يقولون: المحبُّ يصل. أقول: ربما، وربما لا تُنصفه الدنيا. يقولون: إذًا لم يصدق! أقول: كذبتم. وأيمُ الله لو كان الظَّفرُ للمحب دليل صدق، لكان أولى المُحبين قاطبةً بالوصل قيس، وهو القائل في ليلاه:
فأَشهَدُ عند الله أنِّي أُحِبُّها
فهذا لها عِندي فما عِندها ليا
قَضى الله بالمعروفِ منها لغيرنا
وبالشَّوق مِنِّي والغرامِ قضى ليا
ثم يقول:
وإنِّي لأستغشي وما بيَ نَعسَةٌ
لعلَّ خيالًا منكِ يلقى خياليا
هي السِّحرُ إلا أنَّ للسحر رُقيةً
وأنِّي لا أُلفي لها الدهرَ راقيا
إنما الدنيا دار بلاء، وقد يكون حبُّ المرء ابتلاؤه منها. بل قد يصدق ويسعى ويحاول ويطرق الأبواب، ولكن الله يمنع عنه ما يريد لحكمة عنده لا يعلمها، أو يرشده لخير آخر أفضل وإن جهله الإنسان. ولو علمَ الناس ما تخبئه الأقدار لقامت القيامة، ولو علموا ما تسره النفوس لقعد كلٌّ في بيته وأحكم عليه بابه.
فأَشهَدُ عند الله أنِّي أُحِبُّها
فهذا لها عِندي فما عِندها ليا
قَضى الله بالمعروفِ منها لغيرنا
وبالشَّوق مِنِّي والغرامِ قضى ليا
ثم يقول:
وإنِّي لأستغشي وما بيَ نَعسَةٌ
لعلَّ خيالًا منكِ يلقى خياليا
هي السِّحرُ إلا أنَّ للسحر رُقيةً
وأنِّي لا أُلفي لها الدهرَ راقيا
إنما الدنيا دار بلاء، وقد يكون حبُّ المرء ابتلاؤه منها. بل قد يصدق ويسعى ويحاول ويطرق الأبواب، ولكن الله يمنع عنه ما يريد لحكمة عنده لا يعلمها، أو يرشده لخير آخر أفضل وإن جهله الإنسان. ولو علمَ الناس ما تخبئه الأقدار لقامت القيامة، ولو علموا ما تسره النفوس لقعد كلٌّ في بيته وأحكم عليه بابه.