_ عزيزِي، هُنالك آيةٌ تقُول:( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) يُخبرنَا اللهُ في كتابهِ أن الدعوة لدينهِ تكونُ بالرفقِ ولينِ الجانب، يُخاطبُ اللهُ نبيَّ الإسلام محمد ﷺ ويخبره أن الدعوة تكونُ عن طريقِ الحكمة، وأنا أريدك أن تكونَ حكيمًا، وتفعل كذلك.
فهمَ بعضًا ممّا تُلمّحُ لهُ، فوافقَ على ذلك، بدأ بزيارةِ أبيهِ واستعطافهِ مرَّةً تلوَ الأخرى، فلانَ قلبُ "آلان" مع الوقت ورقَّ لأن يتغيّر حاله، مثلما تغيّر حال ابنهِ، رويدًا رويدًا تلاشَى تعصّبهُ الشديد وبدأت تتغيّرُ نظرتهُ تجاهَ الحياة، وتجاهَ "لِين" مع تكرّرِ لقاءاتهِ معها، حتّى فاجأها بزيارةٍ غير مُخطّطٍ لها ذات نهار في الميتم، كانَ يبحثُ حائرًا عن إجابةٍ لسُؤاله:
_ آنسة لِين، أخبرينِي عن الفرقِ بينَ الإسلام والدياناتِ الأخرى؟
= تعتنقُ الإسلامَ فيمحُ الإسلام ما قبلهُ، كأنّك مولودٌ جديدٌ في الدُنيا.
_ أيغفرُ ربُّ الإسلام لي؟
= غفورٌ رحيم، وصفَ اللهُ نفسه هكذا.
أغمضَ عينيهِ وأمسكَ عن الحديث لدقائق، كانت أعينُ "لِين" و "علي" تترقّبهُ بقلق، وضعَ يدهُ بيدِ "علي"، ونطقَ بصوتٍ عالٍ:
_ أشهدُ أنّ لا إلهَ إلَّا الله، وأنّ محمّدًا رسُول الله.
كانت لحظةً مهيبة، فقد كانَ مولدُ مُسلمٍ جديدٍ بالدُنيا، لم تسع الفرحةُ " علي"، عادَ لأحضانِ أبيه، في حُضنٍ الإسلام، وأصبحَ الحُلمُ حقيقةً، أرشدتهُ "لِين" للذهابِ إلى المسجد وإعلانِ إسلامهِ ودلّتهُ على إحدى المشايخ التُقاة الذينَ تعرفهم، ونصحتهُ باتّباعهِ وصُحبتهِ، غادرت في صمت.. تاركةً مشهدًا إسلاميًّا جديدًا يُخلَّدُ لها ...
༺༽ بعدَ مُرُورِ شهرين ༼༻
" فِي السُودان"
شربت كوبًا من الماءِ وحَمدت الله، وهِي تُلملم جدائلَ شعرها إذ بها ترَى أختها الصغيرة تركضُ نحوها وتُناديها بلهفة:
_ لِييين لِين.
= أها، مالك يا بت؟
_ عمُّو قال ليك جاك عريس، قالُوا ليك ألبسِي سرِيع.
= عرِيس شنُو وسجمِي دا شنُو؟
_ ياخ أنا عارفة هسِّي...
قاطعها ظُهور والدتهما:
= يا بت تعالِي ماف وقت للكلام، جاك عريس زيّ العريس عاد ماشاء الله.
_ أمِّي.
سحبتها من يدها:
= تعالِي وخلِّي الأسئلة الكتيرة لبعدين،
رُبع ساعةٍ أخرى وكانت جاهزة، دخَلت على ديوانِ الرجال، ففُوجئت.. هذا...
"علي"!!
وبصحبتهِ أبيه؟؟
هل هذا حُلم؟ ما الذِي جاء بهِما إلى هُنا، أسرعَ "علي" بالسلامِ عليها بلهفةٍ وشوق، جلست بجانبِ عمّها:
_ ها يا بتِّي، العريس البيتكلّم إنجليزي دا قَال بيعرفك من زمان وجاء عديل قاصدك اسمه عُمر قال، دايرك على سُنَّةِ الله ورسُوله بتدوريه؟
قالَت ابنةُ عمِّها الصغيرة وهِي تكزُّ على اسنانها:
_ فضحتُونا شرطتّوا عيننا يا أبوي أنا ما بتكلَّم ليكم أيّ إنجليزي الحمدلله الجات لِين أنا ماشّة.
= ها التنقليزي دا صعب واللهِ.
_ ما لدرجة تسأله تقول ليهُ أنت عريس يا أبوي، هسِّي هُو حـ يفهم ليك عريس دي؟
ضحكُوا بخفَّة.. كانَ التفاهمُ صعبًا والانتقالُ بين اللُغاتِ ثقيلًا بعضَ الشيء، وأخيرًا انتهى المطافُ بمُوافقةِ "لِين"، وعمَّتِ الفرحةُ قُلوبُ الجميع...
