قصة ما قبل النوم 💙


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


❀ بحر من القصص المفيدة : دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية وخيالية ➥
➪ للـتـواصـل ⇊
@sleepstory_bot
- صفوة قنواتنا { @O_020_O }

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


«من هو الأعمى ..؟»

في أحد السنوات العجاف ساد الفقر والجوع ديار المسلمين. افتقر الفقراء واغتنى الاغنياء...

وفي أحد المساجد
أعجب المصلين بكثرتهم وكان جلهم من أغنياء المدينة، وكان الإمام أحمد ابن حنبل يرحمه الله موجودا، فقالوا له:
تخيل يا إمام كم عدد المصلين؟
فقال: لا أحد..
ومن هول المفاجأة لجوابه، قال له أحدهم: هل أنت أعمى..؟!
وكان ردهم فيه قلة أدب، وقلة احترام..!
لكنه أجابهم:

الأعمى .. من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل..!

الأعمى .. من توجه للقبلة ، وأدار ظهره للأيتام والفقراء..!

الأعمى .. من سجد لله ، وتكبر على عباده ..!

الأعمى .. من كان في صف المصلين الأول .. ولكنه غاب عن صفوف الجياع ، وقول الحق ..!

الأعمى .. من تصدق يوما ، وهو قادر أن يتصدق دوما ..!

الأعمى .. من صام عن الطعام ، ولم يصم عن الحرام ..!

الأعمى .. من طاف البيت الحرام ، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة العوز ..!

الأعمى .. من رفع الأذان ، ولم يرفع أبويه ..!

الأعمى .. من صلى وصام ، ثم غش في بيعه وشرائه ..!

الأعمى .. من قام بين يدي الله ، وقلبه يحمل حقدا ، وكرها ، وبغضا ، واحتقارا ، لإخوانه المسلمين ..!

الأعمى .. من كان هناك انفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته ..!

الأعمى .. من صلى وسجد وصام ، وهو يناصر الظلمة ..!

الأعمى .. من صلى وصام  ، ويداه ملطختان بدماء المسلمين ..!

الأعمى .. من صلى ، ولم ينتفع بصلاته ..!

الأعمى .. من أخذ من الدين بعضه ، وترك بعضه ..!

﴿وَمَن كَانَ فِی هَـٰذِهِۦۤ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِیلࣰا﴾ [الإسراء ٧٢]

ولبلاغة الرد، ساد الصمت الجميع، فلا يخلو أحد من نقص أو ذنب ..

كل واحد فينا يعيد قراءتها، ويصدق مع نفسه فيما هو عمي فيه ويعزم على التوبة وتصحيح خط سيره في هذه الدنيا

اللهم نور بصائرنا و أبصارنا بما يرضيك عنا  ...


«أكثروا الدعاء
ل
إخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأطعهم من جوع وخفف عنهم الحر يارب »🤲🏻


؁
﴿إنَّ اللَّـهَ ومَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىٰ النَّبِيِّ
يَـا أَيُّهَـا الَّذِينَ ءَامَنُوا
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

#صلوا_عليه_وأكثروا


«قارورة»

أربعة من الأصدقاء ذهبوا إلى مكان يبعد عن تبوك ستين كيلا اسمه (نعمة الريط) ثم هبطوا الساعة التاسعة صباحا سائرين على أقدامهم إلى مكان يسمى الشق ،والشق هذا شرخ عظيم في قشرة الأرض ،الهبوط إليه مغامرة ، بل مجازفة بالحياة!

حبهم للمغامرة جعلهم ينزلون وصلوا إلى القاع في نصف ساعة تقريبا ،ثم مكثوا إلى قريب من المغرب في محاولة للصعود إلى السطح ! تعلقوا بالصخور ، تزحلقت بهم الانحناءات الملساء ، تهشمت الطبقات الصخرية تحت أقدامهم ، عبروا من أماكن ضيقة لا تتسع إلى لأصابع القدم !!

تعبوا ، تشققت أرجلهم ، أنهكوا تماما بلغ بهم العطش مبلغا عظيما ، باختصار : رأوا الموت.

كانت قلوبهم متعلقة بالله ، كانوا متيقنين أن لا حافظ إلا الله ، يقول أحدهم(وبشهادة البقية) : 

إنه دعا الله بإلحاح وقد بلغ منه العطش حد تمني الموت ، فإذا به ، وفي مكان لا يمكن أن يكون قد وطئته قدم إنسان في القريب يرى قارورة ماء نظيفة ، فلم يفرح بالماء الذي تقاسمه مع رفاقه ،بل فرحة بالله الذي كان معه في تلك اللحظة سينقذهم من تلك الرحلة المميتة...

وقبيل المغرب وصلوا للسطح وأوجههم سوداء   وثيابهم مشققة ، والدماء تعثب من أرجلهم ، وإيمانهم بالله بحجم تلك الجبال التي أحاطت بهم!

كتاب لأنك الله
الكاتب: علي جابر الفيفي

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«هكذا علمتني الهواتف»

فجأة توقف هاتفي عن العمل،فقد فرغ من الكهرباء حتى اسودت شاشته،وانقطع صوته...
وعبثا حاولت أن أشحنه في أي مكان قريب فلم أستطع...

نظرت إليه على حاله الصامت،وجثته الهامدة،وسواد شاشته القاتل،وقلت له:
على الرغم من غلاء ثمنك،وتعدد إمكاناتك،وكثرة ما فيك من صور وأسماء ووثائق إلا أن فراغك من بعض شحنات الكهرباء التي لا تساوي جنيها جعلك بلا قيمة...بل بلا حياة!!

غير أنني تذكرت على الفور أن بيننا وبين الهواتف شبه كبير...
فكم يحتاج بعضنا أحيانا إلى شحن بطارية قلبه لساعة واحدة لا أكثر...
ساعة واحدة..

يقرأ فيها ورده،وينطلق في الحياة مبتدأ من عند ربه...فيصلي ضحاه ويتلو أذكاره...حتى إذا ما خرج للناس طوال اليوم لا يفرغ شحنه ولا ينقطع صوته وجهده...
كل من يخرج إلى حياة الناس بلا شحن تعب ولو كان نبيا...

لذلك كان الخطاب للمزمل صلى الله عليه وسلم أن املأ بطاريتك جيدا بالليل لأنه حسب تعبير الآية:
"إن لك في النهار سبحا طويلا"
والذي سيلقى الناس لا بد وأن يستعين عليهم برب الناس،وإلا فرغ شحنه وتوقف تواصله،وتعطلت ملكاته.

يا أيها المحتضنون للهواتف تعلموا من هواتفكم أن الشحن ولو قليل يسعفك في الموقف الجليل....
وأن قيمة الهاتف فيما يجعله منيرا لا منطفئا...
وأن الهاتف مهما غلا ثمنه معطل القيمة إلا أن يمتلئ نورا فينير!!

اشتكى موسى عليه السلام ألما في بطنه فدله الله على عشب في أرض فذهب إليه وأكل منه فشفيت بطنه.
ثم عاوده الألم بعد حين فذهب إلى العشب وأكل منه فلم تشف بطنه!!
فقال: يا رب، العشب هو العشب لكني شفيت في الأولى ولم أشف في الثانية!!
فقال له سبحانه:
لأنك في المرة الأولى خرجت من عندي إلى العشب فشفيت،وفي الثانية خرجت من عندك إلى العشب فلم تشف بطنك!!

