- اجعدي جمبي يا غالية، وحشتني جعدتك وكلامك يا حبيبة.
تمتمت فضيلة بالكلمات لها وهي تجلسها بالفعل بجوارها، قبل ان تتجه وترحب بعزيزة والدة الصغيرات بمودة لا تخلو من عتب:
- وانت يا عزيزة، ياللي رجلك تجلت من الجية عندينا.
بررت الأخيرة ردًا لها:
- لا والله يا خالة ما تجلت، انا بس مطحونة في شغل البيت ومساعدة مطاوع ، ما انتي عارفاه اليوم كله شغال..
- يا ختي ربنا يعينك ويعينه
تمتمت بها فضيلة بادعاء الاقتناع، قبل ان تنتبه للصغيرات الملتصقات بجلباب الأم، لتسحبهم إليها وتمازحهم:
- لازجة في أمك كدة ليه يا بت انتي غريبة؟ سلمي عليا ووريني جرأتك.
استجابت زينب لها وكانت لها الاسبقية حينما رفعت كفها بحماس تصاحفها، فلحقت بها مريم.
- ازيك يا جدة
- اهلا يا عين جدتك .
- ازيك يا جدة.
- وانتي كمان! طب تعالوا بجى.
قالت الأخيرة لتقرب الاثنتين منها، ثم تقبلهم على وجنتيهما بصوت عالي، اخجل الفتيات، لتعقب هي بافتنان:
- يا حلاوتكم وانتوا بتتكسفوا وخدودكم تحمر، عزيزة... احجزي البتين دول انا هدخهم لاتنين من العيال، خلاص دول بجوا من أهل البيت رسمي
ضحكت عزيزة معلقة:
- وه يا حجة هتحجزيهم دلوك، طب استني حتى لما يكبروا ولا يتمو خمستاشر ولا ستاشر.
- مش محتاجين نستني يا ختي، البنتة بنتتنا ولا انتي ليكي رأي تأني، والنعمة ما اسمع انك ليكي غاية لحد من عيال خواتك، لاعلجك من رجليكي.
ضحكت عزيزة بسعادة لإطراء المرأة، عكس روحية التي جذبت الاثنتان بلطف تصرفهم، تكتم رفضها بالداخل:
- خلاص يا بنات، روحوا انتوا العبوا ولا اتفرجوا ع الزمارة ولا رجص الحصنة
سمعت الفتيات، ليركضن سريعًا نحو ما أتين من أجله مخصوص، لتقف زينب بجوار شقيقتها بفاه منفرج ببلاهة، يشاهدن بانبهار، تحكم الرجال بسرج الحصان والرقص به، وعليه أيضًا.
المتعة الشديدة في التركيز مع افعال الحصان المدرب وما يفعله الفارس في السيطرة عليه، كان ضاحي وشقيقه من اشد الناس تمكنًا ولكنهما اليوم ، في انشغال حتى عن المشاهدة، حامد يباشر على اخوته ويوزع اهتمامه على الجميع، أما ضاحي صاحب الليلة نفسه ف........
انتبهت زينب على رؤية المذكور واقفًا بمكان مظلم قريب من ساحة النساء ، وعيناه مباشرة نحو إحداهن..... من نظرة واحدة تبينت الى ما يرنو إليه، إنها حربية ابنة عظمة جارهم الأعمى، والملقبة بتفاحة نظرا لحمار بشرتها وجمالها الفاتن ، تبادله هي الأخرى الهمسات والابتسام بدلال دون حياء أو خجل برد فعل تتوقعه زينب من كل الفتيات حينما يجدوا من يشاغلهن هكذا وفي الظلام.
التوى ثغر الصغيرة بعدم رضا، ثم سرعان ما انصرفت عنهم ، مع انتباهها لوابل الأعيرة النارية التي اطلقت لتنير ظلمة السماء بالشرار المحترق
❈-❈-❈
بعد انتهاء الليلة ورجوع الأسرة للمنزل ، كانت الجلسة في هذا الوقت فوق السطح، متربعين على فراش النوم الذي تفرشه والدتها كل مساء، بغرض المبيت ولكن بعد مرور فترة من السمر والأحاديث في موضوعات شتى .
والكلام الآن كان متوقعًا:
- وه يا مضاريب، يعني الحجة فضيلة بنفسها حطت عينها عليكم.
قالها مطاوع بمرح نحو صغيراته بعد سماع زوجته والتي تابعت بحماس:
- البنتة عجبوها جوي يا مطاوع، مرة عشان حلوين، ومرة عشان مأدبين.
- يا حلاوتهم.
تمتم بها مطاوع يدغدغ مريم التي اصبحت تقهقه بصوت عالي، قبل ان تصدمه والدته بردها:
- ومالك فرحان جوي كدة يا خوي، انا بس ربنا يديني طولة العمر واحصلهم عرايس، والنعمة ما اجوزهم لاي حد منهم، ما بنتتهم كتير مالهم ببنتتنا.
تطلع إليها بصدمة يسألها امام الوجوم الذي حل على فتياته وزوجته:
- ليه ياما الكرهه دي، هو احنا نطول نناسب زيدان الدهشوري عين أعيان اليلد وكبيرها، ولا هو أساسا يرضى بينا اصلا؟ دا كلام واد عم حديت يا غالية.
- يا سيدي ولا احنا نرضى بيه، مش هما ناس عليوي ومالكين البلد باللي فيها، احنا بجى ناس على كدنا، نحب الغلابة اللي زينا، بلا دهشوري بلا بهبوري.
قالت الأخيرة بنبرة كوميدية أثارت ضحكات الجميع، ليتحول الحديث بعد ذلك الى مواضيع اخرى، قبل ان تذهب عزيزة بصحبة روحية، ويهبطن للأسفل، تاركين الفتيات الصغيرات بصحبة ابيهم الذي يضمهم اليه على الفراش للمبيت به، هروبًا من حر الصيف في المنزل المغلق، يسكرهم هواء الطبيعة، أسفل السماء ونجومها التي كانت تبهر الصغيرة، وتحفظ اماكنهم وتحركاتهم، حتى يغلبها سلطان النوم في حضن أبيها مع شقيقتها،
يتبع...
https://darmsr.com/2024/09/30/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a6%d8%a8-%d8%b2%d9%8a%d9%86%d8%a8-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84/