من جَنى على هذا المبدأ هم الفقهاء أنفسهم، من جنى على هذا المبدأ نفسه هم أصحاب [أصول الفقه]، وأصحاب كتب [علم الكلام] والفقهاء أنفسهم، الذين حولوا المسألة إلى مسألة فردية: [أنت يجب عليك شخصيًا أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر]، متى؟ قال: [متى ما امتلكت القدرة أو ظنيت التأثير! ما لم فما عليك].
فجعلوا كل شخص ينظر إلى هذا الواجب العظيم، وهذا المبدأ المهم، وهذه الهداية الربانية العظيمة، كل شخص ينظر إليها بنظرة فردية ومن منطلق ذاته واستطاعته أو عدم استطاعته، وكل شخص منا سيرى في الأخير نفسه عاجزًا عن أن يعمل شيئًا، أليس هذا الذي سيحصل؟، فلنكن عشرة آلاف في منطقة سيرى كل شخص نفسه عاجزًا عن أن يعمل شيئًا هو، فيقول: إذًا ارتفع الوجوب عني، إذًا أنا لا أستطيع، والثاني مثلي، والثالث مثلي، والرابع مثلي، وهكذا.
ناسين أن القرآن، أن الله سبحانه وتعالى يقول: أنه في تحقيق هذا الأمر من المعلوم أنه لا يتأتى – وهو الشيء الطبيعي والغالب – إلا بأن يكون الناس يتحركون بشكل جماعي متوحدين؛ لذا فعليهم أن يؤهلوا أنفسهم ليصبحوا أمة قادرة حينئذٍ عندما يتوحدون، عندما يكون منهجهم واحدًا، عندما يكون منهجهم قائمًا على الاعتصام بحبل الله مجتمعين، عندما يكونون صادقين متعاونين فيما بينهم حينئذٍ سيصبحون أمة قادرة على أن تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر.
لكن وتعال فيما بعد طبِّق هذا المبدأ على أفراد هذا المجتمع المتوحد تقول له: واجب عليك إذا استطعت، ما تستطيع أنت شخصيًا ما عليك.. فعزلت أنت هذا ثم تعزل الثاني بعده والثالث بعده حتى تخرج من آخر الصف وما أحد يستطيع ستجد كل واحد يقول: والله أنا ما أستطيع أنا خلاص ارتفع الوجوب عني ولي عذري عند الله! هكذا انطلق فقهُنا، انطلقت القواعد التي تسمى [أصول فقه] لتوجه كل الخطاب الذي هو في القرآن خطاب جماعي للأمة من خلال الفرد أنه يجب عليه أن يتحرك في إطار أمة في تأهيل نفسه والآخرين ليكوِّنوا صرحًا شامخًا بأمة.
انطلقت الأشياء لتخاطب الأفراد كأفراد، وكل شخص يرجع إلى نفسه سيرى نفسه عاجزًا فيقول لله: [أنا لا أملك شيئًا، أنا لي عذري عندك ومع السلامة]!
الله هنا يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} يعلم أن كل فرد بمفرده لا يستطيع أن يعمل شيئًا، أحيانًا يحتاج الإنسان هو في تربية أسرته في الداخل في تربية أولاده إلى من يعينه من الآخرين قد تحتاج إلى هذا داخل أسرتك يحتاج إلى من يعينه من الآخرين على تربية أولاده، على تنظيم شؤون أسرته ليكونوا أسرة منضبطة.
ثم لأن المسألة في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن تكون بشكل واعٍ، وخطة واحدة، ومنهج واحد، وأسلوب واحد، وعمل واحد، وإلا فهو من المنكر أن تتحرك أنت بطريقتك الخاصة فتوجه توجيهات تعتقد أنها دعوة إلى الخير وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وآخر له خط آخر وأسلوب آخر ووجهة أخرى وثالث ورابع على هذا النحو فينزل في المجتمع ثقافات متعددة، وجهات نظر متعددة، دعوة إلى أشياء متعددة منهم من يرى أن هذا مهم بالغ الأهمية، ومنهم من يرى أن هذا لا معنى له من أصله، وكلٌ يخاطبك باسم الدين، ويخاطبك باسم النصيحة. فهذا سيصبح نفسه من المنكر؛ يؤدي إلى تفريق المجتمع، يؤدي إلى تباين وجهات نظره، يؤدي إلى تشتت وتعدد مواقفه وتباينها.
