رِوايات سُودانية🪐🤎!)"


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: not specified


🌐 الموقع الرسمي 🌐
http://rwayatsudan.blogspot.com
طريقك نحو حب القراءة 🍂
• PDF @PDFSD
•للتواصل |
•فريق العمل | @RwayatSdbot 📨
•قناتي الثانية | @pllli 💋
•قناتي المفضلة | @pandasd 💟
•كباشية | @pllii💌
•فهرس الروايات | @uiiiio 📙

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
not specified
Statistics
Posts filter


هنا في جنسيات ما سودانية مقيمة في مصر مهتمة ب الورش اللي بتعملها المنظمات؟


إستعدوا بكره الساعه 8ونص مساءً

إسراء كاتبة ميم حتكون منورانا😭💜💜💜🦋💜🦋💜🦋💜💜🦋💜🦋🦋💜


في أول حلقة من برنامج كُتاب مبدعون😭😭💜

جاهزييين؟!!!!


يلا جهزوا اسئلتكم 💜


سبون ليلى موشلووق قوونجسون سمل آق قووجناني


الحلقة الاخيرة حتترفع هنا.. م في القناة.


.


الحلقه الاخيره 🩵

▫️ قناة الكاتبه 🔻
https://t.me/rosyal






الموقع


إنجازات الرفاق تدعوا للبهجة 💜🦋


ناس معرض القاهرة انصكم بيها بي ة انا بعرف الكاتب شخصياً

1k 0 1 12 18

متذكرين رواية بلون الزعفران النشرتها هنا قبل فتره؟!!!

رأيكم شنو في المفاجأة الحلوة دي؟؟؟


ناس مصر بختكم عشرة مرات 😭😭😭💜


.


أنا ماححكي كتير، لأني ححكي دا كلّه لمّن أشوفِك ، أنا جاية السودان قرِيب، ماحورّيك التاريخ عشان عُنصر المُفاجأة وكدا ، أنا ماعارفة أنا سعيدة لأني حشوفك أخيرًا ولا عشان هوَّ مسافر معاي، أو بالأصح أنا المسافره معاه، على كُلٍّ، قلبِي سعيد ومتهنِّي الليلة دي يا نُور .. حُب كبير وأشوفِك على خير يارب"
تبتعِد عن الشاشة , تهزّ رأسها مُستنكِرة : م.. مُستحيل , ما هُو , ماجاسِر لا
تُحيط رأسها بكفّيها , تتأمّل المَكتوب , وكل المسافة التي قطعتها نحوهُ لشهور.. عادَت لِغُربة اليوم الأوَّل .
- نلتقي في الجُزء الأخير يا أحبَاب :")
محبّات ودمُوع غزيرة على لحن هذا الوداع
#مِيم
#إسراء_عبدالمطلب


