أهل الإيمان أعظم الناس تلذُّذاً بالنعم!
عامة البشر ينظرون للناس في تفاوتهم في أمر النعم نظراً ظاهرياً، فيرون هذا معه مال كثير، وهذا معه مال قليل فيحكمون أن هذا أنعم من هذا.
وليس الأمر كذلك فإن هناك عوامل أخرى تحدد من منهما الأسعد بالنعم.
وأهم من ذلك مقدار التلذذ بالنعمة، وهذا في أهل الإيمان أعظم لمن تأمَّله، وذلك من عدة وجوه:
الأول: أن المؤمن يرى أن النعمة هبة من الله «أبوء لك بنعمتك علي»، وأما غيره فيرى أن الأمر بكدِّه وتعبه، وذلك يفتح عليه باب محاسبة نفسه في ذلك، وأنه ربما قصَّر أو أن هذه النعمة دون ما تعبه وبذله في تحصيلها.
الثاني: أن المؤمن يرى أن النعمة مفتاح للطاعة، والطاعة توجب نعماً أعظم في الجنة، فأنت إذا حمدت الله على الأكلة أو الشربة أو اللبسة، فتلك حسنات وموجبات لرضا الله عز وجل، وذلك يوجب الجنة حيث لا منتهى للنعم: {عطاءً غير مجذوذ} [هود].
الثالث: أن المؤمن حقاً حريص على تنقية قلبه من الحسد، لإيمانه بالقدر وأن الرزق مكتوب وأن تفاوت الناس في الدنيا لا يعكس مآلهم في الآخرة، فإن كثيراً من الناس ينغص عليهم التلذذ بالنعم حسدهم لمن هو أنعم منهم، وربما سعوا في أذيته أو انتقاص ما معه من خير، واشتغل بهم واغتمَّ هو الآخر.
الرابع: أن النعم عند المؤمن لا تُحصر بالمحسوسات، بل العلم النافع والحقائق الإيمانية وغيرها نعم يشهدها المؤمن، لا يشهدها الجاحد، فحتى الطاعات نعم، بل خلق الملائكة المستغفرين لأهل الإيمان نعمة، وعامة التشريعات نعم، لذا افتُتح الأمر في الفاتحة بـ{الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة].
بل حتى المصيبة فيها معنى النعمة من وجه، لأنها تكفِّر الذنب.
هذه المعاني وغيرها يغفل عنها كثير من أهل الإيمان، فضلاً عن غيرهم، غير أن نظرك في الكتاب والسنة يجدِّدها في قلبك، ومن غفل صار كنوداً حسوداً، فالكنود: الذي يعدد النقم وينسى النعم، والحسود: من يتمنى زوالها عن غيره، وما تمنى ذلك إلا لعدم قناعته بما معه.
ولذلك قال تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل].
فسَّرها جماعة من السلف بالقناعة، وذلك أن القنوع لا يحسد ولا يستقل ما معه من خير، بل يفرح به، وذلك يجعله أعظم التذاذاً بما معه من نعم، وتلك الحياة الطيبة التي تكون مفتاحاً لجنان الخلد مع طيبها.
وأما من خلا من هذه المعاني فربما تجد معه من الخير ما يكفي لإسعاد المئات وهو مهموم مغموم منشغل بغيره.
وهذا ليس فقط في النعم الحسية، بل حتى في النعم المعنوية، كالعلم، ولكن العلم صاحبه يستزيد منه ما عاش، ولكن لا يحسد.
عامة البشر ينظرون للناس في تفاوتهم في أمر النعم نظراً ظاهرياً، فيرون هذا معه مال كثير، وهذا معه مال قليل فيحكمون أن هذا أنعم من هذا.
وليس الأمر كذلك فإن هناك عوامل أخرى تحدد من منهما الأسعد بالنعم.
وأهم من ذلك مقدار التلذذ بالنعمة، وهذا في أهل الإيمان أعظم لمن تأمَّله، وذلك من عدة وجوه:
الأول: أن المؤمن يرى أن النعمة هبة من الله «أبوء لك بنعمتك علي»، وأما غيره فيرى أن الأمر بكدِّه وتعبه، وذلك يفتح عليه باب محاسبة نفسه في ذلك، وأنه ربما قصَّر أو أن هذه النعمة دون ما تعبه وبذله في تحصيلها.
الثاني: أن المؤمن يرى أن النعمة مفتاح للطاعة، والطاعة توجب نعماً أعظم في الجنة، فأنت إذا حمدت الله على الأكلة أو الشربة أو اللبسة، فتلك حسنات وموجبات لرضا الله عز وجل، وذلك يوجب الجنة حيث لا منتهى للنعم: {عطاءً غير مجذوذ} [هود].
الثالث: أن المؤمن حقاً حريص على تنقية قلبه من الحسد، لإيمانه بالقدر وأن الرزق مكتوب وأن تفاوت الناس في الدنيا لا يعكس مآلهم في الآخرة، فإن كثيراً من الناس ينغص عليهم التلذذ بالنعم حسدهم لمن هو أنعم منهم، وربما سعوا في أذيته أو انتقاص ما معه من خير، واشتغل بهم واغتمَّ هو الآخر.
الرابع: أن النعم عند المؤمن لا تُحصر بالمحسوسات، بل العلم النافع والحقائق الإيمانية وغيرها نعم يشهدها المؤمن، لا يشهدها الجاحد، فحتى الطاعات نعم، بل خلق الملائكة المستغفرين لأهل الإيمان نعمة، وعامة التشريعات نعم، لذا افتُتح الأمر في الفاتحة بـ{الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة].
بل حتى المصيبة فيها معنى النعمة من وجه، لأنها تكفِّر الذنب.
هذه المعاني وغيرها يغفل عنها كثير من أهل الإيمان، فضلاً عن غيرهم، غير أن نظرك في الكتاب والسنة يجدِّدها في قلبك، ومن غفل صار كنوداً حسوداً، فالكنود: الذي يعدد النقم وينسى النعم، والحسود: من يتمنى زوالها عن غيره، وما تمنى ذلك إلا لعدم قناعته بما معه.
ولذلك قال تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل].
فسَّرها جماعة من السلف بالقناعة، وذلك أن القنوع لا يحسد ولا يستقل ما معه من خير، بل يفرح به، وذلك يجعله أعظم التذاذاً بما معه من نعم، وتلك الحياة الطيبة التي تكون مفتاحاً لجنان الخلد مع طيبها.
وأما من خلا من هذه المعاني فربما تجد معه من الخير ما يكفي لإسعاد المئات وهو مهموم مغموم منشغل بغيره.
وهذا ليس فقط في النعم الحسية، بل حتى في النعم المعنوية، كالعلم، ولكن العلم صاحبه يستزيد منه ما عاش، ولكن لا يحسد.