🌍 كيف أثّرت المغامرة غير المحسوبة لتحالف “حارس الازدهار” على هيبة وقدرات البحرية الأمريكية؟
💢 المشهد اليمني الأول/
“حملة البحر الأحمر عجزت عن تحقيق هدفها المعلن ما جعل الولايات المتحدة تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”، هكذا علّقت نائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة “بيث سانر” في مقال لها نشرته بصحيفة فورين بوليسي قبل أمس، في تقييمها لعمليات تحالف حارس الازدهار بعد مرور أكثر من عام على تشكيله، وقرابة عام كامل من عدوانه المباشر على اليمن.
تعتبر المعارك البحرية في البحرين الأحمر والعربي بين القوات المسلحة اليمنية وتحالف”حارس الازدهار” أحد أهم المعارك البحرية في العصر الحديث، بحيث أنها أخذت مساحة كبيرة في النقاشات والتداولات السياسية والعسكرية والإعلامية على مستوى العالم، وما زاد من أهميتها لدى المتخصصين والمهتمين هي أنها حدثت بين أقوى قوتين بحريتين في العالم(الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) من جهة، وبين اليمن المثحن بالصراعات والحروب والحصار الاقتصادي من جهة أخرى.
ففي الوقت الذي كان الجميع يتوقع حسم تحالف حارس الازدهار للمعركة بأسرع وقت وأقل تكلفة، حدث أمر مغاير لم يكن يتوقعه أحد، فالأهداف التي جاء التحالف من أجلها لم تتحقق، بل إن نسبة تحقيقها كانت تبتعد كل يوم، ليصل الأمر في النهاية إلى هروب القطع العسكرية البحرية التابعة للتحالف بعد أن أصبح تواجدها في مسرح عمليات القوات المسلحة اليمنية غير آمناً.
شكّلت الولايات المتحدة تحالف حارس الازدهار بغرض كسر الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر للضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف عدوانه وحصاره على قطاع غزة، وقد تكفلت الولايات المتحدة بهذه المهمة لإفساح المجال للكيان الإسرائيلي للتعامل مع جبهتي غزة ولبنان، حتى لايتشتت الكيان بأكثر من جهة، ولكن القوات البحرية للتحالف فشلت في تأدية مهامها، إذ أن الحصار البحري اليمني على الكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي مازال قائماً حتى اللحظة، بل إنه اتسع ليشمل الملاحة البحرية لأمريكا وبريطانيا بعد أن شنتا عدواناً مباشراً على اليمن في بداية يناير 2024.
إن مجرد إطلاق القوات المسلحة اليمنية للصواريخ والمسيّرات نحو القطع العسكرية التابعة للبحريتين الأمريكية والبريطانية، مثّل صدمة حقيقية لكل دول العالم شعوباً وحكومات، إذ أن الأساطيل الأمريكية التي تعيش فترة استراحة عمرها أكثر من 70 عام، كانت تمخر عباب البحار والمحيطات وتعتدي على الكثير من دول العالم دون أن يعترضها أحد أو يفكر في مهاجتمها، لذا فقد أحدثت المبادرة اليمنية في هذا المضمار زلزالاً ضخماً في الأوساط العالمية، خصوصاً بعد أن أظهرت البحرية الأمريكية عجزها في تحقيق أهدافها.
وبرغم أن اليمن لا يمتلك قوة عسكرية بحرية، ولا حتى سفينة حربية واحدة، إلا أنه استطاع أن يسيطر على مسرح عمليات يمتد من شمال المحيط الهندي وحتى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال استراتيجية عسكرية جديدة غيّرت قواعد وأساسيات الحروب البحرية كلياً، إذ أن اليمن أثبت بأنه قادر على السيطرة على البحار وحمايتها من اليابسة دون الحاجة لبناء قوة بحرية، وهذا التكتيك العسكري يعتبر معادلة جديدة في الحروب البحرية لم يكن يتوقعها أحد، فالمدمرات الأمريكية وحاملات الطائرات التي تناوبت على الحضور إلى البحرين الأحمر والعربي خلال العام الماضي عجزت عن تمرير ولوسفينة واحدة باتجاه ميناء أم الرشراش “إيلات” جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فماهي العناصر التي جعلت اليمن بهذا المستوى المتقدم في هذه المعارك؟!