على ظهرها : ربّي يجعل لك في كل خطوة سلامة ويكفيك شر كل ذي شر يا بنيتي
مزنة : آمين .. آمين
تبتعد عنهم : يلا مابي أتأخّر على أبوي
حصّة : لو خليتينا حضرنا معك الجلسة عالأقل يا مزنة
مزنة : ماله داعي يُمه , كلها ورقة يوقعها وأستلمها
حصّة : الله يجبر بخاطرك يُمه , الله يطيّب خاطرك
تُودّعهم , تسحَب حقيبتها , وتخرُج
تصعَد إلى جِوار أبيها
يتحدّث دون أن ينظر إليها : مزنة
تُغلق الباب : ها يُبا , سمّي
والدها : سمّ الله عدوِّك يابنتي , أنا أقول يعني .. لو إنّك مستخيرة
تُقاطعه : يُبا.. لو ترضالي أنذلّ , كرامة لعينك أرجعلَه , بس إنت ترضاها لبنتك؟
يتنهّد : الله يسامحه هو , ما خلّا مجال للتفاهم
مزنة : إستخرت يُبا.. وهذي خيرة ربّي ؛ الدنيا ماهي واقفة على هالزواج
يُدير سيّارته : الله يسخّر لك الخير يا مزنة
تبتسِم : آمين , يخليكم لي ولا يحرمني دُعاكُم
يقترب ليُقبِّل رأسها : الله يرضى عليك
تهرُب دمعة من عينها : آمين
ينطلِق : ومتى معاد الطيّارة
مزنة : ساعتين على الحضُور مفروض
ينظُر لساعته : يلا معانا وقت
تتنهّد
وتنظُر للشارع الذي تُغادرهُ لأوّل مرةٍ دُون شروط , دُون خَوف
فتاةُ الزجاج التِي ترى العالَم لأوّل مرة , دُون حاجِزٍ للرؤية ..
■■■
السودان - الخرطوم :
تحتَ ظلّ الليمونة البارِد
يجلِس جاسر , يرتشِف قهوتهُ على مَهل , قِبالتهُ نادِر الذي يُقلِّب أوراق الجلسَة بِتمعُّن , تأتيهم آية : نادر , إتفضّل
يستلمها منها مُبتسمًا : تسلم يدّك يا آية
تُقطِّب حاجبيها مُبتسمة : الله يسلّمَك
نُهى : يا آية , آية
آية : آي يا أُمي
نُهى : أحمد وين ؟ ناديه اليجي يربط لي الأنبوبة التانية الغاز شكلو كِمِل
ينهض جاسر إليها : خلّي أنا بربطها
آية لوالدتها : أمي جاسر جاييك
يدخُل إلى مطبخها
نُهى : ياولدي هسي بتوسّخ هدومك وإنت مغيّر وجاهز , خلّي أحمد اليجيني
ينحني ليفصِل وصلةً الغاز : مافي وسَخ ولا حاجة
تُفسح له المجال : الله يباركَك يا ولدي
يأتيهم أحمد : أمّي , الساعة 9
نُهى بنظراتٍ مُتوعِّدة : إنتَ وين بلدَك , خلي الساعة 9
يتنهّد : أمي مش عندكم جلسة محكمة إنتو ولا أنا غلطان
نُهى : ماغلطان , أمشِي رُص الكراسي الفطور خلاص
ينهض جاسر , ينفض كفّيه : حمدلله عالسلامة
تلتفت نُهى إليه مُبتسمة : يدّيك العافية
يخرُج لأحمد , يُحيط كتفهُ ويتقدمّا نحو شجرة الليمون سويًا
يُمسِك نادر بِكتاب آية , يُنهي حلّ المسألة , ويمُد لها بهِ : لو مافهمتيها كدا برضو ورّيني
تنظُر إليها بإمعان : لالا خلاص , كدا أعتقد وضحَت
تنهض عنه : أنادي ليك نُور قلت صح ؟
نادر : لو ما مشغولة بس
آية : حاضر
تذهَب عنه , ويأتيه جاسر بِرفقة أحمَد
داخِل المنزل , وصوت صخبهم البعيد معزولًا عن غرفتها , تجمع خُصلات شعرها على عجَل , تضع حجابها على طرف السرير , وتجلِس خلف جهاز الحاسوب خاصّتها , تصلِها رسالة من أسماء , مُنذ زمَن , ولم تُراسلها من هذا الحساب , تُقطِّب حاجبيها مُستنكِرة , تفتح الرسالة , تقرأها " نُور .. فاقداك قدّ الدُنيا , ماعارفة ليه بعِدنا كدا , مع إني كنت مستنيّة جيّتي دي تقرّبنا أكتر , بس الحياة تلاهي ؛ أنا بس عايزه أفقدِك , فقدت نصوصنا الكُنا بنتبادلها هنا وكلامنا الطويل وتحليلاتنا, ياريت نرجع زي زمان يا نُور"
تبتسِم وهيَ تتأمَّل الرسالة , وقد راودها الحنين
تصعَد للأعلى , لتتفقّد الرسائل القديمة
تقرأهُم , وما إن تصِل إلى رسالةٍ قديمة
قبلَ مَجيء أسماء من السفَر بأيّام , حتّى تُقطِّب حاجبيها مُستنكِرة
تقرأها :
"عارفَة يا نُور؟ مافي أصعَب من حُب إمرأة مُتعلِّمة مُثقفّة حافظة قدْر نفسها على رجل جاهِل ، مافي أثقل من العلاقة دي على كاهل الرجُل، وأنا فِضلت في كُل محطّة في قِطار -الزواج- اللي قالُو إنو فاتني دا؛ بقابِل شخصيات على شاكِلة الرجُل دا ، وبرفض أخضَع للإرتباط بيهم لمجرّد إنو المحطة الأخيرة-حسب كلامهم- واللي هي *العنوسة* قرّبت، رفضت أمشِّي مقولة "أهو ضُل راجل ولا ضُل حيطة" على نفسي، رفضَت أسلِّم طاقتي العالية دي لشخص ضئيل وطاقته في الحُب والعطاء الوجداني ضئيلة، وها أنا مُلقاة على رصيف العُمر، مُرهَفة بِحبّ شخصٍ أعلم يقينًا أنّهُ جلّادي، ولا أكفّ أفرِش يداي أسفَل عصاه بإمتنانٍ ورِضى بالِغ، يبدو أنّني أخيرًا سأدفع ضريبَة الرَفض الذي مارسته على جميع من أحبُّوني سابقًا، لشخص أقبلهُ ويرفُضني."
تتّسع دهشتها , وتُكمِل قراءة الرسالة التاليَة :
" مساء الخير يا نُور ، أنا بكتب ليك الرسالة دي وانا في غاية السعادة والإرهاق في نفس الوقت، الليلة كان يوم طويل، ولأوَّل مرّه بعد شهور طويلة؛ قدرت اتخلّص من لقاءات المُستشفى المُمِلة معاه، وطلعنا رِحلة! كانت برفقة أصحابنا، صحيح هي بدأت بعكننه، بس إنتهت بِحُب مُغدِق يا نُور..


تسحَب مزنة حقيبتها إلى مدخَل المنزل , تتبعها مرَام الصغيرة , و والدتَها
تحبِس دمعها , وتُودّعهم بإبتسامة , تنحني لشقيقتها الصغيرة : مرّومه.. عينِك على أمي وأبوي , ها ؟ إهتمّي فيهم
تحتضنها بأسى : متى بترجعين مزّون
تُقبّلها : أوّل ما يصحّ لي إجازة برجع , وعد
تنهض , تتأمّل والدتها التي تُجفّف دمعها بطَرف شالِها , تُقاوم مزنة دمعها : لا تصعبينها عليّ يُمه .. أمانه ؛ تحتضنها
تُربِّت والدتها


تفرُك مَيس كفّيها بِتوتّر
يُكمل : الليله زي ماعارفين .. ينظُر لمِيس المُرتبكة , يبتسِم ويُكمِل : ذكرى زواجنا الخامسة
تُغمِض مَيس عينيها , تبتسِم وهيَ تستدرِك التاريخ
هيثم : حفلتنا طويلة , وليلتنا طَويلة , والعروس إسم الله عليها يعني..
تُحني مَيس رأسها
يضحَك الجميع
هيثم : بس قبل الحفلة أنا حابّب أطلُب من مَيس تجدِّد عقدنا وزواجنا , بقبول جديد , لو ممكن
تُداري ميس وجهها بكفّيها
يهتف الجميع مُشجِّعًا
يبتعِد عنها , يمُد بكفِّه لها .. ونظراته , قد أخبَرتها كُلَّ شيء
تُثبِّت قلبها بكفّها , تهزّ رأسها ضاحِكة , يُقبِّل رأسها .. ويُصفِّق الجميع