ما أغبانا ونحن نحمل الهواتف سنينا ثم لا نتعلم منها أيسر الحكم:
فالهاتف الذي لا نحسن شحنه يخذلنا أحوج ما نكون إليه...وكذلك نحن...فأحسنوا شحن قلوبكم حتى لا تسودَّ شاشاتكم!!  

كذلك علمتني الهواتف!!

خالد حمدي

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«في رحاب الخير والدعوة لله 2»

يقول الشيخ علي : كان الدكتور يعطينا تعليمات واضحة مكتوبة على ورق ، وهذه التعليمات عبارة عن أسئلة نتوجه بها إلى أهل القرى نسألهم مجرد وصولنا إلى قراهم . ومنها : هل عندكم بئر ماء ؟ هل لديكم مسجد ؟ هل عندكم مدرسة ابتدائية أو ثانوية ؟ هل هناك مركزاً لتحفيظ القرآن ؟ هل .. ؟ هل .. ؟ .

يقول الشيخ علي كريسا : لقد زار بعض الإخوة من البحرين منطقة تراسا هذه لقضاء ليلة واحدة في مركز الأيتام هناك ، فإذا بهم يلاحظون الأيتام وقد اصطفوا استعدادا للصلاة وهم يضربون أيديهم وسواعدهم ورقابهم ، فاستغربوا من هذه الصلاة ، وقالوا : ما هذه البدع والأعمال الغريبة التي يعملها الأولاد في الصلاة يا شيخ علي ؟ فضحكت في نفسي وقلت لهم : أسرعوا وتوضئوا حتى نلحق بهم .

فما إن اصطف الإخوة من البحرين مع الأولاد حتى أخذوا هم أيضا يشاركون الأولاد الضرب
والتلويح !! لقد عرفوا الآن سر هذه البدع .. إنه البعوض المفترس .

يقول الشيخ علي : لقد كنت كسولا في الدعوة ، ولكني لما رأيت هذا العربي الأبيض الآتي من الكويت يعمل بهذا الشكل من الحماسة والحرقة ،استحييت من نفسي وأنا ابن هذه القارة السوداء كيف لا أعمل !

يقول الدكتور عبد الرحمن السميط في مجلة الكوثر ( عدد (۱۲) :

تقع قرية لوغلوغو في شمال نيروبي عاصمة كينيا ، وتبعد عنها مسافة ١٨ ساعة تقطع بالسيارة . يبلغ عدد سكانها ٢٥٠٠ نسمة ، وهي المنطقة نفسها التي يقيم فيها أبناء قبائل الرينديلي الذين ينحدرون من أصول إسلامية صومالية ، لكنهم وثنيون في الغالب ومنهم نسبة من المسيحيين وعدد قليل جداً من المسلمين . المنطقة صحراوية قاحلة لا تكاد تعثر فيها على شجرة إلا بصعوبة بالغة ، ووجود الماء فيها نادروطبعاً لا شيء فيها اسمه كهرباء .

ورغم ذلك فوجئت بوجود قسيس بروتستانتي أمريكي
يعيش فيها مع زوجته منذ ١٢ سنة .
كان هذا همه وما يعجبه في الناس ، التضحية والمثابرة والعمل الجاد ،لذا تراه دائما ما يخصص في مجلته الغراء ( الكوثر ) قصة نجاح الغربي أو شرقي استطاع بعمله الجاد ومحاولاته المستمرة أن يحقق النجاح الذي ينشده .

هذا نزر يسير من سيرة الدكتور عبد الرحمن السميط الذي يخبأ له ميزانه يوم القيامة بإذن الله تعالى الكثير من هذه الأعمال العظام التي لم نعرفها بعد .. هذا هو عبد الرحمن السميط الذي أسلم على يديه وعلى أيدي العاملين في جمعيته أكثر من ۱۱ مليون شخص من قارة إفريقيا هذا هو عبد الرحمن السميط الذي كثيراً ما يجده موظفوه وقد سبقهم
في الصباح الباكر إلى حمامات جمعيته ينظفها ويغسلها لهم .

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«في رحاب الخير والدعوة لله 1»

دعني يا أبراهام اطلعك اليوم...
على مثال كويتي تجاوزت تضحياته تضحيتك العظيمة تلك ، وتجاوز عطاؤه وصبره وأفعاله الكثير من الأمثلة والرموز والأشخاص .

هل سمعت يا أبراهام بطبيب نذر أكثر من ثلاثين سنة من عمره ووقته وجهده وفراغه لخدمة الفقراء والأيتام والجياع .. هل سمعت يا أبراهام بالدكتور عبد الرحمن السميط الأمين السابق لجمعية العون المباشر ؟

إنه الرجل الذي نذر نفسه منذ عام ۱۹۸۱ لخدمة أيتام إفريقيا وفقرائها .. تلك القارة السوداء المنسية التي تجاهلها الكثيرون . إنه ذلك الرجل الذي اختار أن يعيش ما تبقى له من العمر بين قبائل الأنتيمور في جزيرة مدغشقر إغاثة ومساعدة ودعوة وتعليماً .

في سبتمبر عام ۲۰۰۲ ذهبت إلى كينيا لأشاهد وأعاين بنفسي مستوى السياحة الشبابية فيها .. فليس الخبر كالمعاينة . ولعلها إن أعجبتني رتبت بعض الرحلات الشبابية إليها .

رتبت جميع أمور سفري مع جمعية العون المباشر في الكويت ، ووصى الدكتور عبد الرحمن السميط حفظه الله العاملين في لجنته هناك في كينيا باستقبالي وتسهيل جميع أمور رحلتي .. وهو ما يفعله جزاه الله خيرا مع غيري ومع جميع الراغبين بزيارة هذه القارة السوداء المنسية

ما إن وصلت إلى مطار كينيا إلا والإخوة حفظهم الله في استقبالي ، وكان الشيخ علي كريسا حفظه الله أحد الإخوة الأفاضل الذين التقيت بهم بعد ذلك في مدينة ممباسا ، والذي رافقني ولازمني طوال مدة إقامتي فيها وفي مدينة مالندي رغم نشاطاته الدعوية الكثيرة في هذه المنطقة وعرفت من الشيخ أنه أحد الذين يرافقون ويلازمون الدكتور عبد الرحمن السميط دائماً في رحلاته الدعوية في كينيا ، فقلت للشيخ علي : حدثني عن إحدى رحلاتك مع الدكتور عبد الرحمن السميط .

فقال : سأحدثك عن رحلة معه دامت خمسة أيام إلى منطقة ( تراسا ) التي تسمى بمنطقة البعوض لكثرة البعوض الذي يملؤها .

كان الدكتور عبد الرحمن يخرج بنا من الفجر حتى العاشرة مساءً ، وعندما نرجع للنوم إلى مقرنا بعد عناء اليوم ومشقة المسير نقول للدكتور : ألا ترتاح يا دكتور وتخلد للنوم .

فيقول : أطلب إليكم فقط تشغيل مولد الكهرباء ، أريد إضاءة ، أريد أن أكتب قليلاً ، كلوا أنتم طعامكم ثم ناموا . يقول الشيخ علي كريسا : فنتعشى ثم ننام ، والبعوض يغطي المكان ويغطينا .

