أنزلها على الأرض بعد ذلك تنفيذًا للأمر، فالتفت هي إلى الآخر، شقيقه الأكبر حامد، الرجل الثاني بعد أبيه، بهيبته الطاغية ، وشاربه ذو الخط المستقيم، بواجهة تصلح للقيادة والوجاهه الإجتماعية التي لطالما سمعت بها، رمقته بامتنان، قبل ان تطلق ساقيها للريح، وتطير إلى والديها ومنزلهم
❈-❈-❈
- هدومك كلها مبلولة يا جزينة، دي عمايل برضو يا بتي، عايزة تتزكمي ولا تاخديلك دور ينشفك وتموتي فيها يا زينب، إحنا فينا حيل إحنا للدكاترة ولا الكشوفات.
هتفت بها والدتها عزيزة تعاتبها بلوم، وهي تخلع عنها ملابسها وتجفف جسدها بمنشفة قطنيه، ثم تبدلها بأخرى جافة، وكالعادة جادلتها زينب:
- ياما ما أنا زينة جدامك اها، هي النطرة عمرها موتت حد .
صاحت عزيزة بضجر وهي ترفع الملابس المبتلة عن الأرض لتذهب بها؛
- موتت كتير يا مضروبة الدم، بطلي مجاوحة، انا دماغي مش حاملة اللت معاكي يا زينب..... سرحيلها شعرها يا عمة.
توجهت بالاخيرة نحو جدة زينب الجالسة بزاوية المنزل، رحبت المرأة على الفور بحفيدتها الغالية:
-،تعالى يا عين ستك وهاتي المشط من ع التسريحة في أوضة امك.
نفذت زينب لتأتي بطلبها، ثم جلست أمامها مستسلمة لاختراق المشط الخشبي شعر رأسها من الخلف ، والجدة الحنون كالعادة، تردف بكلمات الدلال لها:
- يا حلاوة يا حلاوة ع الشعر السبيب الناعم، حتى من غير دهين بيتسرح بسهولة،
حينما لم تعقب زينب استرسلت الجدة باستغراب تلكزها بخفة على كتفها :
- مالك يا بت مكشرة ليه؟
- مش مكشرة يا جدة.
قالتها بفتور وعيناها منصبة على مدخل المنزل والباب الخشبي الكبير، مفتوح على مصراعيه، يظهر في الخارج لها وبكل وضوح، والدها وشقيقتها بجوار الأقفاص والأشياء الأخرى التي يصنعها من فروع النخيل والسعف، حيث يقع منزلهم على مساحة شاسعة نصفها تم بناءه لسكنهم، وحظيرتان للغنم والبهائم والطيور، وما تبقى اصبح كفناء مفتوح لوضع الأقفاص والأشياء التي تصنع للزبائن، ثم بعض المزروعات والأشجار التي تم زراعتها على مدار السنوات.
كان في هذا الوقت متوقفًا عن العمل بين أدواته، مشغولا في الحديث مع مريم ومداعبتها، مما أثار الفضول داخل زينب لتسألها:
- هو ايويا بيحب مريم عشان احلى مني يا جدة؟
توقفت المرأة عما تفعل ، لتسألها باندهاش:
- مين يا بت اللي جالك الكلام ده؟
اعتدلت زينب لتواجهها ، تقول بعبوس طفولي:
- انا بسمعهم دايما بيجولوا عليا السمرة يا جدة ومريم البيضة، وابويا على طول يحب يهزر معاها .
تبسمت المرأة الحنون تمسكها من طرف ذقنها مداعبة، لتعقب على كل ما اردفت به:.
- يا عبيطة يا مخبلة افهمي، هي البيضة بس انتي برضو الاحلى، سمارك دا اللي فاكراه عيب اكتر حاجة حلوة فيكي، مفرودة وملامحك مسمسمة، عليكي مناخير منصوبة كيف القلم وضحكة تخطف جلب اللي يشوفها .
تبسمت زينب لوصف جدتها ، وقد أسعدها الغزل ، لتسترسل العجوز بإقناع:
- أما عن ابوكي، فهو من امتى فرق ما بينكم؟ لو كان بيجلع مريم زيادة عنك فدا عشان هي الصغيرة، نفس الأمر كان بيعمله معاكي ، ياما لف بيكي على كتفه، وبكره يجى عيل تاني ياخد الزهوة من مريم ، كل واحد بياخد دوره يا جدتي.
