⚔️🐎
⚔️🐎 الحلقة 4 ⚔️🐎
خلافة_سايمان_بن_عبدالملك_4
( لماذا نكره الموت )
خرج سليمان بن عبد الملك في سنة 97 هجرية لأداء مناسك الحج ، ثم زار المدينة المنورة فسأل أهلها ( ها هنا أحد يذكرنا بالله ممن أدركوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم )فقيل له( نعم أبو حازم ))
فأرسل الخليفة في استدعاء أبي حازم فلما دخل عليه قال له ( يا أبا حازم ما هذا الجفاء فقال له ( و أي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين)
فقال سليمان ( وجوه الناس أتوني ، و أنت لم تأتني )
فقال ( و الله ما عرفتني قبل هذا ، و لا أنا رأيتك فأي جفاء رأيت مني )فقال سليمان( صدقت قل لي يا أبا حازم ، لماذا نكره الموت )فقال له ( لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة ؛ فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب )فقال له :
(( صدقت .. ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدًا )فقال له : (( اعرض عملك على كتاب الله )فقال سليمان (( و أين أجده )فقال له : (( قال الله تعالى : إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ )قال سليمان : (( فأين رحمة الله )قال أبو حازم ( قريبٌ من المحسنين )
قال سليمان ( ليت شعري كيف العرض على الله غدًا )
قال أبو حازم ( أما المحسن كالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء كالآبق يقدم به على مولاه ))
فبكى سليمان حتى علا نحيبه و اشتد بكاؤه ثم سأله قائلا ( يا أبا حازم مَن أفضل الخلائق ) قال ( أولوا المروءة و النهى )
فقال ( فما أعدل العدل )
قال ( كلمة صدق عند من ترجوه و تخافه ))
فسأله ( فما أسرع الدعاء إجابة)
قال( دعاء المحسن للمحسنين )
فساله ( فما أفضل الصدقة )
قال ( جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها مَنّ ولا أذى )
فساله( يا أبا حازم من أكيس الناس )
قال( رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها ))
فسأله ( فمن أحمق الخلق )
قال ( رجل باع آخرته بدنياه )
فلما سمع أمير المؤمنين كلام ابي حازم الحكيم عرض عليه أن يأخذه معه إلى قصر الخلافة بدمشق لينتفع بمواعظه و قال له ( يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا و تصيب منا و نصيب منك )فرفض أبوحازم رفضا قاطعا ، و قال له بلا تردد : (( كلا ))
فسأله سليمان متعجبا من رفضه لذلك العرض المغري ( ولم )
فرد عليه قائلا ( إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلاً فيذيقني الله ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرًا )فقال له ( يا أبا حازم ارفع إلي حاجتك )فقال ( نعم أن تدخلني الجنة و تنجيني من النار )فقال له ( ليس ذاك إلي )
فقال أبو حازم ( ما لي حاجة سواها )
فقال له : (( يا أبا حازم .. ادع الله لي )فدعا له قائلا ( اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا و الآخرة و إن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى )فسأله سليمان سؤالا حرجا عن رأيه في سياسة خلفاء بني أمية ، قال له ( يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه ) فحاول أبو حازم أن يعتذر عن الإجابة و قال ( أو تعفيني يا أمير المؤمنين )
فقال له سليمان ( بل نصيحة تلقيها إلي )فقال له ( إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس و قد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا .فلو شعرت ما قالوا و قيل لهم )فقال رجل من جلسائه ( بئس ما قلت يا أبا حازم )فقال له أبو حازم ( كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه ))
فقال سليمان ( يا أبا حازم أوصني )قال له ( نعم سوف أوصيك و أوجز نزه الله تعالى و عظمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك )
ثم قام أبو حازم يريد الانصراف فقال له سليمان ( يا أبا حازم هذه مائة دينار أنفقها ، و لك عندي أمثالها كثير ))
فرمى أبو حازم صرة الدنانير على الأرض وقال ( والله ما أرضاها لك ، فكيف أرضاها لنفسي أني أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً ، و ردي عليك بذلا يا امير المؤمنين فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منه وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء و نظراء إن وازيتهم و إلا فلا حاجة لي فيها إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كانت أمراؤهم يأتون الى علمائهم رغبة في علمهم
(فلما نكسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم و يشاركونهم في دنياهم )ثم انصرف أبو حازم فقال رجل من جلساء سليمان
( يا أمير المؤمنين أتحب أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم )فنكس سليمان رأسه و قال( لا )
تابعونا
اللهم اني اسالك العفو والعافيه في الدارين
🌹
