_ كُنت عند عمتو صالحة يا تقوىٰ.
_عمتك صالحة أطيب من فينا والله.
_تقوىٰ هو الانسان بيتجوز ليه؟
مسكت إيدي، وشدتني علىٰ أوضتها، وقالت
_تعالي أما اجولك، الإنسان يا ستي بيتچوز عشان يلاجي اللي يتسند عليه، ويميل علىٰ كتفه عشان يلاجي اللي يشاركه حلوه وجبلها مُره، عشان يلاجي الحُب يا ضي.
_هو أنتِ حبيتِ قبل كده؟.
_الأيام بينا كتير، والحكاوي أكتر، وهتعرفيني أكتر من أي حد إهنه.
ابتسمت وسكتّ، وكلام عمتي صالحة، وتقوىٰ، وبابا، بدأ يشغل جزء كبير من تفكيري.
____
قولتله بتوسل
_بابا أنا مش هقدر صدقني.
_ وأنا معنديش كلام غير اللي قولته يا غزل.
_ هتجوزني لواحد همجي، مفيش بينا غير المشاكل من وقت ما شوفته.
_نوح تربية إيد جدك، وأنا واثق إن ابويا هيطلع زينة الشباب.
اردفت بعصبية
_ مش عايزاه، مش عايزة اتجوز.
وقتها اتعصب، وشخط فيا وهو بيقول_ كلمة كمان يا غزل وهعرفك شغلك، سامعة، كلامي وبس اللي هيتنفذ، وفرحك علىٰ ابن عمك يوم الخميس الجاي، سامعة.
سابني وكـ العادة ملقتش حل ينجدني غير البُكا.
___
من بين كم هائل من أصوات الزغاريط وضرب النار كُنت حاسة إني مُغيبة تمامًا عن الواقع، عُمري ما جه في بالي يوم أن اسمي هيرتبط بحد تاني غير علي، ومش بس كده لا كمان بشخص من أهل والدي في الصعيد، اللي بـ مُجرد بس ذكر اسمهم؛ البيت بتسكنه الربكة
قربت مني مرات عمي حسن، وهمستلي وهي بتقول
_ أضحكِ يا غزل، ووري الخلج إنك فرحانة بولد عمك، إحنا في غنىٰ يا بتي عن أي كلمة ماسخة.
_ مش قادرة يا مرات عمي، مش قادرة.
_ صدجيني يابتي نوح زينة الشباب والله، يكش هو بس عصبي حبتين، لكن غلبان والله، وأحن من في الدار.
_ أنا من يوم ما جيت وأنا مش بيجمعني بيه غير مشاكل، ومشوفتش فيه ريحة الحنية.
_ بكره الأيام تثبتلك كلامي، بس دلوك جومي هيصي مع اخواتك، وكيدي آمنة، عشان دي بالنسبة ليها حُزنك فرحتها.
تقوىٰ قربت مني، وشدتني عشان أشاركهم الرقص، وده تحت نظرات آمنة، اللي بتكون أم لـ نوح، وباقي ستات البلد، وبالفعل حاولت اتناسىٰ وضع الإجبار إللي أنا مأسورة فيه، وبدأت أرقص وأتمايل مع البنات، وأنا بحاول في رسم ضحكة وهمية علىٰ ملامحي.
لوهلة حسيت أن طاقتي استُنزفت في الدوشة إللي حواليا، وإني مش محتاجة غير إني أكلم نور، فانسحبت بهدوء، في محاولة إني مخليش حد يلاحظ غيابي، ووقفت في رُكن كان إلى حد ما أهدىٰ، بيطُل شباكه علىٰ جنينة الدوار، إللي كان شغال فيها وقتها فرح العريس؛ نظرًا لعاداتهم وانفصال فرح العريس عن العروسة.
_ علي يا نور أنا بخون علي، مش قادرة اتخيل إني لابسة الفستان لـغيره، وكلها دقايق وأبقىٰ علىٰ ذمة واحد تاني، ميجيش في علي ربعه، حقيقي الفرق بينهم فرق السما عن الأرض، تعرفي مع كُل زغروطة منهم بحس وكأن روحي بتعافر عشان تخرج وتسيبني، وقلبي بيرتجف أثر خوفه، حاسة وكأني في حلم، لا حلم أيه ده كابوس، وياريت افوق منه والاقيني في حضن ماما، ماما اللي عاندتها، وصممت علىٰ جيتي هنا، وياريتني سمعتلها، وفضلت في حضنها.
_ يارتني جمبك يا قلب نور، يارتني جمبك يا عيوني، بصي يا غزل عايزاكِ تقوي، أنتِ طول عمرك قوية، وخليكِ متأكدة أنك أغلىٰ شيء على قلب بابا، وعُمره ما هيفرط فيكِ بالساهل، وإن طالما اختارلك ابن عمك، يبقىٰ مُتأكد مليون في الميه إنه هيصونك، وهيشيلك في عيونه، ده أنتِ ضي عيونه يا غزل.
