تابع / خالد.بن.الوليد.tt
6⃣
#نهاية_الرحلة
فخالدٌ واحدٌ من ألوف في مدرسة العبقرية العسكرية الإسلامية العظيمة ، وليست سيرةُ أولئك الأبطال العظماء إلا فصولًا متشابهة ، أو نسخًا مكررة من سيرة المعجزة الكبرى في تاريخ البشر ، سيرة الانبعاث الأعظم لقوى الخير في الإنسان ، سيرة الفتح الذي حيَّر نوابغ القُواد ، وأعلامَ المؤرخين ، سيرة الجندي الذي كان منزويًا وراء الرمال ، نائمًا في وهج الشمس ، لا يعرف المجد إلا في الحب والحرب ، في كأس خمر أو قصيدة شعر ، أو غزوة سَلْبٍ ونَهْب ، فلما هذبته مدرسةُ الإيمان ، صيَّرته الجندي الأكملَ في تاريخ الحروب!
هذا الجندي المسلم لم يعرف التاريخ جنديًّا أخلص منه لدينه ، ولا أقدم منه إلى غايته ، ولا يعرف نفسًا أطهرَ من نفسه ، ولا سيفًا أمضى من سيفه ، الجندي الذي مشى في كل وادٍ ، وصعِد كل جبلٍ ، خاض البحار ، وعبر الأنهار ، وجاب الأرض كلها حتى نصب للإسلام على كل رابيةٍ رايةً ، وأبقى للإسلام في كل أرضٍ وطنًا لا تقوى على استلابه من أهله مردةُ الشياطين.
وفي نهاية هذه الرحلة المباركة ترجَّل السيد المجاهد عن ظهر جواده ، واستلقى يستقبل الموت على فراشه ، وقد كان الإمام الأمير الكبير في ذلك الحين قد جاوز سنُّه الستين ، وتوفي بحمص سنة إحدى وعشرين ، وكان يقول على فراش الموت :
"لقد طلبتُ القتل في مظانه ، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتُّها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني ، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار" ، ثم قال : "إذا أنا مت ، فانظروا سلاحي وفرسي ، فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل".
#وقال : "لقد شهِدتُ كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي موضعٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ ، أو طعنة رُمح ، أو رمية سهمٍ ، ثم هأنذا أموت على فراشي حتفَ أنفي كما يموت البعير ، فلا نامت أعينُ الجبناء".
حتى وهو يجود بأنفاسه أراد أن يلقننا درسًا في جلب العزة والرفعة ، ونبذ الذلة والوضاعة ، إنها تربية الأفعال لا تربية الأقوال ، إنه خالد الرجل الذي لا ينام ، ولا يترك أحدًا ينام!
وقد رأيت العجب يتملَّك كتابَ سيرته رضي الله عنه بشأن مسألة وفاته على سريره ، وهو المجاهد الذي خاض أهوال الحروب في شام وعراق وما بينهما!
وإني لأتعجب من هؤلاء الكتاب ، كيف لم ينتبهوا إلى أن خالدًا سيف الله ، وما دام سيفَ الله ، فبدهي أنه لن ينكسر في ساحة المعركة ، وما دام الأمر كذلك ، فنهايته حتمًا ستكون على الفراش لا في ساحات القتال ، رحم الله سيفه خالدَ بن الوليد ، الذي قدم أحداثًا يفخر التاريخ بذكرها ، وجزاه عن الإسلام وأهله خيرَ الجزاء ، وجعل مقامه في أعلى عليين ، وارزقنا اللهم بخالد جديد.
إن سيرة خالد رسالة للذين يخذلون الأمة عن الذود عن ديار المسلمين ، ورسالة لمن يختبئون عن نصرة إخوانهم في ساحات الوغى وميادين الكرامة ، ورسالة لمن طال أمله في هذه الحياة الدنيا الفانية.
