لو فعلوا ذلك ولزموا مركزهم لكان خيراً لهم ، ولكن ذلك لم يكن ، لما رأى الرماة هزيمة الكفار تركوا مركزهم الذي أمرهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم بحفظه ، وقالوا : يا قوم الغنيمة ! الغنيمة !
وذّكرهم أميرهم عبدالله بن جبير عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ياقوم ألم يقل لكم رسول الله ، الزموا مركزكم ولا تفارقوه ، ولو تخطفت الطير العسكر ! ، ولكن أصحاب عبدالله لم يسمعوا قوله ، وظنوا أن المشركين قد انهزموا ، وأنهم لا يرجعون ، فلماذا نبقى مكاننا ؟ ، وها أؤلئك أصحابنا يأخذون الغنيمة ، فلماذا نتركها نحن ؟ إن الحرب قد انتهت ، وراح المشركين ، فلا رجعة لهم ، فما معنى بقاءنا هنا إذن؟ إن رسول الله لم يرد ذلك ، إن رسول الله لم يأمر بذلك .
عودة المشركين من الثغر :
وذهب هؤلاء وبقي عبدالله يحفظ الثغر ، رضي الله عن عبدالله وعفا عن أصحابه ، وكرّ فرسان المشركين فوجدوا الثغر خالياً ، فقد خلا من الرماة فدخلوا منه واجتمعوا بعد ما تفرقوا ، وقُتِل عبدالله بن جبير ، ومن معه من أصحابه ، وقُتل سبعون من الصحابة ، فأكرمهم الله بالشهادة ، وانكشف المسلمون وثبتَ رسول الله صلّ الله عليه وسلم وجماعة من أصحابه .
ووصل المشركون إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فجرحوا وجهه وكسروا رباعيته ، وهشّموا البيضة على رأسه ، ورموه بالحجارة حتى وقع في حفرة ، فأخذ عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه بيد رسول الله صلّ الله عليه وسلم .
واحتضنه طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه ، و نشبت حلقتان من حلق المغفر في وجه رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فانتزعهما أبي عبيدة رضي الله عنه ، وعض عليهما حتى سقطت ثَنِيّتاهُ ، يا لهما ثنيتين مباركتين ، يالهما من ثنتين ثمينتين !
أبي بكر الصديق والصحابة :
قال أبو بكر رضي الله عنه : غابت حلقة من حلق المغفر في وجنة رسول الله صلّ الله عليه و سلم ، فذهبت لأنزعها عن النبي ، فقال أبي عبيدة رضي الله عنه : نشدتك بالله يا أبابكر ، إلا تركتني فذهب ينتزعها حتى سقطت ثنيّتُهُ.
قال أبو بكر : ثم ذهبت لآخذ الآخر ، قال أبو عبيدة : نشدتك بالله ، يا أبا بكر إلا تركتني، قال: فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه حتي سقطت له ثنية ثانية ، امتص مالك بن سنان رضي الله عنه الدم من وجنتيه ، فقيل له مُجّه ، فقال : والله لا أمجه أبداً .
دفاع الصحابة عن رسول الله :
وتقدم المشركون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا شراً ، و أبى الله ذلك والمؤمنون ، وحال دون رسول الله صلّ الله عليه وسلم عشرة من الصحابة و قتلوا جميعاً ، ولم يبقى منهم أحداً ، وتَرّس أبو دجانة رضي الله عنه على رسول الله صلّ الله عليه وسلم بظهره ، والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك ، وتَرّس عليه طلحة بن عبيد الله بيده ، والنبل يقع فيها حتى شُلّت .
ما أكرمه من ظهر وما أكرمها من يد ! ، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرةً ، فلم يستطع لما به من ضعف وجراح ، فجلس طلحة تحته حتى صعدها ، ياله من مطية ويا له من راكب.
وقاتلت أم عمارة قتالا شديداً ، وضربت عمرو ابن قئمة بالسيف ضرباتٍ ، وضربها عدوٌا لله بالسيف فجرحها جرحاً شديداً ، وبقي رسول الله مرةً في سبعةٍ من الأنصار ورجلين من قريش ، هجم المشركون ، فقال : من يردهم عني وله الجنة ، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ، ثم هجموا فقال : من يردهم عّني فله الجنة ، وهو رفيقي في الجنة ، فلم يزل كذلك حتى قتل سبعة .
أنس بن النضر :
وثبت أنس بن النضر رضي الله عنه و قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، و أبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين ، ومرّ أنس بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ماذا تنتظرون ؟
قالوا : قتل رسول الله صلّ الله عليه وسلم ! فقال : ما تصنعون بالحياة بعده ! قوموا فموتوا على ما مات عليه ! ولقى أنس سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، فقال : يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أُحُد ، وتقدم أنس إلى الجنة وهو يراها أمامه ، فقاتل الذين كانوا يريدون أن يحولوا دونها ، وقاتل أنس قتالاً شديداً حتى قتل وبه بضع وثمانون ضربة ، ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف ، ورمية بسهم .
ووجده المسلمون قد قتل ومَثّلَ به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه ، رحمة الله عليك يا أنس ! فليكن الرجال هكذا ! وهكذا ليكون الأبطال !