_ يجوز من بره أبان هادية، لكن وربي قلبي بينفطر من بُكاه.
وقعت عيوني لحظتها على دخوله، وقلبي سكنته الربكة، أول ما لمحت طلته بفرسه الأبيض، وجلبابه الصعيدي الأسود، إللي موجود من فوقيه عباية بنفس اللون، ولكن داخل الدهبي ما بين تفاصيلها، أما عن كتافه فـ مزينها بشال ضايف لجمال طلته، أما عن شعره فكان ساكن تحت عمامته.
وقتها عيوني مكانتش قادرة تتشال من عليه، لدرجة إني نسيت خالص نور ومكالمتها ليا، وتركيزي بس كان معاه، ومع رقصته بفرسه علىٰ المزمار الصعيدي، تحت أصوات طلقات النار إللي كان ساكنة كُل جزء من المكان.
وأول أما مسك سلاحه، ووجه عيونه لفوق عشان يضرب نار، وقعت عيونه علىٰ عيوني في لحظة خلت قلبي يزيد ربكة فوق ربكته، ولوني وقتها اتخطف واتبدل ولا كأنه اعترفلي بحُبه مثلًا.
أول ما دخلت تقوىٰ جريت عليا وقالت
_ كُنتِ فين يا عروسة، وسايبة فرحك عاد؟
_ معلش نور كانت بتكلمني تتطمن عليا؛ عشان تطمن ماما.
_ طب يلا تعالي عريسك وصل تحت، والمأذون كُمان مستني.
غمضت عيوني للحظات، في محاولة لتجنب النغزة إللي سكنت قلبي مع جُملتها، من بعدها قُلت_ يلا.
كانت أصعب دقايق بتمر علىٰ قلبي، وأنا فوق سامعة صوت بابا بيردد كلام المأذون، ومن بعدها العريس، وشوية وبابا طلع ليا بالأوراق، وقتها وجهت نظري ليها بنظرة ساكنة الدموع فيها، قرب وهمسلي
_ صدقيني هيكونلك خير عوض لقلبك، وهتكونيله ضي عيونه، ثقي فيا المرة دي كمان، والأيام هتثبتلك أنه هيشيلك في قلبه قبل عيونه.
وقتها دموعي بدأت تهرب من عيوني، وكأنها تعبت من العناد، وبالفعل في المرة دي محاولتش أبدًا امنعها، وقتها
_عمتك صالحة أطيب من فينا والله.
_تقوىٰ هو الانسان بيتجوز ليه؟
مسكت إيدي، وشدتني علىٰ أوضتها، وقالت
_تعالي أما اجولك، الإنسان يا ستي بيتچوز عشان يلاجي اللي يتسند عليه، ويميل علىٰ كتفه عشان يلاجي اللي يشاركه حلوه وجبلها مُره، عشان يلاجي الحُب يا ضي.
_هو أنتِ حبيتِ قبل كده؟.
_الأيام بينا كتير، والحكاوي أكتر، وهتعرفيني أكتر من أي حد إهنه.
ابتسمت وسكتّ، وكلام عمتي صالحة، وتقوىٰ، وبابا، بدأ يشغل جزء كبير من تفكيري.
____
قولتله بتوسل
_بابا أنا مش هقدر صدقني.
_ وأنا معنديش كلام غير اللي قولته يا غزل.
_ هتجوزني لواحد همجي، مفيش بينا غير المشاكل من وقت ما شوفته.
_نوح تربية إيد جدك، وأنا واثق إن ابويا هيطلع زينة الشباب.
اردفت بعصبية
_ مش عايزاه، مش عايزة اتجوز.
وقتها اتعصب، وشخط فيا وهو بيقول_ كلمة كمان يا غزل وهعرفك شغلك، سامعة، كلامي وبس اللي هيتنفذ، وفرحك علىٰ ابن عمك يوم الخميس الجاي، سامعة.
سابني وكـ العادة ملقتش حل ينجدني غير البُكا.
___
من بين كم هائل من أصوات الزغاريط وضرب النار كُنت حاسة إني مُغيبة تمامًا عن الواقع، عُمري ما جه في بالي يوم أن اسمي هيرتبط بحد تاني غير علي، ومش بس كده لا كمان بشخص من أهل والدي في الصعيد، اللي بـ مُجرد بس ذكر اسمهم؛ البيت بتسكنه الربكة
قربت مني مرات عمي حسن، وهمستلي وهي بتقول
_ أضحكِ يا غزل، ووري الخلج إنك فرحانة بولد عمك، إحنا في غنىٰ يا بتي عن أي كلمة ماسخة.
_ مش قادرة يا مرات عمي، مش قادرة.
_ صدجيني يابتي نوح زينة الشباب والله، يكش هو بس عصبي حبتين، لكن غلبان والله، وأحن من في الدار.
