مَلامحُ العيد
تلك النظره المترقبةُ في عيون الاطفال لساعةِ الحائطِ التي تتمتم بكل بطئ وحذر - تِك تُك -
للوقت الذي سينادي الأب به على أبنائه لصلاةِ العيد وتنادي الأم بَناتها لتحملنَ عنها حلوى العيد التي رُتبتْ بكلِّ حب لأطفال الحيّ، بهجةُ تلك الصغيرة عندما تمسك فرشاةَ المكياج تلطخ خدها وتترقب تحذيرًا حازمًا من والدتها لنهيها عن استخدام ما لا يليق بها!
ثم تجد الصدمةَ الغريبةَ؛ أن والدتها سكتت عنها!
وذلك الصبيّ الشقيّ عندما رفسَ حذائه الجديد عاليًا فغارَ في منزل الجيران فلم يوبِّخهُ والده ولم يرفسهُ خلف الحذاء كعادته!
فعن اي تقديس نتحدث إن لم ندع أطفالنا يشعرون باختلاف هذه المناسبات عن بقيةِ مناسباتنا.
يتجمع الرجال في المسجد وتتعالى أصواتهم بالتباريك والتهاني والكثير من:" لا ياعم شوفتك عن كل العوائد! "على الرغم من أنه ينتظر عيديةَ الأضحى من عيد الفطر الذي فات..
تمتلئ ساحات النساء بالأحاديث الغير مفهومة، ولابد من أن ترى ملامح تلك التي سلَّمت على واحدة ظنَّت أنها واحدة أخرى، والجدير بالذكر ليس السلام على من لا تعرفه بل ملامح المسلَّم عليها المليئة بالاستغراب ومن دون كلام تسمع ما تقول من عينها:" بسم الله شفيها هذي!" تمتَماتٌ غريبة ونظرات تجعلك ترتبك بالرغم من انك تناولت دوره الثقه بالنفس ٣٣ مرة!
كانك تدخل قاعة تقيم الهيئة والمنظر العام!
أصوات التكبير تتعالى فتتأثر بالله أكبر الله أكبر لا اله الا الله، ومع الترديد لابد من تأمل بقيةَ المشاعر في وجود الأطفال فلا تجد سوى ملامح إثنين إلى ثلاث وقد تصل إلى خمس كاميرات! حتى أنِّي أجزم أن الهاتفَ الذي يحملهُ هؤلاء الأطفال أكبرُ مقاسًا من وجههم؛ لكن المراد لا يقف هنا بل إلى تلك الصغيرة التي تحمل هاتفها وتفتح كاميرا الهاتف وترفعه عاليًا لتضبط الإضاءة ثم تبتسم وتتمايل وتضحك.. يالله جميلة هذه البسمة،
ابتسمي يا جميلة!
وسرعانَ ما تنتهي وتقلب هذه الملامح إلى ملامح عزاء! فبسم الله هل سمعتي خبرًا اتعسك؟! لا لكن العيد ليس كما ظنَّت!
لا أدري أكانت تريد أن نوزع الذهبَ بدلًا عن الشوكولاتة أم ماذا؟
عظموا شعائر الله ارسموا تلك الملامح البريئة، حببوهم بهذه الشرائع؛ فستبقى الذكريات ويرحل كل ما تظنه باق، سيبقى الشعور يلازمهم حتى تنتهي اعيادهم.. علِّموهم أنَّ العيدَ بهجة وأنَّ بهجةَ العيد هُم.
https://t.me/IIUIIll