تابع / مصعب.بن.عمير.tt
2⃣
ولما وقعَت معركة أحُد في العام الثالث مِن الهجرة النبوية ، شارك فيها مصعب بن عمير مشاركة الأبطال ، وأَبلَى فيها بلاءَ المؤمنين الصابرين ، وحمَّله المصطفى راية المسلمين ، وثبت مصعب بن عمير مع القلَّة المؤمنة التي أحاطت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ودافعَت المشركين عنه لما تخلخلَت صفوفُ المسلمين ، وأصبحَت الجولة للمشركين ، وبقي اللواء في يد مصعب بن عمير يمسكه بقوة وثبات ، ويُدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتَدَافَع المشركون نحو اللواء ، وأقبل ابن قمئة - عليه مِن الله ما يستحق - فشدَّ على مصعب بن عمير فضرب يدَه اليُمنى فقطعها ، ومصعب يردِّد قولَ الحق سبحانه : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] ، ثم أخذ اللواء بيده اليسرى حتى لا يقع ، فضرب ابنُ قمئة يدَه اليُسرى فقطعها ، فحنا على اللواء وضمَّه بعضُديه إلى صدره ، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه إلى صدره ، ووقع مصعب بن عمير شهيدًا مضرَّجًا بدمائه ، قال تعالى : ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23].
● روى البخاري في صحيحه مِن حديث أبي وائل قال : عُدْنا خبابًا فقال : هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله ، فوقع أجرُنا على الله ، فمنا مَن مضى لم يأخذ مِن أجره شيئًا ، منهم مصعب بن عمير ؛ قُتل يوم أحُد وترك نمرة ، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدَت رجْلاه ، وإذا غطينا رجْليه بدا رأسُه ، فأمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نُغطِّي رأسه ونجعل على رجْليه شيئًا مِن إذخر ، ومنا مَن أينعَت له ثمرتُه فهو يَهْدِبُهَا.
فارق مصعبُ بن عمير الدنيا شهيدًا ، لم يخلف وراءه شيئًا مِن متاع الدنيا، ترَك المالَ والجاه والنعيم ، وآثرَ ما عند الله، قال تعالى : ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96] ؛ روى الإمام أحمد في مسنده مِن حديث أبي قتادة ، وأبي الدهماء رضي الله عنهما ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إنك لن تدَع شيئًا لله عز وجل ، إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه)).
رضي الله عن مصعب ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء ، وجمَعَنا به في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسُن أولئك رفيقًا.
والحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د / أمين بن عبد الله الشقاوي
https://www.alukah.net/sharia/0/23873/#ixzz5s8rHWXxN
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1
2⃣
ولما وقعَت معركة أحُد في العام الثالث مِن الهجرة النبوية ، شارك فيها مصعب بن عمير مشاركة الأبطال ، وأَبلَى فيها بلاءَ المؤمنين الصابرين ، وحمَّله المصطفى راية المسلمين ، وثبت مصعب بن عمير مع القلَّة المؤمنة التي أحاطت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ودافعَت المشركين عنه لما تخلخلَت صفوفُ المسلمين ، وأصبحَت الجولة للمشركين ، وبقي اللواء في يد مصعب بن عمير يمسكه بقوة وثبات ، ويُدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتَدَافَع المشركون نحو اللواء ، وأقبل ابن قمئة - عليه مِن الله ما يستحق - فشدَّ على مصعب بن عمير فضرب يدَه اليُمنى فقطعها ، ومصعب يردِّد قولَ الحق سبحانه : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] ، ثم أخذ اللواء بيده اليسرى حتى لا يقع ، فضرب ابنُ قمئة يدَه اليُسرى فقطعها ، فحنا على اللواء وضمَّه بعضُديه إلى صدره ، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه إلى صدره ، ووقع مصعب بن عمير شهيدًا مضرَّجًا بدمائه ، قال تعالى : ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23].
● روى البخاري في صحيحه مِن حديث أبي وائل قال : عُدْنا خبابًا فقال : هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نريد وجه الله ، فوقع أجرُنا على الله ، فمنا مَن مضى لم يأخذ مِن أجره شيئًا ، منهم مصعب بن عمير ؛ قُتل يوم أحُد وترك نمرة ، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدَت رجْلاه ، وإذا غطينا رجْليه بدا رأسُه ، فأمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نُغطِّي رأسه ونجعل على رجْليه شيئًا مِن إذخر ، ومنا مَن أينعَت له ثمرتُه فهو يَهْدِبُهَا.
فارق مصعبُ بن عمير الدنيا شهيدًا ، لم يخلف وراءه شيئًا مِن متاع الدنيا، ترَك المالَ والجاه والنعيم ، وآثرَ ما عند الله، قال تعالى : ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96] ؛ روى الإمام أحمد في مسنده مِن حديث أبي قتادة ، وأبي الدهماء رضي الله عنهما ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إنك لن تدَع شيئًا لله عز وجل ، إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه)).
رضي الله عن مصعب ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء ، وجمَعَنا به في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسُن أولئك رفيقًا.
والحمدُ لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله وسلم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د / أمين بن عبد الله الشقاوي
https://www.alukah.net/sharia/0/23873/#ixzz5s8rHWXxN
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1