أنتم تبنون لأمريكا هنا، وتهدمون الأمة فتفرقون كلمة الأمة وهذا هو البناء للمجتمع الذي يخدم أمريكا ويخدم إسرائيل، فيصبح مجتمعًا لا يستطيع أن يُقدم ولا يؤخر ولا يُحرك ساكنًا، مجتمع لا يستطيع أن يحافظ على ما تبقى من إسلامه في نفسه، حتى إذا بدوا في الصورة وكأنهم عملوا شيئًا ضد أمريكا، يتحركون بكل قوتهم ويتابعونهم من هنا وهناك.
هم إرهابيون من قبل، إرهابيون وهم يفرقون كلمتنا، هم إرهابيون لأنهم يؤدون بالأمة إلى أن تصير إلى قعر جهنم؛ لأن الله تهدد في هذه الآية: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105).
فمن يعمل في أوساط الطائفة الواحدة إلى أن تتفرق وتختلف وداخلها البينات، البينات التي تجمعها على كلمة واحدة، وتجمعها في صف واحد، وتجعلها جديرة بنصر الله وتأييده، البينات التي هي الهدى من الله في معتقداتها في مواقفها، في فقهها، فتتفرق كلمتها، أليس هذا هو الدمار لهذه الأمة في الدنيا وفي الآخرة؟ هذا هو الإرهاب الحقيقي.
فكيف أصبح الحال يزعجنا أن يضرب مبنى من عدة طوابق في [نيويورك] ثم لا يزعجنا نحن – مَن نُسمّي أنفسنا [أولياء أمر] لهذا الشعب أو ذاك – لا يزعجنا أن تتهدم الأسرة ويتهدم المجتمع أسرة بعد أسرة، فتتفكك عراه، تتباين النفوس فهذا يُكفّر هذا وهذا يُضلل هذا فنصبح مجتمعًا متفرقًا، كان هذا الذي يجب أن يزعجهم، ومن أجله يقطعون يد أولئك الإرهابيين الذين يفرقون كلمة الأمة، لا أن ينزعجوا عندما يُهدم برج، أليس الله سبحانه وتعالى يريد أن نبني أنفسنا صرحًا ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))، ألم يمثل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد؟ فيجب أن يكونوا صرحًا واحدًا. فمن يهدم هذا الصرح بكلمة من يهدمه بكلمة هو أخطر من ذلك الذي يهدم برجًا بطائرة أو بصاروخ.
إن هدم صرح الأمة هو الهدم الحقيقي، هو الذي ينفع أمريكا وإسرائيل، هو الذي ينفع اليهود والنصارى، الذي يضرهم هو بناء هذه الأمة وليس هدم ذلك المبنى في [نيويورك]، الذي يُعد ضربة لأمريكا هو بناء هذه الأمة لتصبح أمة واحدة، أمة واعية، أمة قادرة على أن تقف على قدميها، هذا هو الذي يُعد ضربة لأمريكا وليس ضرب الطوابق، عدت ملايين تبني مثل ذلك البرج وانتهت الإشكالية.
{وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}في {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (آل عمران: من الآية 106) لأن ما يحصل في هذه الدنيا من مواقف بسبب جهل الناس بواقعهم ووضعيتهم، تظهر مواقف تُعتبر تدنيسًا لهذا أو لذاك أو لتلك الطائفة أو تلك الأمة، مواقف وأعمال تدنسها، عار عليها، تسود وجهها فعلًا.
من يعمل على تفريق طائفة مُحِقَّة يمكن أن تجتمع على كلمة واحدة هذا هو يُلطِّخ وجهه بالعار وبالخزي، سيقدم على الله يوم القيامة ووجهه أسود، من يتولَّ اليهود والنصارى، ويقف في خدمتهم يقدم على الله ووجهه ملطخ بالخزي والعار سيقدم على الله ووجهه أسود.
من لا يثقون بالله فيتبنون مواقف أخرى هم سيلطخون أنفسهم أيضًا بالعار وبالخزي؛ لأنهم لم يثقوا بربهم بأرحم الراحمين بهم، بالذي يهديهم إلى صراط مستقيم سيلطخون أيضا أنفسهم ويلطخون قلوبهم ويلطخون وجوههم بالعار فيقدمون على الله ووجوههم مسودة.
من يسمحون لأنفسهم أن يظلوا متفرقين مختلفين على الرغم من خطورة ما يواجهون على أنفسهم وعلى دينهم هم يجعلون أنفسهم في موقف خزي وعار أمام الله سبحانه وتعالى فيقدمون على الله ووجوههم مسودّة.
يوم القيامة يوم تتجلى فيه مواقف الناس في هذه الدنيا فمن كان في هذه الدنيا يلطخ نفسه بالعار وبالخزي وبالذل تكون سِمَتُه أن يكون وجهه أسود، ومن كانت مواقفه في هذه الدنيا مواقف صحيحة مواقف مشرفة، مواقف نظيفة يَقدم على الله ووجهه أبيض.
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah