أهمية التسليم في نصرة صاحب الزمان.
إن أنصار أهل البيت عموماً يمتازون بعدة صفات، وبفضلها استحقوا نصرة أهل البيت دون غيرهم، كالورع والاجتهاد والعفة والإخلاص..
لكن لعل أهم ما يميزهم عن غيرهم بل يميز بعضهم عن بعض هو التسليم المطلق لإمام زمانهم، فكلما زاد تسليمهم زاد قربهم من إمام زمانهم، والعكس صحيح.
ومعنى التسليم: هو الطاعة والاتباع لكل ما يأمر به الإمام سواء فهمنا سببه وحكمته أم لا، وسواء اقتنعنا به أم لا، علينا الاتباع المطلق من دون التردد أو انتظار التفسير والشرح للأمر أو طلب فهمه، نعم، الإمام ربما يفسر أحياناً أوامره وتوجيهاته لعامة الناس، لكن بلا شك أن من يطلب التفسير قبل التنفيذ لن يكون في المرتبة الأولى عند الإمام.
أي باختصار، علينا أن نكون مثل عبد الله بن يعفور، ففي الرواية عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله رحمك الله.
اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨
فمن الواضح أن عبد الله بن يعفور لا يعرف لماذا الإمام يحلل نصف الرمانة ويحرم النصف الآخر، بل لو رجع إلى ذهنه وفكر فيها فأنه لا يكاد يجد تفسيراً مقبولاً لذلك، فهي رمانة واحدة وقسمت نصفين، وكل نصف يشبه الآخر في كل خصوصياته، رغم هذا أقر وبكل وضوح أن الإمام لو فعل ذلك وحرم نصف وحلل النصف الآخر، لأحل ما أحل الإمام وحرم ما حرم الإمام!
لذلك ترحم عليه الإمام وأثنى عليه.
وما هذا إلا مثال واحد من العديد من الأمثلة للتسليم التام الموجود عند أصحاب الأئمة، فينبغي الاقتداء به والتأسي به في نصرة صاحب الزمان.
وأن من مصاديق التسليم لصاحب الزمان في زمن الغيبة، هو التسليم والقبول بما روي عنهم عليه السلام بنفس الشكل الذي ذكرناه أعلاه، فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سره أن يستكمل الايمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.
ومن الواضح أن المقصود بالرواية ليس هو القول اللساني، بل العمل بذلك والجري عليه، لذلك، أي تشكيك أو اعتراض على ما روي عنهم من أحكام أو عقائد في الغيبة، قد يجعل المؤمن ليس من أهل التسليم والاتباع التام لصاحب الزمان عند الظهور.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
إن أنصار أهل البيت عموماً يمتازون بعدة صفات، وبفضلها استحقوا نصرة أهل البيت دون غيرهم، كالورع والاجتهاد والعفة والإخلاص..
لكن لعل أهم ما يميزهم عن غيرهم بل يميز بعضهم عن بعض هو التسليم المطلق لإمام زمانهم، فكلما زاد تسليمهم زاد قربهم من إمام زمانهم، والعكس صحيح.
ومعنى التسليم: هو الطاعة والاتباع لكل ما يأمر به الإمام سواء فهمنا سببه وحكمته أم لا، وسواء اقتنعنا به أم لا، علينا الاتباع المطلق من دون التردد أو انتظار التفسير والشرح للأمر أو طلب فهمه، نعم، الإمام ربما يفسر أحياناً أوامره وتوجيهاته لعامة الناس، لكن بلا شك أن من يطلب التفسير قبل التنفيذ لن يكون في المرتبة الأولى عند الإمام.
أي باختصار، علينا أن نكون مثل عبد الله بن يعفور، ففي الرواية عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله رحمك الله.
اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨
فمن الواضح أن عبد الله بن يعفور لا يعرف لماذا الإمام يحلل نصف الرمانة ويحرم النصف الآخر، بل لو رجع إلى ذهنه وفكر فيها فأنه لا يكاد يجد تفسيراً مقبولاً لذلك، فهي رمانة واحدة وقسمت نصفين، وكل نصف يشبه الآخر في كل خصوصياته، رغم هذا أقر وبكل وضوح أن الإمام لو فعل ذلك وحرم نصف وحلل النصف الآخر، لأحل ما أحل الإمام وحرم ما حرم الإمام!
لذلك ترحم عليه الإمام وأثنى عليه.
وما هذا إلا مثال واحد من العديد من الأمثلة للتسليم التام الموجود عند أصحاب الأئمة، فينبغي الاقتداء به والتأسي به في نصرة صاحب الزمان.
وأن من مصاديق التسليم لصاحب الزمان في زمن الغيبة، هو التسليم والقبول بما روي عنهم عليه السلام بنفس الشكل الذي ذكرناه أعلاه، فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سره أن يستكمل الايمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.
ومن الواضح أن المقصود بالرواية ليس هو القول اللساني، بل العمل بذلك والجري عليه، لذلك، أي تشكيك أو اعتراض على ما روي عنهم من أحكام أو عقائد في الغيبة، قد يجعل المؤمن ليس من أهل التسليم والاتباع التام لصاحب الزمان عند الظهور.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot