إن الساعة لآتية لا ريب فيها يا منير السعدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد، فقد أصبحنا نشعر أنه ليس يقين لا شك فيه، أشبه عند الصعافقة بشك لا يقين معه، من القيامة وأهوالها، وما فيها من الحساب والقصاص، وما فيها من العذاب والنكال، ولو لا ذلك لما كان حال الصعافقة هذا الحال، ولما هان عليهم دينهم، وغامروا بآخرتهم كل هذه المغامرة.
فهل يظن هؤلاء أنهم خالدون في الدنيا أبدا، وهم يرون مصارع من يليهم ومن خلا! ويرون يد الموت لا تكل ولا تفتر، فمن تخطته اليوم أخذته غدا. أم يظنون أن الله يخفى عليه ما انطوت عليه ضمائرهم وقلوبهم من الشر والإثم .. هيهات هيهات .. ولكنه الغرور والأماني الباطلة التي يمدهم بها الشيطان وحزبه...
فمن آخر ما أحدثوه، ما تفوه به منير السعدي، من قوله: (محمد بن هادي قاذف ثبت عليه القذف وإن برّأته المحكمة من حكم الجلد فلا يُنْفَ عنه بقية الأحكام المتعلّقة بحكم القذف كالفسق وردّ الشهادة وصفة الكذب واللعن في الدنيا والآخرة والوعيد بالعذاب الشديد).
ولا أريد أن أقف معه في كم كبير من الضلال الذي احتواه هذا الكلام الذي تظهر فيه لوثات مذهب الخوارج وغلوهم، فقد سبق نقاش كثير من هذا الضلال من قبل، وطالب الحق يكفيه دليل واحد، وأما المبطل فلو وضعت الشمس بين عينيه لما أبصر.
ولكني سأقف معه وقفة واحدة، وهي ما استجد من شأن الصعافقة في هذا الكلام، وهي سقطة شنيعة جدا، أربت وفاقت بمراحل سقطة صاحبه البخاري، عندما زعم أن محمدا بن هادي قاذف بنص كتاب الله، ألا وهي قوله: "واللعن في الدنيا والآخرة" فتقوّل هذا السعدي على الله بغير علم، ونسب إليه تعالى وتقدس سبحانه أنه يلعن فلانا من المعينين، وأن هذا اللعن واقع لا محالة بالمعني سواء برأته المحكمة أم لا، وسواء تاب فتاب الله عليه أم لا!!
فليت شعري هل أوحى الله إليك بذلك يا مسكين، أم أن الله أحيى لك رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أخبرك أن الله يلعن فلانا!! لقد والله جازفت وتهورت وتهوكت وأوقعك الله في شر عملك وخلقك، حتى أصبحت تكذب على أهل السماء، بعد أن كنت وصحبك تكذبون على أهل الأرض، وصرت ترجم بالغيب عن الله، تعالى الله عن قول الظالمين الأفاكين علوا كبيرا.
ولا يخفى أن ما أوقع منير السعدي فيما وقع فيه من الكذب على الله هي أمراضهم القديمة التي لأجلها وصفهم الشيخ محمد بن هادي بما وصفهم به، وهي أمراض عديدة يجملها لفظ الصعافقة، أما على التفصيل فهي كثيرة، منها: الظلم والبغي والتطاول على الشرع وعلى العلماء، والعناد والإصرار على الباطل، والكذب الذي وصلوا فيه الآن إلى الكذب على أهل السماء، بالإضافة إلى الجهل المتين، وما نحن بصدده من كلام منير السعدي عينة واحدة من هذا الجهل.
فليتهم حين وصفهم العلماء بما وصفوهم به اشتغلوا بإصلاح عيوبهم ومداوة أمراضهم وعللهم، ولو فعلوا ذلك لما وقع هذا السعدي فيما وقع فيه من القول الشنيع، والفرية العظيمة على الله تقدست أسماؤه، ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
إن الله تبارك اسمه علق حد القذف في الدنيا على وصف واحد وهو الإحصان، فقال عز وجل:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
النور (4) أما العقوبة الأخروية فقد علقت على ثلاثة أوصاف، وهي الإحصان والغفلة والإيمان، فقال سبحانه: ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ).
فهب أننا صدقناكم فيما تدعونه وتتمحلون في إثباته من إحصان ذلك الهولندي، فهل كان غافلا يا ترى، لا يخطر بباله شيء مما رمي به، طاهر القلب بريئا من هذا المرض، وهو في بلاد الكفر يباشر انحلالهم وشذوذهم ببصره وسمعه كلما غدا أو راح!!
أما إنك يا منير وقد رجمت بالغيب وتقولت على الله قولا عظيما، حتى أثبت اللعن بحق مسلم من المسلمين بناء على جهلك العريض، فيلزمك الآن أن تثبت وعلى الملأ أن ذلك الهولندي كان غافلا طاهرا نقيا، لم تحم الفاحشة حول قلبه أبدا، ولم ترواده نفسه بها قط، مع أنه يعيش بين ظهراني أهلها، يشاهدهم صباح مساء، وأن كل ما انتشر عنه من فسقه حتى طبق الآفاق، لم يخدش وجه عفته وغفلته أبدا، حتى استحق من يقذفه اللعن في الدنيا والآخرة!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد، فقد أصبحنا نشعر أنه ليس يقين لا شك فيه، أشبه عند الصعافقة بشك لا يقين معه، من القيامة وأهوالها، وما فيها من الحساب والقصاص، وما فيها من العذاب والنكال، ولو لا ذلك لما كان حال الصعافقة هذا الحال، ولما هان عليهم دينهم، وغامروا بآخرتهم كل هذه المغامرة.
