حين ترى الفزع في عين طفلك المتوجِّس من عقوبة ستُوقِعها به بعد خطأ أَلَمَّ به، ثم لم يمنعك هذا الفزع الذي رأيته في عينه من إنزال العقوبة به = فلا أدري أيّ شيء تحمل في ضلوعك، أهو قلب من لحم ودم أم قطعة من الحجر الصوّان؟
أذكر أنني ضربت ولدي الأكبر عبد الله ثلاث مرات في حياتي؛ ولأمور كنت أظنها جسيمة، لكنني ما إن تذكّرتها حتى تهمل عيناي بالدموع؛ فقد كانت هنالك خيارات أفضل ألف مرة مما فعلت..
وكثيرًا ما يُظلم الابن الأكبر في التربية؛ حيث يتعلّم الآباء الجدد التربية في هذا المسكين الأول، ويُجرّبون طرائقهم في التربية عليه.
قبل عشر سنين لا يُضرب طفل على جُرم مهما اقترف، فإذا كانت الصلاة التي هي عمود الدين، وآكد أركان الإسلام بعد التوحيد لا يُضرب عليها الطفل إلا لعشر؛ فأيُّ جرم يمكن أن يقترفه الصغير ليُضرب؟
خدم أنس بن مالك النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين وكان صغيرًا، فما ضربه ولا كهره ولا نهره قط، ولا قال لشيء فعله لمَ فعلتَه، ولا لشيء لم يفعله لمَ لم تفعله!
لكننا قوم نشأنا في ظروف استبدادية تسلّطية قاهرة؛ فتشبّعنا من دخانها وثقافتها السوداء، ثم إنّ نفوسنا - لكثرة ما بها من ضغوط - تضيق، ولا تجد فسحة للتنفيس عن غيظها المكبوت إلّا في صغارنا المساكين، فننتقم من الحياة في شخوصهم، ونفشل في مقارعة الجبّارين لجُبننا؛ فنأتي لنمارس نجاحًا كاذبًا بمقارعة الضعفاء، ولا ندري كم من الندوب ستبقي في جدران ذاكرتهم، وكم من الشروخ سنحفرها في شخصيات هؤلاء اليوافع.
إلى متى نظن أن التربية هي ذلك السيف المُصْلَت ( وليس المسلط) على الرقاب؟
العقاب جاء به الشرع الحنيف.. نعم.. لا يُنكر..
لكن المهم، متى يلجأ إليه المربي؟ وكيف يُمارسه؟ هل للتأديب أم بروح انتقامية؟
لطالما كان القيد في الضرب حين تسمح به الشريعة أن يكون غير مُبرِّح، يعني يؤلم ولا يترك علامات.
وعند خطأ واضح لا يقبل التأويل، وعند استنفاد الحلول الأخرى من نصح وتوجيه وهجران ونحو ذلك من سبل التأديب، أما أن يختزل كل ذلك المربي في الضرب وبقسوة فليس من دين الله تعالى.
والهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا ما لا نجسر على مواجهته.
-الشيخ محمد عبده.
أذكر أنني ضربت ولدي الأكبر عبد الله ثلاث مرات في حياتي؛ ولأمور كنت أظنها جسيمة، لكنني ما إن تذكّرتها حتى تهمل عيناي بالدموع؛ فقد كانت هنالك خيارات أفضل ألف مرة مما فعلت..
وكثيرًا ما يُظلم الابن الأكبر في التربية؛ حيث يتعلّم الآباء الجدد التربية في هذا المسكين الأول، ويُجرّبون طرائقهم في التربية عليه.
قبل عشر سنين لا يُضرب طفل على جُرم مهما اقترف، فإذا كانت الصلاة التي هي عمود الدين، وآكد أركان الإسلام بعد التوحيد لا يُضرب عليها الطفل إلا لعشر؛ فأيُّ جرم يمكن أن يقترفه الصغير ليُضرب؟
خدم أنس بن مالك النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين وكان صغيرًا، فما ضربه ولا كهره ولا نهره قط، ولا قال لشيء فعله لمَ فعلتَه، ولا لشيء لم يفعله لمَ لم تفعله!
لكننا قوم نشأنا في ظروف استبدادية تسلّطية قاهرة؛ فتشبّعنا من دخانها وثقافتها السوداء، ثم إنّ نفوسنا - لكثرة ما بها من ضغوط - تضيق، ولا تجد فسحة للتنفيس عن غيظها المكبوت إلّا في صغارنا المساكين، فننتقم من الحياة في شخوصهم، ونفشل في مقارعة الجبّارين لجُبننا؛ فنأتي لنمارس نجاحًا كاذبًا بمقارعة الضعفاء، ولا ندري كم من الندوب ستبقي في جدران ذاكرتهم، وكم من الشروخ سنحفرها في شخصيات هؤلاء اليوافع.
إلى متى نظن أن التربية هي ذلك السيف المُصْلَت ( وليس المسلط) على الرقاب؟
العقاب جاء به الشرع الحنيف.. نعم.. لا يُنكر..
لكن المهم، متى يلجأ إليه المربي؟ وكيف يُمارسه؟ هل للتأديب أم بروح انتقامية؟
لطالما كان القيد في الضرب حين تسمح به الشريعة أن يكون غير مُبرِّح، يعني يؤلم ولا يترك علامات.
وعند خطأ واضح لا يقبل التأويل، وعند استنفاد الحلول الأخرى من نصح وتوجيه وهجران ونحو ذلك من سبل التأديب، أما أن يختزل كل ذلك المربي في الضرب وبقسوة فليس من دين الله تعالى.
والهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا ما لا نجسر على مواجهته.
-الشيخ محمد عبده.