كم مَنزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى
وحنينهُ ابدًا لأولِ منزلِ
الفتاة الصغيرة التي بداخلي وَ الامرأة التي انا عليها الآن
ترغب كثيرًا بالعودة الى ذلك المَنزل الذي لطالما كان سدًا منيعًا للهزائم "ماما امشينا نروح لبيت بيبي"
كلّما دفعتني الرياح وحدها من أهتمت بجذوري
أتغطى الظهيرة بعباءة الجدّة وأمحو العالم بغفوة
في الشتاء عندما كنا نملك عشرة أعوام
حيث يكون معي "كلّي" واكون كاملة آنذاك
اذهب بعيدًا عن العالم و أحتمي بجدار بيت الجدّة
"بيبي والله محد ينام يم الحايط بس اني"
يكون الليل طويل و أعلم ان النجوم شاخصةٌ بسَمائَها
اعلم ان الحزن بعيد والخوف صغيرٌ أمام شعوريّ
اعلم ان كُل شيء هادئ حتى كركرات الإخوة و نباح الكلاب في الشوارع كان هادئًا كان القمر نائمٌ في حضن الغيمة الكبيرة و انا نائمة في آمان بيت وِداد
الجميع حُر هناك و الرغبات جميعها تتحقق كما لو أننا نصبح مُّحصنين ضد الألم سواء الجرح الصغير الذي في اصبع قدمي او المرض الذي يعالجهُ الأطباء
الان أُريد أرقد للنوم بدون الخوف والالام الجسد الذي لا يعلمهُ احد سوى الفتاة الصغيرة وخالقها ، حينذاك
كانت تعلم اننا سنسقط "بيبي دربالچن اكو نگرة هنا"
ف نسقط "بالنگرة فعلاً" و تأتي هي تداويّ الندوب التي تكادُ تكون معدومة ،
لم ترحل وحيدة ، بل اخذت معها الأرصفة و الأرز مع اللبن )الذي استلذ به معها) اخذت الحدائق و النوافذ اخذت (البسكت والچاي) وركن المطبخ الذي تجلس به أُمي اخذت مسكن الألم اخذت الحكايات
وجعلتني أردد دائماً : وين ما اروح التفت و الگاج يميّ بالوجوه الماتعرفج عفتي ذكرى بيه يوميه الجرح ياخذله سفرة ، والآن اعلم ان حياة واحدة معكِ لا تكفي وان الخرقة المقطوعة من ثوبك المُّعطر بالسعد والحناء لا يكفيني و انني لا زلت :
"ما ناسيكم ، صاحي ونايم أحلم بيكم" .
- فٰاطمة ثامِـر ،
٢٧ | أيلـول .