في سياق الحديث عن «الحوثيين » وعند استحضار معطياتهم في ضوء ما طرحه « كارل شميت في كتابه “مفهوم البارتيزان »نجد أن جوهر القوة الكامنة في هذه الحركة لا يمكن عزله عن موقعها الجغرافي الحاسم، الذي يشكل الأساس لكل ديناميكياتها الحركية. أهمية الموقع الجغرافي في تعزيز قوة البارتيزان، يمكن القول إن « الحوثي »، بموقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، يمثل عنصراً مفتاحياً في فهم طبيعة هذه الحركة وتطورها.
يُعد البارتيزان قوة حركية تتأثر بشكل جوهري بجغرافيته؛ فهو ليس كياناً مجرداً يتحرك في فراغ، بل يتجذر في الأرض التي يقاتل عليها. ولعل « الحوثيين » يجسدون هذا المفهوم بوضوح. فهم ينطلقون من تضاريس معقدة، تتراوح بين الجبال الوعرة والوديان العميقة، مما يمنحهم ميزة استراتيجية مزدوجة: التحصن من الهجمات العسكرية التقليدية، والقدرة على شن عمليات كرّ وفرّ فعالة ضد خصومهم.
أهمية البحر كعنصر حركي « للبارتيزان » أنه يمنح بعداً إضافياً لقدرته على المناورة والتأثير. وينطبق هذا على « الحوثيين » الذين يدركون أهمية السيطرة على الممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب. ( البحر ليس مجرد مساحة مفتوحة، بل هو ميدان للصراع والمقاومة ) يعزز من قدرة البارتيزان على كسر الهيمنة العسكرية التقليدية. الحوثيون، بتوجههم نحو تعزيز نفوذهم البحري، لا يسعون فقط إلى حماية وجودهم الجغرافي، بل إلى تحويل هذا الوجود إلى ورقة ضغط استراتيجية على القوى العالمية والإقليمية.
إن الحركية هي قلب البارتيزان، وهي ما يميز مقاومته عن الجيوش النظامية. بالنسبة للحوثيين، هذه الحركية تتجلى في قدرتهم على التكيف السريع مع ظروف المعركة، سواء في البر أو البحر. فهم ليسوا قوة جامدة تتبع استراتيجيات تقليدية، بل كيان ديناميكي يتفاعل مع التحديات بمرونة وذكاء، مستفيداً من الموقع الجغرافي والقدرات البحرية لتحقيق أهدافه.
يمكن فهم الحوثيين كامتداد لمفهوم البارتيزان الكلاسيكي. ليسوا مجرد حركة مقاومة محلية، بل يمثلون تحدياً للأنظمة العسكرية والاقتصادية المهيمنة. كما أن استخدامهم المميز للموقع الجغرافي والبحري يجعلهم نموذجاً لما يمكن أن نسميه “بارتيزان العصر الجديد”، حيث تلتقي الجغرافيا مع السياسة والتقنية لإعادة صياغة مفاهيم المقاومة في العالم المعاصر.
البارتيزان هو تعبير عن مقاومة متجذرة في الأرض ومتصلة بحركة التاريخ. والحوثيون، بموقعهم الحاسم واستراتيجياتهم الديناميكية، يعيدون تعريف هذا المفهوم، ليصبحوا نموذجاً جديداً لبارتيزان البحر والبر، في مواجهة نظام عالمي يزداد تعقيداً واضطراباً.
يُعد البارتيزان قوة حركية تتأثر بشكل جوهري بجغرافيته؛ فهو ليس كياناً مجرداً يتحرك في فراغ، بل يتجذر في الأرض التي يقاتل عليها. ولعل « الحوثيين » يجسدون هذا المفهوم بوضوح. فهم ينطلقون من تضاريس معقدة، تتراوح بين الجبال الوعرة والوديان العميقة، مما يمنحهم ميزة استراتيجية مزدوجة: التحصن من الهجمات العسكرية التقليدية، والقدرة على شن عمليات كرّ وفرّ فعالة ضد خصومهم.
أهمية البحر كعنصر حركي « للبارتيزان » أنه يمنح بعداً إضافياً لقدرته على المناورة والتأثير. وينطبق هذا على « الحوثيين » الذين يدركون أهمية السيطرة على الممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب. ( البحر ليس مجرد مساحة مفتوحة، بل هو ميدان للصراع والمقاومة ) يعزز من قدرة البارتيزان على كسر الهيمنة العسكرية التقليدية. الحوثيون، بتوجههم نحو تعزيز نفوذهم البحري، لا يسعون فقط إلى حماية وجودهم الجغرافي، بل إلى تحويل هذا الوجود إلى ورقة ضغط استراتيجية على القوى العالمية والإقليمية.
إن الحركية هي قلب البارتيزان، وهي ما يميز مقاومته عن الجيوش النظامية. بالنسبة للحوثيين، هذه الحركية تتجلى في قدرتهم على التكيف السريع مع ظروف المعركة، سواء في البر أو البحر. فهم ليسوا قوة جامدة تتبع استراتيجيات تقليدية، بل كيان ديناميكي يتفاعل مع التحديات بمرونة وذكاء، مستفيداً من الموقع الجغرافي والقدرات البحرية لتحقيق أهدافه.
يمكن فهم الحوثيين كامتداد لمفهوم البارتيزان الكلاسيكي. ليسوا مجرد حركة مقاومة محلية، بل يمثلون تحدياً للأنظمة العسكرية والاقتصادية المهيمنة. كما أن استخدامهم المميز للموقع الجغرافي والبحري يجعلهم نموذجاً لما يمكن أن نسميه “بارتيزان العصر الجديد”، حيث تلتقي الجغرافيا مع السياسة والتقنية لإعادة صياغة مفاهيم المقاومة في العالم المعاصر.
البارتيزان هو تعبير عن مقاومة متجذرة في الأرض ومتصلة بحركة التاريخ. والحوثيون، بموقعهم الحاسم واستراتيجياتهم الديناميكية، يعيدون تعريف هذا المفهوم، ليصبحوا نموذجاً جديداً لبارتيزان البحر والبر، في مواجهة نظام عالمي يزداد تعقيداً واضطراباً.