وكلما استيقظت من نومي ، أرى الدكتور جالساً يكتب ويمسح البعوض الذي غطى جسمه ، ثم أغفو مرة أخرى ، ثم أصحو الأراه على الحال نفسها ، فلا نشعر إلا والدكتور يوقظنا لصلاة الفجر ، فلا أدري متى ينام هذا الرجل ؟

في أحد الأيام ذهبنا إلى أحد مراكز الأيتام في قرى تراسا ، فإذا بحمامات الأيتام لا تعمل ، لا يدرون ماذا حصل لمجاريها ، فاضطر الأولاد للذهاب إلى الغابة لقضاء الحاجة ، وهذا فيه خطر عليهم . وعلى الفور نزع الدكتور ثوبه يريد معرفة سر العطل في هذه الحمامات . لقد كان على الدكتور سروالاً وقميصاً داخلياً لو أعطيته بالمجان ما لبسته ، لأنه كان قديماً وممزقاً من كل مكان . نزل الدكتور في حفرة الأوساخ فأدخل يده كلها حتى آخر العضد في مجرى الأوساخ ، حيث تخرج الأوساخ منها من
الحمام إلى الحفرة ، فإذا بالرائحة النتنة تنتشر في المكان ، فهرب جميع الإخوة الذين حضروا مع الدكتور بعيداً عن هذه الرائحة التي لا تطاق .

أما أنا فقد استحييت من الدكتور أن يكون وحده في الحفرة ، فدفعت نفسي دفعاً للنزول معه إلى حفرة الهلاك . فاستمر الدكتور جاهداً في إخراج الأحجار العالقة والخرق والأوساخ ، وما هي إلا دقائق من العمل الجاد وإذا بتلك الحمامات تعمل من جديد .

خرج الدكتور من الحفرة وقال للأيتام : هناك سنبني مطبخاً لكم .. أين السكين ؟ فأخذ السكين الكبيرة وذهب إلى الغابة يقطع الأغصان ويبني للأيتام مطبخاً .. فعل كل هذا في نهار واحد .

وفي أحد هذه الأيام الخمسة المباركة أيضاً ، قصدنا قرية أخرى نعرفها من قرى تراسا ، فإذا بجدول ماء كبير وأوحال تعترض سيارتنا ، فلم نستطع عبورها وبدأت مياه الأوحال تتسرب إلى داخل السيارة . ترجل الدكتور من السيارة وأخذ قليلاً من الخبز معه ، وقال : من شاء فليتبعني إلى هناك . فنزلنا حياءً منه وسرنا خلفه ، فإذا بقرية فقيرة فيها مسلمين ومسيحيين لم نكن نعرفها ولم نكن نقصدها ، قد عرف الدكتور حاجتهم إلى الماء ، فبنى لهم بئراً هناك وانصرف .. وهذه البئر تعمل إلى اليوم .

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«هذا عيدُنا»

في صبيحة يوم العيد، قالَ النَّبيُّ ﷺ لصاحبه:
‏"يا أبا بَكرٍ ، إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدنا"
‏فاللهُمَّ إنا نعوذُ بكَ من المسلمين الذين
‏يحتفلون بالكريسماس، ورأس السنة، والهالوين، والنيروز ، وعيد الضفادع، وإذا جاء عيدنا قالوا : عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ؟!

يقولُ ربُّنا سبحانه في كتابه العزيز : "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"
كما أنَّ رمضان من شعائر الله، وتعظيمه، والقيام بحقّه دِين، فإنَّ عيد الفطر كذلك من شعائرِ اللهِ، وتعظيمه دِين! وكما أنَّ الحجَّ من شعائرِ الله، وتعظيمه، والقيام بحقّه دِين، فإنَّ عيد الأضحى كذلك من شعائرِ اللهِ، وتعظيمه دِين!

فإنْ كنتَ فاقداً حبيباً، فتذكَّرْ أنَّ النبيَّ ﷺ فقدَ زوجته خديجة، وعمّه حمزة، وكُلَّ أولاده في حياته باستثناء فاطمة، وكان يُعطي العيدَ حقّه!
وإن كنتَ في غُربةٍ فتذكَّرْ أنَّ النبيَّ ﷺ قد أخرجه قومه من قريته التي يُحِبُّ، وقاتلوه في أول رمضان صامه، ولكنه أعطى العيد حقّه!

ثم من قال إنَّ الفرح بالعيدِ يعني أن تُقيمَ حفلاً، أو تُحيل البيتَ إلى مسرحٍ، نحن قوم حتى فرحنا عبادة، نُصلي العيد في جماعة، نلبسُ ثوباً حسناً إن أمكنَ، فاللهُ سبحانه يُحِبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده، نزورُ أرحامنا، ونجتمعُ على طعامٍ شاكرين للهِ أن أعاننا على تمام عبادتنا!
أما التشاؤم، وترديد العبارات السلبية، ونبش قبور الأموات، والحِداد في غير موضعه، وتفعيل خدمة البومة الكامنة فيك، والإصرار على الخصومات، ففيه قلة أدب مع شعائر الله!

اِفرحوا بالعيدِ فرحاً يُرضي الله، تزاوروا وصِلوا أرحامكم، أَسْعِدوا بالعيدية أطفالكم، تهادوا أزواجاً وزوجاتٍ، تعانقوا، أَشيعوا الحُبَّ والألفة، فليست كل العبادات صياماً وصلاة، وسبحان من جعل الفرحَ في ديننا عبادة!

وكل عامٍ وأنتم بخير!

نقطة نظام
أدهم شرقاوي


«أكثروا ا
ل
دعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


تقبل الله منا ومنكم الطاعات وغفر الزلات وأجاب الدعوات

عيد أضحى مبارك

اللهم أعده على أمتنا بالنصر والتمكين والعزة والرحمة..

اللهم اجعله فرجاً عن إخواننا المستضعفين والمبتلين في غزة والسودان وفي كل مكان..
اللهم انصر المجاهدين وانصر من نصر عبادك المسلمين واخذل من خذلهم يارب العالمين..
اللهم ردّنا إليك رداً جميلاً واستخدمنا ولا تستبدلنا..

الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
والله الحمد..
الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
لا إله إلا الله..
🎉🎊🤲🏻


«وفي ذكرى الحج»

حَرِيٌّ بنا أن نتذكر أن إبراهيم عليه السلام قسم حياته وعائلته بين بيت المقدس، والبيت الحرام..

ولأن إبراهيم كان آنذاك هو الأمة… فقد كان المسجدان في كنف الأمة..

ولن يقر قرار للأمة إلا بعودة المسجدين إلى كنف الأحفاد كما كانا في كنف الأجداد!!

لذلك كانت حادثة الإسراء رحلة تعانُقِ المسجدين -بعد طول بعاد-تمهيدا لتطهيرهما من دنس الشرك المكِّي وودنس البغي الروماني على يد أحفاد إبراهيم الحقيقيين!!

وهو ما كان بعد قليل..
وها هو التاريخ يعيد نفسه..

فالمسجد الأقصى لم يعد يوما لحضن أخيه المسجد الحرام إلى على يد أطهار يستميت الأنجاس ألا يخرجوا للنور!!
لأن خروجهم يغري غيرهم باتباعهم..
وهو ما كان…

وكأني بالعالم الآن يقول قولة أصحاب الأخدود:
آمنا بالله رب الغلام!!
وكأني بالمجرمين وأعوانهم يقولون للقتلة الفجرة:
قد وقع والله ما كنتم تحذرون!!
غير أن القرية اليوم ملآى بأنفاق الجهاد لا بأخاديد الحرق!!

وشتان ما بين القريتين..
وشتان ما بين الزمانين، والظرفين!!
سيعود المسجدان لأحضان أحفاد إبراهيم عليه السلام كما كانا في معا في حضنه وأحضان ذريته قريبا بإذن الله..
لأن قوة الأمة في اجتماعهما..
وموسم الحج، وذكرى إبراهيم الخليل عليه السلام يذكراننا بذلك!!
فاستبشروا، وأملوا خيرا.