إن ضعف المسلمين اليوم واستكانتهم ووقوفهم خلف الأمم - سببه طلب العزة عند غير الله تعالى ، وعدم الإخلاص في عبوديته ، والشح ببذل الدماء والمهج في سبيله ، والمأمول تربية النفس وتهذيبها وتربيتها على ملاقاة أعداء الله ، وعدم الركون إلى الملذَّات والشهوات الحسية والمعنوية ، والتواصي بالعزة والشهامة والبسالة ، وعدم الإعراض عن الحق قولًا وفعلًا ؛ ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/culture/0/115747/#ixzz5rlokGSc6
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1
6⃣
#نهاية_الرحلة
فخالدٌ واحدٌ من ألوف في مدرسة العبقرية العسكرية الإسلامية العظيمة ، وليست سيرةُ أولئك الأبطال العظماء إلا فصولًا متشابهة ، أو نسخًا مكررة من سيرة المعجزة الكبرى في تاريخ البشر ، سيرة الانبعاث الأعظم لقوى الخير في الإنسان ، سيرة الفتح الذي حيَّر نوابغ القُواد ، وأعلامَ المؤرخين ، سيرة الجندي الذي كان منزويًا وراء الرمال ، نائمًا في وهج الشمس ، لا يعرف المجد إلا في الحب والحرب ، في كأس خمر أو قصيدة شعر ، أو غزوة سَلْبٍ ونَهْب ، فلما هذبته مدرسةُ الإيمان ، صيَّرته الجندي الأكملَ في تاريخ الحروب!
هذا الجندي المسلم لم يعرف التاريخ جنديًّا أخلص منه لدينه ، ولا أقدم منه إلى غايته ، ولا يعرف نفسًا أطهرَ من نفسه ، ولا سيفًا أمضى من سيفه ، الجندي الذي مشى في كل وادٍ ، وصعِد كل جبلٍ ، خاض البحار ، وعبر الأنهار ، وجاب الأرض كلها حتى نصب للإسلام على كل رابيةٍ رايةً ، وأبقى للإسلام في كل أرضٍ وطنًا لا تقوى على استلابه من أهله مردةُ الشياطين.
وفي نهاية هذه الرحلة المباركة ترجَّل السيد المجاهد عن ظهر جواده ، واستلقى يستقبل الموت على فراشه ، وقد كان الإمام الأمير الكبير في ذلك الحين قد جاوز سنُّه الستين ، وتوفي بحمص سنة إحدى وعشرين ، وكان يقول على فراش الموت :
"لقد طلبتُ القتل في مظانه ، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتُّها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني ، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار" ، ثم قال : "إذا أنا مت ، فانظروا سلاحي وفرسي ، فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل".
#وقال : "لقد شهِدتُ كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي موضعٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ ، أو طعنة رُمح ، أو رمية سهمٍ ، ثم هأنذا أموت على فراشي حتفَ أنفي كما يموت البعير ، فلا نامت أعينُ الجبناء".
حتى وهو يجود بأنفاسه أراد أن يلقننا درسًا في جلب العزة والرفعة ، ونبذ الذلة والوضاعة ، إنها تربية الأفعال لا تربية الأقوال ، إنه خالد الرجل الذي لا ينام ، ولا يترك أحدًا ينام!
وقد رأيت العجب يتملَّك كتابَ سيرته رضي الله عنه بشأن مسألة وفاته على سريره ، وهو المجاهد الذي خاض أهوال الحروب في شام وعراق وما بينهما!
وإني لأتعجب من هؤلاء الكتاب ، كيف لم ينتبهوا إلى أن خالدًا سيف الله ، وما دام سيفَ الله ، فبدهي أنه لن ينكسر في ساحة المعركة ، وما دام الأمر كذلك ، فنهايته حتمًا ستكون على الفراش لا في ساحات القتال ، رحم الله سيفه خالدَ بن الوليد ، الذي قدم أحداثًا يفخر التاريخ بذكرها ، وجزاه عن الإسلام وأهله خيرَ الجزاء ، وجعل مقامه في أعلى عليين ، وارزقنا اللهم بخالد جديد.
إن سيرة خالد رسالة للذين يخذلون الأمة عن الذود عن ديار المسلمين ، ورسالة لمن يختبئون عن نصرة إخوانهم في ساحات الوغى وميادين الكرامة ، ورسالة لمن طال أمله في هذه الحياة الدنيا الفانية.
إن ضعف المسلمين اليوم واستكانتهم ووقوفهم خلف الأمم - سببه طلب العزة عند غير الله تعالى ، وعدم الإخلاص في عبوديته ، والشح ببذل الدماء والمهج في سبيله ، والمأمول تربية النفس وتهذيبها وتربيتها على ملاقاة أعداء الله ، وعدم الركون إلى الملذَّات والشهوات الحسية والمعنوية ، والتواصي بالعزة والشهامة والبسالة ، وعدم الإعراض عن الحق قولًا وفعلًا ؛ ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/culture/0/115747/#ixzz5rlokGSc6
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1