الإرهاب العلماني المحمود والانتقامية العلمانية الضرورية...
حين تخاطب أي عالماني يصور لك أن العالمانية حالة وردية متسامية عن كل ما يخدش تلك البراءة الطفولية التي يرسمها لك، وأنهم وصلوا إلى حال من المسالمة ما وصل إليها دين قط، ويعيب على أهل الأديان ما يسميه "نصوص العنف والكراهية".
غير أنك إذا نظرت إلى واقعهم تجد أنهم يستبيحون كل ما يعيبونه على غيرهم وأشد، تحت بند (ثمن الحرية) أو ما يمكن أن نسميه (الضرورات العالمانية).
فلكي تزني تلك ويسمع ذاك الغناء ويحتفل الآخر بالكريسماس ويسبُّ ذاك ربَّ العالمين في الشارع؛ بارك كثير منهم البراميل المتفجرة التي تسقط على الأطفال والعُزَّل والنساء!
يقول تيري إيغلتون في كتابه «الإرهاب المقدس»: "إن الإرهاب فكرة سياسية، وإنه ظهر بهذا المفهوم في الثورة الفرنسية، ضمن إرهاب اليعاقبة ورثنا كلمة (الإرهابي) وإذا فهمنا أن الإرهاب كمفهوم سياسي بدأ في الثورة الفرنسية، فهذا يقودنا انه بدأ كإرهاب دولة وهو الشكل الذي اتخذه في معظم الأحيان" (نقلاً عن كتاب «العلمانية أصل الإرهاب والاستبداد الحديث» لممدوح الشيخ).
وفي أيام الثورة المصرية (ثورة 25) وجدنا حلمي النمنم في مداخلة له حول الدستور المصري (في قناة (ON tv) المصرية منشورة في 27/7/2013) يصرح أن مصر علمانية بالفطرة وليست متدينة بالفطرة وأن الدولة الحديثة لها ثمن وأن هناك دماء سوف تُسفك (كثمن)!
وفي كتاب «الإرهاب حرب أهلية في الثورة الفرنسية» للبريطاني دافيد أندرس يُحمِّل الثورة الفرنسية المسؤولة عن ظهور إيديلوجيا إبادة المعارضين السياسيين، حيث شهدت فرنسا أول مذبحة في العصر الحديث، عندما أباد جيش الثورة الفرنسية نحو ربع مليون نسمة من سكان (فنديه) بينهم ثلاثون ألفاً أُدينوا أمام قضاء استثنائي.
وكتب العلماني المصري أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مقالاً بعنوان "جريمة رائعة" في جريدة المصري اليوم بتاريخ 3 مارس 2008، أثنى فيها على مذبحة القلعة الشهيرة التي قام بها محمد علي، وأننا لا ينبغي أن نقف عند الوحشية فيها، وإنما ننظر إلى نتائجها الجيدة لاحقاً! وقال إن وطن حضاري جامع لن يبدأ إلا على جثث تلك العصابات!
وفي الثورة الفرنسية عوقبت قرى كاملة لإظهار التململ من الثوار، وقد أنشأ روبسير لجان المراقبة الثورية في مارس 1793، وكُلِّفت بإعداد قوائم مشبوهين وتوجيه التُّهم إليهم، وأُنشئت لجنة الإنقاذ الوطني التي كانت سرية، وكان على السلطة التنفيذية تنفيذ قراراتها كلها وبشكل عاجل، ووصف الجيروند هذه اللجنة بالدكتاتورية، فردَّ (مارا) قائلاً: (إنما بالعنف نُحقِّق الحرية وقد آن الأوان لنُنظِّم طغيان الحرية لنسحق طغيان الملوك).
والعجيب أن هذه الثورة هي الملهمة لعامة التنويريين في بلادنا ويبدو أنهم حين أيَّدوا أنظمة وحشية كانوا سائرين على هذا الهراء، فتجدهم يُعلِّمون الشباب الصغار اتِّهام الدين بالوحشية، وهم يؤيِّدون ويطبِّقون أشدَّ صور ما يسمونه وحشية ويستفيدون من نتائجها.