_ أنا من يوم ما جيت وأنا مش بيجمعني بيه غير مشاكل، ومشوفتش فيه ريحة الحنية.
_ بكره الأيام تثبتلك كلامي، بس دلوك جومي هيصي مع اخواتك، وكيدي آمنة، عشان دي بالنسبة ليها حُزنك فرحتها.
تقوىٰ قربت مني، وشدتني عشان أشاركهم الرقص، وده تحت نظرات آمنة، اللي بتكون أم لـ نوح، وباقي ستات البلد، وبالفعل حاولت اتناسىٰ وضع الإجبار إللي أنا مأسورة فيه، وبدأت أرقص وأتمايل مع البنات، وأنا بحاول في رسم ضحكة وهمية علىٰ ملامحي.
لوهلة حسيت أن طاقتي استُنزفت في الدوشة إللي حواليا، وإني مش محتاجة غير إني أكلم نور، فانسحبت بهدوء، في محاولة إني مخليش حد يلاحظ غيابي، ووقفت في رُكن كان إلى حد ما أهدىٰ، بيطُل شباكه علىٰ جنينة الدوار، إللي كان شغال فيها وقتها فرح العريس؛ نظرًا لعاداتهم وانفصال فرح العريس عن العروسة.
_ علي يا نور أنا بخون علي، مش قادرة اتخيل إني لابسة الفستان لـغيره، وكلها دقايق وأبقىٰ علىٰ ذمة واحد تاني، ميجيش في علي ربعه، حقيقي الفرق بينهم فرق السما عن الأرض، تعرفي مع كُل زغروطة منهم بحس وكأن روحي بتعافر عشان تخرج وتسيبني، وقلبي بيرتجف أثر خوفه، حاسة وكأني في حلم، لا حلم أيه ده كابوس، وياريت افوق منه والاقيني في حضن ماما، ماما اللي عاندتها، وصممت علىٰ جيتي هنا، وياريتني سمعتلها، وفضلت في حضنها.
_ يارتني جمبك يا قلب نور، يارتني جمبك يا عيوني، بصي يا غزل عايزاكِ تقوي، أنتِ طول عمرك قوية، وخليكِ متأكدة أنك أغلىٰ شيء على قلب بابا، وعُمره ما هيفرط فيكِ بالساهل، وإن طالما اختارلك ابن عمك، يبقىٰ مُتأكد مليون في الميه إنه هيصونك، وهيشيلك في عيونه، ده أنتِ ضي عيونه يا غزل.
_ يجوز من بره أبان هادية، لكن وربي قلبي بينفطر من بُكاه.
وقعت عيوني لحظتها على دخوله، وقلبي سكنته الربكة، أول ما لمحت طلته بفرسه الأبيض، وجلبابه الصعيدي الأسود، إللي موجود من فوقيه عباية بنفس اللون، ولكن داخل الدهبي ما بين تفاصيلها، أما عن كتافه فـ مزينها بشال ضايف لجمال طلته، أما عن شعره فكان ساكن تحت عمامته.
وقتها عيوني مكانتش قادرة تتشال من عليه، لدرجة إني نسيت خالص نور ومكالمتها ليا، وتركيزي بس كان معاه، ومع رقصته بفرسه علىٰ المزمار الصعيدي، تحت أصوات طلقات النار إللي كان ساكنة كُل جزء من المكان.
وأول أما مسك سلاحه، ووجه عيونه لفوق عشان يضرب نار، وقعت عيونه علىٰ عيوني في لحظة خلت قلبي يزيد ربكة فوق ربكته، ولوني وقتها اتخطف واتبدل ولا كأنه اعترفلي بحُبه مثلًا.
أول ما دخلت تقوىٰ جريت عليا وقالت
_ كُنتِ فين يا عروسة، وسايبة فرحك عاد؟
_ معلش نور كانت بتكلمني تتطمن عليا؛ عشان تطمن ماما.
_ طب يلا تعالي عريسك وصل تحت، والمأذون كُمان مستني.
غمضت عيوني للحظات، في محاولة لتجنب النغزة إللي سكنت قلبي مع جُملتها، من بعدها قُلت_ يلا.
كانت أصعب دقايق بتمر علىٰ قلبي، وأنا فوق سامعة صوت بابا بيردد كلام المأذون، ومن بعدها العريس، وشوية وبابا طلع ليا بالأوراق، وقتها وجهت نظري ليها بنظرة ساكنة الدموع فيها، قرب وهمسلي
_ صدقيني هيكونلك خير عوض لقلبك، وهتكونيله ضي عيونه، ثقي فيا المرة دي كمان، والأيام هتثبتلك أنه هيشيلك في قلبه قبل عيونه.
وقتها دموعي بدأت تهرب من عيوني، وكأنها تعبت من العناد، وبالفعل في المرة دي محاولتش أبدًا امنعها، وقتها