قال : والله ما يبكيني واحدة من اثنتين : ما أبكي حبا بالدنيا ولا كراهية للقاء الله، قال سعد: فما يبكيك بعد ثمانين؟ قال : يبكيني أن خليلي عهـد إلى عهداً قال : «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، وإنا قد خشينا أنا قد تعدينا .
فهـذا عجيب أن تبلغ الخشية عند سلمان رضي الله عنه إلى هذا الحد مع أنه ضرب الأمثلة الرائعة في الزهد والورع، فهو الذي كان يسكن في بيت من الخوص وهو أمير المدائن!
إنه الإيمان القوي الذي يصنع العجائب، حيث يصفو التفكير فيكون منطلقا نحو الآخرة وما فيها من حساب وجزاء فيتصور صاحبه أنه قد قصر في عمل الآخرة مع أنه قد بلغ درجات عالية في الكمال .
لقد كانت أقوال الرسول ﷺ وتوجيهاته الحكيمة ماثلة أمام أعين الصحابة رضي الله عنهم طوال حياتهم فكانت سدا منيعا يحول بينهم وبين التوغل في الدنيا .
لقد كانوا يسمعون منه ﷺ بوعي وإدراك وعزم أكيد على التنفيذ، ثم يطبقون حالا ما سمعوا عمليا، لا يعتريهم الكسل، ولا يدب إلى حياتهم طول الأمل، ولا تزيدهم سني العمر الطويلة إلا مضاعفة في الخشية ومزيدا من العمل الصالح
وترقيا في مدراج التقوى والحذر من الفتن .
قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه أولئك أصحاب محمد – ﷺ -، كانوا أفضل هذه الأمة: أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلَّها تكلّفا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)
رضوان الله على الصحابة الكرام أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المراجع 📚
[الحافظ الذهبي سير اعلام النبلاء ١/٥٥٦]
[ابن عبد البر جامع بيان العلم وفضله ٢/٩٤]
فهـذا عجيب أن تبلغ الخشية عند سلمان رضي الله عنه إلى هذا الحد مع أنه ضرب الأمثلة الرائعة في الزهد والورع، فهو الذي كان يسكن في بيت من الخوص وهو أمير المدائن!
إنه الإيمان القوي الذي يصنع العجائب، حيث يصفو التفكير فيكون منطلقا نحو الآخرة وما فيها من حساب وجزاء فيتصور صاحبه أنه قد قصر في عمل الآخرة مع أنه قد بلغ درجات عالية في الكمال .
لقد كانت أقوال الرسول ﷺ وتوجيهاته الحكيمة ماثلة أمام أعين الصحابة رضي الله عنهم طوال حياتهم فكانت سدا منيعا يحول بينهم وبين التوغل في الدنيا .
لقد كانوا يسمعون منه ﷺ بوعي وإدراك وعزم أكيد على التنفيذ، ثم يطبقون حالا ما سمعوا عمليا، لا يعتريهم الكسل، ولا يدب إلى حياتهم طول الأمل، ولا تزيدهم سني العمر الطويلة إلا مضاعفة في الخشية ومزيدا من العمل الصالح
وترقيا في مدراج التقوى والحذر من الفتن .
قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه أولئك أصحاب محمد – ﷺ -، كانوا أفضل هذه الأمة: أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلَّها تكلّفا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)
رضوان الله على الصحابة الكرام أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المراجع 📚
[الحافظ الذهبي سير اعلام النبلاء ١/٥٥٦]
[ابن عبد البر جامع بيان العلم وفضله ٢/٩٤]