هُـم.أحـوَجُ.مِـني.tt
🕋 طار قلبُه اشتياقًا إلى الحج للمرة الثانية ، ورفرف فؤادُه حبًّا للطوافِ وللسعي بين الصفاء والمروة ، لمَ لا وقد غاب سنوات عن بيت الله؟ منعته ظروفُه الاقتصادية ، فما إن تحسَّنَتْ حتى بدأ يحلم بما حُرم منه.
قرَّر الحاج حميد الحجز للرحيل إلى بيت الله الحرام ، ذهب إلى مكتب السفريَّات للحجِّ والعُمْرة ، وقيَّد اسمَه ضمن مَنْ سجَّل ، وقبل الرحيل بأسبوع نوى زيارة الأقرباء من أخوات وبنات وجيران ومرضى أهل القرية ، بدأ بأخواته القريبات ، ثم مَنْ تبعُد وهكذا ، وما إن يُودِّع إحداهُنَّ حتى تُوصيه بالدعاء قُرْبَ بيت الله.
كان له بنت ، أسعفت إلى المستشفى قبل أسبوع من زيارته للأقارب ، قرَّر زيارتها في المستشفى ، وصل إلى هناك ، فرأى وسمِعَ ما تسمرَّت لفعله قدماه ، وفاضت منه عيناه ، وحزن منه فؤاده.
دخل المستشفى ومعه ما يطلب المريض عند مرضه ، وما تشتهيه نفسُه عند نقص الألم ، وبينما هو جالس على سرير ابنته متحدِّثًا معها عن مرضها وأسبابه ، وبينما هما منهمكان في الحديث ، إذا بامرأة ترقد على سرير مقابل لسرير ابنته ، وبينما كانت الممرضة تمرُّ بين المرضى لتعطيهم ما يحتاجون إليه من العلاج ، ومستلزمات طبية ، جاء دور تلك المرأة ، فما إن جاء دورُها حتى نهضت مُقبِّلةً كفَّ الممرضة قائلة : نظرة ، أنظر إليه ولو مرة واحدة ، أرجوك ، أرجوك.
¤ أجابت الممرضة : ماذا أصنع؟ ما بيدي حول ولا قوة ، ما أنا إلا موظفة براتب زهيد.
كل هذا والحاج حميد ينظر ، نظر إلى ابنته : ما الأمر؟ ممَّ تشكو هذه المرأة؟
البنت : هذه امرأة فقيرة ، تعسَّرت في الولادة ، فأتى بها أهلُها إلى هنا، فبعد العلاج ذهب زوجُها ؛ ليبحث عن مال للمستشفى ، فلم يجد حق الدواء ، فقرَّرَتْ إدارة المستشفى حجْزَها وحرمانها من النظر إلى جنينها ، فهي كل يوم تتوسَّل إليهم لتنظر إليه نظرةً واحدةً ولو مرة.
الحاج حميد : وكم يطلب المستشفى منها.
البنت : ثلاثين ألف ريال ، أكمل الحاج مع ابنته الحديث ، وبعد انتهاء الزيارة ، ذهب إلى إدارة المستشفى ليسأل : كم تبقَّى من مالٍ على تلك المرأة ، فأجابه الإداري : عليها ثلاثون ألف ريال.
أخرج الحاجُّ المال مُقدِّمًا إيَّاه للإدارة ، فسلمت له الإدارة سندًا بتسليم المال ، فقال الحاجُّ للموظف : خذ أنت السند وسلِّمْه للمريضة.
وفي اليوم الثاني جاء لزيارة ابنته ، فلم يجد تلك المرأة على كرسيها. سأل ابنته عنها ، فأجابت : بعد خروجك بنصف ساعة حتى جاء الموظف يسلم لها ولدها ، وأمرها بالخروج ، سألت عمَّن قام بدفع المبلغ ، فلم يُجبْها الموظف إلا بقوله : لا أعلم، خرجت وهي تقول : مَنْ أنقذني من هنا ، أنقذه الله من نار جهنم ، وجعله رفيق محمد بن عبد الله في الجنة. صلى الله عليه وسلم.
وما إن جاء الليل إلا وجاره يقرع باب منزله سائلًا إيَّاه أن يُفرِّج همَّه ويُزيل غمَّه ، فزوجته مريضة ، وهي بحاجة إلى عملية جراحية ، فهي بين الحياة والموت ، فأخرج له خمسين ألف ريال ، حينها قرَّر الحاج حميد أن يلتفَّ نحو الفقراء والمساكين ؛ فهم في أشدِّ الحاجة للمال.
أعطى كل فقير ومسكين ما يحتاج إليه من مواد غذائية ، ومن غير أن يحس َّالفقير بمَنْ أعطاه ، ومَنْ سعى في بذلها ، وعند خروج الحجاج ، سأله الناس : لمَ تراجعْتَ عن الرحيل إلى الحج؟!
أجاب : هُم أحوج منِّي.