■■■

السودان - الخرطوم :

تفتح سِتارة البانيو, تُحيط جسدها بالمِنشفة , تفتح باب الحمّام ليتسرّب البخار
تغسِل وجهها , تخرُج , يقطُر الماء من شعرها وصولًا للغرفة ؛ تُشعل البخور , تُحني رأسها , تُغطّيه بالمنشفة , تعود لترفعه ؛ يرنّ الجرس , تُقطِّب حاجبيها , تنظُر للساعة , الواحد بعد مُنتصف الليل , تسير نحَو الباب بخطواتٍ بطيئة , تنطِق : مِين ؟
يأتيها صوت أوراد : أنا
تزفُر خَوفها , تفتح الباب , تمِيل أوراد برأسها ناظرةً إليها
تُجهش حياة باكيَة
تدخُل أوراد إليها , تُوارب الباب , وتضُمّها : أُشش
تحتضنها حياة بأكفٌّ مُتراخيَة , ويهتزّ جسدها
أوراد بِقلَق : حياة! مالِك ؟ بسم الله ؛ تُقبِّل رأسها , تُبعدهُ عن كتفِها ناظرةً إليها : دا كلّو منّي ! منّي لله
تهزّ حياة رأسها بالنّفي
تُمسِك أوراد بكفّها , تقودها للداخِل : مالك طيّب
تجلس على الأريكة , تجلس إلى جوارها ؛ تنظر للزجاج المنثُور , تعود لتنظر إليها بِقلق : حياة ! في شنو !
تهزّ حياة رأسها ترفض الكلام
تنهض أوراد بإتجاه المطبخ : قومي طيب, قومي ألبسي حاجة وتعالي زياد جاي ؛ قاعد يفتش على باركن وطالع

تنهض , تذهب بإتجاه الغرفة
تأتِي أوراد بالمكنسه , تجلس على أمشاطها , وتبدأ في إلتقاط شظايا الزُجاج
يُطرَق الباب
تصيح أوراد : فاتح
يدخُل زياد بهدوء , يتفقّد المكان بحثًا عن وجهها , ينظُر لأوراد : دا شنو ؟ حياة وين ؟
أوراد : قاعدة تلبّس
زياد : قومي قومي , شنو القزاز دا ؟
أوراد : ماعارفة.. جيت لقيتها ماطبيعية , مما شافتني بكَت , بعدما دخلنا لاحظتَ للقزاز
يمسك زياد المكنسة عنها : قومي طيب بتتعوّقي
تنهض , تنفُض كفّيها
تخرُج حياة إليهم , بإسدال صلاة , وشعرٍ مُبتَلّ
يرفع زياد رأسهُ ليراها , ينهض قلِقًا : حياة
يُمسِك بكفّيها , تهرب بنظراتها عنه : أنا كويسة, كويسة
يُجلِسها , يجلس أسفَل قدميها : ماكويسة.. مالِك
تبتلع دمعها : عشان خاطري يازياد.. ماعايزه أرجع تاني , ماصدّقت هِديت
أوراد : طب بس طمنينا , في حاجة حصلت ؟
تهزّ رأسها : ماف شي حصل , والله
يتنهّد زياد بِضيق
حياة : إنتو مالكُم جايين آخر الليل , خوّفتوني
زياد ناظرًا لأوراد : جايبين ليك خبَر تاني يبكّيك جد جد
تنفجر أوراد ضاحِكة , تضرِب كتفهُ
تلتفت حياة إليها مُتسائلة : في شنو ؟
تأخذ نفسًا عميقًا , تزفرُه : كُنت , حسافِر , الليلة
زياد مُستنكِرًا : كُنتي ؟
تنهَض عنهم حاملةً هاتفها : كُنت , بعد اللي شفتو دا ماحقدر أسافر إلا أسلّمَك ليها
تتهلّل أساريرهُ : والله إنتي أُخت رُجال ,حرَّم
تضحَك مُبتعدة عنهم
حياة مُبتسمة : مافهمت , مسافرة وين !
زياد : كانت ماشّه ألمانيا , طيارتها الفجر
تلتفت حياة إليها : أوراد !
تُشير لهُم أن يصبِروا
يرفع زياد كفّها البارِد إليه , يُقبّلهُ : هديتي ؟
تهزّ رأسها : الحمدلله.. بس شنو موضوع السفر دا ؟
زياد : حنشرَح ليك
تضع أوراد سمّاعة الهاتف على أذنها , تلتفت إليهم : بس تخلّصو لي موضوع العرس دا بسرعة !
يضحك زياد : إنتي بس أقعُدي وما بنختلف
حياة : يجماعة فهّموني
زياد : إنتي روقي , روقي
حياة : رايقة يا زياد والله , مالكم
يُتابع عينيها الحزينة بعينيه : كُنتي بتبكي على ماما عزيزة
تُشيح عنه
زياد : حياة
تنهض عنه : حعمل حاجة نشربها
يُمسِك بكفّها
تأتيهم أوراد : الرحلة وإتكنسلت .. أقعدي ؛ أنا الحعمل حاجة نشربها , وتقولي مالِك , بالحُسنى
تجلِس : ممكن ماتضغطو عليّ
أوراد : للأسف , ماممكن
حياة : حتّى أنا عايزه أعرف قصة السفر دا شنو !
ينهض زياد , يجلس بجوارها : كلو حنحكيه
تنهض عنهم
زياد : أها وين تاني !
تُشير لهُ أن يصبِر
تدخُل إلى غرفتها , تُخرج مُذكّراتها , وتُحضرها إليهم
يُتابع قدومها بعينيه حتّى تصِل
أوراد من المطبخ : وين البُن
تجلس حياة أمام زياد : في الدولاب الأوّل , تمُد لهُ بالدفتر
يستلمهُ منها ناظرًا إليها
حياة بإبتسامة : مالك خايف
زياد : ماعارف, دفتر شنو دا ؟
حياة : أفتَحو
أوراد : إستنوني أجي
حياة : تعالي , أنا حكمّل القهوة
تأتي إليهم , تجلس بجوار زياد
يتصفّحان الدفتر سويًا
وحياة , أمامَ المِوقَد , تُحرِّك البُنّ , وتبتسِم
كَطيرٍ , غادَر القفَص لِتَوِّه

