ما معنى كتمان أمر أهل البيت عليهم السلام؟
كتمان أمر أهل البيت عليهم السلام هو من المفاهيم المهمة التي تتكرر في الروايات الشيعية، ويحمل في طياته أبعاداً معرفية وسلوكية عميقة، ويمكن أن يقع الكلام فيه في 3 أوجه:
الوجه الأول: الكتمان بمعنى عدم الإفصاح
النصوص الواردة عن أهل البيت تشير بوضوح إلى أهمية الكتمان، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: لو كان لألسنتكم أوكية لحدثت كل امرئ بما له وعليه.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٦٤)
يُظهر البعد الأول لهذا المفهوم، وهو الامتناع عن الحديث عن مسائل معينة تخص أهل البيت عليهم السلام أمام من قد يسيء فهمها أو يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. هذا البعد لا يتعلق بالإنكار أو التردد في إظهار الحقيقة، بل هو قرار مدروس للحفاظ على سرية بعض الأمور التي تحتاج إلى بيئة مناسبة لفهمها واستيعابها.
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال:
" ليس هذا الأمر معرفة ولايته فقط حتى تستره عمن ليس من أهله، وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا، وتصمتوا عما صمتنا، فإنكم إذا قلتم ما نقول وسلمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنا به، قال الله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا).
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٤٠)
وعن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠)
الوجه الثاني: الكتمان أمام من لا يطيق
توضّح الروايات أن كتمان أمر أهل البيت يعني الامتناع عن الحديث في مسائلهم أمام من لا يطيقها، ولعل هذا هو أكثر معنى أكدت عليه الروايات.
فقد روي عن علي بن الحسين (عليه السلام): حدثوا الناس بما يعرفون، ولا تحملوهم ما لا يطيقون فتغرونهم بنا.
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٤٠)
هنا يظهر جانب تربوي وأخلاقي عميق، حيث أن الإفصاح عن حقائق تتجاوز إدراك المستمع قد يؤدي إلى تكذيبها أو رفضها، مما يضر بالمفهوم بدلاً من خدمته. لذا، فإن الكتمان في هذا السياق يمثل حرصًا على الحقيقة وحمايتها من التشويه أو الإساءة، ولذلك لا بد من الصمت فيه مع من لا يحتمله ولا يطيقه.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون.
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٣٩)
الوجه الثالث: الكلام على قدر عقول الناس
أكّد أهل البيت على ضرورة مخاطبة الناس بما يتناسب مع قدراتهم الفكرية والعقلية، حيث جاء في الروايات: "أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم."
(الكافي- الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٣)
هذا المبدأ يشير إلى البعد الثالث للكتمان، وهو ليس الامتناع التام عن الكلام، بل الانتقاء الحكيم لما يقال ولمن يقال. هذا الوجه يعكس حكمة أئمة أهل البيت في نشر تعاليمهم بطريقة تدريجية وفعالة، تراعي تنوع مستويات الوعي والإدراك بين الناس.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
كتمان أمر أهل البيت عليهم السلام هو من المفاهيم المهمة التي تتكرر في الروايات الشيعية، ويحمل في طياته أبعاداً معرفية وسلوكية عميقة، ويمكن أن يقع الكلام فيه في 3 أوجه:
الوجه الأول: الكتمان بمعنى عدم الإفصاح
النصوص الواردة عن أهل البيت تشير بوضوح إلى أهمية الكتمان، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: لو كان لألسنتكم أوكية لحدثت كل امرئ بما له وعليه.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٦٤)
يُظهر البعد الأول لهذا المفهوم، وهو الامتناع عن الحديث عن مسائل معينة تخص أهل البيت عليهم السلام أمام من قد يسيء فهمها أو يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. هذا البعد لا يتعلق بالإنكار أو التردد في إظهار الحقيقة، بل هو قرار مدروس للحفاظ على سرية بعض الأمور التي تحتاج إلى بيئة مناسبة لفهمها واستيعابها.
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال:
" ليس هذا الأمر معرفة ولايته فقط حتى تستره عمن ليس من أهله، وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا، وتصمتوا عما صمتنا، فإنكم إذا قلتم ما نقول وسلمتم لنا فيما سكتنا عنه فقد آمنتم بمثل ما آمنا به، قال الله تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا).
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٤٠)
وعن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠)
الوجه الثاني: الكتمان أمام من لا يطيق
توضّح الروايات أن كتمان أمر أهل البيت يعني الامتناع عن الحديث في مسائلهم أمام من لا يطيقها، ولعل هذا هو أكثر معنى أكدت عليه الروايات.
فقد روي عن علي بن الحسين (عليه السلام): حدثوا الناس بما يعرفون، ولا تحملوهم ما لا يطيقون فتغرونهم بنا.
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٤٠)
هنا يظهر جانب تربوي وأخلاقي عميق، حيث أن الإفصاح عن حقائق تتجاوز إدراك المستمع قد يؤدي إلى تكذيبها أو رفضها، مما يضر بالمفهوم بدلاً من خدمته. لذا، فإن الكتمان في هذا السياق يمثل حرصًا على الحقيقة وحمايتها من التشويه أو الإساءة، ولذلك لا بد من الصمت فيه مع من لا يحتمله ولا يطيقه.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون.
(كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٣٩)
الوجه الثالث: الكلام على قدر عقول الناس
أكّد أهل البيت على ضرورة مخاطبة الناس بما يتناسب مع قدراتهم الفكرية والعقلية، حيث جاء في الروايات: "أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم."
(الكافي- الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٢٣)
هذا المبدأ يشير إلى البعد الثالث للكتمان، وهو ليس الامتناع التام عن الكلام، بل الانتقاء الحكيم لما يقال ولمن يقال. هذا الوجه يعكس حكمة أئمة أهل البيت في نشر تعاليمهم بطريقة تدريجية وفعالة، تراعي تنوع مستويات الوعي والإدراك بين الناس.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot