🎤
خطبةجمعةبعنوان👇
(الحكمة من رحلتي الإسراءوالمعراج)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمدُ لله العظيم الشأن ، الكبير السلطان....خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان ...أحسن كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان ،
-أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان ،
وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، ...
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، ..
عـــــــالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب،
إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ
وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ
ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُـاً
ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ
أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ
يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ
وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت
فموصـولٌ بها الفرجِ القريب
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. كلمة قامت بها السماوات السبع والأرض المهاد، وخضع لها جميع العباد ،
لا يَنبتُ اليأسُ في روحٍ مُحلِّقةٍ
فضَاؤها الرَّحبُ حُسْنُ الظنِّ باللهِ
فصَلِّ يا خيرَ مَن صلَّى على بَشَرٍ
على خَليلِكَ أعلى القَدرِ والجَاهِ
وانصرْ عبادَكَ في أكنَافِ غَزَّةَ مَا
دعَـاكَ داعٍ وصلَّى كُـلُّ أوَّاهِ
-وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض وشفيع الخلق يوم المعاد..
يُصَلِّي عَليكَ الفُـؤادُ الَّذي
يُغَنِّي بِحُبِّكِ … يَشتاقُ لَكْ!
بِكَ اللهُ أَكْـمَـلَ دِينَ الهُدَىٰ
فَجَلَّىٰ عنِ العالمينَ الحَلَكْ
وَبَـانَتْ تَـفَـاصيلُ دَرْبٍ يَرَىٰ
صَباحَ تَـبَاشِيرِهِ … مَنْ سَلَكْ
عَـلـيكَ الـصَّـلَاةُ مِنَ اللهِ مَنْ
هَـداكَ ومَنْ بالهُدَىٰ أَرْسَلَكْ
-صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...
أمَّا بَعْــــــــد :-
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولابتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102].
-أيها الأحبةالكرام:
في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى، توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.
أما هدف هذه المعجزة، والحكمة منها... فيتمثل في أمور.... من أهمها:
-أن الله -عز وجل- أراد أن يتيح لرسوله صلى الله عليه وسلم فرصة الاطلاع على المظاهر الكبرى لقدرته؛ ..حتى يملأ قلبه ثقة فيه، ..واستنادا إليه؛ ..حتى يزداد قوة في مهاجمة سلطان الكفار القائم في الأرض،...
في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى،.. توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.
والآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة؛ منها:
-الذهاب إلى بيت المقدس،.. والعروج إلى السماء، ...ورؤية الأنبياء، والمرسلين،.. والملائكة،.. والسموات، والجنة، والنار، ونماذج من النعيم والعذاب…وغيرها كثير..
كان حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، ..وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: ((لنريه من آياتنا)) [الإسراء: 1] ..وفي سورة النجم بقوله: ((لقد رأى من آيات ربه الكبرى)) [النجم: 18].
وفي الإسراء والمعراج علوم، وأسرار، ودقائق ودروس، وعبر.
يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: «لم يكن الإسراء مجرد حادث فردي بسيط رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السموات، والأرض مشاهدة، عيانا...
بل– زيادة إلى ذلك...اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معان دقيقة كثيرة،... وشارات حكيمة بعيدة المدى.. فقد ضمت قصة الإسراء، وأعلنت السورتان الكريمتان اللتان نزلتا في شأنه «الإسراء» و«النجم»: أن محمدا صلى الله عليه وسلم ...هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه، وفي إسرائه:
(مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى)،.. وصلى بالأنبياء خلفه،...فكان هذا إيذانا بعموم رسالته،.. وخلود إمامته، وإنسانية تعاليمه،... وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان،... وأفادت سورة الإسراء... تعيين شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصف إمامته، وقيادته، وتحديد مكانة الأمة التي بعث فيها،...وآمنت به،...وبيان رسالتها ودورها الذي ستمثله في العالم، ومن بين الشعوب، والأمم.
أولا: قصة الإسراء والمعراج كما جاءت في بعض الأحاديث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتيت بالبراق -وهو دابة دون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه- قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة؛ التي يربط به الأنبياء. قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة».. فذكر الحديث [مسلم (162)].