فهل يظن هؤلاء أنهم خالدون في الدنيا أبدا، وهم يرون مصارع من يليهم ومن خلا! ويرون يد الموت لا تكل ولا تفتر، فمن تخطته اليوم أخذته غدا. أم يظنون أن الله يخفى عليه ما انطوت عليه ضمائرهم وقلوبهم من الشر والإثم .. هيهات هيهات .. ولكنه الغرور والأماني الباطلة التي يمدهم بها الشيطان وحزبه...
فمن آخر ما أحدثوه، ما تفوه به منير السعدي، من قوله: (محمد بن هادي قاذف ثبت عليه القذف وإن برّأته المحكمة من حكم الجلد فلا يُنْفَ عنه بقية الأحكام المتعلّقة بحكم القذف كالفسق وردّ الشهادة وصفة الكذب واللعن في الدنيا والآخرة والوعيد بالعذاب الشديد).
ولا أريد أن أقف معه في كم كبير من الضلال الذي احتواه هذا الكلام الذي تظهر فيه لوثات مذهب الخوارج وغلوهم، فقد سبق نقاش كثير من هذا الضلال من قبل، وطالب الحق يكفيه دليل واحد، وأما المبطل فلو وضعت الشمس بين عينيه لما أبصر.
ولكني سأقف معه وقفة واحدة، وهي ما استجد من شأن الصعافقة في هذا الكلام، وهي سقطة شنيعة جدا، أربت وفاقت بمراحل سقطة صاحبه البخاري، عندما زعم أن محمدا بن هادي قاذف بنص كتاب الله، ألا وهي قوله: "واللعن في الدنيا والآخرة" فتقوّل هذا السعدي على الله بغير علم، ونسب إليه تعالى وتقدس سبحانه أنه يلعن فلانا من المعينين، وأن هذا اللعن واقع لا محالة بالمعني سواء برأته المحكمة أم لا، وسواء تاب فتاب الله عليه أم لا!!
فليت شعري هل أوحى الله إليك بذلك يا مسكين، أم أن الله أحيى لك رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أخبرك أن الله يلعن فلانا!! لقد والله جازفت وتهورت وتهوكت وأوقعك الله في شر عملك وخلقك، حتى أصبحت تكذب على أهل السماء، بعد أن كنت وصحبك تكذبون على أهل الأرض، وصرت ترجم بالغيب عن الله، تعالى الله عن قول الظالمين الأفاكين علوا كبيرا.
ولا يخفى أن ما أوقع منير السعدي فيما وقع فيه من الكذب على الله هي أمراضهم القديمة التي لأجلها وصفهم الشيخ محمد بن هادي بما وصفهم به، وهي أمراض عديدة يجملها لفظ الصعافقة، أما على التفصيل فهي كثيرة، منها: الظلم والبغي والتطاول على الشرع وعلى العلماء، والعناد والإصرار على الباطل، والكذب الذي وصلوا فيه الآن إلى الكذب على أهل السماء، بالإضافة إلى الجهل المتين، وما نحن بصدده من كلام منير السعدي عينة واحدة من هذا الجهل.
فليتهم حين وصفهم العلماء بما وصفوهم به اشتغلوا بإصلاح عيوبهم ومداوة أمراضهم وعللهم، ولو فعلوا ذلك لما وقع هذا السعدي فيما وقع فيه من القول الشنيع، والفرية العظيمة على الله تقدست أسماؤه، ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
إن الله تبارك اسمه علق حد القذف في الدنيا على وصف واحد وهو الإحصان، فقال عز وجل:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
النور (4) أما العقوبة الأخروية فقد علقت على ثلاثة أوصاف، وهي الإحصان والغفلة والإيمان، فقال سبحانه: ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ).
فهب أننا صدقناكم فيما تدعونه وتتمحلون في إثباته من إحصان ذلك الهولندي، فهل كان غافلا يا ترى، لا يخطر بباله شيء مما رمي به، طاهر القلب بريئا من هذا المرض، وهو في بلاد الكفر يباشر انحلالهم وشذوذهم ببصره وسمعه كلما غدا أو راح!!
أما إنك يا منير وقد رجمت بالغيب وتقولت على الله قولا عظيما، حتى أثبت اللعن بحق مسلم من المسلمين بناء على جهلك العريض، فيلزمك الآن أن تثبت وعلى الملأ أن ذلك الهولندي كان غافلا طاهرا نقيا، لم تحم الفاحشة حول قلبه أبدا، ولم ترواده نفسه بها قط، مع أنه يعيش بين ظهراني أهلها، يشاهدهم صباح مساء، وأن كل ما انتشر عنه من فسقه حتى طبق الآفاق، لم يخدش وجه عفته وغفلته أبدا، حتى استحق من يقذفه اللعن في الدنيا والآخرة!!