من درس الليلة
...
لها معانٍ كموجِ البحرِ في مددٍ * وفوقَ جوهرهِ في الحسنِ والقيمِ
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها* ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له * لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
---
ولتلك الآيات معان كثيرة تتدفق مثل موج البحر يمدّ بعضه بعضًا، شبه المعاني بالموج من حيث الكثرة والدوام والتتابع.
ولهذا قال سيدنا علي رضي الله عنه: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرًا من معاني الفاتحة!
وقال سيدي أفضل الدين: استخرجت من علوم سورة الفاتحة (200690 ) علمًا!! وهي أمهات علومها، أما فروعها فلا تعد ولا تحصى لبشر!!
وقال سيدي علي الخواص رضي الله عنه:
من دخل الخلوة بالصدق فتح عليه من العلوم اللدنية ما يرى به أن جميع ما فسر به المفسرون وشرحه الشارحون للقرآن والحديث وكتب المجتهدين ومقلديهم إلى يوم الدين لا يجيء عشر معشار معنى حرف واحد من حروف القرآن العظيم، فضلًا عن الكلمة أو الآية، وأن ذلك جميعه كالنقطة من البحر المحيط (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ثم هذه الآيات في الحسن والقدر والشرف فوق درر البحر وجواهره.
وهذه الآيات الكريمة لا يمكن أن يحصي معانيها العجيبة محص؛ لأنها لا تتناهى ولا تحصر ولا تعد، وهذا الشطر تفريع على الشطر الأول من البيت السابق.
ومعنى تسام: توصف، والسأم: الملل، فمهما أكثر المرء من قراءتها وإعادة تردادها لا يملّ قاريها ولا سامعها من عجائبها في الأسلوب والمعنى.. وهذا الشطر تفريع على الشطر الثاني من البيت السابق.
فهذا الكتاب كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه.
وقال بعضهم: ما من شيء إلا ويمكن استخراج علمه من القرآن!! عبارة أو إشارة.
ما تلا هذه الآيات قارئ إلا استراحت نفسه لها واستنار قلبه، وقرت عينه، وقيل له: لقد فزت بما يصلك بالله تعالى، فاستمسك بما ظفرت؛ فإنه مصدر سعادتك.
...
لها معانٍ كموجِ البحرِ في مددٍ * وفوقَ جوهرهِ في الحسنِ والقيمِ
فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها* ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له * لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ
---
ولتلك الآيات معان كثيرة تتدفق مثل موج البحر يمدّ بعضه بعضًا، شبه المعاني بالموج من حيث الكثرة والدوام والتتابع.
ولهذا قال سيدنا علي رضي الله عنه: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرًا من معاني الفاتحة!
وقال سيدي أفضل الدين: استخرجت من علوم سورة الفاتحة (200690 ) علمًا!! وهي أمهات علومها، أما فروعها فلا تعد ولا تحصى لبشر!!
وقال سيدي علي الخواص رضي الله عنه:
من دخل الخلوة بالصدق فتح عليه من العلوم اللدنية ما يرى به أن جميع ما فسر به المفسرون وشرحه الشارحون للقرآن والحديث وكتب المجتهدين ومقلديهم إلى يوم الدين لا يجيء عشر معشار معنى حرف واحد من حروف القرآن العظيم، فضلًا عن الكلمة أو الآية، وأن ذلك جميعه كالنقطة من البحر المحيط (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ثم هذه الآيات في الحسن والقدر والشرف فوق درر البحر وجواهره.
وهذه الآيات الكريمة لا يمكن أن يحصي معانيها العجيبة محص؛ لأنها لا تتناهى ولا تحصر ولا تعد، وهذا الشطر تفريع على الشطر الأول من البيت السابق.
ومعنى تسام: توصف، والسأم: الملل، فمهما أكثر المرء من قراءتها وإعادة تردادها لا يملّ قاريها ولا سامعها من عجائبها في الأسلوب والمعنى.. وهذا الشطر تفريع على الشطر الثاني من البيت السابق.
فهذا الكتاب كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه.
وقال بعضهم: ما من شيء إلا ويمكن استخراج علمه من القرآن!! عبارة أو إشارة.
ما تلا هذه الآيات قارئ إلا استراحت نفسه لها واستنار قلبه، وقرت عينه، وقيل له: لقد فزت بما يصلك بالله تعالى، فاستمسك بما ظفرت؛ فإنه مصدر سعادتك.