" بعد مُرورِ أسبوعين وانتهاء عقدِ القران"
اتّصل "عُمر" بها ولم تكُن مُعتادةً على اسمهِ الجديد، ولكن كمَا دعواتها للهِ بهِ، جاءَ "عُمرًا" صالحًا خفيفًا على قلبها، ردَّت عليهِ وقالت بحماس:
_ أمممم، حسنًا يا عُمر، كُنت أنتظرُ هذهِ اللحظةَ لأقُول شيئًا.
ضحك:
= يا إلهي ما هذهِ المُفاجأة، دعِيني أتحدّثُ إلى زوجتِي قليلًا.
_ لا أنا من سأتحدّث.
= حسنًا، قُولي ما هُو؟
_ هذهِ بلادِي الأمّ لمَ جئتَ إلى هُنا؟
تذكّرَ شجارهما وعندما قال لها _هذهِ بلادِي الأمُّ... إلخ_ فابتسم:
= هل تستردِّينَ حقِّكِ منِّي؟
_ أممم رُبَّما.
= جئتُ لأنّ الله دلَّ قلبِي عليك.
صمتت، فأردف:
= يمنُّ اللهَ علينَا بأشياءٍ تعوِّضُ كُلّ شيءٍ ضاعَ منّا، كما عوّضني بالإسلامِ، وبك
_ صرتَ تتحدّثُ برصانة.
= بفضلك.
_ بل بفضلِ الله.
= أجل.
_ أنا مُصرَّةٌ على معرفةِ الطريقة التِي عرفتَ بها مكانَ إقامتِي وسكني.
= وأنا لن أخبرك، يا للأمر يبدُو أن التحقيق هُو الحديثُ المُفضّلُ للنساء.
_ عُمر اصمت.
= آه، يبدُو أنّ الحديثَ عن طريقِ الهاتف لن يُجديَ نفعًا، يجبُ أن أقابلكِ وجهًا لوجه.
_ إيّاك والمجيء.
= زوجتِي وسأفعلُ ما شئت.
_ عادَ العنيدُ.
= صدقتِ في كُلّ شيء؛ ليسَ العنيدُ فحسب، بل عادتِ الدُنيا زاهيةً، كما لو كانَ مولدِي من جديد.
ابتسمَت بـ لُطف وهي تتذكّرُ كلماتها لهُ عند دخولهِ الإسلام، اكتملت مراسمُ الزواج، وسافرَا برفقةِ الصغيرِ لأداءِ عُمرةٍ يبدئانِ بهما حياتهما القادمة.
﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"﴾
فهمَ بعضًا ممّا تُلمّحُ لهُ، فوافقَ على ذلك، بدأ بزيارةِ أبيهِ واستعطافهِ مرَّةً تلوَ الأخرى، فلانَ قلبُ "آلان" مع الوقت ورقَّ لأن يتغيّر حاله، مثلما تغيّر حال ابنهِ، رويدًا رويدًا تلاشَى تعصّبهُ الشديد وبدأت تتغيّرُ نظرتهُ تجاهَ الحياة، وتجاهَ "لِين" مع تكرّرِ لقاءاتهِ معها، حتّى فاجأها بزيارةٍ غير مُخطّطٍ لها ذات نهار في الميتم، كانَ يبحثُ حائرًا عن إجابةٍ لسُؤاله:
_ آنسة لِين، أخبرينِي عن الفرقِ بينَ الإسلام والدياناتِ الأخرى؟
= تعتنقُ الإسلامَ فيمحُ الإسلام ما قبلهُ، كأنّك مولودٌ جديدٌ في الدُنيا.
_ أيغفرُ ربُّ الإسلام لي؟
= غفورٌ رحيم، وصفَ اللهُ نفسه هكذا.
أغمضَ عينيهِ وأمسكَ عن الحديث لدقائق، كانت أعينُ "لِين" و "علي" تترقّبهُ بقلق، وضعَ يدهُ بيدِ "علي"، ونطقَ بصوتٍ عالٍ:
_ أشهدُ أنّ لا إلهَ إلَّا الله، وأنّ محمّدًا رسُول الله.
كانت لحظةً مهيبة، فقد كانَ مولدُ مُسلمٍ جديدٍ بالدُنيا، لم تسع الفرحةُ " علي"، عادَ لأحضانِ أبيه، في حُضنٍ الإسلام، وأصبحَ الحُلمُ حقيقةً، أرشدتهُ "لِين" للذهابِ إلى المسجد وإعلانِ إسلامهِ ودلّتهُ على إحدى المشايخ التُقاة الذينَ تعرفهم، ونصحتهُ باتّباعهِ وصُحبتهِ، غادرت في صمت.. تاركةً مشهدًا إسلاميًّا جديدًا يُخلَّدُ لها ...