اومأت برأسها وقد هدأت سريرتها بكلمات العجوز المريحة، ثم ما لبثت تتذكر ما حدث معها اليوم:
- صح يا جدة البت دي حكتلك ع اللي عمله ضاحي النهاردة معايا؟
قطبت المرأة بريبة:
- عمل ايه يا بت معاكي؟
- شالني وانا جاية من المرعى بالبهايم يا جدة، وف وسط اصحابه اشتغل يقول دي عروستي.
- عروسة في عينه جليل الحيا، الشالح دا كمان مش ناوي يبطل مسخرته، سحبتها لتعاود تصفيف شعرها مردفة:
- انتي شدي حيلك عشان تطلعي أبلة، والجواز ياجي بعد كدة براحته.... المهم بس تبطلي شجاوة، عمايلك بتزعل ابوكي وامك منك .
دافعت عن نفسها ببرائة:
- وانا بعمل ايه بس يا جدة، دا هما اللي بيتعصبوا على اجل حاجة اعملها .
زامت من خلفها باستنكار:
- اممم يعني هما بيتبلوا عليكي، يا بت اسمعي الكلام من سكات ومن غير رط أنا جدتك وبجولك، مينفهش بجى تسمعي الكلام زي العيال الهادية المأدبة؟
رددت من خلفها بمرح:
- حاضر يا جدة هبجى مأدبة.
❈-❈-❈
️
في المساء كانت الليلة العامرة بمنزل زيدان الدهشوري، والنصب الضخم في استقبال المدعوين وغير المدعوين، يقف في استقبالهم جميع أبناءه الرجال ، وفي مقدمتهم حامد وضاحي، والذي كان يوزع جلسته ما بين أصدقائه، وصفوة الحاضرين الجالسين مع والده في ركن خاص به.
دلفت زينب وشقيقتها بملابسهم التي تم تفصيلها حديثًا، بصحبة عزيزة والدتهما، والجدة روحية والتي كانت لها الحفاوة بترحيب سيدة الدار الأولى، التي كانت جالسة في رأس المجلس مع السيدات، والدة زيدان دهشوري وجدة أحفاده، الحجة فضيلة، وصاحبة سلطة على قلوب الجميع .
كالعادة تتم التحية بين المرأتين، بعادة قديمة مازالت تصر عليها النساء العجائز، ان تُقبل كل واحدة ظهر كف الأخرى، ويتم ذلك عدة مرات، وكأن تقبيل الوجنتين شيء حديث لا يعترفن به في التحية ما بين بعضهن البعض.
❈-❈-❈
- هدومك كلها مبلولة يا جزينة، دي عمايل برضو يا بتي، عايزة تتزكمي ولا تاخديلك دور ينشفك وتموتي فيها يا زينب، إحنا فينا حيل إحنا للدكاترة ولا الكشوفات.
هتفت بها والدتها عزيزة تعاتبها بلوم، وهي تخلع عنها ملابسها وتجفف جسدها بمنشفة قطنيه، ثم تبدلها بأخرى جافة، وكالعادة جادلتها زينب:
- ياما ما أنا زينة جدامك اها، هي النطرة عمرها موتت حد .
صاحت عزيزة بضجر وهي ترفع الملابس المبتلة عن الأرض لتذهب بها؛
- موتت كتير يا مضروبة الدم، بطلي مجاوحة، انا دماغي مش حاملة اللت معاكي يا زينب..... سرحيلها شعرها يا عمة.
توجهت بالاخيرة نحو جدة زينب الجالسة بزاوية المنزل، رحبت المرأة على الفور بحفيدتها الغالية:
-،تعالى يا عين ستك وهاتي المشط من ع التسريحة في أوضة امك.
نفذت زينب لتأتي بطلبها، ثم جلست أمامها مستسلمة لاختراق المشط الخشبي شعر رأسها من الخلف ، والجدة الحنون كالعادة، تردف بكلمات الدلال لها:
- يا حلاوة يا حلاوة ع الشعر السبيب الناعم، حتى من غير دهين بيتسرح بسهولة،
حينما لم تعقب زينب استرسلت الجدة باستغراب تلكزها بخفة على كتفها :
- مالك يا بت مكشرة ليه؟
- مش مكشرة يا جدة.
