Forward from: هُتِك حجابُ الله
ما هي الرمزيّةُ والدِلالةُ في وُقوفِ رسولِ اللهِ مُستأذناً على دارِ ابنتِهِ فاطِمةَ قبلَ دُخولِهِ؟
:
❂ نقرأ في سُورةِ النورِ المُباركة:
{يا أيُّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتًا غيرَ بُيوتِكُم حتّى تستأنِسُوا وتُسَلِّموا على أهلِها..}
ورد عن أهلِ البيتِ"صلواتُ اللهِ عليهم" في تفسيرِ القُمّي في معنى قولِهِ:"تستأنسوا" قال: تستأذنوا.
مِن المُؤلمِ جدّاً أنّك ترى هذه الأُمّةَ الضالّةَ المَخذولةَ تهتَمُّ بتطبيقِ هذه الأوامرِ الإلهيّةِ والآدابِ القُرآنيّةِ على بيوتاتِ الناس..ولكن حين يصِلُ الأمرُ إلى البيتِ العَلَويِّ الطاهرِ الّذي يقِفُ على بابِهِ سيّدُ الكائناتِ مُستئذناً..تتعطّلُ هذه القوانينُ ولا يعبأُ بها أحد!
فتُهتَكُ حُرمةُ هذا البيتِ الطاهرِ مِن قِبَلِ رُموزِ السقيفةِ الأوباش ويُدخَل على الصدّيقةِ الكُبرى بيتُها بلا استئذان!
أيُّ ظُلامةٍ مَريرةٍ هذه؟!
فلنتأمّل معاً ماذا يُحدّثُنا سُليم بن قيس بشأنِ هذه الظُلامةِ الفاطميّةِ الأليمةِ جدّاً؟
يُحدِّثُنا سُليم بن قيس، يقول:
(قلتُ لسلمان"المُحمّدي": أدَخلوا على فاطِمةَ "عليها السلام"بغَيرِ إذن؟ فقال سلمان: إي واللهِ..وما عليها مِن خِمار!)
لاحظوا أنّ سلمان في جوابِهِ يُقسِمُ لِسُليم ويقول: (إي واللهِ)
لماذا هذا القَسَم؟!
لأنّ سُليم كان يسألُ سلمان مُندهشاً ومُتحيِّراً لا يكادُ يُصدِّقُ هذا الأمرَ الفظيع جدّاً!
فالبيتُ الّذي دخلوهُ بغَيرِ إذنٍ هو البيتُ المُسْقَفُ بعرشِ الرحمن كما يصِفُهُ إمامُنا الباقر في حديثٍ له يقولُ فيه:
(بيتُ عليٍّ وفاطِمةَ حُجْرةُ رسولِ الله، وسَقْفُ بيتِهم عرشُ ربِّ العالمين، وفي قَعْرِ بُيوتِهم فُرْجةٌ مَكشوطةٌ إلى العرشِ مِعراجُ الوحي،
والملائكةُ تنزلُ عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وكُلَّ ساعةٍ وطَرفةِ عين،
والملائكةُ لا ينقطِعُ فَوجُهم، فوجٌ ينزلُ وفوجٌ يصعد..)
[تأويل الآيات]
إنّه البيتُ الّذي طالما وقف عليه سيّدُ الكائناتِ مُستأذِناً -وهو والدُ الزهراء وسيّدُ الخلائقِ في هذا الوجود-!