⚔️🐎 الحلقة 4 ⚔️🐎
خلافة_سايمان_بن_عبدالملك_4
( لماذا نكره الموت )
خرج سليمان بن عبد الملك في سنة 97 هجرية لأداء مناسك الحج ، ثم زار المدينة المنورة فسأل أهلها ( ها هنا أحد يذكرنا بالله ممن أدركوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم )فقيل له( نعم أبو حازم ))
فأرسل الخليفة في استدعاء أبي حازم فلما دخل عليه قال له ( يا أبا حازم ما هذا الجفاء فقال له ( و أي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين)
فقال سليمان ( وجوه الناس أتوني ، و أنت لم تأتني )
فقال ( و الله ما عرفتني قبل هذا ، و لا أنا رأيتك فأي جفاء رأيت مني )فقال سليمان( صدقت قل لي يا أبا حازم ، لماذا نكره الموت )فقال له ( لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة ؛ فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب )فقال له :
(( صدقت .. ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدًا )فقال له : (( اعرض عملك على كتاب الله )فقال سليمان (( و أين أجده )فقال له : (( قال الله تعالى : إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ )قال سليمان : (( فأين رحمة الله )قال أبو حازم ( قريبٌ من المحسنين )
قال سليمان ( ليت شعري كيف العرض على الله غدًا )
قال أبو حازم ( أما المحسن كالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء كالآبق يقدم به على مولاه ))
فبكى سليمان حتى علا نحيبه و اشتد بكاؤه ثم سأله قائلا ( يا أبا حازم مَن أفضل الخلائق ) قال ( أولوا المروءة و النهى )
فقال ( فما أعدل العدل )
قال ( كلمة صدق عند من ترجوه و تخافه ))
فسأله ( فما أسرع الدعاء إجابة)
قال( دعاء المحسن للمحسنين )
فساله ( فما أفضل الصدقة )
قال ( جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها مَنّ ولا أذى )
فساله( يا أبا حازم من أكيس الناس )
قال( رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها ))
فسأله ( فمن أحمق الخلق )
قال ( رجل باع آخرته بدنياه )
فلما سمع أمير المؤمنين كلام ابي حازم الحكيم عرض عليه أن يأخذه معه إلى قصر الخلافة بدمشق لينتفع بمواعظه و قال له ( يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا و تصيب منا و نصيب منك )فرفض أبوحازم رفضا قاطعا ، و قال له بلا تردد : (( كلا ))
فسأله سليمان متعجبا من رفضه لذلك العرض المغري ( ولم )
فرد عليه قائلا ( إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلاً فيذيقني الله ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرًا )فقال له ( يا أبا حازم ارفع إلي حاجتك )فقال ( نعم أن تدخلني الجنة و تنجيني من النار )فقال له ( ليس ذاك إلي )
فقال أبو حازم ( ما لي حاجة سواها )
فقال له : (( يا أبا حازم .. ادع الله لي )فدعا له قائلا ( اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا و الآخرة و إن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى )فسأله سليمان سؤالا حرجا عن رأيه في سياسة خلفاء بني أمية ، قال له ( يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه ) فحاول أبو حازم أن يعتذر عن الإجابة و قال ( أو تعفيني يا أمير المؤمنين )
فقال له سليمان ( بل نصيحة تلقيها إلي )فقال له ( إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس و قد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا .فلو شعرت ما قالوا و قيل لهم )فقال رجل من جلسائه ( بئس ما قلت يا أبا حازم )فقال له أبو حازم ( كذبت إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه ))
فقال سليمان ( يا أبا حازم أوصني )قال له ( نعم سوف أوصيك و أوجز نزه الله تعالى و عظمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك )
ثم قام أبو حازم يريد الانصراف فقال له سليمان ( يا أبا حازم هذه مائة دينار أنفقها ، و لك عندي أمثالها كثير ))
فرمى أبو حازم صرة الدنانير على الأرض وقال ( والله ما أرضاها لك ، فكيف أرضاها لنفسي أني أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً ، و ردي عليك بذلا يا امير المؤمنين فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منه وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء و نظراء إن وازيتهم و إلا فلا حاجة لي فيها إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كانت أمراؤهم يأتون الى علمائهم رغبة في علمهم
(فلما نكسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم و يشاركونهم في دنياهم )ثم انصرف أبو حازم فقال رجل من جلساء سليمان
( يا أمير المؤمنين أتحب أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم )فنكس سليمان رأسه و قال( لا )
تابعونا
اللهم اني اسالك العفو والعافيه في الدارين
🌹