■■■

المملكة العربيّة السعودية - الرياض :

-بعدَ مُرور أسبُوع-


تضحَك , تُحني رأسها , وقد خالطَت ضحكاتها الدمعات
تذكُر كل الليالي التي عادَت فيها سعيدة.. راقِصة , تُدندن مُنتشيه , وتُشاركها ألمها الذي تُحاول تخبئتهُ كُلَّ ليلة بالرقصِ والسهَر
تصرُخ.. تبكِي كطِفلٍ
وكُل أمهات العالَم .. لا يسعهُنّ إسكاته
تنسكِب القهوة , يسقط الفنجان
تُحيط صدرها , تُطبطب بُكاءَهُ
ولا يشفى .. لا يكُفّ , تشهَق : ماما عزيز.. ماعايزه قهوتِك !
تنزِل عن الكُرسي , تجلس على رُكبتها تُحدّث خواء الكُرسي : ماما عزيزة , طيّب شوفي خاتمي, أنا بقيت عروس ! واللهِ بقيت عروس , وخلّيت الموتَر ياماما , تشهَق , ترفع رأسها للسقف, تعُود لِتُكمِل : خلّيت السهر.. خلّيت السجاير , خليت كل شي واللهِ , وحعمَل بيت , حعمل بيت يا أُمي , وحجيب بيبي , حنوّمو جمبي ؛ زي ماكُنتي بتعملي لي
تضَع رأسها على الأريكة.. وتسقُط من عينيها كُل لحظاتهم معًا , مُنذ الطفولةِ الأولى.. حتّى خروج كفنها من المُستشفى .. جميعها تسقُط دمعًا دافئًا على خدّها
فقط كلماتها , وصايَاها ؛ وتربيتاتها الحنونة ؛ تروحُ وتجيء .. نسيمًا باردًا على جحيمِ أفكارها

■■■

البحرين - المنامة :

تدخُل مَيس إلى الصالة بِرفقة لُبنا , تتأمّل المكان : اللهم بارِك.. الصالة ولا كلمة
تبتسِم لُبنا ناظرةً إليها : من مقام العرُوس يا زوله
ميس : ماشاءالله.. الله يسعدها
لُبنا : هيثم قال حيركِن العربية مع أشرف ويحصّلنا
تهزّ ميس رأسها مُتفهِّمة
تلتفت للمدعوّين , تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : لُبنا.. دي مش خالتو أحلام!
تبتسِم لُبنا ناظرةً لفرحتها : أيوة
مَيس بدهشة : لأ ! كيف جات متين جات
تُهروِل إليها
بينما تبِعتها الأخرى بإبتسامة رِضى
تلتفت خالتها إليها , تُشرِّع ذراعيها لها : ميّاستي
ترتمِي إلى صدرها , تحتضنها إليها , تُقبّل كتفها
تشدّ ميس قبضتها عليها , تكبح جماح دموعها
أحلام : حبيبة خالتها ياناس
تبتعد مَيس عنها , تمسح دمُوعها , تُقبِّل أحلام خدّها : ماتبكِي ماتبكِي ! هسّي الوش الحلو دا يخربوه بالبِكا ؟
تضحَك , تُمسِك بكفّيها : متين جيتي من أمريكا وليه ماورّيتيني !
تأتي لُبنا مُشرّعة ذراعيها لها : خالتو أحلام
تحتضنها بِشوق , وميس التي أخذَت تتعرّف على وجوه الضيوف بجوارها , تتّسع حدقاتها بِدهشة : عمّو الخير ! دقيقة شنو القاعد يحصل جيتو من وين !
يأتيها مُتهلِّلًا : بِتّنا
تُهروِل إليه , يحتضنها مُربّتًا على كتفها
تبتعد عنهُ بصدرٍ راجف , على نفس دهشتها : ياجماعة شنو القاعد يحصل جيتو متين !!
يُحيط كتفها ويُلفتها لِترى بقيّة المدعوّين , تتأمّل الوجوه , هُنا خالها وهُنا عمّا , وهُناك إبنة عمّتها .. والكثير من وجوه أهلها التي إفتقدتها
تشهَق , تُغطِّي دهشتها بِكفّها : مابصدِّق !
تأتي لُبنا إليها
مَيس : لُبنا ! شنو القاعد يحصَل ! إنتي مش قلتي لي العرسان غريبين ؟ العريس ببقى لينا ؟
تهزّ لُبنا رأسها بإبتسامة
مَيس بإستغراب : منُو !
لُبنا : العروس زاتها بتبقى لينا
تلتفت ميس بِكامل جذعها إليها : يا بِت منُو ليه ماكلّمتيني ! منُو ؟
تُضاء شاشَة العرض , لتظهَر فيها مَيس , بِتُوبها الأحمَر الغاتِم , على أطرافهِ تطريزات ذهبيّة رقيقة , ترتبِك ما إن ترا نفسها عبرَ الشاشة , تلتفت لِ لُبنا هامسة : متين بدأ التصوير !
تبتعد لُبنا عنها
والجميع
حتّى تصير وحدها أمام المنصّة , ليظهَر من نهاية الصالة ظلُّ قادِم
تلتفت مَيس بإرتباك , تُراقب قُدومه , يصِل إليها , يمُد بِكفِّه ليُمسِك كفّها , تقترِب منهُ هامِسة : هيثم شنو القاعد يحصَل كُل الناس بتعاين لينا !
يضحَك وشفاههُ تلمس طرف جبينها , يُقبّلهُ : أيوة .. خليهم يعاينو
مَيس : لا في شنُو ! هيثم !
يُمسِك بكفّها , يسير , وتُسابق خطواتها خلفهُ
يصعد إلى المنصّة , ينحني حتّى تصعَد إليه
تُخبّئ نفسها خلف ذِراعِه : هيثم أنا خجلتَ دا شنو !
يبتسِم , يرفع ذراعهُ ليحطيها بها , يُمسِك بالمايِك ويُرحِّب بالضيوف
تبتسِم مَيس تُداري إرتباكها
هيثم : إزيّكم ياجماعه , عساكم طيّبين , فاقدكم كلكم فردًا فردًا والله
صراحة الواحد كان مُتمني اللمّة دي معاكم من بدري .. بس الظروف ما سمَحت وشاء القدَر نتجمّع هِنا في اليوم دا
يأتيه صَوت خالتها من الأسفَل : لعيون مَيس
تضحَك مَيس وهيَ تُداري رجفتها
هيثم : لعيون ميس .. وأنا شاكر ومُقدِّر أي زول قِبل دعوتي دي وجَا , خالتو أحلام ستّ الستّات
تبعث لهُم بقُبلة : حبايبي
يُكمِل : عمّي الخير , الزعيم
يرفع كفّهُ يُحيّيِه
هيثم : كُل الأهل والأصحاب , الجُو من قريب ومن بعيد , على راسي والله
وأنا بعتذر لأيّ زول قطَعت ليهو شُغلو ولا عطّلت إلتزاماتو .. لكن جيّتكم ماكان فيها مُساومة والله