ورسولُ اللهِ أفعالُهُ ليست أفعالاً عاديّة..خُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ في شأنِ فاطِمةَ وفي شأنِ أهلِ بيتِهِ الأطهار،
وخُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ تتكرَّرُ مِنه باستمرارٍ وبشكلٍ مُنتظم عَلَناً بمَرأى ومَسمَع مِن المُسلمين..وليس بشكلٍ شخصيٍّ داخلَ البيتِ فيما بينَهُ وبين الزهراء
فحين تُخبِرُنا الروايات(رواياتُنا ورواياتُ القومِ أيضاً) أنّ رسولَ اللهِ لأشهرٍ عديدةٍ كان يقِفُ على دارِ الزهراء أمامَ الناسِ يطرِقُ البابَ مُستأذِناً ولا يدخلُ حتّى يُؤذَنَ له..هذه التصرُّفاتُ الّتي كان يتصرَّفُها رسولُ اللهِ بمَرأىً ومَسمَعٍ مِن الأُمّة..إنّه يُريدُ مِن خلالِها أن يُرسِلَ إلينا رسائل؛
مِن هذه الرسائل:
✦ أنّه يُريدُ التأكيدَ على حُرمةِ هذا البيتِ الطاهرِ ويُبيِّنُ لنا بأنّ هتْكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحجابِ اللهِ تعالى، كما يقولُ إمامُنا الكاظم وهو ينقلُ إلينا وصايا نبيّنا الأعظم قبل رحيلِهِ، يقول:
(قال رسولُ الله"صلّى اللهُ عليهِ وآله":
ألا إنّ فاطِمةَ بابُها بابي وبيتُها بيتي فمَن هَتَكَهُ فقد هَتَكَ حِجابَ الله!
ثُمّ بكى إمامُنا الكاظِمُ طويلاً وقطَعَ بقيّةَ كلامِهِ، وقال: هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ! هُتِكَ واللهِ حِجابُ الله! هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ!..)
[البحار: ج22]
فرسولُ اللهِ أراد أن يُؤكّدَ بأنّ بيتَ فاطِمةَ هو حِجابُ اللهِ تعالى..وأنّ انتهاكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحِجابِ اللهِ تعالى
وأراد التأكيدَ أيضاً على أنّ فاطِمةَ الزهراء هي المِحورُ وهي القُطْبُ في برنامجِ الطاعةِ وبرنامجِ الإمامة،
فهي القيِّمةُ على الدين؛ يعني هي سيّدةُ الدين المُشرِفةُ على الدين،
ولِذا وصفها رسولُ اللهِ بأنّها"أمُّ أبيها"
لأنّها القيّمةُ على الدين في زمنِ أبيها رسولِ الله..وهي القيّمةُ على الدين على طُولِ الخط،
ومِن هُنا فإنّ رسولَ اللهِ إذا ما كان في سَفَرٍ خارجَ المدينةِ وعاد ودخل المدينةَ فإنّ أوّلَ شخصٍ يذهبُ لزيارتِهِ وتجديدِ العهدِ به "فاطِمة"
وحين يكونُ خارِجاً مِن المدينة(يعني مُغادراً) فإنّ آخِرَ شخصٍ يُودِّعُهُ رسولُ اللهِ قبل خُروجِهِ وسَفَرِهِ"فاطِمة" أيضاً
هذه التصرُّفاتُ مِن نبيّنا لم تكن لأمرٍ أُسَريٍّ عاطِفيٍّ،
القضيّةُ دقيقةٌ وعميقةٌ جداً..لأنّ الزهراء هي القيّمة..وهذا القرآنُ واضحٌ أمامَنا في سُورةِ البيّنة، في قولِهِ تعالى: {وذلك دينُ القيّمة}
فإمامُنا الباقر يقول: (القيّمةُ هي فاطِمة"صلواتُ اللهِ عليها")
فالقيّمةُ هي المُشرِفةُ على دينِ الله،
بل هي المُشرِفةُ على هذا الوجود..والدينُ جزءٌ يسيرٌ مِن شؤون هذا الوجودِ الأعظم،
ومِن هُنا كانت الزهراء إماماً للأئمّةِ مِن وُلْدِها المعصومين وهي الحُجّةُ عليهم كما يقولُ إمامُنا الزاكي العسكري:
(نحنُ حُجَجُ اللهِ على الخَلْقِ وفاطِمةُ أُمّنا حُجّةٌ علينا)
➖➖➖➖➖➖
*منقول
:
❂ نقرأ في سُورةِ النورِ المُباركة:
{يا أيُّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتًا غيرَ بُيوتِكُم حتّى تستأنِسُوا وتُسَلِّموا على أهلِها..}
ورد عن أهلِ البيتِ"صلواتُ اللهِ عليهم" في تفسيرِ القُمّي في معنى قولِهِ:"تستأنسوا" قال: تستأذنوا.