فلا بد في مقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير أن يتحركوا من قاعدة واحدة، من توجيهات واحدة، وخطة واحدة، وأساليب واحدة حتى يكون فعلًا أمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر ودعوة إلى الخير بنَّاءة، تكون نتيجتها تصب في قالب تأهيل الأمة فيما يتعلق بوحدتها، فيما يتعلق باهتماماتها بأمر الدين، وفيما يتعلق باهتمامها في مواجهة أهل الكتاب سواء في الداخل أو في الخارج.
قد تأتي أحيانًا أساليب دينية تُقدم إليك سواءً عن طريق خطب جمعة أو حلقات درس أو مدارس تقدم إليك الدين بشكل اهتمامات معينة تغيب أمامك الأشياء الأخرى المهمة، ويأتي آخر يتحرك إليك يطلعك على الأشياء التي يراها مهمة، فهذا يقول: هذه أشياء لا تشكل أي مشكلة، هذه أشياء لا يُعد الاهتمام بها شيء ضروري، ما الذي سيحصل؟ أليس سيحصل تباين في المجتمع نفسه: فمنهم من يصدق هذا ويمشي على نهجه، ومنهم من يقبل من هذا ويمشي على طريقته، فيؤدي إلى ماذا؟ أليس يؤدي إلى خلخلة وحدة الأمة حتى وإن كانت قد توحدت، حتى وإن كانت قد توحدت سيؤدي إلى ضرب وحدتها، وضرب كيانها فتخلخل صفها من جديد.
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية 104) بهذه الصِّيغَة {وَلْتَكُنْ}، أليس هذا أمر مؤكد يجب أن تكونوا على هذا النحو: أمة تتحرك، ويأتي بصيغ الفعل المضارع {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} من الصِّيَغ التي تفيد – كما يقولون – الحدوث والتجدد والحركة المستمرة في الدعوة إلى الخير، يتحرك كل
فجعلوا كل شخص ينظر إلى هذا الواجب العظيم، وهذا المبدأ المهم، وهذه الهداية الربانية العظيمة، كل شخص ينظر إليها بنظرة فردية ومن منطلق ذاته واستطاعته أو عدم استطاعته، وكل شخص منا سيرى في الأخير نفسه عاجزًا عن أن يعمل شيئًا، أليس هذا الذي سيحصل؟، فلنكن عشرة آلاف في منطقة سيرى كل شخص نفسه عاجزًا عن أن يعمل شيئًا هو، فيقول: إذًا ارتفع الوجوب عني، إذًا أنا لا أستطيع، والثاني مثلي، والثالث مثلي، والرابع مثلي، وهكذا.
ناسين أن القرآن، أن الله سبحانه وتعالى يقول: أنه في تحقيق هذا الأمر من المعلوم أنه لا يتأتى – وهو الشيء الطبيعي والغالب – إلا بأن يكون الناس يتحركون بشكل جماعي متوحدين؛ لذا فعليهم أن يؤهلوا أنفسهم ليصبحوا أمة قادرة حينئذٍ عندما يتوحدون، عندما يكون منهجهم واحدًا، عندما يكون منهجهم قائمًا على الاعتصام بحبل الله مجتمعين، عندما يكونون صادقين متعاونين فيما بينهم حينئذٍ سيصبحون أمة قادرة على أن تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر.
