"عندما يقولُ الرسولُ ﷺ عن سورةِ البقرةِ: 'إنَّ أخذَها بركةٌ وتركَها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطلةُ (أي السحرةُ)'، فإنَّ ذلك يؤكِّدُ عظيمَ فضلِها وأثرَها في جلبِ البركةِ ودفعِ الشرِّ. لذا، التمسُّكُ بها دليلٌ على قوَّةِ العقيدةِ وصدقِ التوكُّلِ على اللهِ. وإنَّ القوَّةَ، وكلَّ القوَّةِ، تكمُنُ في الانشغالِ باللهِ، والتقوى، وتجنُّبِ المعاصي، والعملِ بالصالحاتِ، وتركِ كلِّ ما يُشغِلُ عن اللهِ. ذلكُمُ هو الخيرُ الحقيقيُّ في دفعِ كلِّ أذًى وشرٍّ. وقد حذَّر العلماءُ من الاعتمادِ على الجنِّ أو تصديقِ كلامهم، فقال الشيخُ ابنُ بازٍ رحمه الله: 'انتبهوا، لا تنقلوا عن الجنِّ ولا تصدِّقوهم'، وأكد الشيخُ الألبانيُّ رحمه الله قائلًا: 'الراقي الذي ينقلُ عن الجنِّ، هذا كهانةُ هذا العصر، فما الفرقُ بينهُ وبينَ الساحر؟'، في إشارةٍ إلى أنَّ هذا الأمرَ يُضعِفُ العقيدةَ ويُناقِضُ التوكُّلَ على اللهِ وحدهُ."