مِن المُؤلمِ جدّاً أنّك ترى هذه الأُمّةَ الضالّةَ المَخذولةَ تهتَمُّ بتطبيقِ هذه الأوامرِ الإلهيّةِ والآدابِ القُرآنيّةِ على بيوتاتِ الناس..ولكن حين يصِلُ الأمرُ إلى البيتِ العَلَويِّ الطاهرِ الّذي يقِفُ على بابِهِ سيّدُ الكائناتِ مُستئذناً..تتعطّلُ هذه القوانينُ ولا يعبأُ بها أحد!
فتُهتَكُ حُرمةُ هذا البيتِ الطاهرِ مِن قِبَلِ رُموزِ السقيفةِ الأوباش ويُدخَل على الصدّيقةِ الكُبرى بيتُها بلا استئذان!
أيُّ ظُلامةٍ مَريرةٍ هذه؟!
فلنتأمّل معاً ماذا يُحدّثُنا سُليم بن قيس بشأنِ هذه الظُلامةِ الفاطميّةِ الأليمةِ جدّاً؟
يُحدِّثُنا سُليم بن قيس، يقول:
(قلتُ لسلمان"المُحمّدي": أدَخلوا على فاطِمةَ "عليها السلام"بغَيرِ إذن؟ فقال سلمان: إي واللهِ..وما عليها مِن خِمار!)
لاحظوا أنّ سلمان في جوابِهِ يُقسِمُ لِسُليم ويقول: (إي واللهِ)
لماذا هذا القَسَم؟!
لأنّ سُليم كان يسألُ سلمان مُندهشاً ومُتحيِّراً لا يكادُ يُصدِّقُ هذا الأمرَ الفظيع جدّاً!
فالبيتُ الّذي دخلوهُ بغَيرِ إذنٍ هو البيتُ المُسْقَفُ بعرشِ الرحمن كما يصِفُهُ إمامُنا الباقر في حديثٍ له يقولُ فيه:
(بيتُ عليٍّ وفاطِمةَ حُجْرةُ رسولِ الله، وسَقْفُ بيتِهم عرشُ ربِّ العالمين، وفي قَعْرِ بُيوتِهم فُرْجةٌ مَكشوطةٌ إلى العرشِ مِعراجُ الوحي،
والملائكةُ تنزلُ عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وكُلَّ ساعةٍ وطَرفةِ عين،
والملائكةُ لا ينقطِعُ فَوجُهم، فوجٌ ينزلُ وفوجٌ يصعد..)
[تأويل الآيات]
إنّه البيتُ الّذي طالما وقف عليه سيّدُ الكائناتِ مُستأذِناً -وهو والدُ الزهراء وسيّدُ الخلائقِ في هذا الوجود-!