لكن وتعال فيما بعد طبِّق هذا المبدأ على أفراد هذا المجتمع المتوحد تقول له: واجب عليك إذا استطعت، ما تستطيع أنت شخصيًا ما عليك.. فعزلت أنت هذا ثم تعزل الثاني بعده والثالث بعده حتى تخرج من آخر الصف وما أحد يستطيع ستجد كل واحد يقول: والله أنا ما أستطيع أنا خلاص ارتفع الوجوب عني ولي عذري عند الله! هكذا انطلق فقهُنا، انطلقت القواعد التي تسمى [أصول فقه] لتوجه كل الخطاب الذي هو في القرآن خطاب جماعي للأمة من خلال الفرد أنه يجب عليه أن يتحرك في إطار أمة في تأهيل نفسه والآخرين ليكوِّنوا صرحًا شامخًا بأمة.
انطلقت الأشياء لتخاطب الأفراد كأفراد، وكل شخص يرجع إلى نفسه سيرى نفسه عاجزًا فيقول لله: [أنا لا أملك شيئًا، أنا لي عذري عندك ومع السلامة]!
الله هنا يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} يعلم أن كل فرد بمفرده لا يستطيع أن يعمل شيئًا، أحيانًا يحتاج الإنسان هو في تربية أسرته في الداخل في تربية أولاده إلى من يعينه من الآخرين قد تحتاج إلى هذا داخل أسرتك يحتاج إلى من يعينه من الآخرين على تربية أولاده، على تنظيم شؤون أسرته ليكونوا أسرة منضبطة.
ثم لأن المسألة في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن تكون بشكل واعٍ، وخطة واحدة، ومنهج واحد، وأسلوب واحد، وعمل واحد، وإلا فهو من المنكر أن تتحرك أنت بطريقتك الخاصة فتوجه توجيهات تعتقد أنها دعوة إلى الخير وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وآخر له خط آخر وأسلوب آخر ووجهة أخرى وثالث ورابع على هذا النحو فينزل في المجتمع ثقافات متعددة، وجهات نظر متعددة، دعوة إلى أشياء متعددة منهم من يرى أن هذا مهم بالغ الأهمية، ومنهم من يرى أن هذا لا معنى له من أصله، وكلٌ يخاطبك باسم الدين، ويخاطبك باسم النصيحة. فهذا سيصبح نفسه من المنكر؛ يؤدي إلى تفريق المجتمع، يؤدي إلى تباين وجهات نظره، يؤدي إلى تشتت وتعدد مواقفه وتباينها.
فلا بد في مقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير أن يتحركوا من قاعدة واحدة، من توجيهات واحدة، وخطة واحدة، وأساليب واحدة حتى يكون فعلًا أمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر ودعوة إلى الخير بنَّاءة، تكون نتيجتها تصب في قالب تأهيل الأمة فيما يتعلق بوحدتها، فيما يتعلق باهتماماتها بأمر الدين، وفيما يتعلق باهتمامها في مواجهة أهل الكتاب سواء في الداخل أو في الخارج.
قد تأتي أحيانًا أساليب دينية تُقدم إليك سواءً عن طريق خطب جمعة أو حلقات درس أو مدارس تقدم إليك الدين بشكل اهتمامات معينة تغيب أمامك الأشياء الأخرى المهمة، ويأتي آخر يتحرك إليك يطلعك على الأشياء التي يراها مهمة، فهذا يقول: هذه أشياء لا تشكل أي مشكلة، هذه أشياء لا يُعد الاهتمام بها شيء ضروري، ما الذي سيحصل؟ أليس سيحصل تباين في المجتمع نفسه: فمنهم من يصدق هذا ويمشي على نهجه، ومنهم من يقبل من هذا ويمشي على طريقته، فيؤدي إلى ماذا؟ أليس يؤدي إلى خلخلة وحدة الأمة حتى وإن كانت قد توحدت، حتى وإن كانت قد توحدت سيؤدي إلى ضرب وحدتها، وضرب كيانها فتخلخل صفها من جديد.
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية 104) بهذه الصِّيغَة {وَلْتَكُنْ}، أليس هذا أمر مؤكد يجب أن تكونوا على هذا النحو: أمة تتحرك، ويأتي بصيغ الفعل المضارع {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} من الصِّيَغ التي تفيد – كما يقولون – الحدوث والتجدد والحركة المستمرة في الدعوة إلى الخير، يتحرك كل