خالد حمدي

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


؁
﴿إنَّ اللَّـهَ ومَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىٰ النَّبِيِّ
يَـا أَيُّهَـا الَّذِينَ ءَامَنُوا
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

#صلوا_عليه_وأكثروا


«الصبي القاتل (6)»

أنتم تعلمون كيف أن الغلام ظل يستفزه رجل كبير حتى نفد صبره ، فاستعمل الآلة التي كانت في متناول يده في الدفاع عن نفسه . إن كل ما أرجوه منكم يا سادة أن تعاملوا هذا الغلام الصغير كما تحبون أن يعامل غيركم صغاركم ، فهذه حياته بين أيديكم أيها السادة المحلفون وقد أنهيت كلامي وختمته .

وبعد ذلك اتجه أبراهام إلى مقعده في الصفوف الأولى وقعد بعد مرافعة الدفاع .. أعطى القاضي إذنه للمحلفين بالخروج والتشاور في أمر الفتى القاتل ، والاتفاق على إجماع يرون فيه إما إدانة المتهم أو براءته .

خرج المحلفون وعبروا الشارع إلى غرفة في فندق مواجه للمحكمة . مضت نصف ساعة ، ثم حدثت حركة ، وعاد كل الذين قد غادروا المحكمة إليها متزاحمين . شدت المرأة البائسة الضعيفة الجالسة في المقعد الأمامي كفيها النحيلتين معاً ، تنتظر برجاء وخوف حكم السادة المحلفين رجع المحلفون إلى قاعة المحكمة ..
وهنا قال كاتب الجلسة بصوت عال مسموع : أيها السادة المحلفون ، هل اتفقتم على حكم . فقال رئيسهم : نعم . فقال الكاتب : ما حكمكم ؟ مذنب أو غير مذنب ؟

ومضت هنيئة .. لعلها ثانية لم يتنفس فيها أحد في هذه القاعة الغاصة ، حدقت فيها المرأة الصغيرة بعينيها الدامعتين ووجهها المرعوب في رئيس المحلفين ومعها كل عيون الحاضرين شاخصة تراقب ما تنطق به شفتاه .

كان الفتى يائساً .. رأسه الذهبي مثنى على صدره كأنه في عالم آخر لا يصغي إلى ما يدور حوله وفي تلك اللحظات وفي هذا المشهد المهيب ، قال رئيس المحلفين : غير مذنب .

فكانت الفوضى .. فراح الرجال يصيحون ويلوحون بأيديهم ويطوحون بقبعاتهم في الهواء ، والنساء يبكين ، فصرخت واحدة أو اثنتان وقد استخف بهما الفرح بسلامة الصبي اليتيم .

نظر أبراهام لنكولن فإذا الغلام النحيف يتطوح ويكاد ينكب على وجهه ، فأسرع إليه وتلقاه بين ذراعيه الكبيرتين ، ورفعه فوق الحاجز ، ووضعه بين ذراعي المرأة التي راحت تهزه وتقبله .. وأقبلت القاعة كلها عليها مهنئة .

الحكمة ..
ما من مرة وصلت بقراءتي إلى نهاية مشهد الدفاع عن الفتى إلا وفاضت دموعي رحمةً لأم الفتى المسكينة ، وفرحة لنجاة  صبيها الصغير . كان مشهداً عصيباً مهيباً تملؤه الرحمة والوفاء والتضحية والصداقة الحقيقية الرائعة .

لقد كانت بحق قصة رائعة حفلت بالمشاعر والقيم الصادقة . أعجبتني هذه القصة كثيراً ورغبت في أن يستشعرها قارئي الكريم فيفيض على من حوله رحمة ومودة وحناناً ، أو يستشعرها ظالم فيعتذر ممن ظلم ، أو عاق فيصل من قطع ، أو هاجر فيرحم من هجر، أو مستكبر فيتواضع لمن خفض ، أو غاصب فيرجع ما سلب ، أو حاقد أو حاسد فيترك ما وجد .

إن المتتبع لطموح أبراهام لنكولن وسعيه المستميت لكسب المناصب السياسية ، يعرف حجم التضحية الكبيرة التي أقدم عليها أبراهام حين ذهب للدفاع عن الفتى وترك خطبته في سبر نفيلد في فرجينيا ، التي كانت من الممكن أن تقوده إلى الفوز نائبا في مجلس النواب الأمريكي ( الكونغرس ) .

إن أبراهام قد ضحى من أجل سلامة الفتى بجهود مكثفة بذلت لسنوات لدعم ترشحه لمجلس النواب .. تضحية كبيرة وفاء لعهد قديم من الصداقة مع أسرة قد أحسنت إليه في شبابه .
كانت تضحية نادرة منك يا أبراهام ووفاء فريداً استحققت . عليه منا الذكر والشكر والثناء والعرفان
لكن يا أبراهام بعد قليل .. لربما استحقرت تضحيتك العظيمة تلك !! فعندما يقارن شخص الأفعال بعضها ببعض ، يمكنه أن يستبين منها الرفيع والحقير ، والعظيم والتافه ، والمذهل والعادي . كما سيدرك عقله أن للأعمال مراتب ودرجات يتفاوت بينها الحمد والمقام والفضل والكمال . دعني يا أبراهام اطلعك اليوم...

ولحديثنا تتمة في الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى تابعونا🥰

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«الصبي القاتل(5)»

غادر الشاب أبراهام لنكولن بيته في الثانية والعشرين من عمره لينشد رزقه رزقه ، فلم يجد العمل في تلك الأيام الشاتية القارصة الشحيحة في فرصها ومالها . لكن في عصر يوم من أيام الخريف ، وبعد أن قطع أميالاً وأميالاً بحثاً عن عمل ، سمع ضربة فأس أمام كوخ حقير .. حقير حتى بالقياس إلى أكواخ الرحالة البسيطة . كان على النوافذ قماش بدلا من الزجاج ، وفي الكوخ غرفة واحدة فوقها غرفة صغيرة .

فتقدم أبراهام صوب الكوخ وكله أمل أن يجد مأوى له قبل نزول الثلج وهجوم فصل الشتاء القارص عليه . سكت أبراهام قليلاً .. وشاعت في وجهه ابتسامة لذكرى جميلة ، ثم تابع قائلاً : أيها السادة المحلفون .. ما فاز ملك قط بأجمل مما فاز به أبراهام من الترحيب ، فقد قال له صاحب ذلك الكوخ في ذلك اليوم : إن كل ما يملك هو له . ادخل الشاب المتعب إلى الكوخ ، فوجد فيه طفلان صغيران يلعبان على الأرض وامرأة صغيرة الجسم تغني لطفل بجانب الموقد لينام . تقاسمت الأسرة عشاءها المتواضع مع الشاب الضيف ، ثم صعد ضيفها إلى الغرفة العليا لينام من عناء يوم شاق طويل .

في صباح اليوم التالي .. وبعد أن عاون الشاب صاحب الكوخ في بعض الأعمال ، سأله قائلاً : هل ثم من عمل له يزاوله ؟ فقال صاحب الكوخ : نعم ، يوجد عمل كاف إذا كان يستطيع أن يقطع الخشب . وكانت النتيجة أنه قام وأثبت قدرته على القيام بعمل رجل . عاش أبراهام خمسة أسابيع في هذا الكوخ ، فكان يحتطب مع الأب ، ويساعد الأم في أعمال البيت ، ويلاعب الابن الصغير كثيراً .. ذلك الطفل البسام الذهبي الشعر .

