#تابع / حاولت تطوير نفسي لكني فشلت
2⃣
📄 #الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
أُخيتي ، أُحب أن أشكر ثقتك في شبكة الألوكة ، وأودُّ أن أثني على أسلوبك في الكتابة الذي يدلُّ عن شخصية مثقفة واعية ومدركة.
في البداية أودُّ أن أوضِّح لكِ أمرًا وهو : أن الخجل والتوتر ليس غريبًا علينا كبشرٍ ، لكنه ليس طبيعةً في فطرتنا التي فطرنا الله عليها.
الإنسان منذ لحظة ولادته يَتَنَفَّس بلا تفكير ، ويبحث عن غذائه من ثدي أمه بلا تردُّد ، ويحاول المناغاة وبعدها الكلام دون الالتفات إلى رأي الناس فيه أو انتقاداتهم ، ويتعلم المشي بالرغم من عثراته المتكررة والموجعة أحيانًا بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ وسعادةٍ ؛ لأنه لا يُفكِّر في : ماذا قال الناس عني؟
الثقةُ بالنفس فطرةٌ ، فلا تُحاولي أن تتقبَّلي نفسك على اعوجاجها ؛ لأن نفسَك لن تقبل ذلك مهما أوهمتِها بالرِّضا.
أُخيتي ، خالقُك هو اللهُ تعالى ، فلا تخشَي شيئًا سواه ؛ فأمرُك كلُّه بيدِه سبحانه ، والبشرُ ليسوا ملائكةً ، ولا يملكون مِن الأمر شيئًا ، فلا تُعظِّميهم ولا تُضخمي مكانتهم في داخلك ، فلا يوجد شخصٌ مثالي ، لكن يوجد أشخاص واثقون بأنفسهم ، فكوني منهم.
أطلقي سراح شخصيتك ، وتحرِّري مِن عبودية خوفك من الناس ومحاولة إرضائهم ؛ لأنك بذلك تصنعين قُيودًا تُكبِّلك لتحقيق ذاتك وأهدافك.
وهناك نقاطٌ أتمنَّى أن تُركِّزي عليها :
• أولًا : اجعلي تغييرَ شخصيتك قرارًا وهدفًا واضحًا أمامك.
• ثانيًا : كوني متفائلةً وتوكَّلي على الله حقَّ التوكُّل.
• ثالثًا : تذكَّري نقاط قوتك ، وتجاهلي نقاطَ ضعفك ، وأزيحي الكسل ، وقومي بعمل جدولٍ لأعمالك وإنجاز مهامك التي تجدين فيها شغفك ، والتزمي بها دونَ تسويفٍ أو أعذارٍ.
• رابعًا : القراءة ؛ ففيها فسحةٌ للعقل ، والاطلاع والاستماع لمحتوياتٍ تهتم بتطوير الذات ، وحبذا لو التحقتِ بدورات مباشرةٍ ، أو عن بُعدٍ ، أو مشاهدة المُسجَّل منها ، وستجدينها في المواقع الإلكترونية ، مع الحرص على التحرِّي عن المدرِّب ؛ حتى تستقي العلم والمنفعة بشكل صحيح.
• خامسًا : قوي علاقتك بالله ، وتذكَّري أن ثقتَك بنفسك تعتمد على ثقتك بالله سبحانه وتعالى ؛ فهو ناصرُك ولا حول ولا قوة لكِ إلا به ، فلا تخشي أحدًا سواه.
• سادسًا : اصرفي التفكير عن كيفية إرضاء الناس ؛ لأنها غاية لا تُدرَك ، وعامليهم بقِيَمِك وأخلاقك ، ولتعلمي أن التغيير سنة الحياة ، والتميُّز هبة مِن الرحمن ، فلا تخشي التغيير خوفًا مِن انتقاد المجتمع أو عدم رضاهم ، ولا تُقلِّلي مِن شأنك من أجلهم ، وتذكَّري أنَّ الله سبحانه وتعالى ميَّز رسولَنا الكريم واصطفاه بالرسالة ، وكان يسعى للتغيير بمجتمعه فيما يُرضي الله ، ومع ذلك لم يَحْظَ برضا ولا بحبِّ وقَبول الجميع ، وهو خيرُ مَن نقتدي به عليه الصلاة والسلام!
