقيق مصالحها على الرغم من أنه يقوم بأعمال صالحة من صلاة وغيرها، لكن العلة أنه يفعلها بلا روح، قليلا ما يذكر الله فيها، فيبقى هذا القلب متشتتا وراء أمور الدنيا دون أن يرتوي بذكر الله الذي يعينه على القيام بما ينفعه في معاده.

20 last posts shown.