أقوى وجوه نقد الموضوعية الحيادية = بيان أنها ناتجٌ عضويٌّ للإطار الفلسفي الغربي ، وهو إطارٌ علمانيٌّ لا يرى الدين علمًا ، بل اختيارًا ذاتيًا لا يمكن التحقق من صحته بطريقةٍ "علميةٍ" ، مما يجعل القول بالموضوعية الحيادية قولًا مفهومًا ومبرَّرًا في سياق هذا الإطار .
لكن الأمر يختلف في سياق الإطار الإسلامي ؛ لأن الدين فيه هو أصل العلم كله ، ويمكن التحقق من صحته بطريقةٍ "علميةٍ" ، مما لا يجعل للموضوعية الحيادية محلًّا في سياق الإطار الإسلامي ، ولا تحضر - إذا حضرت عند الباحث المسلم - إلا في صورةٍ انفصاميةٍ مشوَّهة .
يقول جعفر شيخ إدريس في بيان معنى ما سبق ( .. والدعوة إلى إسلامية العلوم هي إذن دعوةٌ إلى تأكيد الموضوعية لا إلى التخلي عنها ؛ لأنها دعوةٌ إلى أن يكون إطارُها الفلسفيُّ نفسُه قائمًا على حقائق موضوعيةٍ ، إنها دعوةٌ إلى أن يفكر العالِمُ ويشاهد ويجرِّب ويستنتج وهو مؤمنٌ بالله وبأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلامُ الله ؛ لأن هذه نفسُها حقائقُ موضوعيةٌ عنده دليلٌ عقليٌّ على صحتها .. وإذا كانت الدعوة إلى إسلامية العلوم لا تخالف الموضوعية بل تؤيدُها ، فإنها تضع للعالِم المسلم حلًّا لمشكلةٍ نفسيةٍ لا يشعر بها العالِمُ الملحد ، ولكن يشعر بها كثيرٌ من العلماء المؤمنين بالنصرانية أو المعتقدين في وجود الخالق وفاعليته ، أعني مشكلة الانفصام بين شخصية الإنسان وهو يبحث في مجاله العلمي ويكتب ويناقش ، وشخصيته وهو يتلو كتاب الله تعالى ويصلِّي ويصوم ويتزوج ويعاشر الناس .
والانفصام سببه أنَّ الحالةَ الأولى تفرضُ عليه أن ينسى إيمانه أو يُعلِّقه ، والحالة الثانية تدعوه إلى أن يذكر هذا الإيمان ويستشعره .. إن المبدأ الذي يجمع هذا الشتات هو مبدأ التوحيد ، مبدأ الإيمان بالله واحدًا لا معبود بحقٍّ سواه ، والإيمان بأن طريق محمدٍ صلى الله عليه وسلم هو وحده الطريق الموصل إلى الله ) .
مناهج التفكير الموصلة للحقائق الشرعية والكونية (١٧٤-١٧٩) .
لكن الأمر يختلف في سياق الإطار الإسلامي ؛ لأن الدين فيه هو أصل العلم كله ، ويمكن التحقق من صحته بطريقةٍ "علميةٍ" ، مما لا يجعل للموضوعية الحيادية محلًّا في سياق الإطار الإسلامي ، ولا تحضر - إذا حضرت عند الباحث المسلم - إلا في صورةٍ انفصاميةٍ مشوَّهة .
يقول جعفر شيخ إدريس في بيان معنى ما سبق ( .. والدعوة إلى إسلامية العلوم هي إذن دعوةٌ إلى تأكيد الموضوعية لا إلى التخلي عنها ؛ لأنها دعوةٌ إلى أن يكون إطارُها الفلسفيُّ نفسُه قائمًا على حقائق موضوعيةٍ ، إنها دعوةٌ إلى أن يفكر العالِمُ ويشاهد ويجرِّب ويستنتج وهو مؤمنٌ بالله وبأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلامُ الله ؛ لأن هذه نفسُها حقائقُ موضوعيةٌ عنده دليلٌ عقليٌّ على صحتها .. وإذا كانت الدعوة إلى إسلامية العلوم لا تخالف الموضوعية بل تؤيدُها ، فإنها تضع للعالِم المسلم حلًّا لمشكلةٍ نفسيةٍ لا يشعر بها العالِمُ الملحد ، ولكن يشعر بها كثيرٌ من العلماء المؤمنين بالنصرانية أو المعتقدين في وجود الخالق وفاعليته ، أعني مشكلة الانفصام بين شخصية الإنسان وهو يبحث في مجاله العلمي ويكتب ويناقش ، وشخصيته وهو يتلو كتاب الله تعالى ويصلِّي ويصوم ويتزوج ويعاشر الناس .
والانفصام سببه أنَّ الحالةَ الأولى تفرضُ عليه أن ينسى إيمانه أو يُعلِّقه ، والحالة الثانية تدعوه إلى أن يذكر هذا الإيمان ويستشعره .. إن المبدأ الذي يجمع هذا الشتات هو مبدأ التوحيد ، مبدأ الإيمان بالله واحدًا لا معبود بحقٍّ سواه ، والإيمان بأن طريق محمدٍ صلى الله عليه وسلم هو وحده الطريق الموصل إلى الله ) .
مناهج التفكير الموصلة للحقائق الشرعية والكونية (١٧٤-١٧٩) .