📚
فائِدةٌ:
🔜
مَن هم المتقدّمون ومَن هم المتأخرون؟!_ اختلفَ الباحثون في تحديدِ الفاصلِ بين المتقدمِ والمتأخرِ، لكنّ المشهورَ بين أهلِ العلم أنَّ المتقدمين مَن كانوا قبلَ سنةِ ثلاثمئة؛ وهذا الرأيُّ وجيهٌ وله حظٌ مِن القوةِ، ففي تلك القرون عاش الجهابذةُ الذين كان لهم قصب السبقِ في حفظِ السنةِ والذبِّ عنها، وبيانِ صحيحِها مِن معلولِها، وكان لهم المؤلفاتُ الضخمةُ في الحديثِ والرجالِ والعللِ وغيرها، إلا أنَّه وُجد بعد الثلاثمئة من الأئمةِ مَن سارَ على منهجِ المتقدمين وحذا على قواعدِهم وطرائقِهم، فهو ملحقٌ بهم كالإمامِ الدارقطنيِّ والخطيبِ البغداديِّ وابنِ رجبٍ وغيرهم..
_ ودارَ الأمرُ عند غيرِهم بينَ المئةِ الرابعة والخامسةِ ليس غير، ومنهم مَن جعل المتقدمين أهلَ القرنِ الثاني إلى نهايةِ القرن الخامس الهجري، وجعلَ المتأخرين أهلَ القرنِ السادس إلى نهايةِ القرن الثالث عشر الهجري، ومَن بعدهم مِن المعاصرين،
_ وهناك اتجاهٌ آخر يقولُ :
إنَّ هذا المنهج لا ينتهي بحدودِ الثلاثمئةِ ولا أقل ولا أكثر، فهو منهجٌ تعرف ملامحُه بالتطبيقِ العمَلي، والأصولِ المتبعةِ في طريقةِ الإعلالِ، فالدارقطنيُّ أحدُ أصحابِ منهجِ المتقدمين وهو بعد القرن الثالث.
{ الجامعُ في العللِ والفوائِد بتصرّفٍ يسيرٍ جدًا}
| رَوضةُ أهلِ الحديثِ.