وائل حلاق ونقد الموضوعية :
من الطريف أن تجد مُستشرقًا ينتقد الموضوعية ، لكنَّ عددًا من المستشرقين تعرَّضوا للموضوعية بالانتقاد ، ومنهم : وائل حلاق .
ومشروع وائل حلاق - البنائيُّ منه والجدليُّ - مشروعٌ ذو نزعةٍ أخلاقيةٍ طاغيةٍ ، وفي هذا السياق يأتي نقد حلاق لما تقوم عليه الموضوعية من فصل المعرفة عن الأخلاق ، وذلك في البحث التاريخي والاجتماعي وبقية المجالات البحثية الأخرى .
ونصوص الرجل في هذه المسألة متناثرةٌ في كتبه ، منها قوله في معرض بيان انتقاد إدوارد سعيد للاستشراق في سياق الحديث عن خطر وفساد الفلسفة الميكانيكية الحديثة في نظرتها للطبيعة ( .. نُحيِّت كل الفواعل الروحية من الكون ، واُعتبرت المادةُ شيئًا جامدًا لا روح له ، وإن ظلَّت ذاتَ أهميةٍ بمعنىً ماديٍّ قائمٍ على فكرةِ مركزية الإنسان .. وتحديدًا الإنسانُ الذي يملك القوة لكي يعرف .
.. فلو أنَّ الطبيعةَ غاشمةٌ وهامدةٌ [كما تصفها الفلسفة الميكانيكية] فإننا نستطيع أن نتعامل معها من دون أيِّ قيدٍ أخلاقيٍّ .. ومن ثَمَّ يُمكننا دراستُها وإخضاعُها لكامل نطاق منظومتنا التحليلية دون أن يكون لها أيُّ حقوقٍ أخلاقيةٍ علينا .
سمح هذا الفصلُ بظهور ما أُطلق عليه (الفكر الموضوعي المحايد) الذي يظهر في كل الحقول الأكاديمية ، من العلوم الطبيعية والهندسية والاقتصاد وإدارة الأعمال والقانون والتاريخ وغيرها من العلوم التي تدَّعي الموضوعية . يتحوَّل (الانفصال) هنا إلى فضيلةٍ ؛ إذ يفتح أيُّ غيابٍ له البابَ واسعًا لطبيعة الإنسان الشريرة .. ) .
ويُضيف حلاق في الهامش قائلًا ( .. بيدَ أنَّ الأهمَّ هُنا - والذي قال به بعض المتخصِّصين في العلوم الاجتماعية .. - هو أنَّ الفصلَ الذي يُعرِّي البحث الفكري/العلمي من القيمة (غير مُستقيمٍ أخلاقيًّا) ؛ إذ إنه (يفصلُ الباحثَ عن المسؤولية الاجتماعية التي يُفترَض أن تُصاحب تحليلاته ، كما أنها تُظهر الوضعَ القائمَ وكأنه طبيعيٌّ وحقيقيٌّ ، وليس بوصفه مُركَّبًا ومُتحيِّزًا) .
لا يُمكننا أبدًا المبالغةُ في أهمية هذا البعد الأخلاقي والمسؤولية الأخلاقية ) .
قصور الاستشراق ، (ص١٦٢و١٦٣) .
هذا النصُّ يحوي عددًا من الإشارات المُهمَّة جدًّا ، سأذكرها لاحقًا بإذن الله .
من الطريف أن تجد مُستشرقًا ينتقد الموضوعية ، لكنَّ عددًا من المستشرقين تعرَّضوا للموضوعية بالانتقاد ، ومنهم : وائل حلاق .
ومشروع وائل حلاق - البنائيُّ منه والجدليُّ - مشروعٌ ذو نزعةٍ أخلاقيةٍ طاغيةٍ ، وفي هذا السياق يأتي نقد حلاق لما تقوم عليه الموضوعية من فصل المعرفة عن الأخلاق ، وذلك في البحث التاريخي والاجتماعي وبقية المجالات البحثية الأخرى .
ونصوص الرجل في هذه المسألة متناثرةٌ في كتبه ، منها قوله في معرض بيان انتقاد إدوارد سعيد للاستشراق في سياق الحديث عن خطر وفساد الفلسفة الميكانيكية الحديثة في نظرتها للطبيعة ( .. نُحيِّت كل الفواعل الروحية من الكون ، واُعتبرت المادةُ شيئًا جامدًا لا روح له ، وإن ظلَّت ذاتَ أهميةٍ بمعنىً ماديٍّ قائمٍ على فكرةِ مركزية الإنسان .. وتحديدًا الإنسانُ الذي يملك القوة لكي يعرف .
.. فلو أنَّ الطبيعةَ غاشمةٌ وهامدةٌ [كما تصفها الفلسفة الميكانيكية] فإننا نستطيع أن نتعامل معها من دون أيِّ قيدٍ أخلاقيٍّ .. ومن ثَمَّ يُمكننا دراستُها وإخضاعُها لكامل نطاق منظومتنا التحليلية دون أن يكون لها أيُّ حقوقٍ أخلاقيةٍ علينا .
سمح هذا الفصلُ بظهور ما أُطلق عليه (الفكر الموضوعي المحايد) الذي يظهر في كل الحقول الأكاديمية ، من العلوم الطبيعية والهندسية والاقتصاد وإدارة الأعمال والقانون والتاريخ وغيرها من العلوم التي تدَّعي الموضوعية . يتحوَّل (الانفصال) هنا إلى فضيلةٍ ؛ إذ يفتح أيُّ غيابٍ له البابَ واسعًا لطبيعة الإنسان الشريرة .. ) .
ويُضيف حلاق في الهامش قائلًا ( .. بيدَ أنَّ الأهمَّ هُنا - والذي قال به بعض المتخصِّصين في العلوم الاجتماعية .. - هو أنَّ الفصلَ الذي يُعرِّي البحث الفكري/العلمي من القيمة (غير مُستقيمٍ أخلاقيًّا) ؛ إذ إنه (يفصلُ الباحثَ عن المسؤولية الاجتماعية التي يُفترَض أن تُصاحب تحليلاته ، كما أنها تُظهر الوضعَ القائمَ وكأنه طبيعيٌّ وحقيقيٌّ ، وليس بوصفه مُركَّبًا ومُتحيِّزًا) .
لا يُمكننا أبدًا المبالغةُ في أهمية هذا البعد الأخلاقي والمسؤولية الأخلاقية ) .
قصور الاستشراق ، (ص١٦٢و١٦٣) .
هذا النصُّ يحوي عددًا من الإشارات المُهمَّة جدًّا ، سأذكرها لاحقًا بإذن الله .