༺༽ بعدَ مُرُورِ شهرين ༼༻
" فِي السُودان"
شربت كوبًا من الماءِ وحَمدت الله، وهِي تُلملم جدائلَ شعرها إذ بها ترَى أختها الصغيرة تركضُ نحوها وتُناديها بلهفة:
_ لِييين لِين.
= أها، مالك يا بت؟
_ عمُّو قال ليك جاك عريس، قالُوا ليك ألبسِي سرِيع.
= عرِيس شنُو وسجمِي دا شنُو؟
_ ياخ أنا عارفة هسِّي...
قاطعها ظُهور والدتهما:
= يا بت تعالِي ماف وقت للكلام، جاك عريس زيّ العريس عاد ماشاء الله.
_ أمِّي.
سحبتها من يدها:
= تعالِي وخلِّي الأسئلة الكتيرة لبعدين،
رُبع ساعةٍ أخرى وكانت جاهزة، دخَلت على ديوانِ الرجال، ففُوجئت.. هذا...
"علي"!!
وبصحبتهِ أبيه؟؟
هل هذا حُلم؟ ما الذِي جاء بهِما إلى هُنا، أسرعَ "علي" بالسلامِ عليها بلهفةٍ وشوق، جلست بجانبِ عمّها:
_ ها يا بتِّي، العريس البيتكلّم إنجليزي دا قَال بيعرفك من زمان وجاء عديل قاصدك اسمه عُمر قال، دايرك على سُنَّةِ الله ورسُوله بتدوريه؟
قالَت ابنةُ عمِّها الصغيرة وهِي تكزُّ على اسنانها:
_ فضحتُونا شرطتّوا عيننا يا أبوي أنا ما بتكلَّم ليكم أيّ إنجليزي الحمدلله الجات لِين أنا ماشّة.
= ها التنقليزي دا صعب واللهِ.
_ ما لدرجة تسأله تقول ليهُ أنت عريس يا أبوي، هسِّي هُو حـ يفهم ليك عريس دي؟
ضحكُوا بخفَّة.. كانَ التفاهمُ صعبًا والانتقالُ بين اللُغاتِ ثقيلًا بعضَ الشيء، وأخيرًا انتهى المطافُ بمُوافقةِ "لِين"، وعمَّتِ الفرحةُ قُلوبُ الجميع...
" بعد مُرورِ أسبوعين وانتهاء عقدِ القران"
اتّصل "عُمر" بها ولم تكُن مُعتادةً على اسمهِ الجديد، ولكن كمَا دعواتها للهِ بهِ، جاءَ "عُمرًا" صالحًا خفيفًا على قلبها، ردَّت عليهِ وقالت بحماس:
_ أمممم، حسنًا يا عُمر، كُنت أنتظرُ هذهِ اللحظةَ لأقُول شيئًا.
ضحك:
= يا إلهي ما هذهِ المُفاجأة، دعِيني أتحدّثُ إلى زوجتِي قليلًا.
_ لا أنا من سأتحدّث.
= حسنًا، قُولي ما هُو؟
_ هذهِ بلادِي الأمّ لمَ جئتَ إلى هُنا؟
تذكّرَ شجارهما وعندما قال لها _هذهِ بلادِي الأمُّ... إلخ_ فابتسم:
= هل تستردِّينَ حقِّكِ منِّي؟
_ أممم رُبَّما.
= جئتُ لأنّ الله دلَّ قلبِي عليك.
صمتت، فأردف:
= يمنُّ اللهَ علينَا بأشياءٍ تعوِّضُ كُلّ شيءٍ ضاعَ منّا، كما عوّضني بالإسلامِ، وبك
_ صرتَ تتحدّثُ برصانة.
= بفضلك.
_ بل بفضلِ الله.
= أجل.
_ أنا مُصرَّةٌ على معرفةِ الطريقة التِي عرفتَ بها مكانَ إقامتِي وسكني.
= وأنا لن أخبرك، يا للأمر يبدُو أن التحقيق هُو الحديثُ المُفضّلُ للنساء.
_ عُمر اصمت.
= آه، يبدُو أنّ الحديثَ عن طريقِ الهاتف لن يُجديَ نفعًا، يجبُ أن أقابلكِ وجهًا لوجه.
_ إيّاك والمجيء.
= زوجتِي وسأفعلُ ما شئت.
_ عادَ العنيدُ.
= صدقتِ في كُلّ شيء؛ ليسَ العنيدُ فحسب، بل عادتِ الدُنيا زاهيةً، كما لو كانَ مولدِي من جديد.
ابتسمَت بـ لُطف وهي تتذكّرُ كلماتها لهُ عند دخولهِ الإسلام، اكتملت مراسمُ الزواج، وسافرَا برفقةِ الصغيرِ لأداءِ عُمرةٍ يبدئانِ بهما حياتهما القادمة.
﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"﴾