تُخفض رأسها بِحياء
كريم : ما بخفِي إعجابي الكبير بيك يا أسماء
تحمّر وجنتيها, تُرتّب خصلات شعرها بإرتباك
يُكمِل ناظرًا إليها : وبصراحة, ماعايز أخفيه أكتَر .. وصدّقيني أبدًا ماقصدي أتعدّا حدودي , أو زي ماقُلت ليك أخُتِّك في موقف إنتي ماحابّاه ؛ وإحنا ما أولاد صُغار .. فَ أنا خطوة زي دي ما حخطيها عبَث أبدًا
تنظُر إليه بإهتمام
كريم : يعني.. أنا حبّيت الخطوة دي تكُون جادّة بالقدر اللي تستحقّيه يا أسماء
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : ما.. مافاهمة عليك
يُكمِل : أنا دعِيت أُمّي تحضر معانا اليوم دا ؛ وتقابلِك
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : أُمّك .. مش..
كريم : أيوة هي في السعوديّة ؛ ينظُر إلى ساعتهِ : طيّارتها حتوصل بعد ساعة
تُراقبهُ بِدهشة : ك .. كيف يعني !
كريم بإرتباك : م.. مالِك؟
أسماء : ماعارفَة.. بَس ؛ يعني ؛ الموقف مُحرِج يا كريم !
كريم بإستنكار : مُحرِج !
أسماء : أيوة.. يعني ؛ إحنا ماحصَل إتكلّمنا ؛ كيف , كيف أوّل كلام بيننا يكون قدام والدتَك أنا مافاهمة !
كريم مُبرِّرًا : لالا.. إحنا عندنا ساعة لسّه مع بعض , وأنا مهّدت ليك قبل ماتجي عشان نكون كلنا في خطّ واحد !
أسماء : مابتفرق ساعة أو ساعتين ياكريم , يعني .. صدمَة عليّ ! إنو أعرف دا كلو في يوم يا كريم إنتَ فاهمني؟؟
تتبدّل ملامحهُ السعيدة : أسماء أنا آسف.. حقيقي آسف
أسماء : خ.. خليني أدخُل الحمام شويّة
يُشير لها بإتجاه الحمام : إتفضّلي
تنهض عنه, تتلاصَف خطواتها وصولًا للحمّام
تسند راحتا كفّيها إلى الرخامة أمامها , تتأمّل ملامحها المُرتبِكة : في شنُو ! مالِك ! رُوقي..
تأخذ نفسًا عميقًا , تزفُرُه : قُلنا.. حندّي نفسنا فُرصة , قُلنا ماحنقفل كُل الأبواب , ليه بتعملي كدا ؟ أهدي يا أسمَا .. إنتي أكبَر من كدا
تمسَح تحت عينيها , تفرِد ظهرها , وتخرُج إليه
ينهض ليسحَب لها الكُرسي , تنظُر إليهِ خلفها بإبتسامة : شُكرًا ياكريم
يعود ليجلس قبالتها : أنا بعتذِر منّك تاني لو إتسّرعت في..
تُقاطعهُ : ماتعتذَر عشان خاطرِي.. أنا بس من توتّري إنفعلت
يبتسِم بإرتياح : عمومًا إحنا الحنمشي نجيبها من المطار , ف لو حابّة نأجّل الموضوع أنا حاضِر
تهزّ رأسها : لا .. أنا حقيقي حابّه ألاقيها
يتهلّل وجهه : هي كمان .. جاياك مخصوص
تبتسِم بحياء
يرفع كفّه للنادِل : عندِك تحلية معينة بتحبّيها
أسماء ناظرة للمائدة أمامها : يا كريم خلينا نخلّص القدامنا تحلية شنو !
كريم : بالهنا على قلبِك , كلو حتاكليه
تضحَك : لا ماتخرّب لي نظامي, لو سمحت
يأتي النادل إليهم
نادر : عايزين مِنيو الحلويات لو سمحت
يهزّ النادل رأسهُ بالإيجاب وينصرِف
أسماء : شُكرًا يا كريم .. حقيقي ماقادره ألحق حدّ لطافتَك
كريم : أقلّ من مقامِك والله يا أسماء
تشرع في الأكل : هسّي إنتَ بتكبِّر لي في راسي ف إتحمَّل
يتأمّلها مُاخوذًا بِها : إتدّللي
تتنحنح , تنظُر إليه : أُكل ! ليه مابتاكُل
يتلتف إلى صحنِه : أنا قرّبت أخلّص الدور والباقي عليك
تُضاء شاشة هاتفها تنبيهًا عن وصول رسالة , تقرأها من شاشة القِفل :
" يارب الجمال اللي شُفتو قبيل يكون مستمتع وعايش اللحظة بدون توتّر , بحبّك ياعمّتو "
تبتسِم
ينظُر كريم إليها
أسماء : دي رَند , بتطمّن عليّ
يبتسِم : الله يحفظكم لبعض
تُغلِق هاتفها : آمين يارب
تزفُر .. تتجاهل أفكارها
وتتماهى في اللحظة..