خطبةجمعةبعنوان👇
(الحكمة من رحلتي الإسراءوالمعراج)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمدُ لله العظيم الشأن ، الكبير السلطان....خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان ...أحسن كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان ،
-أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان ،
وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، ...
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، ..
عـــــــالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب،
إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ
وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ
ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُـاً
ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ
أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ
يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ
وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت
فموصـولٌ بها الفرجِ القريب
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. كلمة قامت بها السماوات السبع والأرض المهاد، وخضع لها جميع العباد ،
لا يَنبتُ اليأسُ في روحٍ مُحلِّقةٍ
فضَاؤها الرَّحبُ حُسْنُ الظنِّ باللهِ
فصَلِّ يا خيرَ مَن صلَّى على بَشَرٍ
على خَليلِكَ أعلى القَدرِ والجَاهِ
وانصرْ عبادَكَ في أكنَافِ غَزَّةَ مَا
دعَـاكَ داعٍ وصلَّى كُـلُّ أوَّاهِ
-وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض وشفيع الخلق يوم المعاد..
يُصَلِّي عَليكَ الفُـؤادُ الَّذي
يُغَنِّي بِحُبِّكِ … يَشتاقُ لَكْ!
بِكَ اللهُ أَكْـمَـلَ دِينَ الهُدَىٰ
فَجَلَّىٰ عنِ العالمينَ الحَلَكْ
وَبَـانَتْ تَـفَـاصيلُ دَرْبٍ يَرَىٰ
صَباحَ تَـبَاشِيرِهِ … مَنْ سَلَكْ
عَـلـيكَ الـصَّـلَاةُ مِنَ اللهِ مَنْ
هَـداكَ ومَنْ بالهُدَىٰ أَرْسَلَكْ
-صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...
أمَّا بَعْــــــــد :-
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولابتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102].
-أيها الأحبةالكرام:
في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى، توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.
أما هدف هذه المعجزة، والحكمة منها... فيتمثل في أمور.... من أهمها:
-أن الله -عز وجل- أراد أن يتيح لرسوله صلى الله عليه وسلم فرصة الاطلاع على المظاهر الكبرى لقدرته؛ ..حتى يملأ قلبه ثقة فيه، ..واستنادا إليه؛ ..حتى يزداد قوة في مهاجمة سلطان الكفار القائم في الأرض،...
في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى،.. توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.
والآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة؛ منها:
-الذهاب إلى بيت المقدس،.. والعروج إلى السماء، ...ورؤية الأنبياء، والمرسلين،.. والملائكة،.. والسموات، والجنة، والنار، ونماذج من النعيم والعذاب…وغيرها كثير..
كان حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، ..وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: ((لنريه من آياتنا)) [الإسراء: 1] ..وفي سورة النجم بقوله: ((لقد رأى من آيات ربه الكبرى)) [النجم: 18].
وفي الإسراء والمعراج علوم، وأسرار، ودقائق ودروس، وعبر.
يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: «لم يكن الإسراء مجرد حادث فردي بسيط رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السموات، والأرض مشاهدة، عيانا...
بل– زيادة إلى ذلك...اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معان دقيقة كثيرة،... وشارات حكيمة بعيدة المدى.. فقد ضمت قصة الإسراء، وأعلنت السورتان الكريمتان اللتان نزلتا في شأنه «الإسراء» و«النجم»: أن محمدا صلى الله عليه وسلم ...هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه، وفي إسرائه:
(مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى)،.. وصلى بالأنبياء خلفه،...فكان هذا إيذانا بعموم رسالته،.. وخلود إمامته، وإنسانية تعاليمه،... وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان،... وأفادت سورة الإسراء... تعيين شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصف إمامته، وقيادته، وتحديد مكانة الأمة التي بعث فيها،...وآمنت به،...وبيان رسالتها ودورها الذي ستمثله في العالم، ومن بين الشعوب، والأمم.
أولا: قصة الإسراء والمعراج كما جاءت في بعض الأحاديث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتيت بالبراق -وهو دابة دون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه- قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة؛ التي يربط به الأنبياء. قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة».. فذكر الحديث [مسلم (162)].