من درس الليلة
...
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَمِ
وسلْ حُنيناً وسَلْ بدرًا وسلْ أُحُدًا فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَمِ
المُصدِري البيضِ حُمرًا بعدَ ما وَرَدَت
مِنَ العِدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللِّمَمِ
---
هم أي: ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم الجبال، صلابة وصبرًا وجلدًا في الحرب وفي كل شدة، وثباتًا وشموخًا وشهرة وارتفاعًا وعلوًّا، وهم الحِصن لمن لاذ بهم، وإن شككت فسأل عنهم الذي حاربهم وواجههم في المعارك، فالفضل ما شهدت به الأعداء سله ماذا لقي منهم من بأس وعزم، فإن مصادم الجبال إما أن يهلك أو يهرب منهزمًا.
ثم فصل ما أجمل فقال:
واسأل معاركهم الشهيرة معركة حنين وبدر وأحد، هذي المعارك كانت فصول أي: أزمنة حتف أي: موت للكفار أشد من الوخم وهو الوباء والجائحة التي تقتل بالجملة.
ثم قال: أمدح المصدرين البيض أي: المرجعين السيوف حمرًا، من دماء الكفار بعد أن وردت السيوف أي: اقتحمت وارتوت من دماء الكفار حين قتلت منهم كل شاب قوي، لمته أي: شعره النازل عن أذنيه أسود. فهم رضي الله عنهم من شجاعتهم لا يقتلون إلا الشباب الأشداء الأقوياء، فشبه السيوف بإبل بيض وردت نبعًا أسود ماؤه أحمر فارتوت منه فصارت حمرًا بعد بياضها.
وفي التعبير بـ وردت دون أوردت نكتة بديعة فكأن سيوف الصحابة رضي الله عنهم تميل بذاتها إلى سفك دماء الكفار ولا تحتاج إلى من يوردها، ولا ترجع من ذاتها حتى يرجعها أحد.
...
هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَمِ
وسلْ حُنيناً وسَلْ بدرًا وسلْ أُحُدًا فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَمِ
المُصدِري البيضِ حُمرًا بعدَ ما وَرَدَت
مِنَ العِدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللِّمَمِ
---
هم أي: ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم الجبال، صلابة وصبرًا وجلدًا في الحرب وفي كل شدة، وثباتًا وشموخًا وشهرة وارتفاعًا وعلوًّا، وهم الحِصن لمن لاذ بهم، وإن شككت فسأل عنهم الذي حاربهم وواجههم في المعارك، فالفضل ما شهدت به الأعداء سله ماذا لقي منهم من بأس وعزم، فإن مصادم الجبال إما أن يهلك أو يهرب منهزمًا.
ثم فصل ما أجمل فقال:
واسأل معاركهم الشهيرة معركة حنين وبدر وأحد، هذي المعارك كانت فصول أي: أزمنة حتف أي: موت للكفار أشد من الوخم وهو الوباء والجائحة التي تقتل بالجملة.
ثم قال: أمدح المصدرين البيض أي: المرجعين السيوف حمرًا، من دماء الكفار بعد أن وردت السيوف أي: اقتحمت وارتوت من دماء الكفار حين قتلت منهم كل شاب قوي، لمته أي: شعره النازل عن أذنيه أسود. فهم رضي الله عنهم من شجاعتهم لا يقتلون إلا الشباب الأشداء الأقوياء، فشبه السيوف بإبل بيض وردت نبعًا أسود ماؤه أحمر فارتوت منه فصارت حمرًا بعد بياضها.
وفي التعبير بـ وردت دون أوردت نكتة بديعة فكأن سيوف الصحابة رضي الله عنهم تميل بذاتها إلى سفك دماء الكفار ولا تحتاج إلى من يوردها، ولا ترجع من ذاتها حتى يرجعها أحد.