■■■

السودان - الخرطوم :

تحتضِن صُورة والدتها , أوسطَ السرير , وتسرح في فضاءٍ بعيد , تتحسّسها بأطراف أصابعها , ويقطُر دمعها فوقَ تقاطيعِ الصورة , تستغفِر , تُكفكف دمعها , تنهض عن الفِراش , تجمَع خُصل شعرها المُبعثرة , تُشعل شمعة , تتنشَّق عِطرها .. لِتهدأ , تُدوِّر خاتِم الخطبة حولَ إصبعها , تخرُج عن الغُرفة بإتجاه المطبَخ , تضَع ركوة القهوة على النّار , تتّامّل فُقاعات الماء, مُحاولة الهُروب من أفكارها , ماضيها الذي يملؤها بالأسئلة حَول الغدّ , أريكة والدتها الخاويَة .. وحقيقةُ يُتمها التي لا تُؤلّفها أيّة محبَّة , تضغط بسبّابتها عينيها مُقاومة دمعها , تفُور القهوة.. تندلِق , تُفيق من شرودها , تُطفئ النّار , تتنهّد , تحمل الركوة , تصبُّها بِبطء على بياض الكُوب , يُراودها صوتُ والدتها "ماتطّعميها ياحياة.. جيبيها مسيخه" تبتسِم كأنّما سمِعَتهُ حقًّا , تملأ فِنجانًا آخر , تحملهم , وتخرُج للصالَة , تضع الفنجان على الطاوِلة أمامَ الأريكة, وتجلِس في الكرسي , ترتشف من قهوتها .. وتبتلع دَمعها معها , تتذكّر كلماتها لها حينَ ترى يأسها جلِيًا , "قُومي ماتقلبي خِلقتك , الزعل داير يسو ليك شنو يعني, فكّي ضفيراتك وأرقُصي.. شوفي كان ما إتحلَّت"


تطرُق لُبنا بابَهُم, تُهروِل مَيس لتفتحهُ وبيِدها فرشاة الإستشوار : لولو
لُبنا : حبيبي , دا التّوب
مَيس : يا لبنا والله مافي داعي, حلبَس فُستان ساي أصلًا ما برتاح في التياب
لُبنا بإعتراض : لالا مافي كلام زي دا , فُستان شنو يابت , العرِس كلُو ناس فخمين ومن خارج البلد , لازم نسجّل حضور قوي
تضحَك , تستلمهُ منها : التوب رهيب لكن
لُبنا : معقولة بس, عزلت ليك أجمل واحد
تُقبِّلها من بعيد : ما أنحرم منّك يارب
لُبنا : يلا يلا إستَعجلوا مامعانا وقت
ميس : حاضر
تُغلِق الباب , تعُود أمام مِرآتها , يُفتَح الباب , تلتفت إليه : هيثم , لُبنا قالت إستعجلو
يمسَح عن وجهه قطرات الماء, يتقدّم نحو السرير بخطواتٍ ثقيلة : حاضر
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار , تضع فرشة الإستشوار على الطاولة وتأتِيه قلِقَه : هيثَم
يرفع رأسهُ فورَ قدُومها : يا عُمرو
تقِف أمامَهُ : مالَك ؟
يستلقِي على جنبِهِ وساقيْه مُتدليتان : ماعارف.. شكلي أكلت حاجة مانفَعت معاي
ميس : إستفرغت؟
يهزّ رأسهُ بالإيجاب
تنهض عنه , تخرُج , وتعود إليه بعدَ دقائق
تمُدّ لهُ بِكأس العصير : قُوم , دا ليمون بريّحَك
ينهَض مُتثاقِلًا, يُمسِك بكفّها وهوَ يأخذ الكأس : يدّيك العافية
تسحَب كفّها على عجَل
يأخذ رشفةً منه , ويضعهُ جانبًا
مَيس : كمّلو يا هيثم
يعود ليستلقي : شويّة بس
تجلِس على طرف السرير بجوار قدَميْه : لو ماحتقدر تمشي خلينا نقوليهم عشان مايستنونا
ينهض بإعتراض : لالا.. حنمشي ؛ بس أرتاح شويّة
ميس : هيثم لو تعبان ماتضغط على روحك ! أصلًا أصحاب العرس غريبين عننا ما واجب يعني
هيثم : صدّقيني ما بحتاج, أنا كويّس ؛ خلينا نمشي ونغيّر جوّ
تتنهّد : طب أشرب الليمون
هيثم : راسي تقيل ماقادر أقعُد
تُصغِّر عينيها ناظرةً إليه : هيثم إنتَ بتتدلَّع
يعتدِل جالسًا , يُغمض عينيه بشدّه , يفتحهم ويتناول كُأس العصير
تنهض , تقترِب لتجلِس خلفَ ظهرِه , تتّكئ إلى السرير
يلتفت إليها بعَينين غائبتين من التعب : مالك ؟
تأخذ منهُ كأس العصير , تُشير لهُ أن يقترِب
يزحَف للخلف وصولًا إليها, يسنِد رأسهُ إلى صدرها , يرفع عينيهِ ناظرًا إليها , تزجرُهُ : ماتعاين
يعود ليخفض نظراتِه
تُقرّب منهُ كأس العصير , يرتشِف منه
مَيس : هيثم أشرَب زي الناس
يكحّ , يخرج صوتهُ ضعيفًا : واللهِ ماقادر
تمسَح على صدرِه : بسم الله
يُغمِض عينيهِ , يبتسِم إبتسامةً مُتعَبَة
مَيس : ألو , العصير
يضحَك : واللهِ إرتحت, خليه شوية
تُقاوم إبتسامتها , تضعهُ جانبًا
يُمسِك بكفّها , يسحبُهُ إليه , يُقبّلهُ بِحنان
تسحبهُ منه ببطء , تمسَح على شعرِه بِرفق , تُقبّل رأسهُ وتنهض
يرفع رأسهُ : وين !
مَيس : إرتاح شويّة , أنا حكمّل أجهز
يضع رأسهُ على الوسادة : لو غفيت صحّيني
مَيس : هيثم ماهو مافي زمن قدُر دا يا روحي !
يرفع رأسهُ بِدهشة : شنو ؟
تزدري ريقها ناظرةً إلى المِرآة : مش كُنت عايز تنوم؟ نوم
يعتدل جالسًا بإصرار : قُلتي شنو
تبحث بين أغراضها : مالاقيَة سيرم الشعر
يبتسِم
تسترِق النظر إليه , لازالَ على حالِه
تجمَع شعرها وترتدي توبها
هيثم : ما تهرُبي
تفتح الباب مُتجاهلة نِداءَه
تخرُج , تنظُر إليه بطَيفٍ إبتسامةٍ بعيدة
تتّسع إبتسامته
تُغلق الباب
ينهَض مُنتعِشًا
كأنّ ما غَشيْه قبلَ قليل لم يَكُن

