• فضل يوم الجمعة، وبيان الحكمة من تفضيله على باقي الأيام، وأستحقاقه لما فيه من الخصائص والمزايا •
▫اختار الله عز وجل يوم الجمعة ليكون أعظم الأيام عنده عز وجل وقد أختصه تعالى لأمة خاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام، واختص هذا اليوم بأحداث عظام، ومزايا كبار كخلق الله لأدم عليه السلام يوم الجمعة وفيه قبض وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه النفخة وفيه الصعقة وإلى غير ذلك من الخصائص والفضائل التي جعلها الله سبباً لتفضيل هذا اليوم، وكانت سبباً لوجوب تعظيم هذا اليوم عند المسلمين، واتخاذه عيداً من الأسبوع والتي شرع الله فيه من الخصائص ما لم يشرع في غيره من الأيام .
▫ومن أعظم ما شرعه الله في هذا اليوم صلاة الجمعة، ومن أسباب تعظيم صلاة الجمعة هو الاختيار الرباني لها والتخصيص الإلهي لهذه الصلاة، وما في يومها من المزايا والفضائل التي قبلها وبعدها من السنن المشروعة في يوم الجمعة .
▫وهذا من مظاهر الربوبية لله عز وجل، حيث أنه سبحانه وتعالى ينفرد بتعظيم ما يشاء من خلقه، ويخص لهم ما يشاء من الخصائص سواء بالزمان أو المكان، لعلمه بالأفضلية وما فيها من المزايا، فهو الذي يفعل ما يشاء لحكمة يعلمها سبحانه، وقد جعل سبحانه كل الخير فيما أختاره لخلقه .
❍ قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" فإن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات ، قال الله تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/٦٨...وإذا تأملت أحوال هذا الخلق ، رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته ، وكمال حكمته وعلمه وقدرته ، وأنه الله الذي لا إله إلا هو ، فلا شريك له يَخلُقُ كخلقه ، ويختار كاختياره ، ويدبر كتدبيره ، فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته ، وأكبر شواهد وحدانيته ، وصفات كماله ، وصدق رسله " انتهى باختصار من " زاد المعاد " (١/٤٠-٤٣) .
▫وقد جعل سبحانه هناك أسباب لهذا الأختيار والتخصيص الذاتي لما ميزه تعالى، سواء كان تخصيص في المكان أو الشخص أو الليلة أو الزمان أو وقت من الأوقات، كل ذلك يرجع تفضيله لله سبحانه وتعالى وأختياره له لما يؤهله عما سواه من المزايا والخصائص وبالتالي فالتفضيل، وقد تكلم عن هذا الشأن ابن القيم رحمه الله وأوضح وجه هذا التفضيل .
❍ قال رحمه الله " ولم يوفق لفهم هذا المعنى مَنْ سوَّى بين الأعيان والأفعال والأزمان والأماكن ، وزعم أنه لا مزية لشيء منها على شيء ، وإنما هو مجرد الترجيح بلا مرجح ، وهذا القول باطل بأكثر من أربعين وجها قد ذكرت في غير هذا الموضع ، ويكفي تصور هذا المذهب الباطل في فساده...والله سبحانه وتعالى قد رد هذا القول الباطل بقوله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/١٢٤، قال الله تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/١٢٤، أي : ليس كل أحد أهلا ولا صالحا لتحمل رسالته ، بل لها محال مخصوصة لا تليق إلا بها ، ولا تصلح إلا لها ، والله أعلم بهذه المحال منكم ، ولو كانت الذوات متساوية - كما قال هؤلاء - لم يكن في ذلك رد عليهم .
وكذلك قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/٥٣ أي : هو سبحانه أعلم بمن يشكره على نعمته فيختصه بفضله ويمن عليه ، ممن لا يشكره ؛ فليس كل محل يصلح لشكره ، واحتمال منته ، والتخصيص بكرامته ، فذوات ما اختاره واصطفاه ، من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها ، مشتملة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها ، ولأجلها اصطفاها الله ، وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفات ، وخصها بالاختيار ، فهذا خلقه ، وهذا اختياره : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/٦٨... والله سبحانه لا يخصص شيئا ، ولا يفضله ويرجحه إلا لمعنى يقتضي تخصيصه وتفضيله ، نعم هو معطي ذلك المرجح وواهبه ، فهو الذي خلقه ، ثُمَّ اختاره بعد خلقه " انتهى باختصار من " زاد المعاد " (١/٥٣-٥٤) .
▫فكل هذه الفضائل التي في يوم الجمعة ومن أهمها صلاة الجمعة وغيرها من الفضائل قد أختصها الله تعالى لهذا اليوم العظيم لعلمه بما يؤهلها له، لوجه المناسبة على ما جعل فيه من الخصائص الجليلة والأحداث العظيمة الماضية والباقية .