القدرات العسكرية وتراكم الخبرات
خلال السنوات الماضية، وأثناء الحرب بين صنعاء و”التحالف العربي” التي اندلعت في 26 مارس 2015 وتوقفت نسبياً في بداية أبريل من العام 2022، استثمرت صنعاء الحرب لصالحها من الناحية العسكرية، إذ أنها عملت على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر أثناء الحرب وخصوصاً في مجال الصواريخ والمسيرات، فبعد الحرب بعدة أشهر استطاعت صنعاء أن تنتج صاروخ “الصرخة” كأول صاروخ يمني محلي الصنع وهو صاروخ قصير المدى يبلغ مداه حوالي 17 كلم، واستمر التطوير خلال الأعوام التالية وكانت بين كل فينة وأخرى تكشف القوات القوات المسلحة اليمنية عن صواريخ جديدة مثل زلزال وبدر وبركان وقدس وذو الفقار وغيرها، وهذا التطوير لم يشمل الصواريخ فقط، بل شمل أيضاً إنتاج وتطوير للطائرات المسيرة، حيث تم الإعلان خلال هذه السنوات عن الكثير من الطائرات المسيّرة ذات المهام المتعددة(استطلاعية وهجومية).
وفي الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر في العام 2023 نظمت صنعاء عرضاً عسكرياً ضخماً كشفت خلاله عن الكثير من الأسلحة الجديدة منها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة وزوارق بحرية وصواريخ مجنحة و باليستية بنظام أرض أرض وأرض بحر ، وأرض جو.
وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى ودخول اليمن في المعركة إسناداً للمقاومة…
💢 المشهد اليمني الأول/
“حملة البحر الأحمر عجزت عن تحقيق هدفها المعلن ما جعل الولايات المتحدة تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”، هكذا علّقت نائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة “بيث سانر” في مقال لها نشرته بصحيفة فورين بوليسي قبل أمس، في تقييمها لعمليات تحالف حارس الازدهار بعد مرور أكثر من عام على تشكيله، وقرابة عام كامل من عدوانه المباشر على اليمن.
تعتبر المعارك البحرية في البحرين الأحمر والعربي بين القوات المسلحة اليمنية وتحالف”حارس الازدهار” أحد أهم المعارك البحرية في العصر الحديث، بحيث أنها أخذت مساحة كبيرة في النقاشات والتداولات السياسية والعسكرية والإعلامية على مستوى العالم، وما زاد من أهميتها لدى المتخصصين والمهتمين هي أنها حدثت بين أقوى قوتين بحريتين في العالم(الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) من جهة، وبين اليمن المثحن بالصراعات والحروب والحصار الاقتصادي من جهة أخرى.
ففي الوقت الذي كان الجميع يتوقع حسم تحالف حارس الازدهار للمعركة بأسرع وقت وأقل تكلفة، حدث أمر مغاير لم يكن يتوقعه أحد، فالأهداف التي جاء التحالف من أجلها لم تتحقق، بل إن نسبة تحقيقها كانت تبتعد كل يوم، ليصل الأمر في النهاية إلى هروب القطع العسكرية البحرية التابعة للتحالف بعد أن أصبح تواجدها في مسرح عمليات القوات المسلحة اليمنية غير آمناً.