■■■

دُبَي :

تُراقِب أسماء المكان حَولها بإرتباك, يعُود كريم للطاوِلة : أسماء
تنظُر إليه بِذهنٍ شارد : ها
كريم : مالِك ؟ ماعجبِك المكان؟
أسماء : لالا أبدًا , بالعكس
كريم : شكلو بالِك في ملفّات المستشفى لسّه
تبتسِم : شكلو كِدا
ينظُر إليها , مُخفضةً عينيها : حابّة نطلب الحساب ونكمّل في مكان تاني ؟
أسماء : لالا ! ليه بتقول كدا ياكريم ؟
كريم : حاسّي بيك ما مبسوطة
تهزّ رأسها بالنفيّ : مبسوطة قد الدنيا , بس عارفني , مابقدر أبطّل تفكير
كريم : بالِك لسه مع مَيس ؟
أسماء : شوية مع ميس وشويّة مع رنَد وأهُو متقسِّم
كريم : فكّري في أسماء هسّي , خلي الباقيين , خلينا في البطَلة
تضحَك : بطَلة
كريم : طبعًا
تُخفض رأسها بحياء : الله يسعدك ياكريم
كريم : بصراحة يا أسماء, في موضوع عايز آخد رأيِك فيه ؛ بس متردّد
تهمِس لنفسها : أنا بقيت بتشاءِم بي آخد رأيِك دي
كريم : ماسمعتِك ؟
أسماء : لالا, قُول ؛ موضوع شنو ؟
كريم : بصراحة , أنا إتردّدت كتير قبل ما آخُد الخطوة دي , ما عدم ثقة في قراري لا .. بس كنت خايف أحرجِك وتكُوني مامتقبّلة الحاجة دي ؛ يعني بإختصار كنت بحاول أقرأ ردِّك من رفضِك من بعيد
تزدري ريقها بتوتّر
يُكمِل : آخر فترة قرّبنا لبعض شديد , لدرجة ماكنت أتخيّلها ؛ وأسماء اللي كُنت بنبسِط لما بس ترمي عليّ سلامها , بقَت بتشاركني مُعظَم ساعات يُومي