• سابعًا : التوقف فورًا عن لوم الذات ؛ فاللومُ كصفةٍ لا بأس بها ، بل هي مَطلبٌ ، وتدل على ضمير حيٍّ ، لكن إن تجاوزتْ حدَّها أصبحتْ مُهلكةً لصاحبها ؛ فأي خطأٍ تقترفينه حاولي معالجته وتحسينه فقط بلا مبالغة ، فلا تُعظِّمي أخطاءك ؛ مثلًا : إذا أخفقتِ في الكلام ، أو سكبتِ العصير ، أو تعثرتِ في خطواتك ، ماذا سيحدث حينها؟
#الجواب : لا شيء ؛ فكلُّها أشياء اعتاد الجميع حُدُوثها ، فلا تُكلِّفي نفسك فوق طاقتها.
• ثامنًا : التدريب ؛ درِّبي نفسك على الحديث مع غيرك في الاجتماعات ، وابدئي بمن هم أصغر سنًّا ، أو بمن هم خجولين ، أو بمَن لديهم قاسمٌ مشترك معك.
● تدرَّبي على النظر في عين مَن يُسلِّم عليك ، وابتسمي واكتفي بالشكر لكلِّ مَن يُثني عليك.
● تنفَّسي بهدوءٍ ، ولا تَتَعَجَّلي في الكلام ، بل انتقلي بين كل كلمة وأخرى بهدوءٍ.
• تاسعًا : حاولي الدخول في تجمُّعات جديدةٍ إذا أمكن ، وتعرفي إلى أشخاصٍ جدد بعيدًا عن التجمُّعات التي اعتدتِ الذهاب إليها ؛ فهذا سيُساعدك كثيرًا في هذه المرحلة ، وإن لم تستطيعي فلا بأسَ ، وركِّزي على ما سبق.
أُخيتي ، إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، والله سيُحاسبك عليها ، فاهتمي بنفسك وأحبِّيها ، وحاولي أن تبحثي عن مواطن سعادتك بداخلك ، والتماس النِّعم بالتفاصيل الصغيرة التي أنعم اللهُ عليك بها ، ولا تجعلي مشكلاتك تُوقفُ حياتك ، فهي بسيطةٌ لكنها تحتاج تغيُّر مفاهيم وبعض تدريبٍ.
ابحثي عن ذاتك بنجاحك ، وبتحقيق أهدافك فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى
أسأل الله العليَّ العظيم أن يَزيدَك مِن فضلِه ، ويُحقِّق لكِ مُبتغاك ، إنه على كل شيء قدير
أ / #أمل_السويداء
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/123571/#ixzz5tkVqQzf6
🎀 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 🎀
https://telegram.me/alnafs2
2⃣
📄 #الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
أُخيتي ، أُحب أن أشكر ثقتك في شبكة الألوكة ، وأودُّ أن أثني على أسلوبك في الكتابة الذي يدلُّ عن شخصية مثقفة واعية ومدركة.
في البداية أودُّ أن أوضِّح لكِ أمرًا وهو : أن الخجل والتوتر ليس غريبًا علينا كبشرٍ ، لكنه ليس طبيعةً في فطرتنا التي فطرنا الله عليها.
الإنسان منذ لحظة ولادته يَتَنَفَّس بلا تفكير ، ويبحث عن غذائه من ثدي أمه بلا تردُّد ، ويحاول المناغاة وبعدها الكلام دون الالتفات إلى رأي الناس فيه أو انتقاداتهم ، ويتعلم المشي بالرغم من عثراته المتكررة والموجعة أحيانًا بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ وسعادةٍ ؛ لأنه لا يُفكِّر في : ماذا قال الناس عني؟
الثقةُ بالنفس فطرةٌ ، فلا تُحاولي أن تتقبَّلي نفسك على اعوجاجها ؛ لأن نفسَك لن تقبل ذلك مهما أوهمتِها بالرِّضا.
أُخيتي ، خالقُك هو اللهُ تعالى ، فلا تخشَي شيئًا سواه ؛ فأمرُك كلُّه بيدِه سبحانه ، والبشرُ ليسوا ملائكةً ، ولا يملكون مِن الأمر شيئًا ، فلا تُعظِّميهم ولا تُضخمي مكانتهم في داخلك ، فلا يوجد شخصٌ مثالي ، لكن يوجد أشخاص واثقون بأنفسهم ، فكوني منهم.
أطلقي سراح شخصيتك ، وتحرِّري مِن عبودية خوفك من الناس ومحاولة إرضائهم ؛ لأنك بذلك تصنعين قُيودًا تُكبِّلك لتحقيق ذاتك وأهدافك.
وهناك نقاطٌ أتمنَّى أن تُركِّزي عليها :
• أولًا : اجعلي تغييرَ شخصيتك قرارًا وهدفًا واضحًا أمامك.
• ثانيًا : كوني متفائلةً وتوكَّلي على الله حقَّ التوكُّل.
