ولكنها سرعان ما تَزول وتذهب،
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ « يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا ، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ ، فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا . وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ . وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ)
أيها المؤمنون عباد الله :
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : صورة مانعي الزكاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ على أقبالهم رِقاع وعلى أدبارهم رِقاع، يَسرَحون كما تسرح الإبلُ والغنم، ويأكلون الضَّريع والزقُّوم، ورَضْفَ جهنَّم وحجارتَها!
قال: (فما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذي لا يؤدُّون صدَقات أموالهم، وما ظلَمَهم الله تعالى شيئًا، وما الله بظَلاَّم للعبيد).
فهؤلاء الذين يُقدِّسون أموالهم ويضَعونها في مستَوى كرامتهم وإنسانيتهم – تُعساءُ أذِلاَّء،
وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ،تَعِسَ وَانْتَكَسَ ،وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ )،
ومن ثَم حُرِم مانِعو الزكاة في هذه المرئية من ثوبٍ سابغ يَستُر أجسادهم، وإنما الذي نالوه فقط رِقاعٌ على السَّوءتين، وضَريعٌ وزقُّوم ورضفُ جهنم وحجارتها؛ يَأكلونها فتُقطِّع أمعاءهم. هذا ما نالوه من أموالٍ تكَدَّست ومُلئت بها الخزائن، أما الباقي فلِغَيرهم؛ لِمَن ورثوه يُبدِّدونه في مَلاذِّهم وأهوائهم...
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...
و أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد /
أيها المسلمون :
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : رأى قبر ماشطة بنت فرعون، ووجد ريحاً طيبة
فقال: “يا جبريل، ما هذه الرائحة؟
قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها”.
ففي صحيح ابن حبان : (عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة فقلت ما هذا يا جبريل؟
فقال هذه ماشطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله ،
فقالت بنت فرعون أبي ؟
قالت ربي وربك ورب أبيك .
قالت أقول له؟
قالت قولي.
فقالت فقال لها ألك رب غيري ؟
قالت ربي وربك الذي في السماء .
فأحمي لها زيت في قدر من نحاس ، ولما صار الزيت يغلي وضع أولادها واحدا تلو الآخر في ذلك الزيت ،
ولما جاء الدور على ولدها الخامس وكان رضيعا ، أشفقت عليه ، فأنطقه الله ، وقال يا أماه أثبتي فإنك على الحق،
وقبل أن يضعها بعد أولادها في ذلك الزيت ،
قالت له : إن لي إليك حاجة .
قال وما حاجتك؟
قالت : أن تجمع بين عظامي وبين عظام أولادي ،
قال ذلك لك لما لك علينا من الحق.)،
كما رأى النبي في رحلته، الهمّازَون اللمًّازون من أمتنا، وأقوام يُقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون، فيقال لأحدهم: “كُل كمَا كنت تأكل لحم أخيك”،
كما رأى الذين يغتابون الناس ، رأى قوم لهم أظافر من نحاس، يخمشون بها وجوههم وصدورهم،
ففي مسند أحمد : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟
قَالَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ »،
ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا، وبين أيديهم اللحم الطيب النضج،
قال: “من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال، فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح)،
فالمؤمن ينأى بمائه أن يضعه إلا في موضعه،
فالنفس الهابطة العفنة فإنها لا تبالي أن يكون الفراش طاهرا”.
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ « يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا ، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ ، فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا . وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ . وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ)
أيها المؤمنون عباد الله :
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : صورة مانعي الزكاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ على أقبالهم رِقاع وعلى أدبارهم رِقاع، يَسرَحون كما تسرح الإبلُ والغنم، ويأكلون الضَّريع والزقُّوم، ورَضْفَ جهنَّم وحجارتَها!
قال: (فما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذي لا يؤدُّون صدَقات أموالهم، وما ظلَمَهم الله تعالى شيئًا، وما الله بظَلاَّم للعبيد).
فهؤلاء الذين يُقدِّسون أموالهم ويضَعونها في مستَوى كرامتهم وإنسانيتهم – تُعساءُ أذِلاَّء،
وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ،تَعِسَ وَانْتَكَسَ ،وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ )،
ومن ثَم حُرِم مانِعو الزكاة في هذه المرئية من ثوبٍ سابغ يَستُر أجسادهم، وإنما الذي نالوه فقط رِقاعٌ على السَّوءتين، وضَريعٌ وزقُّوم ورضفُ جهنم وحجارتها؛ يَأكلونها فتُقطِّع أمعاءهم. هذا ما نالوه من أموالٍ تكَدَّست ومُلئت بها الخزائن، أما الباقي فلِغَيرهم؛ لِمَن ورثوه يُبدِّدونه في مَلاذِّهم وأهوائهم...
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...
و أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد /
أيها المسلمون :
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : رأى قبر ماشطة بنت فرعون، ووجد ريحاً طيبة
فقال: “يا جبريل، ما هذه الرائحة؟
قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها”.
ففي صحيح ابن حبان : (عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة فقلت ما هذا يا جبريل؟
فقال هذه ماشطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله ،
فقالت بنت فرعون أبي ؟
قالت ربي وربك ورب أبيك .
قالت أقول له؟
قالت قولي.
فقالت فقال لها ألك رب غيري ؟
قالت ربي وربك الذي في السماء .
فأحمي لها زيت في قدر من نحاس ، ولما صار الزيت يغلي وضع أولادها واحدا تلو الآخر في ذلك الزيت ،
ولما جاء الدور على ولدها الخامس وكان رضيعا ، أشفقت عليه ، فأنطقه الله ، وقال يا أماه أثبتي فإنك على الحق،
وقبل أن يضعها بعد أولادها في ذلك الزيت ،
قالت له : إن لي إليك حاجة .
قال وما حاجتك؟
قالت : أن تجمع بين عظامي وبين عظام أولادي ،
قال ذلك لك لما لك علينا من الحق.)،
كما رأى النبي في رحلته، الهمّازَون اللمًّازون من أمتنا، وأقوام يُقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون، فيقال لأحدهم: “كُل كمَا كنت تأكل لحم أخيك”،
كما رأى الذين يغتابون الناس ، رأى قوم لهم أظافر من نحاس، يخمشون بها وجوههم وصدورهم،
ففي مسند أحمد : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟
قَالَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ »،
ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا، وبين أيديهم اللحم الطيب النضج،
قال: “من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال، فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح)،
فالمؤمن ينأى بمائه أن يضعه إلا في موضعه،
فالنفس الهابطة العفنة فإنها لا تبالي أن يكون الفراش طاهرا”.