#مِيم

-الجزء الواحد والثلاثون-
ماقبلَ الأخيـــــــــــــر

تفرِد نُور سجّادتها على أرض "الحُوش" , وشفَقُ المغَيب إنحسَر ضَوءُه ؛ تُكبِّر , ويُطرَق الباب , تُسلِّم نُهى يُمنةً ويُسرة من داخِل غُرفتها , وتُنادي : آية.. شوفي الفي الباب منو
تُغلِق آية دفترها, ترتدِي وشاحًا وتُهروِل حافيَة , تفتح الباب , يبتسِم الطّارق ناظرًا إليها : مساء الخير
تتوارَى خلف الباب خجِلَه : مساء النور نادر.. كيفك
يُخفض بصَرَهُ : الحمدلله, معليش جيت في وقت ما مناسب , نور لسّه ماجات؟
آية : لالا جات , قاعدة تصلِّي ؛ إتفضل
يأتيها صوت والدتها من الداخل : منو يا آية
آية : دا نادر يا أمّي
تطوي نُهى سجّادتها وتنهض : حبابو
يدخُل نادر مُلقيًا التحيّة : خالتي نُهى , الصحّة والأخبار
تخرُج من غرفتها قادِمةً إليهم, بينما هروَلَت آية بإتّجاة غُرفتها
تسير نُهى بإتجاه الباب : حبابَك يا ولدي, أدخُل مالك واقف بعيد
يتقدَّم إليها , تُصافحهُ , ينظُر لنور مُفسِّرًا : في قضيّة كدا نور وصّتني أجمع ليها معلومات عنها قبل نهاية اليوم فَ..
تُقاطعهُ نُهى مُرحِّبة بهِ : عيب يا ولدي البيت بيتَك , تجي في أي وقت ؛ إتفضل أقعد
يجلِس مُمسكًا بيدِه ملفًّا مطويًّا
تتنهّد نُهى بِتعَب, تجلِس قِبالتهُ : الشغل أكَل عُمركم دا أكلو
يبتسِم : الحمدلله يا خالتي.. الله يعظِّم الأجر
تُسلِّم نُور , تلتفت إليه على نفس جلتها : نادر
نادر : أمسيتي كيف يا مديرة
تهزّ رأسها بِتعَب : الحمدلله ؛ إنتَ كيف
نادر : أنا تمَام , وعندي ليك أخبار كتيره
تلتفت إليه بإهتمام : أها؟ وصلتَ لي شي؟
نادر : أشياء
تنهض , تطوِي السجّادة , تأتي إليه : أها , أحكِي
تنهض نُهى
نادر لنُهى : خالتي نهى عليك الله ماتسوّي ولا شي .. جاييكم جاهِز
نُهى : شاي ساي ياولدي مابسوّي ليك شي
نادر : والله مليان
نُهى : خلاص مامشكلة , بدّيك مهلَه بعد شوية بجيب الشاي
يضحَك مغلوبًا على أمرِه : والله ما تتعبي ياخالتي
نُهى : مافيها تعب ياولدي , يلا الله يسهّل عليكم
تذهَب عنهُم , تسحَب نُور الكُرسي لتضعهُ أمامَه , تُعلِّق السجادة على طرفِهِ وتجلس : أها يا نادر
نادر : مبدئيًا , القضيّة الداخل فيها أبوك..
تُقاطعهُ كابحةً غضبها : الفاتح
نادر مُصحِّحًا : الفاتح .. قضيّة طلاق
تبتسِم هازئة
يُكمِل : وعايز ياخد منها البيت برضو
تهزّ نُور رأسها بأسَى
نادر : العرفتو إنّو مابينهم أطفال , بس هي عندها ولَد من راجل تاني
نُور : مامُهم, المهم هو موقفو كيف في القضية
نادر : كعب.. البيت بي إسمها والأوراق رسميّة أنا ماعارف هو ليه عشمان
نُور : والطلاق؟
نادر : هي الرافعه القضيّة , وغالبًا حتكسبها ؛ لأنو في واقعة خيانة
تتأفّف نُور بِضيق : أنا تعبت أتفاجأ من الإنسان دا , تعبت
يفتَح نادر الملفّ : المهم هسّي نركّز في قضيتنا .. هو أوراقو في القضيّة الأولى كلها خسرانة ؛ فَ ماحيستسلم ليكم في موضوع البيت بسهولة
نُور : والله البِقدر يسويه مايقصِّر
نادر : بس التوكيل القُلتي عليه ممكن يقلب اللعبة كلها يا نور
نُور بِتفكير : بس التوكيل للمطعم بس
نادر مُصحِّحًا : التوكيل عام يانور, توكيل عام بي إسم أستاذة نُهى
تُحيط نُور جبينها بِغضَب
نادر : أهدِي.. بنلقى ليها حلّ
نُور : حل شنو يا نادر ! كدا خلاص البيت ليهو بدون حتى ما يصل المحكمة !
نادر : صلاتك على النبي
نُور : ألف على الحبيب
نادر : إحنا بنقدر نطعَن في صحة التوكيل
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : كيف ؟
نادر : كالآتي .. أستاذة نهى كانت في وعكة صحيّة لما كتبت ليهو التوكيل صح ؟
نُور : أيوة.. بس الكلام دا من سنين
نادر : فاهم , خليك معاي بس
نُور بِتركيز : أها
نادر : مين الشهود ؟
نُور بتفكير : شهود؟ ماعارفَة !
نادر : بالضبط , الشهود من عندو , مع إنو التوقيع توقيعها , زي مابيزعَم
نُور : نادر أنا راسي جاط , مافاهمة عليك كيف زي مابيزعَم ما هي فعلاً وقّعت !
يهزّ رأسهُ نافيًا : ماوقّعَت
تنظُر إليه نور بتفكير
نادر : ما وقعّت , مافي شهود ؛ وحتّى لو جابهم .. ملكية البيت الأصلية لسّه معاها
نُور : حنكضّب يا نادر ؟
نادر : ماكِضِب ! هو أخد توقيعها على أساس وكالة للمطعم وهيّ وكالة عامّة , هوّ النصَب عليها !
نُور : طيّب لو طلع إنو حوّل ملكية البيت ليهو زي ماحوّل المطعَم , ما أظن إنو غبي لدرجة تفوت عليهو خطوة زي دي
نادر : صدّقيني حتكون فاتت عليهو .. وإذا ما فاتت في ألف مدخل تاني لدحض الوكالة دي
تزفُر نور بِضيق : ماعارفة يا نادر..
نادر : نُور .. الموضوع مافيهو أي ظلم , هو لو أخد البيت دا ياهو الظلم الحقيقي ! أستاذة نُهى وكّلتو على المطعم فقط وهوّ إستغل جهلها بالقوانين وأخد توقيعها , مافيها شي لما ننكِر إننا وقّعنا من الأساس
تستنِد نور إلى ظهر الكُرسي
ينظُر إليها نادِر بإصرار
وهيَ تُحاول ترتيب أفكارها

■■■

البحرين - المنامَة :

20 last posts shown.