سيادة القاضي ، أيها السادة المحلفون .. أنا لا أعرف شطراً من حياتي كنت فيه أسعد وأهدى بالاً من تلك الأيام التي قضيتها معهم .
تناول المحامي سترته من خلف مقعده ، وكانت كل عين في المحكمة عليه وتتحرك معه ، فدس يده في جيب سترته وأخرج منها رسالة ، ومضى يقول : لقد انتقلت الحال فيما بعد بهذا الشاب المدين بالفضل العظيم إلى تلك العائلة إلى ما هو أرغد وأيسر، واستطاع بفضل الله وبحسن الحظ أن يتبوأ مكاناً مرموقاً في المجتمع .

لقد حافظت قدر استطاعتي باستمرار اتصالي بهؤلاء الأصدقاء القدماء ، لكن في غمرة المشاغل الكثيرة ، لم أستطع أن أراسلهم ولم يأتني منهم خبر في السنوات الأخيرة .. حتى كان صباح الاثنين الماضي .
لقد جاءني هذا في سبرنفيلد ( مقاطعة في ولاية فرجينيا ) .. ورفع يده بالرسالة ، إنها رسالة من الأم التي رحبت بشاب مكدود في كوخها المتواضع ، وقد مات زوجها منذ سنوات ، ثم تبعه الولدان الكبيران بعد ذلك . أما الأم التي كانت تغني لطفلها عصر ذلك اليوم الغابر .. وهنا أدار أبراهام وجهه إلى المقاعد الأولى ، وأشار إلى المرأة الصغيرة المنقبضة على المقعد الأمامي وقال : فهذه هي ، وأما الطفل الذي تغني له .. فهو السجين الماثل أمامكم . فسمعت شهقة في القاعة الحارة المزدحمة ، ثم ساد صمت تركه محامي الدفاع يفعل فعله ويقوم عنه بما يريد . فقد كان السكون يقود له العقول والقلوب بما يعجز عن فعله الكلام . كان الناس في القاعة من رجال ونساء يحركون أقدامهم أو يتنهدون ، فقد حرك الصمت حماستهم ومشاعرهم لسماع المزيد من كلام الدفاع .

وفي اللحظة المناسبة ، تناول المحامي الأطراف المنهكة من أعصاب الجمهور كما يتناول السائق أعنة خيله الحائرة وارتفع صوته قائلاً : ما أكثر ما تذكرت ذلك الحنان الذي لا ينضب النابع من هؤلاء المساكين !

لقد دعوت الله مراراً وتكراراً أن يتيح لي الفرصة التي أرد بها لهم شيئاً من معروفهم وإحسانهم . فلما جاءتني الرسالة يوم الاثنين الماضي من الأم تطلب المعونة ، أيقنت أن الله استجاب لي وقدم لي الفرصة التي أريد .

ويتفق أحياناً أن تأتي استجابة الدعاء مقترنة بطلب تضحية ، وهذا ما كان من أمري . إن هذه الليلة من حياتي قد تكون ذروة سنوات طموحي السياسي ، فقد كان علي أن ألقي خطبة يحتمل أن تفضي بي إلى النجاح ، لكني فوت احتمال النجاح فداءً لسلامة هذا الفتى .. وأنا سعيد بذلك الآن . وعليكم أنتم - وأدار عينيه القويتين في المحلفين - أن تهبوه هذه السلامة .

أيها السادة المحلفون .. قلت لكم في البداية إني سأعالج هذه القضية على نحو غير مألوف ، وقلت ليس عندي حجة أطرحها أمامكم ، وقد قصصت لكم القصة . إنكم لتعلمون أنه في السن التي تحمل فيها يد الغلام الكتب المدرسية ، أو أدوات صيد السمك ، أو أدوات اللعب والتسالي ،حملت يد هذا الفتى آلات الرجال .. فكان فيها الوبال .

أنتم تعلمون....

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«الصبي القاتل(4)»

أعيدت الجلسة عند منتصف الساعة الثامنة ، ولم يكن في القاعة ثمة مقعد واحد خالياً . وفي هذه المرة وكما أمرها أبراهام ، جلست المرأة النحيفة الباكية في ثوبها الرخيص الرث عند المنصة بالقرب من قفص الاتهام .. جلست بالقرب من ابنها .

دخل القاضي والمدعي والمحلفون ، وأخذوا جميعاً أماكنهم في القاعة . وفي هذه اللحظات الحرجة .. نهض أبراهام لنكولن ومشى على مهل بين الصفوف الصامتة ، فوضع يده الكبيرة على كتف السجين النحيلة ، فاضطرب الصبي وخاف ، فأحنى أبراهام قامته المديدة وقال : لا تخف يا بني سأخرجك من هذا المأزق ، فحاول أن تتشجع من أجل أمك . قالها أبراهام بصوت خافت .. ولكن ما من امرء في المحكمة إلا وسمع تلك المقالة .

نظر الفتى إلى أمه الرثيثة اليائسة ، فقابلت نظرته بابتسامة متكلفة ، فحاول أن يبادلها هو الآخر الابتسامة .. فرأى الجمهور الجهد الذي بذله كل منهما للآخر ، ورأى القاضي والمحلفون هذا المشهد أيضاً . أخذت عينا أبراهام الحادثان ترقبان كل شيء تحت حاجبيهما الكثين ، فلمح اختلاجة رحمة في أكثر من وجه واحد
.
نزع أبراهام سترته وعلقها على كرسيه ، ثم بدأ حديثه وقال : أيهاةالسادة المحلفون ، سأعالج هذه القضية على نحو غير مألوف في المحاكم ، فلن أدعو شهوداً ، فإن هذا الفتى السجين هناك هو حسبي شاهداً ولن أجادل .

وكل ما سأفعله أني سأقص عليكم قصة ، ثم أدع القضية بين أيديكم . أنت يا جيم بك  .. أنت يا جاك أرمسترونغ ) .. وأشارت الأصبع الضخمة إلى اثنين من المحلفين . أنتما تستطيعان أن تتذكرا نعم وأنت أيضاً يا لوك جرين، ما كان منذ ١٥ عاماً مضت ، حين أقبل من إنديانا فتى طويل نحيف في ثياب رزية بالية ، كان مظهره من الغرابة بحيث لا ينساه من يراه . لقد كان هذا الفتى يلبس سراويل من صنع البيت أسفلها مدسوس في الحذائين . أيها السادة المحلفون إني أعتقد أن بعضكم يتذكرون هذا الشاب الذي كان اسمه أبراهام لنكولن . سكت المتكلم المعروق الوجه ورفع كميه قليلاً .. فرأى المحلفون الرسغين المكسوين بالشعر وعضلات الكف والذراع . نعم الآن تذكر بعض الحاضرين العملاق الشاب الذي كان بطلاً في القوة البدنية والذي عاش بينهم ، فجلسوا مرهفي الآذان .

مضى الصوت الحاني يقول وقد رقت عينيه بتذكر مشهد مشاعري دافئ منذ سنين مضت : إن خير شطر من حياة الإنسان هو الذي يشتمل على صداقات حميمية وفية ، استطاعت أن تذكره بشوق ووله بتلك اللحظات الجميلة التي عاشوها معاً ، وتذكره بأماكن تلك الصداقات وأشخاصها . وفي هذه الأنحاء من ريفكم الجميل ، لي أصدقاء أوفياء فضلهم علي كبير ، لن أنسى ذكراهم ولحظاتي السعيدة معهم ما حييت . لذا دعوني أسوق لكم
نبأ أسرة منكم قد أولتني عطفها وودها .
غادر الشاب أبراهام لنكولن بيته في الثانية والعشرين من عمره لينشد...

