توسل النبي ﷺ بحق السائلين (١)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: « اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .. أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكِ».
قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) : ( رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن ) (۲) .
وقال الحافظ ابن حجر في « نتائج الأفكار » : ( هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب « التوحيد » ، وأبو نعيم وابن السني ) (٣) .
وقال العراقي في ((تخريج أحاديث الإحياء)) عن الحديث : ( إنه حسن ) (4) .
وقال الحافظ البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) المسمى بـ « مصباح الزجاجة)) : ( رواه ابن خزيمة في ((صحيحه)) ) (5).
وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في ((المتجر الرابح)) : ( إسناده حسن إن شاء الله ) (6) .
وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحيى العلوي في رسالته اللطيفة ((هداية المتخبِّطين)) : ( أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسَّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم ، وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه جملة من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم : ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري - غير البوصيري صاحب « البردة » - وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ) (7) .
فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام لمتكلم؟! وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث؟! [أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرُ] (8) ، [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَـٰرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] (9) .
---------------------------------
(1) حديث أبي سعيد الخدري : (( اللهم ؛ إني أسألك بحق السائلين)) : ونقله الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب ((آداب المشي إلى الصلاة)) وحثَّ على العمل به .
فما بقي للمعترضين من كلام بعد تصحيح وتحسين ابن خزيمة ومن معه إلىٰ إمام الدعوة رحمهم الله تعالى وعافانا من سوء الفهم .
(2) الترغيب والترهيب ( ۲۳۹۱ ) ، سنن ابن ماجه ( ٨٤٢ ) .
(3) نتائج الأفكار ( ٢٦٨/١ ) ، مسند أحمد ( ۲۱/۳ ) ، التوحيد ( ص ٤١ ) ، عمل اليوم والليلة ( ٨٥ ) .
(4) المغني عن حمل الأسفار (۲۸۹/۱ ) .
(5) مصباح الزجاجة ( ۹۸/۱ ) .
(6) المتجر الرابح ( ۱۳۲۱ ) .
(7) هداية المتخبطين ( ص ٦٨ ).
(8) سورة البقرة ، الآية ( ٦١ ) .
(9) سورة الحج ، الآية ( ۳۳۷ ) .
📕 مفاهيم يجب أن تصحح
👤 السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله
https://t.me/shafiahsha