#الإدارة . قناة أروع الإسلاميات على التلغرام .
https://telegram.me/alislamea
▫اختار الله عز وجل يوم الجمعة ليكون أعظم الأيام عنده عز وجل وقد أختصه تعالى لأمة خاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام، واختص هذا اليوم بأحداث عظام، ومزايا كبار كخلق الله لأدم عليه السلام يوم الجمعة وفيه قبض وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه النفخة وفيه الصعقة وإلى غير ذلك من الخصائص والفضائل التي جعلها الله سبباً لتفضيل هذا اليوم، وكانت سبباً لوجوب تعظيم هذا اليوم عند المسلمين، واتخاذه عيداً من الأسبوع والتي شرع الله فيه من الخصائص ما لم يشرع في غيره من الأيام .
▫ومن أعظم ما شرعه الله في هذا اليوم صلاة الجمعة، ومن أسباب تعظيم صلاة الجمعة هو الاختيار الرباني لها والتخصيص الإلهي لهذه الصلاة، وما في يومها من المزايا والفضائل التي قبلها وبعدها من السنن المشروعة في يوم الجمعة .
▫وهذا من مظاهر الربوبية لله عز وجل، حيث أنه سبحانه وتعالى ينفرد بتعظيم ما يشاء من خلقه، ويخص لهم ما يشاء من الخصائص سواء بالزمان أو المكان، لعلمه بالأفضلية وما فيها من المزايا، فهو الذي يفعل ما يشاء لحكمة يعلمها سبحانه، وقد جعل سبحانه كل الخير فيما أختاره لخلقه .
❍ قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" فإن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات ، قال الله تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/٦٨...وإذا تأملت أحوال هذا الخلق ، رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته ، وكمال حكمته وعلمه وقدرته ، وأنه الله الذي لا إله إلا هو ، فلا شريك له يَخلُقُ كخلقه ، ويختار كاختياره ، ويدبر كتدبيره ، فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته ، وأكبر شواهد وحدانيته ، وصفات كماله ، وصدق رسله " انتهى باختصار من " زاد المعاد " (١/٤٠-٤٣) .
▫وقد جعل سبحانه هناك أسباب لهذا الأختيار والتخصيص الذاتي لما ميزه تعالى، سواء كان تخصيص في المكان أو الشخص أو الليلة أو الزمان أو وقت من الأوقات، كل ذلك يرجع تفضيله لله سبحانه وتعالى وأختياره له لما يؤهله عما سواه من المزايا والخصائص وبالتالي فالتفضيل، وقد تكلم عن هذا الشأن ابن القيم رحمه الله وأوضح وجه هذا التفضيل .
❍ قال رحمه الله " ولم يوفق لفهم هذا المعنى مَنْ سوَّى بين الأعيان والأفعال والأزمان والأماكن ، وزعم أنه لا مزية لشيء منها على شيء ، وإنما هو مجرد الترجيح بلا مرجح ، وهذا القول باطل بأكثر من أربعين وجها قد ذكرت في غير هذا الموضع ، ويكفي تصور هذا المذهب الباطل في فساده...والله سبحانه وتعالى قد رد هذا القول الباطل بقوله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/١٢٤، قال الله تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/١٢٤، أي : ليس كل أحد أهلا ولا صالحا لتحمل رسالته ، بل لها محال مخصوصة لا تليق إلا بها ، ولا تصلح إلا لها ، والله أعلم بهذه المحال منكم ، ولو كانت الذوات متساوية - كما قال هؤلاء - لم يكن في ذلك رد عليهم .
وكذلك قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/٥٣ أي : هو سبحانه أعلم بمن يشكره على نعمته فيختصه بفضله ويمن عليه ، ممن لا يشكره ؛ فليس كل محل يصلح لشكره ، واحتمال منته ، والتخصيص بكرامته ، فذوات ما اختاره واصطفاه ، من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها ، مشتملة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها ، ولأجلها اصطفاها الله ، وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفات ، وخصها بالاختيار ، فهذا خلقه ، وهذا اختياره : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/٦٨... والله سبحانه لا يخصص شيئا ، ولا يفضله ويرجحه إلا لمعنى يقتضي تخصيصه وتفضيله ، نعم هو معطي ذلك المرجح وواهبه ، فهو الذي خلقه ، ثُمَّ اختاره بعد خلقه " انتهى باختصار من " زاد المعاد " (١/٥٣-٥٤) .
▫فكل هذه الفضائل التي في يوم الجمعة ومن أهمها صلاة الجمعة وغيرها من الفضائل قد أختصها الله تعالى لهذا اليوم العظيم لعلمه بما يؤهلها له، لوجه المناسبة على ما جعل فيه من الخصائص الجليلة والأحداث العظيمة الماضية والباقية .
#الإدارة . قناة أروع الإسلاميات على التلغرام .
https://telegram.me/alislamea