وفي الواقع، فإن نقص المعلومات الاستخباراتية لايقتصر على الكيان الإسرائيلي فقط، بل يشمل الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً التي تحاول إرسال طائراتها المسيّرة"mq9" إلى الأجواء اليمنية بشكل مستمر، وبرغم أن الدفاعات الجوية اليمنية خلال ال 14 شهراً الماضية استطاعت إسقاط 14 طائرة أمريكية من هذا النوع المتطوّروالتي تبلغ قيمة واحدة منها قرابة 30 مليون دولار، إلا أن الولايات المتحدة تصر على إرسالها باعتبارها أحد أهم أدواتها لجمع المعلومات وبناء بنك أهداف.
الشعب اليمني بطبيعته يعير القضية الفلسطينية اهتماماً بالغاً وبنفس الوقت فإنه يكن العداء لكيان الاحتلال، وما الخروج الشعبي اليمني بالملايين كل جمعة إلى الميادين والساحات منذ بداية العدوان على غزة إلا دليل على ذلك، وهذا الخروج لا يعتريه الملل أو الهبوط والتراجع، بل إنه يتعاظم مع مرور الوقت، ولتوضيح ذلك فقد خرج اليمنيون في أول جمعة من رجب للعام الماضي في 12 يناير 2024 بأكثر من 150 ساحة، بينما خرجوا في جمعة رجب هذا الأسبوع بأكثر من 700 ساحة.
ولم يكتف اليمنيون بالخروج بالمسيرات الأسبوعية، بل إننا نستطيع القول أنه ومنذ أكتوبر من العام 2023 لا يمر يوم دون أن يكون هناك وقفة شعبية أو استنفار قبلي أو مسير عسكري إسناداً لغزة وضمن التعبئة العامة والاستعداد لأي معارك قادمة مع الكيان والأمريكان ووكلائهم، ما يعني أن العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لم يؤثر على معنويات اليمنيين بل زادهم تمسكاً وثباتاً وصلابة، كما أن اليمنيين من خلال مواقفهم يبدون استعدادهم لتقديم التضحيات أكثر من استعدادهم للرضوخ أو التراجع من إسناد غزة، وهذه العوامل بمجلمها تمثل أرضية صلبة داعمة لعمليات القوات المسلحة اليمنية وبنفس الوقت تعتبر جزء من التحديات التي يواجهها الكيان لكسر الجبهة اليمنية.
برغم الدعم الأمريكي غير المحدود إلا أن الاقتصاد الإسرائيلي تعرض لهزات كبيرة منذ بدء طوفان الأقصى، والجبهة اليمنية ساهمت كثيراً في إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي، سواءً من خلال قطع خطوط الملاحة في البحر الأحمر، الذي يعد أهم شريان للتجارة الإسرائيلية، وبحسب تقارير عبرية فإن 21.5% من الواردات إلى "إسرائيل" تمر عبر البحر الأحمر، وفي هذا السياق، قال رئيس رابطة المصنعين في الكيان الإسرائيلي رون تومر في تصريح نشرته صحيفة غلوبس العبرية:" للأسف، طوال العام الماضي، لم تتوقف المشاكل التي أعقبت الحرب، ومن بين أمور أخرى، تنعكس على النقل البحري، تكلفة نقل حاوية من الصين لقد زادت أربع مرات تقريبًا منذ ديسمبر 2023".
كما أدى الحصار البحري اليمني إلى إحداث شلل تام في ميناء "إيلات"، وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس، نشرته يوم أمس، قالت فيه إن:" هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر أدت إلى إغلاق ميناء إيلات ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة"، بدوره، قال الباحث الإسرائيلي بمركز أبحاث اﻷمن القومي داني سيترينوبيتش إن:" تعطيل ميناء إيلات بالكامل بسبب الهجمات البحرية الحوثية يمثل ضربة قاسية لإسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تعد تمتلك القدرة نفسها على الردع كما كان الحال في الماضي".
واعتبر سيترينوبيتش أن:" الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان أزمات إستراتيجية مثل إغلاق مضيق تيران في عام 1967، لكنه أشار إلى أن إسرائيل اليوم تفتقر إلى القدرة على مواجهة هذه التحديات بشكل فعال".
ومن ناحية أخرى، فإن الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نحو"تل أبيب" تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي، بحيث أنها تفقد المستثمرين الأمان والتفكير بالهجرة، وهذا ما أكده تقرير أسوشيتد برس بالقول:" إن إطلاق الصواريخ اليمنية يشكل تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي ويمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد وانتعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة".