ورسولُ اللهِ أفعالُهُ ليست أفعالاً عاديّة..خُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ في شأنِ فاطِمةَ وفي شأنِ أهلِ بيتِهِ الأطهار،
وخُصوصاً إذا كانت هذه الأفعالُ تتكرَّرُ مِنه باستمرارٍ وبشكلٍ مُنتظم عَلَناً بمَرأى ومَسمَع مِن المُسلمين..وليس بشكلٍ شخصيٍّ داخلَ البيتِ فيما بينَهُ وبين الزهراء
فحين تُخبِرُنا الروايات(رواياتُنا ورواياتُ القومِ أيضاً) أنّ رسولَ اللهِ لأشهرٍ عديدةٍ كان يقِفُ على دارِ الزهراء أمامَ الناسِ يطرِقُ البابَ مُستأذِناً ولا يدخلُ حتّى يُؤذَنَ له..هذه التصرُّفاتُ الّتي كان يتصرَّفُها رسولُ اللهِ بمَرأىً ومَسمَعٍ مِن الأُمّة..إنّه يُريدُ مِن خلالِها أن يُرسِلَ إلينا رسائل؛
مِن هذه الرسائل:
✦ أنّه يُريدُ التأكيدَ على حُرمةِ هذا البيتِ الطاهرِ ويُبيِّنُ لنا بأنّ هتْكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحجابِ اللهِ تعالى، كما يقولُ إمامُنا الكاظم وهو ينقلُ إلينا وصايا نبيّنا الأعظم قبل رحيلِهِ، يقول:
(قال رسولُ الله"صلّى اللهُ عليهِ وآله":
ألا إنّ فاطِمةَ بابُها بابي وبيتُها بيتي فمَن هَتَكَهُ فقد هَتَكَ حِجابَ الله!
ثُمّ بكى إمامُنا الكاظِمُ طويلاً وقطَعَ بقيّةَ كلامِهِ، وقال: هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ! هُتِكَ واللهِ حِجابُ الله! هُتِكَ واللهِ حِجابُ اللهِ!..)
[البحار: ج22]
فرسولُ اللهِ أراد أن يُؤكّدَ بأنّ بيتَ فاطِمةَ هو حِجابُ اللهِ تعالى..وأنّ انتهاكَ حُرمتِهِ هو هتْكٌ لِحِجابِ اللهِ تعالى
وأراد التأكيدَ أيضاً على أنّ فاطِمةَ الزهراء هي المِحورُ وهي القُطْبُ في برنامجِ الطاعةِ وبرنامجِ الإمامة،
فهي القيِّمةُ على الدين؛ يعني هي سيّدةُ الدين المُشرِفةُ على الدين،
ولِذا وصفها رسولُ اللهِ بأنّها"أمُّ أبيها"
لأنّها القيّمةُ على الدين في زمنِ أبيها رسولِ الله..وهي القيّمةُ على الدين على طُولِ الخط،
ومِن هُنا فإنّ رسولَ اللهِ إذا ما كان في سَفَرٍ خارجَ المدينةِ وعاد ودخل المدينةَ فإنّ أوّلَ شخصٍ يذهبُ لزيارتِهِ وتجديدِ العهدِ به "فاطِمة"
وحين يكونُ خارِجاً مِن المدينة(يعني مُغادراً) فإنّ آخِرَ شخصٍ يُودِّعُهُ رسولُ اللهِ قبل خُروجِهِ وسَفَرِهِ"فاطِمة" أيضاً
هذه التصرُّفاتُ مِن نبيّنا لم تكن لأمرٍ أُسَريٍّ عاطِفيٍّ،
القضيّةُ دقيقةٌ وعميقةٌ جداً..لأنّ الزهراء هي القيّمة..وهذا القرآنُ واضحٌ أمامَنا في سُورةِ البيّنة، في قولِهِ تعالى: {وذلك دينُ القيّمة}
فإمامُنا الباقر يقول: (القيّمةُ هي فاطِمة"صلواتُ اللهِ عليها")
فالقيّمةُ هي المُشرِفةُ على دينِ الله،
بل هي المُشرِفةُ على هذا الوجود..والدينُ جزءٌ يسيرٌ مِن شؤون هذا الوجودِ الأعظم،
ومِن هُنا كانت الزهراء إماماً للأئمّةِ مِن وُلْدِها المعصومين وهي الحُجّةُ عليهم كما يقولُ إمامُنا الزاكي العسكري:
(نحنُ حُجَجُ اللهِ على الخَلْقِ وفاطِمةُ أُمّنا حُجّةٌ علينا)
➖➖➖➖➖➖
*منقول