الشيخ أبو قتادة الفلسطيني dan repost
حادثة ودلالة:
بعد صلاة الفجر داعبت رجلين أعلم منهما الخلق والدين والتزام المسجد في الجماعة والجماعات، حتى وصل الأمر لذكر القذافي، فقال أحدهما، وهو طيب يتقي لمطعمه ومأكله، ويحافظ على الصلوات في الجماعة: رحمه الله، قاصداً القذافي، فقلت له رافعاً شيئا يسيراً من صوتي: لا رحمه الله، وأنزله في الدرك الأسفل من النار، فجحظت عين صاحبي تعجباً واستغراباً، ثم قال: والله لا أقوى على تكفير مسلم، فقلت:والله لهو أكفر من نتنياهو، فجعل يتعجب، ويزداد استغراباً.
فجعلت بما يحتمل الموقف السريع من جمع مكفرات القذافي الواضحة، وكون هذا الحاكم الذي ذكره كثير من أهل العلم بالكفر، دون غيره، أو أكثر من غيره، فذكرت قتله وإعدامه الشباب المؤمن، وإنكاره السنة، وشيئاً قريباً من هذا، وهو لا يزيد عن قوله: أشعر أن بدني يهتز خوفاً، وهو صادق، وأنا أعرفه.
ثم أردفت مسرعاً: إن عدم علمنا بأحكام هؤلاء الحكام هو من جرأ المزيد من كفرهم، وعدوانهم علينا، ووالله إن ما فعلوه لتهون أمام فساده وكفره أعمال بريطانيا واليهود.
ثم مضى كل واحد لطريقه.
هذا نموذج لواقع أمتنا، وواقع رواد المساجد لا غيرهم، وهو يعرفنا أن حمل الناس على أمور يعرفها طلبة العلم، وصارت بينهم كالمقررات التي لا يتصور غيرها، ويستغربون غرابتها بين الناس، هي كذلك فيهم، وذلك لأن هذا الصنف من الناس لا يتحدث إلا مع نفسه، ولا يعرف الأمة، ولا يجالسها، ولا يسمع إلا لنفسه، فيحمل عليها من الأحكام الخطأ، لظنه أنهم على علم وجحود، ومعرفة ورد، والأمر ليس كذلك.
في بلادنا يكاد الخطباء يجعلون ما صار عند البعض من اليقينيات، لأنهم لا حديث بينهم إلا فيها، وهي لا تعرف عند القوم، ثم قد تعرض بجهالة من بعض العوام، وعلى صورة من القبح الذي يستلزم ردها عند العقلاء من العوام.
ما أقوله: ارحموا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلموها بالرفق، وأرشدوها بالحسنى، ولا تحملوها فوق طاقتها، فالبيان بالحق، وبالدليل به يتم إقامة الحجة، لا غير، وسبيل توصيل هذا الحق هو القول الحسن والرفق وحسن الخلق.
بعد صلاة الفجر داعبت رجلين أعلم منهما الخلق والدين والتزام المسجد في الجماعة والجماعات، حتى وصل الأمر لذكر القذافي، فقال أحدهما، وهو طيب يتقي لمطعمه ومأكله، ويحافظ على الصلوات في الجماعة: رحمه الله، قاصداً القذافي، فقلت له رافعاً شيئا يسيراً من صوتي: لا رحمه الله، وأنزله في الدرك الأسفل من النار، فجحظت عين صاحبي تعجباً واستغراباً، ثم قال: والله لا أقوى على تكفير مسلم، فقلت:والله لهو أكفر من نتنياهو، فجعل يتعجب، ويزداد استغراباً.
فجعلت بما يحتمل الموقف السريع من جمع مكفرات القذافي الواضحة، وكون هذا الحاكم الذي ذكره كثير من أهل العلم بالكفر، دون غيره، أو أكثر من غيره، فذكرت قتله وإعدامه الشباب المؤمن، وإنكاره السنة، وشيئاً قريباً من هذا، وهو لا يزيد عن قوله: أشعر أن بدني يهتز خوفاً، وهو صادق، وأنا أعرفه.
ثم أردفت مسرعاً: إن عدم علمنا بأحكام هؤلاء الحكام هو من جرأ المزيد من كفرهم، وعدوانهم علينا، ووالله إن ما فعلوه لتهون أمام فساده وكفره أعمال بريطانيا واليهود.
ثم مضى كل واحد لطريقه.
هذا نموذج لواقع أمتنا، وواقع رواد المساجد لا غيرهم، وهو يعرفنا أن حمل الناس على أمور يعرفها طلبة العلم، وصارت بينهم كالمقررات التي لا يتصور غيرها، ويستغربون غرابتها بين الناس، هي كذلك فيهم، وذلك لأن هذا الصنف من الناس لا يتحدث إلا مع نفسه، ولا يعرف الأمة، ولا يجالسها، ولا يسمع إلا لنفسه، فيحمل عليها من الأحكام الخطأ، لظنه أنهم على علم وجحود، ومعرفة ورد، والأمر ليس كذلك.
في بلادنا يكاد الخطباء يجعلون ما صار عند البعض من اليقينيات، لأنهم لا حديث بينهم إلا فيها، وهي لا تعرف عند القوم، ثم قد تعرض بجهالة من بعض العوام، وعلى صورة من القبح الذي يستلزم ردها عند العقلاء من العوام.
ما أقوله: ارحموا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلموها بالرفق، وأرشدوها بالحسنى، ولا تحملوها فوق طاقتها، فالبيان بالحق، وبالدليل به يتم إقامة الحجة، لا غير، وسبيل توصيل هذا الحق هو القول الحسن والرفق وحسن الخلق.