🌳🌳
وذّكرهم أميرهم عبدالله بن جبير عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ياقوم ألم يقل لكم رسول الله ، الزموا مركزكم ولا تفارقوه ، ولو تخطفت الطير العسكر ! ، ولكن أصحاب عبدالله لم يسمعوا قوله ، وظنوا أن المشركين قد انهزموا ، وأنهم لا يرجعون ، فلماذا نبقى مكاننا ؟ ، وها أؤلئك أصحابنا يأخذون الغنيمة ، فلماذا نتركها نحن ؟ إن الحرب قد انتهت ، وراح المشركين ، فلا رجعة لهم ، فما معنى بقاءنا هنا إذن؟ إن رسول الله لم يرد ذلك ، إن رسول الله لم يأمر بذلك .
عودة المشركين من الثغر :
وذهب هؤلاء وبقي عبدالله يحفظ الثغر ، رضي الله عن عبدالله وعفا عن أصحابه ، وكرّ فرسان المشركين فوجدوا الثغر خالياً ، فقد خلا من الرماة فدخلوا منه واجتمعوا بعد ما تفرقوا ، وقُتِل عبدالله بن جبير ، ومن معه من أصحابه ، وقُتل سبعون من الصحابة ، فأكرمهم الله بالشهادة ، وانكشف المسلمون وثبتَ رسول الله صلّ الله عليه وسلم وجماعة من أصحابه .
ووصل المشركون إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فجرحوا وجهه وكسروا رباعيته ، وهشّموا البيضة على رأسه ، ورموه بالحجارة حتى وقع في حفرة ، فأخذ عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه بيد رسول الله صلّ الله عليه وسلم .
واحتضنه طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه ، و نشبت حلقتان من حلق المغفر في وجه رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فانتزعهما أبي عبيدة رضي الله عنه ، وعض عليهما حتى سقطت ثَنِيّتاهُ ، يا لهما ثنيتين مباركتين ، يالهما من ثنتين ثمينتين !
أبي بكر الصديق والصحابة :
قال أبو بكر رضي الله عنه : غابت حلقة من حلق المغفر في وجنة رسول الله صلّ الله عليه و سلم ، فذهبت لأنزعها عن النبي ، فقال أبي عبيدة رضي الله عنه : نشدتك بالله يا أبابكر ، إلا تركتني فذهب ينتزعها حتى سقطت ثنيّتُهُ.
قال أبو بكر : ثم ذهبت لآخذ الآخر ، قال أبو عبيدة : نشدتك بالله ، يا أبا بكر إلا تركتني، قال: فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه حتي سقطت له ثنية ثانية ، امتص مالك بن سنان رضي الله عنه الدم من وجنتيه ، فقيل له مُجّه ، فقال : والله لا أمجه أبداً .
دفاع الصحابة عن رسول الله :
وتقدم المشركون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا شراً ، و أبى الله ذلك والمؤمنون ، وحال دون رسول الله صلّ الله عليه وسلم عشرة من الصحابة و قتلوا جميعاً ، ولم يبقى منهم أحداً ، وتَرّس أبو دجانة رضي الله عنه على رسول الله صلّ الله عليه وسلم بظهره ، والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك ، وتَرّس عليه طلحة بن عبيد الله بيده ، والنبل يقع فيها حتى شُلّت .
ما أكرمه من ظهر وما أكرمها من يد ! ، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرةً ، فلم يستطع لما به من ضعف وجراح ، فجلس طلحة تحته حتى صعدها ، ياله من مطية ويا له من راكب.
وقاتلت أم عمارة قتالا شديداً ، وضربت عمرو ابن قئمة بالسيف ضرباتٍ ، وضربها عدوٌا لله بالسيف فجرحها جرحاً شديداً ، وبقي رسول الله مرةً في سبعةٍ من الأنصار ورجلين من قريش ، هجم المشركون ، فقال : من يردهم عني وله الجنة ، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ، ثم هجموا فقال : من يردهم عّني فله الجنة ، وهو رفيقي في الجنة ، فلم يزل كذلك حتى قتل سبعة .
أنس بن النضر :
وثبت أنس بن النضر رضي الله عنه و قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المسلمين ، و أبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين ، ومرّ أنس بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ماذا تنتظرون ؟
قالوا : قتل رسول الله صلّ الله عليه وسلم ! فقال : ما تصنعون بالحياة بعده ! قوموا فموتوا على ما مات عليه ! ولقى أنس سعد بن معاذ رضي الله عنهما ، فقال : يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أُحُد ، وتقدم أنس إلى الجنة وهو يراها أمامه ، فقاتل الذين كانوا يريدون أن يحولوا دونها ، وقاتل أنس قتالاً شديداً حتى قتل وبه بضع وثمانون ضربة ، ما بين طعنة برمح ، وضربة بسيف ، ورمية بسهم .
ووجده المسلمون قد قتل ومَثّلَ به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه ، رحمة الله عليك يا أنس ! فليكن الرجال هكذا ! وهكذا ليكون الأبطال !
🌳🌳