حين تخاطب أي عالماني يصور لك أن العالمانية حالة وردية متسامية عن كل ما يخدش تلك البراءة الطفولية التي يرسمها لك، وأنهم وصلوا إلى حال من المسالمة ما وصل إليها دين قط، ويعيب على أهل الأديان ما يسميه "نصوص العنف والكراهية".
غير أنك إذا نظرت إلى واقعهم تجد أنهم يستبيحون كل ما يعيبونه على غيرهم وأشد، تحت بند (ثمن الحرية) أو ما يمكن أن نسميه (الضرورات العالمانية).
فلكي تزني تلك ويسمع ذاك الغناء ويحتفل الآخر بالكريسماس ويسبُّ ذاك ربَّ العالمين في الشارع؛ بارك كثير منهم البراميل المتفجرة التي تسقط على الأطفال والعُزَّل والنساء!
يقول تيري إيغلتون في كتابه «الإرهاب المقدس»: "إن الإرهاب فكرة سياسية، وإنه ظهر بهذا المفهوم في الثورة الفرنسية، ضمن إرهاب اليعاقبة ورثنا كلمة (الإرهابي) وإذا فهمنا أن الإرهاب كمفهوم سياسي بدأ في الثورة الفرنسية، فهذا يقودنا انه بدأ كإرهاب دولة وهو الشكل الذي اتخذه في معظم الأحيان" (نقلاً عن كتاب «العلمانية أصل الإرهاب والاستبداد الحديث» لممدوح الشيخ).
وفي أيام الثورة المصرية (ثورة 25) وجدنا حلمي النمنم في مداخلة له حول الدستور المصري (في قناة (ON tv) المصرية منشورة في 27/7/2013) يصرح أن مصر علمانية بالفطرة وليست متدينة بالفطرة وأن الدولة الحديثة لها ثمن وأن هناك دماء سوف تُسفك (كثمن)!
وفي كتاب «الإرهاب حرب أهلية في الثورة الفرنسية» للبريطاني دافيد أندرس يُحمِّل الثورة الفرنسية المسؤولة عن ظهور إيديلوجيا إبادة المعارضين السياسيين، حيث شهدت فرنسا أول مذبحة في العصر الحديث، عندما أباد جيش الثورة الفرنسية نحو ربع مليون نسمة من سكان (فنديه) بينهم ثلاثون ألفاً أُدينوا أمام قضاء استثنائي.
وكتب العلماني المصري أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مقالاً بعنوان "جريمة رائعة" في جريدة المصري اليوم بتاريخ 3 مارس 2008، أثنى فيها على مذبحة القلعة الشهيرة التي قام بها محمد علي، وأننا لا ينبغي أن نقف عند الوحشية فيها، وإنما ننظر إلى نتائجها الجيدة لاحقاً! وقال إن وطن حضاري جامع لن يبدأ إلا على جثث تلك العصابات!
وفي الثورة الفرنسية عوقبت قرى كاملة لإظهار التململ من الثوار، وقد أنشأ روبسير لجان المراقبة الثورية في مارس 1793، وكُلِّفت بإعداد قوائم مشبوهين وتوجيه التُّهم إليهم، وأُنشئت لجنة الإنقاذ الوطني التي كانت سرية، وكان على السلطة التنفيذية تنفيذ قراراتها كلها وبشكل عاجل، ووصف الجيروند هذه اللجنة بالدكتاتورية، فردَّ (مارا) قائلاً: (إنما بالعنف نُحقِّق الحرية وقد آن الأوان لنُنظِّم طغيان الحرية لنسحق طغيان الملوك).
والعجيب أن هذه الثورة هي الملهمة لعامة التنويريين في بلادنا ويبدو أنهم حين أيَّدوا أنظمة وحشية كانوا سائرين على هذا الهراء، فتجدهم يُعلِّمون الشباب الصغار اتِّهام الدين بالوحشية، وهم يؤيِّدون ويطبِّقون أشدَّ صور ما يسمونه وحشية ويستفيدون من نتائجها.