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«الصبي القاتل (3)»

بدأ المدعي يعرض القضية باسم الشعب ، وقص بإيجاز قصة القتل فقال :
كان الصبي السجين يعمل في مزرعة السيد ( أموس بيري ) في الخريف السابق من عام ١٨٤٥ ، وكان في المزرعة رجل إيرلندي اسمه ( شونسي ) ، يطيب له أن يتسلى بمعابثة الصبي ومضايقته ، فكرهه الصبي .

وفي الثامن والعشرين من أكتوبر ، كان الصبي يقود عربة إلى الضيعة المجاورة ممتلئة بالبرسيم ، فالتقى عند بوابة المخازن في الضيعة الأخرى بشونسي ومعه صاحب المزرعة السيد أموس ورجلان آخران ، جاءوا ليتأكدوا من سلامة توصيل البرسيم ويساعدوا الصبي في إنزال حمولته . طلب الصبي من أموس أن يفتح البوابة ، وهم أموس أن يفعل ذلك ، وإذا بشونسي يتكلم ويقول : إنَّ الصبي كسول ، فعليه أن يترجل ويفتح البوابة بيديه .

نزع الإيرلندي الشوكة الكبيرة التي مع الصبي فوخزه بها وأمره أن ينزل في الحال ، فوثب الصبي مندفعاً واسترد الشوكة ، ثم ألقى بنفسه على الإيرلندي وطعنه ، فانغرزت أسنان الشوكة الكبيرة في جمجمته ومات بعد ساعة .. هذه هي القضية يا سعادة القاضي ويا هيئة
المحلفين الكرام .

كانت ساعة الغداء قد وافت ، فرفعت الجلسة . عبر القاضي ومدعي المحكمة وأعضاء هيئة المحلفين وجمهور المحكمة الشارع إلى المطعم المقابل ، لكن المحامي طويل القامة قد اختفى !

لقد كان يمشي في طرقة ظليلة قريبة من المحكمة مع امرأة هزيلة ذاوية في ثياب بالية ، كانت قبل لحظات تجلس في ركن مظلم من قاعة المحكمة وتذرف الدمع في صمت .

تلك أم السجين .. قالتها امرأة من الجمهور بصوت منخفض حين أعيدت الجلسة . أقعد أبراهام محامي الدفاع أم الصبي المتهم برفق وعناية ، ثم تقدم إلى مكانه في صدر القاعة .
دعا مدعي المحكمة شهود العيان ، وألقى عليهم الأسئلة ، فشهدوا بتفاصيل الجريمة ، وبدا وكأنه لا شك عند كل من سمع شهادة الشهود أن الصبي مدان لا محالة .

كان الصبي في هذه اللحظات منقبضًا منطوياً على نفسه ، شاحب الوجه مرهقاً من عناء الشهر الذي قضاه في السجن ، قد استولى عليه اليأس من النجاة ، يقول لنفسه : أحقاً سأشنق وأنا في هذه السن الصغيرة لم أتجاوز الخامسة عشرة من عمري ؟!

تقدم النهار ، وصار صوت المدعي يعلو ويهبط وهو يسأل الشهود ويطالب هيئة المحلفين بعدم الشفقة على هذا المجرم القاتل . ومع كل هجوم الادعاء على الصبي ، ظل المحامي الضخم ظل جالساً هادئاً لم يبد اعتراضاً واحداً على أقوال المدعي أو الشهود .. إنه لم يعترض على أقوال ضارة جداً بالمتهم .

لقد ظل المحامي ساكناً يتفحص وجه القاضي ووجوه المحلفين ، وكأنه يدرس شخصية كل رجل منهم . وأخيراً .. قال المدعي للقاضي : لقد انتهيت من سؤال الشهود جميعا ، وانتهيت من عرض القضية كاملة أمامكم ، فأرجو منك يا سيادة القاضي ومن السادة المحلفين إدانة هذا الصبي القاتل ، واتخاذ العقاب الرادع في حقه وعدم الشفقة عليه . لقد مضى الوقت سريعاً ودخل المساء .. فرفع القاضي الجلسة لتناول وجبة العشاء .

كان الرأي السائد عند كل من حضر الجلسة أن الصبي مقضي عليه لا محالة ، وأنه ما من محام ولو كان محترفاً يستطيع أن ينقذه بعد شهادات الشهود . وكان الرأي أيضاً أن محامي الصبي لا يمكن أن يكون محامياً قديراً ، وإلا لاستطاع أن يصنع شيئاً لموكله قبل أن يبلغ الأمر كل هذا السوء . كان الشعور العام يؤيد الحكم على الصبي ، فإن ارتكاب جريمة قتل في سن صغيرة كهذه ، يدل على فساد في الشخصية ، تتطلب من المجتمع التخلص منها

أعيدت الجلسة...

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«الصبي القاتل (2)»

في صباح يوم الجمعة عند مطلع الشمس .. كان المرشح المديد القامة يخترق الشوارع الساكنة في المدينة الغربية ماشياً قبل أن يستيقظ نوامها . فما إن وافت الساعة التاسعة حتى كان أبراهام قد دخل بلدة في الريف على مسافة ٣٢ كم من حيث بدأ .

سأل أبراهام الناس عن مكان محكمة البلدة ، فأرشوده إليها ثم ذهب مسرعاً إلى مكانها . كان باب المحكمة مفتوحاً على مصراعيه ، وجلساتها منعقدة ، والقاعة غاصة بالناس .

دخل المرشح لمجلس الأمة دون أن يفطن إليه أحد ، وقعد في آخر الصف .
أدار أبراهام عينيه بكل من حوله وكأنه قد ألف هذا المنظر من قبل .

كانت قاعة المحكمة من الداخل ساذجة .. مقاعدها من خشب ، خشبها غيرةمدهون ، وجدرانها بيضاء مطفية لا لمعة فيها . كانت المحكمة تنظر في قضية سرقة ، وهي أول قضاياها في ذلك الصباح ، فأرهف أبراهام أذنيهةلكل ما يسمعه من حوله ، وبدأ وكأنه يدرس القاضي والمحامين وهيئة المحلفين .. بل لم تفته كلمة واحدة مما كان يعقب بها الجالسون بقربه .

انتهت قضية الصباح الأولى وانتقلت المحكمة إلى القضية الثانية .

نهض المدعي وقدم قضية  جون ويلسون المتهم بالقتل العمد فسرت في القاعة حركة ، وظهر في مدخلها مأمور الضبط يقود صبياً في الخامسة عشرة من عمره في ثياب رثة من صنع البيت ، وبين كتفيه رأس وضاء أحمر الشعر .

كان الصبي شاحب اللون مذعوراً ، عيناه تنظران إلى الأرض ، يجر خطواته جرا . تمهل القاضي على الصبي مشفقاً .. ثم عالج أعصابه فشدها وسأله : ألك محام أيها الصبي ؟ فهز الصبي شعره الذهبي المنفوش قائلاً : كلا ، لا أعرف أحداً ، ولا مال لي أدفعه المحامي .
قال القاضي : هل تحب أن تعين لك المحكمة محامياً ؟

وفي هذه اللحظة .. سُمِعَ في سكون القاعة صوت حذاء يحك البلاط ! لقد نهض الرجل الجالس في الصف الأخير وتقدم ووقف أمام القاضي وقال : إني يا صاحب السعادة محام ، ويسرني أن أكون محامي الدفاع .
فنظر القاضي هنيهة إلى هذا الرجل الفارع الطول المتراخي الأوصال وسأله : ما اسمك ؟ فأجاب في هدوء : أبراهام لنكولن .