شكّلت الولايات المتحدة تحالف حارس الازدهار بغرض كسر الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر للضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف عدوانه وحصاره على قطاع غزة، وقد تكفلت الولايات المتحدة بهذه المهمة لإفساح المجال للكيان الإسرائيلي للتعامل مع جبهتي غزة ولبنان، حتى لايتشتت الكيان بأكثر من جهة، ولكن القوات البحرية للتحالف فشلت في تأدية مهامها، إذ أن الحصار البحري اليمني على الكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي مازال قائماً حتى اللحظة، بل إنه اتسع ليشمل الملاحة البحرية لأمريكا وبريطانيا بعد أن شنتا عدواناً مباشراً على اليمن في بداية يناير 2024.
إن مجرد إطلاق القوات المسلحة اليمنية للصواريخ والمسيّرات نحو القطع العسكرية التابعة للبحريتين الأمريكية والبريطانية، مثّل صدمة حقيقية لكل دول العالم شعوباً وحكومات، إذ أن الأساطيل الأمريكية التي تعيش فترة استراحة عمرها أكثر من 70 عام، كانت تمخر عباب البحار والمحيطات وتعتدي على الكثير من دول العالم دون أن يعترضها أحد أو يفكر في مهاجتمها، لذا فقد أحدثت المبادرة اليمنية في هذا المضمار زلزالاً ضخماً في الأوساط العالمية، خصوصاً بعد أن أظهرت البحرية الأمريكية عجزها في تحقيق أهدافها.
وبرغم أن اليمن لا يمتلك قوة عسكرية بحرية، ولا حتى سفينة حربية واحدة، إلا أنه استطاع أن يسيطر على مسرح عمليات يمتد من شمال المحيط الهندي وحتى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال استراتيجية عسكرية جديدة غيّرت قواعد وأساسيات الحروب البحرية كلياً، إذ أن اليمن أثبت بأنه قادر على السيطرة على البحار وحمايتها من اليابسة دون الحاجة لبناء قوة بحرية، وهذا التكتيك العسكري يعتبر معادلة جديدة في الحروب البحرية لم يكن يتوقعها أحد، فالمدمرات الأمريكية وحاملات الطائرات التي تناوبت على الحضور إلى البحرين الأحمر والعربي خلال العام الماضي عجزت عن تمرير ولوسفينة واحدة باتجاه ميناء أم الرشراش “إيلات” جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فماهي العناصر التي جعلت اليمن بهذا المستوى المتقدم في هذه المعارك؟!
القدرات العسكرية وتراكم الخبرات
خلال السنوات الماضية، وأثناء الحرب بين صنعاء و”التحالف العربي” التي اندلعت في 26 مارس 2015 وتوقفت نسبياً في بداية أبريل من العام 2022، استثمرت صنعاء الحرب لصالحها من الناحية العسكرية، إذ أنها عملت على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر أثناء الحرب وخصوصاً في مجال الصواريخ والمسيرات، فبعد الحرب بعدة أشهر استطاعت صنعاء أن تنتج صاروخ “الصرخة” كأول صاروخ يمني محلي الصنع وهو صاروخ قصير المدى يبلغ مداه حوالي 17 كلم، واستمر التطوير خلال الأعوام التالية وكانت بين كل فينة وأخرى تكشف القوات القوات المسلحة اليمنية عن صواريخ جديدة مثل زلزال وبدر وبركان وقدس وذو الفقار وغيرها، وهذا التطوير لم يشمل الصواريخ فقط، بل شمل أيضاً إنتاج وتطوير للطائرات المسيرة، حيث تم الإعلان خلال هذه السنوات عن الكثير من الطائرات المسيّرة ذات المهام المتعددة(استطلاعية وهجومية).
وفي الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر في العام 2023 نظمت صنعاء عرضاً عسكرياً ضخماً كشفت خلاله عن الكثير من الأسلحة الجديدة منها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة وزوارق بحرية وصواريخ مجنحة و باليستية بنظام أرض أرض وأرض بحر ، وأرض جو.
وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى ودخول اليمن في المعركة إسناداً للمقاومة…