علاوةً على ذلك، فإن الكيان الإسرائيلي يتكبد خسائر كبيرة في الإنفاق العسكري لمواجهة الجبهة اليمنية، وكمثال: فإن شن هجوم واحد على اليمن يكلف الكيان ملايين الدولارات كنفقات تشغيلية لسرب الطائرات الحربية الذي ينفذ العملية، إضافةً إلى أنه إذا اتجه الكيان الإسرائيلي للتصعيد سيقابل بتصعيد مماثل من اليمن، وهو ماسيضاعف من المؤشرات السلبية للاقتصاد الإسرائيلي.
تماسك الحاضنة الشعبية
الشعب اليمني بطبيعته يعير القضية الفلسطينية اهتماماً بالغاً وبنفس الوقت فإنه يكن العداء لكيان الاحتلال، وما الخروج الشعبي اليمني بالملايين كل جمعة إلى الميادين والساحات منذ بداية العدوان على غزة إلا دليل على ذلك، وهذا الخروج لا يعتريه الملل أو الهبوط والتراجع، بل إنه يتعاظم مع مرور الوقت، ولتوضيح ذلك فقد خرج اليمنيون في أول جمعة من رجب للعام الماضي في 12 يناير 2024 بأكثر من 150 ساحة، بينما خرجوا في جمعة رجب هذا الأسبوع بأكثر من 700 ساحة.
ولم يكتف اليمنيون بالخروج بالمسيرات الأسبوعية، بل إننا نستطيع القول أنه ومنذ أكتوبر من العام 2023 لا يمر يوم دون أن يكون هناك وقفة شعبية أو استنفار قبلي أو مسير عسكري إسناداً لغزة وضمن التعبئة العامة والاستعداد لأي معارك قادمة مع الكيان والأمريكان ووكلائهم، ما يعني أن العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لم يؤثر على معنويات اليمنيين بل زادهم تمسكاً وثباتاً وصلابة، كما أن اليمنيين من خلال مواقفهم يبدون استعدادهم لتقديم التضحيات أكثر من استعدادهم للرضوخ أو التراجع من إسناد غزة، وهذه العوامل بمجلمها تمثل أرضية صلبة داعمة لعمليات القوات المسلحة اليمنية وبنفس الوقت تعتبر جزء من التحديات التي يواجهها الكيان لكسر الجبهة اليمنية.
ارتفاع تكاليف الحرب
برغم الدعم الأمريكي غير المحدود إلا أن الاقتصاد الإسرائيلي تعرض لهزات كبيرة منذ بدء طوفان الأقصى، والجبهة اليمنية ساهمت كثيراً في إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي، سواءً من خلال قطع خطوط الملاحة في البحر الأحمر، الذي يعد أهم شريان للتجارة الإسرائيلية، وبحسب تقارير عبرية فإن 21.5% من الواردات إلى "إسرائيل" تمر عبر البحر الأحمر، وفي هذا السياق، قال رئيس رابطة المصنعين في الكيان الإسرائيلي رون تومر في تصريح نشرته صحيفة غلوبس العبرية:" للأسف، طوال العام الماضي، لم تتوقف المشاكل التي أعقبت الحرب، ومن بين أمور أخرى، تنعكس على النقل البحري، تكلفة نقل حاوية من الصين لقد زادت أربع مرات تقريبًا منذ ديسمبر 2023".
كما أدى الحصار البحري اليمني إلى إحداث شلل تام في ميناء "إيلات"، وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس، نشرته يوم أمس، قالت فيه إن:" هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر أدت إلى إغلاق ميناء إيلات ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة"، بدوره، قال الباحث الإسرائيلي بمركز أبحاث اﻷمن القومي داني سيترينوبيتش إن:" تعطيل ميناء إيلات بالكامل بسبب الهجمات البحرية الحوثية يمثل ضربة قاسية لإسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تعد تمتلك القدرة نفسها على الردع كما كان الحال في الماضي".
واعتبر سيترينوبيتش أن:" الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان أزمات إستراتيجية مثل إغلاق مضيق تيران في عام 1967، لكنه أشار إلى أن إسرائيل اليوم تفتقر إلى القدرة على مواجهة هذه التحديات بشكل فعال".
ومن ناحية أخرى، فإن الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نحو"تل أبيب" تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي، بحيث أنها تفقد المستثمرين الأمان والتفكير بالهجرة، وهذا ما أكده تقرير أسوشيتد برس بالقول:" إن إطلاق الصواريخ اليمنية يشكل تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي ويمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد وانتعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة".
علاوةً على ذلك، فإن الكيان الإسرائيلي يتكبد خسائر كبيرة في الإنفاق العسكري لمواجهة الجبهة اليمنية، وكمثال: فإن شن هجوم واحد على اليمن يكلف الكيان ملايين الدولارات كنفقات تشغيلية لسرب الطائرات الحربية الذي ينفذ العملية، إضافةً إلى أنه إذا اتجه الكيان الإسرائيلي للتصعيد سيقابل بتصعيد مماثل من اليمن، وهو ماسيضاعف من المؤشرات السلبية للاقتصاد الإسرائيلي.