فألقى بعض الجلوس هنا وهناك نظرة أخرى على المحام الضخم ، فإذا هو المرشح المجلس الأمة .. وكان هذا كل ما دار بخلدهم . فما كان أحد من فلاحي الحدود ، أو أهل الريف الذين يلبسون ما يصنعون في دورهم ، أو النساء اللواتي يرتدين قبعات الشمس ، يحلم بأنه سيأتي يوم يكون لهذا المحامي مكان رفيع في التاريخ .. أبداً أبداً .
أجاب القاضي : إني أعرفك يا مستر لنكولن ، وإنه ليسرني أن أُعينك لتولي الدفاع عن المتهم . أخذ المحلفون أماكنهم ، فأدار أبراهام عينيه العميقتين الفاحصتين فيهم واحد بعد واحد . أما جمهور الناس في القاعة ، فأخذوا ينظرون إلى أبراهام بصبر نافذ ، فلقد كان شعورهم ضد الصبي المتهم ...
لكنهم كانوا يودون أن يروا من الدفاع شيئاً من الكفاح عنه .

بدأ المدعي...

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


«الصبي القاتل(1)»

وقف رئيس اللجنة الإقليمية ( توم ) عند باب المكتب المفتوح لمرشح مجلس الأمة الجديد  أبراهام لنكولن  ينتظر الدخول عليه . لقد كان أبراهام منكباً على رسالة يقرؤها بتمعن وتأمل عميق . فأخذ توم ينتظر ويتأمل من بعيد ذلك الوجه المقطب العاكف على تلك الرسالة يقرؤها ، وكأنه هامة من جبل صخري منيع موحش .

طوى أبراهام الرسالة ودار في كرسيه قائلاً : آسف يا توم لأني تركتك تنتظر ، فقد كنت أحاول أن أهتدي إلى طريقة يستطيع الرجل بها أن يكون في مكانين في وقت واحد ، يبدو لي أني لن أستطيع إلقاء خطبتي هنا يوم الجمعة .
قال توم : لا تستطيع إلقاء خطبتك !! إنك بلا شك تمزح .

فهز أبراهام رأسه وقال : كلا .. أنا جاد فيما أقول . نهض أبراهام وجعل يتمشى في الغرفة بخطوات بطيئة ، ورئيس اللجنة الإقليمية توم يتبعه معترضاً :
إنك تعلم أن منافسنا . على هذا الكرسي  المستر كارترايت قد يهزمنا ، وليس من الحكمة إضاعة أية فرصة ، إن موعد الانتخابات قريب جداً .

فوقف أبراهام وقد ارتسمت على فمه الكبير ابتسامة غريبة التمعت بها عيناه الحادقتان النافذتان وقال : لا أستطيع أن أفضي إليك بالسبب ، وإني أؤثر الا تسألني عنه .. الخلاصة يا توم أني لا أستطيع أن ألقي الخطبة هنا يوم الجمعة . فصمت توم وانتهى الأمر بينهما عند هذا المشهد.

يتبع..... 📖

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك وأكثروا من التكبير والتهليل»🤲🏻


؁
﴿إنَّ اللَّـهَ ومَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىٰ النَّبِيِّ
يَـا أَيُّهَـا الَّذِينَ ءَامَنُوا
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

#صلوا_عليه_وأكثروا


«جمال المناظرة في ذكاء الرد»

نقل عن العلامة البيحاني رحمه الله، أنه جرت بينه وبين رجل يدعو إلى مساواة الرجل بالمرأة، فجعل ذلك الرجل يتكلم، والبيحاني ساكت، ثم قال له البيحاني: أما الآن فاسكتي وأنا أتكلم.

فغضب الرجل، وقال: تخاطبني بخطاب المرأة
فقال البيحاني: كيف تدعو إلى مساواتها وأنت لا ترضى أن تساويها في مجرد ضمير المخاطبة؟! 

فانقطع المناظر، وضحك عليه الناس

من كتاب (إصلاح المجتمع)

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك»🤲🏻


«دكان الخُضَرْجي (4)»

ما كانت أم إبراهيم لتسلم من الموت الأكيد ، لو لم يعد إليها الجاني مدفوعاً بغريزة حب الاستطلاع . وما كان المسافرون مع الجاني ليعرفوا موضع المرأة ، لو لم يصرخ الجاني صرخته العظيمة المدوية بدون شعور منه ولا تفكير متألماً من لدغة الأفعى السامة ، وما كان إبراهيم ليدفع البدل النقدي لو قدمت أول سيارة من المدينة التي كان فيها ، لأنها ستنقل أمه إلى مدينتها وليس إلى مدينته .

ولو حصل هذا .. لضاع عليه الوقت المحدد لدفع البدل النقدي . إذن .. لقد كان ذلك كله من تدبير العلي القدير .

سمع محافظ مدينة أم إبراهيم بقصتها كما سمعها الناس ،فهب هو والجيران ووجهاء الحي وكرماؤه لجمع ثمن الدار ، وذلك حتى تستعيد العائلة دارها من صاحبها الجديد .

لكن صاحب الدار الجديد هو الآخر سمع بقصتها .. فما كان منه إلا أن أعاد إلى أم إبراهيم سند الدار وملكيتها ، وتنازل عن كل المال الذي دفعه لها ثمناً لدارها . فبقى المبلغ الذي جمعه لها المحافظ والجيران معها ، ومعه أيضاً ٣٠٠ ديناراً من أصل ثمن الدار التي كانت قد قبضته من صاحب الدار الجديد والذي تنازل عنه جميعاً ، فجددت بهذا المبلغ الكبير بناء الدار ودكان الخضرة.

أقبل الناس على دكان ولدها إبراهيم يشترون سلعته ويتسابقون على معاونته . وفي خلال سنة واحدة .. تضخم عمله ، وأقبلت عليه الدنيا ، وأصبح تاجراً كبيراً من تجار الخضرة في بغداد .فانتقل إبراهيم إلى دكان أكبر في شارع عام في موقع محترم ، يبيع في دكانه كل أنواع الخضار والفواكه .مرت السنون .. وفي كل عام كان في الدار بناء جديد وتوسعه .

فقد تخرج الأولاد من مدارسهم واحداً بعد الآخر ، فأصبح أحدهم مهندساً والآخر طبيباً والثالث ضابطاً في الجيش . لم يعد طعامهم اليومي من الشاي والخبز ، أو من الخبز والخضرة ، بل كان لهم لحم في كل يوم مع ألوان شهية أخرى من الطعام .

لقد فتح الله عليهم بركاته ، وأغدق عليهم رعايته ، وجعلهم مثالاً للخلق الكريم بين الناس متعاونين في السراء والضراء .

في عام ١٩٦٥ انتقلت العائلة جميعاً إلى دارها الجديدة على ضفاف نهر دجلة قرب الجسر الكبير في بغداد . فقد تزوج الأولاد الكبار الثلاثة وأخصبوا ، فتضاعف عدد العائلة ، فأصبحت أربع عائلات مترابطة متعاونة ، كلمة الفصل فيها لأم إبراهيم .. سيدة البيت بدون استثارة أو إزعاج .