• ثالثًا : تذكَّري نقاط قوتك ، وتجاهلي نقاطَ ضعفك ، وأزيحي الكسل ، وقومي بعمل جدولٍ لأعمالك وإنجاز مهامك التي تجدين فيها شغفك ، والتزمي بها دونَ تسويفٍ أو أعذارٍ.
• رابعًا : القراءة ؛ ففيها فسحةٌ للعقل ، والاطلاع والاستماع لمحتوياتٍ تهتم بتطوير الذات ، وحبذا لو التحقتِ بدورات مباشرةٍ ، أو عن بُعدٍ ، أو مشاهدة المُسجَّل منها ، وستجدينها في المواقع الإلكترونية ، مع الحرص على التحرِّي عن المدرِّب ؛ حتى تستقي العلم والمنفعة بشكل صحيح.
• خامسًا : قوي علاقتك بالله ، وتذكَّري أن ثقتَك بنفسك تعتمد على ثقتك بالله سبحانه وتعالى ؛ فهو ناصرُك ولا حول ولا قوة لكِ إلا به ، فلا تخشي أحدًا سواه.
• سادسًا : اصرفي التفكير عن كيفية إرضاء الناس ؛ لأنها غاية لا تُدرَك ، وعامليهم بقِيَمِك وأخلاقك ، ولتعلمي أن التغيير سنة الحياة ، والتميُّز هبة مِن الرحمن ، فلا تخشي التغيير خوفًا مِن انتقاد المجتمع أو عدم رضاهم ، ولا تُقلِّلي مِن شأنك من أجلهم ، وتذكَّري أنَّ الله سبحانه وتعالى ميَّز رسولَنا الكريم واصطفاه بالرسالة ، وكان يسعى للتغيير بمجتمعه فيما يُرضي الله ، ومع ذلك لم يَحْظَ برضا ولا بحبِّ وقَبول الجميع ، وهو خيرُ مَن نقتدي به عليه الصلاة والسلام!
• سابعًا : التوقف فورًا عن لوم الذات ؛ فاللومُ كصفةٍ لا بأس بها ، بل هي مَطلبٌ ، وتدل على ضمير حيٍّ ، لكن إن تجاوزتْ حدَّها أصبحتْ مُهلكةً لصاحبها ؛ فأي خطأٍ تقترفينه حاولي معالجته وتحسينه فقط بلا مبالغة ، فلا تُعظِّمي أخطاءك ؛ مثلًا : إذا أخفقتِ في الكلام ، أو سكبتِ العصير ، أو تعثرتِ في خطواتك ، ماذا سيحدث حينها؟
#الجواب : لا شيء ؛ فكلُّها أشياء اعتاد الجميع حُدُوثها ، فلا تُكلِّفي نفسك فوق طاقتها.
• ثامنًا : التدريب ؛ درِّبي نفسك على الحديث مع غيرك في الاجتماعات ، وابدئي بمن هم أصغر سنًّا ، أو بمن هم خجولين ، أو بمَن لديهم قاسمٌ مشترك معك.
● تدرَّبي على النظر في عين مَن يُسلِّم عليك ، وابتسمي واكتفي بالشكر لكلِّ مَن يُثني عليك.
● تنفَّسي بهدوءٍ ، ولا تَتَعَجَّلي في الكلام ، بل انتقلي بين كل كلمة وأخرى بهدوءٍ.
• تاسعًا : حاولي الدخول في تجمُّعات جديدةٍ إذا أمكن ، وتعرفي إلى أشخاصٍ جدد بعيدًا عن التجمُّعات التي اعتدتِ الذهاب إليها ؛ فهذا سيُساعدك كثيرًا في هذه المرحلة ، وإن لم تستطيعي فلا بأسَ ، وركِّزي على ما سبق.
أُخيتي ، إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، والله سيُحاسبك عليها ، فاهتمي بنفسك وأحبِّيها ، وحاولي أن تبحثي عن مواطن سعادتك بداخلك ، والتماس النِّعم بالتفاصيل الصغيرة التي أنعم اللهُ عليك بها ، ولا تجعلي مشكلاتك تُوقفُ حياتك ، فهي بسيطةٌ لكنها تحتاج تغيُّر مفاهيم وبعض تدريبٍ.
ابحثي عن ذاتك بنجاحك ، وبتحقيق أهدافك فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى
أسأل الله العليَّ العظيم أن يَزيدَك مِن فضلِه ، ويُحقِّق لكِ مُبتغاك ، إنه على كل شيء قدير
أ / #أمل_السويداء
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/123571/#ixzz5tkVqQzf6
🎀 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 🎀
https://telegram.me/alnafs2