[ مصيـر ] - الفصل الرابع.
بإسم المجيد نبدأ،
لقد مضت أربعة أشهر منذ اخر فصل، نعم يبدو غريبًا ما أفعله.. لكنه (وحسب وجهة نظري) أمر مهم حينما يحاول المرء مساعدة غيره لفهم أنفسهم؛ لأنه في النهاية أيضا يحاول فهم نفسه أكثر.
خلال الأربع شهور تلك، بعيدًا عن أيًا كان نمطي الشخصي.. تم اختبار شخصيتي بشكل مكثف وواقعي، عن طريق وضعي في بيئة مغايرة للبيئة التي اعتدت على التعامل معها والتعايش فيها، وإذا بي أواجه تحديات جديدة قامت بصقل سلوكياتي بشكل أفضل.
الفكرة هنا أنني في بادئ الأمر، واجهتُ صعوبة بالغة؛ فالشخصيات كانت مختلفة والمواقف شديدة الغرابة.. بدأت اواجه مفاهيم جديدة كالدفاع عن النفس بثبات دون أن اتجاوز حدودي، وأن احافظ على ثباتي الانفعالي في عز غضبي، أن افهم ليس الجميع مدركٌ لما اتحدث عنه.. فمثلًا لا استطيع مناقشة مفهوم الأنماط مع عقلية كل همها أن تحظى على اهتمام الآخرين بأي فعلٍ كان! والأهم من ذلك، لستُ مجبرة على تغيير الآخرين؛ فكلٌ منا مسؤول عن تطوره ومبادئه.
بشكل عام، إن وضع أي نمط في بيئة جديدة سيجد صعوبة بالغة بادئ الأمر عند محاولته التأقلم معها. الفرق بين الأنماط سيؤدي إلى اختلاف السلوكيات، فقد نجد أحد الأنماط يلجأ للعنف الجسدي، وآخر إلى العنف اللفظي، وغيره قد ينعزل فقط لا غير.
والاختلاف الشخصي هو المهم، هل ستختار أن تسيطر عليك تلك الظروف لتقوم بتشكيلك كما ترغب هي؟ أم كما ترغب أنت؟ هل (على سبيل المثال) إن وجدت مسؤولك في العمل شخصٌ متسلط ووقح.. سيؤدي بك إلى افتعال الخلافات معه يوميا؟ أم ستقود علاقتك معه بنفسك وتعامله بذكاء دون اللجوء إلى الاصطدام السلوكي؟
في كلتا الحالتين لا اقصد أن تقوم بكبت مشاعرك، لكن المقصود أن تفرغها بالشكل الصحيح.. رياضة، ممارسة هواية ما، عدم التفكير بالأمر مطولا، الدفاع عن نفسك بهدوء ومنطقية.
لا يمكننا أن ننكر المشاعر، فهي التي تحرك أفكارنا، ثم سلوكياتنا، ثم عقلنا الباطن.. وفي النهاية ستتأصل فينا. فمن اعتاد الانفعال سريعًا؟ ستجد صفة الغضب ملازمة له، بالتالي علاقته مع الآخرين ركيكة وصعبة، سيعاني طويلًا إن لم يغير تلك الصفة.
ما عليك ادراكه، أنك مركز كونك وستجذب إليك ما يشبه أفكارك بغض النظر عن البيئة التي تعيش فيها. لا يمكنك الاستمرار في القاء اللوم على الآخرين، فلا سطوة لنا عليهم. بل سطوتنا الأهم على أنفسنا. وصدقني، من يستطيع التحكم بنفسه والسيطرة عليها كما يجب دون أن يؤدي إلى كبت اساسياته.. هو أقوى بشري قد تواجهه في حياتك؛ لأنه فور سيطرته على نفسه، سيتمكن من السيطرة على ردود أفعاله، وبالتالي سلوكياتك لن تكون إلا ردود فعل لفعله إن لم تكن مدركًا لنفسك ومسيطرًا عليها مثله.
البطل الحقيقي هو ذلك الذي يفهم مشاعره مهما كانت بسيطة، ثم يحولها إلى سلوك صحي غير متأثر بالآخرين.
وسؤالي لهذا الفصل هو: حسب تجاربك الشخصية، هل تمكنت يومًا من التأقلم في بيئة مغايرة لطبيعتك؟ وماذا فعلت؟
--*--
نلتقي قريبًا.
