رأيت هذا المنشور منتشراً، يضعون صورة كتاب الغزالي «فيصل التفرقة» ويضعون تلك الكلمة التي نقلها ابن قاضي الجبل عن ابن تيمية.
ويقولون: هذا ثناء ابن تيمية على هذا الكتاب وعلى مؤلفه الغزالي.
والحق أنك إن رجعت إلى كتب شيخ الإسلام ستجده يصف هذا الكتاب بأن فيه باطنية وإلحاداً، وهذا النقل إن كان دقيقاً فالقصد به الثناء على فصاحته، كما يُثنى على فصاحة الشاعر وسبكته وإن كانت المعاني التي يتكلم بها باطلة.
قال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» [10/270]: "فيقال: هذا الرجل يرى رأي ابن سينا ونحوه من المتفلسفة والباطنية، الذين يقولون: إن الرسل أظهرت للناس في الإيمان بالله واليوم الآخر خلاف ما هو الأمر عليه في نفسه، لينتفع الجمهور بذلك، إذ كانت الحقيقة لو أظهرت لهم لما فهم منها إلا التعطيل، فخيلوا ومثلوا لهم ما يناسب الحقيقة نوع مناسبة، على وجه ينتفعون به.
وأبو حامد (يعني الغزالي) في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في إلجام العوام والتفرقة بين الإيمان والزندقة (يعني كتاب «فيصل التفرقة» الموجود في الصورة) مبني على هذا الأصل، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علماً ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية، ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك، وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف".
فابن تيمية يرى كتاب الغزالي هذا مبني على معنى باطني إلحادي، وهو (التخييل)، ويُقصد به أن الأنبياء خاطبوا الناس بالباطل لأنهم لا يفهمون الحق، وهذه زندقة صرفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وما أكثر ما تُترك تقريرات الشيخ نفسه ويُعتمد على نقولات، وما أكثر ما يُقتطع من كلامه من مخالفيه وممن يزعم أنه مقتد به، والله المستعان.
ويقولون: هذا ثناء ابن تيمية على هذا الكتاب وعلى مؤلفه الغزالي.
والحق أنك إن رجعت إلى كتب شيخ الإسلام ستجده يصف هذا الكتاب بأن فيه باطنية وإلحاداً، وهذا النقل إن كان دقيقاً فالقصد به الثناء على فصاحته، كما يُثنى على فصاحة الشاعر وسبكته وإن كانت المعاني التي يتكلم بها باطلة.
قال ابن تيمية في «درء تعارض العقل والنقل» [10/270]: "فيقال: هذا الرجل يرى رأي ابن سينا ونحوه من المتفلسفة والباطنية، الذين يقولون: إن الرسل أظهرت للناس في الإيمان بالله واليوم الآخر خلاف ما هو الأمر عليه في نفسه، لينتفع الجمهور بذلك، إذ كانت الحقيقة لو أظهرت لهم لما فهم منها إلا التعطيل، فخيلوا ومثلوا لهم ما يناسب الحقيقة نوع مناسبة، على وجه ينتفعون به.
وأبو حامد (يعني الغزالي) في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في إلجام العوام والتفرقة بين الإيمان والزندقة (يعني كتاب «فيصل التفرقة» الموجود في الصورة) مبني على هذا الأصل، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علماً ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية، ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك، وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف".
فابن تيمية يرى كتاب الغزالي هذا مبني على معنى باطني إلحادي، وهو (التخييل)، ويُقصد به أن الأنبياء خاطبوا الناس بالباطل لأنهم لا يفهمون الحق، وهذه زندقة صرفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وما أكثر ما تُترك تقريرات الشيخ نفسه ويُعتمد على نقولات، وما أكثر ما يُقتطع من كلامه من مخالفيه وممن يزعم أنه مقتد به، والله المستعان.