ستؤول هذه التقنيات الآلية إلى نهايتها بصحبة الحضارة الفاوستية، ويومًا ما ستستلقي في الفُتات، منسيةً ــ ميْتةٌ هي سككنا الحديدية وبواخرنا كالطرق الرومانية والسور الصيني، خَرِبةٌ هي مدننا الضخمة وأبنيتنا التي تنطح السحاب كممفيس وبابل البائدتين. يقترب تاريخ هذه التقنيات إلى نهايته الحتمية سريعًا. ستؤكل من داخلها، كما المظاهر الهائلة لأيّ وكلّ ثقافة. متى، وعلى أي شاكلة، فهذا ما نجهله.
مواجَهين بهذا المصير، فما من رؤية عالمية قمينة بنا، وقد ذكرتها سابقًا، سوى اختيار آخيل ـــ الأخلق حياةٌ وجيزة، خمود مؤقت من المآثر والمجد، بدلًا من حياة طويلة عديمة المضمون. الخطر جسيم الآن، على كل فرد وكل طبقة وكل شعب، وإنه لأمر باعث على الأسى أن نتعلق بأي وهمٍ مهما كان. [...] الحالمون فقط يعتقدون أن ثمة مخرجًا. إنما التفاؤل جبنٌ.
أوزفالد شبينغلر
مواجَهين بهذا المصير، فما من رؤية عالمية قمينة بنا، وقد ذكرتها سابقًا، سوى اختيار آخيل ـــ الأخلق حياةٌ وجيزة، خمود مؤقت من المآثر والمجد، بدلًا من حياة طويلة عديمة المضمون. الخطر جسيم الآن، على كل فرد وكل طبقة وكل شعب، وإنه لأمر باعث على الأسى أن نتعلق بأي وهمٍ مهما كان. [...] الحالمون فقط يعتقدون أن ثمة مخرجًا. إنما التفاؤل جبنٌ.
أوزفالد شبينغلر