بإسم المجيد نبدأ،
لقد مضت أربعة أشهر منذ اخر فصل، نعم يبدو غريبًا ما أفعله.. لكنه (وحسب وجهة نظري) أمر مهم حينما يحاول المرء مساعدة غيره لفهم أنفسهم؛ لأنه في النهاية أيضا يحاول فهم نفسه أكثر.
خلال الأربع شهور تلك، بعيدًا عن أيًا كان نمطي الشخصي.. تم اختبار شخصيتي بشكل مكثف وواقعي، عن طريق وضعي في بيئة مغايرة للبيئة التي اعتدت على التعامل معها والتعايش فيها، وإذا بي أواجه تحديات جديدة قامت بصقل سلوكياتي بشكل أفضل.
الفكرة هنا أنني في بادئ الأمر، واجهتُ صعوبة بالغة؛ فالشخصيات كانت مختلفة والمواقف شديدة الغرابة.. بدأت اواجه مفاهيم جديدة كالدفاع عن النفس بثبات دون أن اتجاوز حدودي، وأن احافظ على ثباتي الانفعالي في عز غضبي، أن افهم ليس الجميع مدركٌ لما اتحدث عنه.. فمثلًا لا استطيع مناقشة مفهوم الأنماط مع عقلية كل همها أن تحظى على اهتمام الآخرين بأي فعلٍ كان! والأهم من ذلك، لستُ مجبرة على تغيير الآخرين؛ فكلٌ منا مسؤول عن تطوره ومبادئه.
بشكل عام، إن وضع أي نمط في بيئة جديدة سيجد صعوبة بالغة بادئ الأمر عند محاولته التأقلم معها. الفرق بين الأنماط سيؤدي إلى اختلاف السلوكيات، فقد نجد أحد الأنماط يلجأ للعنف الجسدي، وآخر إلى العنف اللفظي، وغيره قد ينعزل فقط لا غير.
والاختلاف الشخصي هو المهم، هل ستختار أن تسيطر عليك تلك الظروف لتقوم بتشكيلك كما ترغب هي؟ أم كما ترغب أنت؟ هل (على سبيل المثال) إن وجدت مسؤولك في العمل شخصٌ متسلط ووقح.. سيؤدي بك إلى افتعال الخلافات معه يوميا؟ أم ستقود علاقتك معه بنفسك وتعامله بذكاء دون اللجوء إلى الاصطدام السلوكي؟
في كلتا الحالتين لا اقصد أن تقوم بكبت مشاعرك، لكن المقصود أن تفرغها بالشكل الصحيح.. رياضة، ممارسة هواية ما، عدم التفكير بالأمر مطولا، الدفاع عن نفسك بهدوء ومنطقية.
لا يمكننا أن ننكر المشاعر، فهي التي تحرك أفكارنا، ثم سلوكياتنا، ثم عقلنا الباطن.. وفي النهاية ستتأصل فينا. فمن اعتاد الانفعال سريعًا؟ ستجد صفة الغضب ملازمة له، بالتالي علاقته مع الآخرين ركيكة وصعبة، سيعاني طويلًا إن لم يغير تلك الصفة.
ما عليك ادراكه، أنك مركز كونك وستجذب إليك ما يشبه أفكارك بغض النظر عن البيئة التي تعيش فيها. لا يمكنك الاستمرار في القاء اللوم على الآخرين، فلا سطوة لنا عليهم. بل سطوتنا الأهم على أنفسنا. وصدقني، من يستطيع التحكم بنفسه والسيطرة عليها كما يجب دون أن يؤدي إلى كبت اساسياته.. هو أقوى بشري قد تواجهه في حياتك؛ لأنه فور سيطرته على نفسه، سيتمكن من السيطرة على ردود أفعاله، وبالتالي سلوكياتك لن تكون إلا ردود فعل لفعله إن لم تكن مدركًا لنفسك ومسيطرًا عليها مثله.
البطل الحقيقي هو ذلك الذي يفهم مشاعره مهما كانت بسيطة، ثم يحولها إلى سلوك صحي غير متأثر بالآخرين.
وسؤالي لهذا الفصل هو: حسب تجاربك الشخصية، هل تمكنت يومًا من التأقلم في بيئة مغايرة لطبيعتك؟ وماذا فعلت؟
--*--
نلتقي قريبًا.