تقول أم إبراهيم عن حالها وشعورها لما تركها الجاني وحيدة تنازع الموت وتنزف جروحها الدم في بطن الوادي السحيق ، تقول : كنت أخاطب الله عز وجل بقولي : يا جبار السموات والأرض ، أنت أعلم بحالي ، فهيىء لي بقدرتك القادرة أسباب دفع البدل النقدي عن ولدي ليعود إلى أهله ويعيلهم .. يا رب . فاستجاب الله دعائي ، وأعاد لي مالي وولدي ، وانتقم لي من خصمي ، وبدل حال عائلتي كلها إلى أحسن حال .

يقول اللواء محمود شيت خطاب راوي هذه القصة الواقعية :
تلك قصة من الواقع ، لكن حوادثها أغرب من الخيال . سيقول بعض الناس : إنَّ ما حدث صدفة . وأقول : ليقل هؤلاء الناس ما يقولون ، لكنني لا أشك أن ما حدث هو من تدبير العلي القدير . ليس من المعقول أن يحدث كل ذلك مصادفة .. فلو أراد إنسان أن يوقت حوادث هذه القصة مثل ذلك التوقيت الدقيق لعجز . إن الناس يغفلون وينامون ، والله وحده حي لا يغفل ولا ينام . ليتذكر الناس هذا .. ليتذكر الناس أنه ما من دابة إلا على الله رزقها ، فالله لم ينس رزق الدودة الصغيرة في الصخرة القاسية وسط عباب المحيط ، فكيف ينسى أرزاق الأرامل واليتامى ؟! ليتذكر الناس أنهم يخشون بعضهم ، والله أحق أن يخشوه . وأخيراً .. ليتذكر الناس أن الله يمهل ولا يهمل ، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

«أك
ثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك»🤲
🏻


«دكان الخُضَرْجي (3)»

لذلك فعند أول منعطف وعر من منعطفات الطريق ، حيث يستقر إلى جانب الطريق الأيمن واد صخري سحيق ، أوقف السائق سيارته فجأة ، وسحب المرأة قسراً من السيارة إلى خارجها .

فاستغاثت أم إبراهيم مرات ومرات ولا مجيب ، فالمكان موحش يندر مرور أي إنسان به . ارتفعت صيحاتها وتوسلاتها بالسائق الغادر ، لكن من دون جدوى ، فقد سيطر الشر والطمع على عقله وقلبه ، ولا مجال الآن للتردد والانسحاب من الجريمة .

أنزل السائق المرأة المسكينة إلى مسافة ٢٠ متراً في هذا الوادي السحيق المخيف ، وطعنها بخنجره عدة طعنات ، فلما تراخت وانهارت قواها سلبها مالها ، ثم عاد إلى سيارته تاركاً أم إبراهيم في مكانها تنزف الدماء من جروحها .. تركها في واد تملؤه الوحوش والأفاعي والهوام .

قصد السائق المدينة التي كان متجهاً إليها ، فقد خشي أن يعود إلى المدينة التي خلفها وراءه لئلا ينكشف أمره ، إذ يعود إليها من دون مسافرين وقبل الوقت المعقول لذهابه وإيابه . وعندما وصل إلى المدينة التي كانت تقصدها أم ابراهيم ، ركن سيارته في موقف سيارات الأجرة ، وزعم لأصحابه من السائقين أن المسافرين الذين كانوا معه غادروا سيارته بعد عبور الجسر ، لأن بيوتهم كانت في الأطراف قبل جسر المدينة الكبير .

وجد السائق ركاباً ينتظرون السفر إلى بلدة أم إبراهيم التي غادرها مساءً ، فسافر بهم عائدا من الطريق نفسه . وحين وصل إلى المكان الذي
ارتكب فيه جريمته الخسيسة ، حدثته نفسه بالتأكد من موت المرأة وأنها قد أصبحت في خبر كان .

أوقف سيارته وادعى للركاب الذين معه بأنه يريد أن يقضي حاجته ثم يعود إليهم فوراً . انحدر إلى الوادي ، فسمع أنيناً خافتاً يخرج من المرأة السابحة ببركة دمائها ، فاغتاظ من عدم موتها ، وقصدها وقال لها : ملعونة ألا تزالين على قيد الحياة إلى الآن !!

فجمدت المرأة في مكانها ، وانتظرت مزيداً من الطعنات . انحنى السائق إلى صخرة ضخمة يحطم بها رأس المرأة الجريحة ، فما كاد يضع يديه تحت تلك الصخرة ، إلا وصرخ صرخة عظيمة هزت الوادي الصخري السحيق .. فماذا حدث ؟!

لقد كانت تحت تلك الصخرة الضخمة التي أراد السائق المجرم رفعها ليقذف بها رأس أم إبراهيم المسكينة ، حيةً سامة لدغته ، أسقطته إلى جانب المرأة يتلوى ويتألم ويستغيث . سمع ركاب سيارة الأجرة صرخة السائق العظيمة التي هزت الوادي ، فهرعوا لنجدته .

فلما وصلوا إلى مكان الجريمة ، وجدوا السائق وإلى جانبه امرأة ملطخة بالدماء والتراب .. من أين جاءت هذه المرأة ؟! وما سر كل هذه الدماء ؟! وعلى عجل .. حمل الركاب السائق والمرأة وانتظروا حتى قدمت أول سيارة أخرى ، فاستوقفوها وطلبوا من سائقها حمل المرأة والسائق إلى المستشفى الذي يقع في المدينة التي يستقر فيها إبراهيم .

في الطريق .. فارق ذلك السائق المجرم الحياة متأثراً بالسم الزعاف . وفي المستشفى .. جاء الشرطة والمحققون فعرفوا القصة كاملة من أم إبراهيم وانتزعوا مالها من طيات جيوب السائق الغادر . بعدها طلبت حضور ولدها ، فحضر إبراهيم في الهزيع الأخير من الليل ، فرأته لثوان ثم راحت في غيبوبة عميقة ظنها الأطباء والممرضون أنها سكرات الموت . تعلق الأطباء بكل أمل يعيد إلى هذه المرأة الجريحة عافيتها ، فعمدوا بسرعة إلى نقل الدم إليها .

وفي ضحى اليوم التالي .. فتحت أم إبراهيم عينيها لتقول لولدها : ادفع البدل النقدي سريعاً . عادت أم إبراهيم وأغمضت عينيها من جديد ، وراحت في سبات عميق .

انطلق إبراهيم ينفذ وصية أمه .. هذا آخر يوم وآخر فرصة له لدفع ذلك البدل ، ولا بد من الوصول إلى معسكر التجنيد العسكري قبل الحادية عشرة صباحاً . وصل إبراهيم إلى معسكر الجيش ودفع البدل النقدي ،فسرح من الجيش في حينه .

تحسنت صحة أم إبراهيم يوماً بعد يوم ، حتى تماثلت للشفاء تماماً ، فغادرت المستشفى وعادت هي وإبراهيم إلى أهلها . لقد ذهبت قصة نجاتها وقصة موت السائق شرقاً وغرباً ، وأصبحت قصتها حديث الناس جميعاً . لقد كان الوادي الذي ارتكب فيه السائق جريمته ، والذي قذف بين صخوره المرأة المسكينة ، من الوديان الموحشة الخالية من الماء والزرع ، والذي لا يسلكه الناس ولا يقفون عنده . إنه حتى الرعاة لا يجدون فيه ما يفي ماشيتهم ، لذلك أصبح موطناً آمناً للذئاب والأفاعي .

ما كانت أم إبراهيم لتسلم من.....
يتبع....

«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت اللهم افشل كل مخططات أمريكا والغرب وحرر العالم من صهاينة العالم والعرب اللهم اطفئ نار الحرب بنورك ورحمتك ولطفك ومعيتك»🤲🏻

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.