"مَا لكَ وللدُّنيا أيُّها المِسكِين؟!
أمَا أتعبَك ضَجيجُها، وغمَّ عليكَ عجِيجها، أما أصَابكَ منها سِهام العِلل، وطَالت حتَّى أعجزتك بالكَسل؟ ألم ترىٰ ما بها من الكدر والتَّعب؟ فكم من مُحبٍّ لها فارقَها بعد عيشٍ فيها نكب! أوما تسمعُ من قِصصَها العَجب؟ أما زِلت تلهثُ خلف حُطامها؟ وتجمعُ من ركامِها؟ أما رأيتَ ما صنعت بحَبيبها؟ وما أصاب عُشَّاقها؟ دارٌ من صحَّ فيها سقِم؛ ومن أمِنَ فيها ماسلِم، وأدرك نصيبَه من الخوفِ والهَم، ومن افتقر فيها حَزِن، فكيف مازِلت بها تُفتَتن؟
هل حُببَ لك السِّجنُ المَلعون ونسِيت الجنَّة التي وعِدَ المتقُون؟ ليت شِعري هل أقعدك غَير الدنيا أيُّها المغبُون!
هي التِي لم تحلُو لذائقٍ إلا تغيَّر طعهما فتمرَّرت، وإن حَلَت أوْحلت، ولو كسَت أوكست، وإن أينعت نعَت، خدَّاعةٌ بجمالها إن أقبلت، فجَّاعةٌ بزوالها إن أدبرت، وهَّابةٌ سلَّابةٌ لإبائها طلَّابةً لخراب ما قد عمرت، ماذا من الأممِ السَّوالف أهلكت، لو أنَّها نطَقت بِذلك لأخبرت!"💧
منقولة
أمَا أتعبَك ضَجيجُها، وغمَّ عليكَ عجِيجها، أما أصَابكَ منها سِهام العِلل، وطَالت حتَّى أعجزتك بالكَسل؟ ألم ترىٰ ما بها من الكدر والتَّعب؟ فكم من مُحبٍّ لها فارقَها بعد عيشٍ فيها نكب! أوما تسمعُ من قِصصَها العَجب؟ أما زِلت تلهثُ خلف حُطامها؟ وتجمعُ من ركامِها؟ أما رأيتَ ما صنعت بحَبيبها؟ وما أصاب عُشَّاقها؟ دارٌ من صحَّ فيها سقِم؛ ومن أمِنَ فيها ماسلِم، وأدرك نصيبَه من الخوفِ والهَم، ومن افتقر فيها حَزِن، فكيف مازِلت بها تُفتَتن؟
هل حُببَ لك السِّجنُ المَلعون ونسِيت الجنَّة التي وعِدَ المتقُون؟ ليت شِعري هل أقعدك غَير الدنيا أيُّها المغبُون!
هي التِي لم تحلُو لذائقٍ إلا تغيَّر طعهما فتمرَّرت، وإن حَلَت أوْحلت، ولو كسَت أوكست، وإن أينعت نعَت، خدَّاعةٌ بجمالها إن أقبلت، فجَّاعةٌ بزوالها إن أدبرت، وهَّابةٌ سلَّابةٌ لإبائها طلَّابةً لخراب ما قد عمرت، ماذا من الأممِ السَّوالف أهلكت، لو أنَّها نطَقت بِذلك لأخبرت!"💧
منقولة