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/literature_language/0/133050/#ixzz5jaHpryT9
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1
🕋 طار قلبُه اشتياقًا إلى الحج للمرة الثانية ، ورفرف فؤادُه حبًّا للطوافِ وللسعي بين الصفاء والمروة ، لمَ لا وقد غاب سنوات عن بيت الله؟ منعته ظروفُه الاقتصادية ، فما إن تحسَّنَتْ حتى بدأ يحلم بما حُرم منه.
قرَّر الحاج حميد الحجز للرحيل إلى بيت الله الحرام ، ذهب إلى مكتب السفريَّات للحجِّ والعُمْرة ، وقيَّد اسمَه ضمن مَنْ سجَّل ، وقبل الرحيل بأسبوع نوى زيارة الأقرباء من أخوات وبنات وجيران ومرضى أهل القرية ، بدأ بأخواته القريبات ، ثم مَنْ تبعُد وهكذا ، وما إن يُودِّع إحداهُنَّ حتى تُوصيه بالدعاء قُرْبَ بيت الله.
كان له بنت ، أسعفت إلى المستشفى قبل أسبوع من زيارته للأقارب ، قرَّر زيارتها في المستشفى ، وصل إلى هناك ، فرأى وسمِعَ ما تسمرَّت لفعله قدماه ، وفاضت منه عيناه ، وحزن منه فؤاده.
دخل المستشفى ومعه ما يطلب المريض عند مرضه ، وما تشتهيه نفسُه عند نقص الألم ، وبينما هو جالس على سرير ابنته متحدِّثًا معها عن مرضها وأسبابه ، وبينما هما منهمكان في الحديث ، إذا بامرأة ترقد على سرير مقابل لسرير ابنته ، وبينما كانت الممرضة تمرُّ بين المرضى لتعطيهم ما يحتاجون إليه من العلاج ، ومستلزمات طبية ، جاء دور تلك المرأة ، فما إن جاء دورُها حتى نهضت مُقبِّلةً كفَّ الممرضة قائلة : نظرة ، أنظر إليه ولو مرة واحدة ، أرجوك ، أرجوك.
¤ أجابت الممرضة : ماذا أصنع؟ ما بيدي حول ولا قوة ، ما أنا إلا موظفة براتب زهيد.
كل هذا والحاج حميد ينظر ، نظر إلى ابنته : ما الأمر؟ ممَّ تشكو هذه المرأة؟
البنت : هذه امرأة فقيرة ، تعسَّرت في الولادة ، فأتى بها أهلُها إلى هنا، فبعد العلاج ذهب زوجُها ؛ ليبحث عن مال للمستشفى ، فلم يجد حق الدواء ، فقرَّرَتْ إدارة المستشفى حجْزَها وحرمانها من النظر إلى جنينها ، فهي كل يوم تتوسَّل إليهم لتنظر إليه نظرةً واحدةً ولو مرة.
الحاج حميد : وكم يطلب المستشفى منها.
البنت : ثلاثين ألف ريال ، أكمل الحاج مع ابنته الحديث ، وبعد انتهاء الزيارة ، ذهب إلى إدارة المستشفى ليسأل : كم تبقَّى من مالٍ على تلك المرأة ، فأجابه الإداري : عليها ثلاثون ألف ريال.
أخرج الحاجُّ المال مُقدِّمًا إيَّاه للإدارة ، فسلمت له الإدارة سندًا بتسليم المال ، فقال الحاجُّ للموظف : خذ أنت السند وسلِّمْه للمريضة.
وفي اليوم الثاني جاء لزيارة ابنته ، فلم يجد تلك المرأة على كرسيها. سأل ابنته عنها ، فأجابت : بعد خروجك بنصف ساعة حتى جاء الموظف يسلم لها ولدها ، وأمرها بالخروج ، سألت عمَّن قام بدفع المبلغ ، فلم يُجبْها الموظف إلا بقوله : لا أعلم، خرجت وهي تقول : مَنْ أنقذني من هنا ، أنقذه الله من نار جهنم ، وجعله رفيق محمد بن عبد الله في الجنة. صلى الله عليه وسلم.
وما إن جاء الليل إلا وجاره يقرع باب منزله سائلًا إيَّاه أن يُفرِّج همَّه ويُزيل غمَّه ، فزوجته مريضة ، وهي بحاجة إلى عملية جراحية ، فهي بين الحياة والموت ، فأخرج له خمسين ألف ريال ، حينها قرَّر الحاج حميد أن يلتفَّ نحو الفقراء والمساكين ؛ فهم في أشدِّ الحاجة للمال.
أعطى كل فقير ومسكين ما يحتاج إليه من مواد غذائية ، ومن غير أن يحس َّالفقير بمَنْ أعطاه ، ومَنْ سعى في بذلها ، وعند خروج الحجاج ، سأله الناس : لمَ تراجعْتَ عن الرحيل إلى الحج؟!
أجاب : هُم أحوج منِّي.
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/literature_language/0/133050/#ixzz5jaHpryT9
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1