قالتها بفتور وعيناها منصبة على مدخل المنزل والباب الخشبي الكبير، مفتوح على مصراعيه، يظهر في الخارج لها وبكل وضوح، والدها وشقيقتها بجوار الأقفاص والأشياء الأخرى التي يصنعها من فروع النخيل والسعف، حيث يقع منزلهم على مساحة شاسعة نصفها تم بناءه لسكنهم، وحظيرتان للغنم والبهائم والطيور، وما تبقى اصبح كفناء مفتوح لوضع الأقفاص والأشياء التي تصنع للزبائن، ثم بعض المزروعات والأشجار التي تم زراعتها على مدار السنوات.
كان في هذا الوقت متوقفًا عن العمل بين أدواته، مشغولا في الحديث مع مريم ومداعبتها، مما أثار الفضول داخل زينب لتسألها:
- هو ايويا بيحب مريم عشان احلى مني يا جدة؟
توقفت المرأة عما تفعل ، لتسألها باندهاش:
- مين يا بت اللي جالك الكلام ده؟
اعتدلت زينب لتواجهها ، تقول بعبوس طفولي:
- انا بسمعهم دايما بيجولوا عليا السمرة يا جدة ومريم البيضة، وابويا على طول يحب يهزر معاها .
تبسمت المرأة الحنون تمسكها من طرف ذقنها مداعبة، لتعقب على كل ما اردفت به:.
- يا عبيطة يا مخبلة افهمي، هي البيضة بس انتي برضو الاحلى، سمارك دا اللي فاكراه عيب اكتر حاجة حلوة فيكي، مفرودة وملامحك مسمسمة، عليكي مناخير منصوبة كيف القلم وضحكة تخطف جلب اللي يشوفها .
تبسمت زينب لوصف جدتها ، وقد أسعدها الغزل ، لتسترسل العجوز بإقناع:
- أما عن ابوكي، فهو من امتى فرق ما بينكم؟ لو كان بيجلع مريم زيادة عنك فدا عشان هي الصغيرة، نفس الأمر كان بيعمله معاكي ، ياما لف بيكي على كتفه، وبكره يجى عيل تاني ياخد الزهوة من مريم ، كل واحد بياخد دوره يا جدتي.
اومأت برأسها وقد هدأت سريرتها بكلمات العجوز المريحة، ثم ما لبثت تتذكر ما حدث معها اليوم:
- صح يا جدة البت دي حكتلك ع اللي عمله ضاحي النهاردة معايا؟
قطبت المرأة بريبة:
- عمل ايه يا بت معاكي؟
- شالني وانا جاية من المرعى بالبهايم يا جدة، وف وسط اصحابه اشتغل يقول دي عروستي.
- عروسة في عينه جليل الحيا، الشالح دا كمان مش ناوي يبطل مسخرته، سحبتها لتعاود تصفيف شعرها مردفة:
- انتي شدي حيلك عشان تطلعي أبلة، والجواز ياجي بعد كدة براحته.... المهم بس تبطلي شجاوة، عمايلك بتزعل ابوكي وامك منك .
دافعت عن نفسها ببرائة:
- وانا بعمل ايه بس يا جدة، دا هما اللي بيتعصبوا على اجل حاجة اعملها .
زامت من خلفها باستنكار:
- اممم يعني هما بيتبلوا عليكي، يا بت اسمعي الكلام من سكات ومن غير رط أنا جدتك وبجولك، مينفهش بجى تسمعي الكلام زي العيال الهادية المأدبة؟
رددت من خلفها بمرح:
- حاضر يا جدة هبجى مأدبة.
❈-❈-❈
️
في المساء كانت الليلة العامرة بمنزل زيدان الدهشوري، والنصب الضخم في استقبال المدعوين وغير المدعوين، يقف في استقبالهم جميع أبناءه الرجال ، وفي مقدمتهم حامد وضاحي، والذي كان يوزع جلسته ما بين أصدقائه، وصفوة الحاضرين الجالسين مع والده في ركن خاص به.
دلفت زينب وشقيقتها بملابسهم التي تم تفصيلها حديثًا، بصحبة عزيزة والدتهما، والجدة روحية والتي كانت لها الحفاوة بترحيب سيدة الدار الأولى، التي كانت جالسة في رأس المجلس مع السيدات، والدة زيدان دهشوري وجدة أحفاده، الحجة فضيلة، وصاحبة سلطة على قلوب الجميع .
كالعادة تتم التحية بين المرأتين، بعادة قديمة مازالت تصر عليها النساء العجائز، ان تُقبل كل واحدة ظهر كف الأخرى، ويتم ذلك عدة مرات، وكأن تقبيل الوجنتين شيء حديث لا يعترفن به في التحية ما بين بعضهن البعض.