فاتقوا الله عباد الله: واستغفروه وتوبوا إليه، وترجموا أخلاق دينكم الحنيف إلى واقع فى حياتكم تفوزوا برضوان ربكم جل وعلا،
أقول قولى هذا، واستغفر الله العظيم لى ولكم..
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الإسلام دين الرحمة والتسماح والعدل والإخاء جاء لإسعاد الإنسانية؛ فنجده يُرسخ مفهوم التعايش السلمى؛ فالناس على اختلافهم إخوة في الإنسانية تنشأ بينهم علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية قوامها التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمنافع
ثالثاً: التعايش السلمى؛ لقد رسخ الإسلام مفهوم التعايش السلمى بين الناس جميعاً، فلم يفرق بين إنسان وآخر من أجل لونه أو جنسه أو دينه؛ قال تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات: ١٣)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ» رواه الترمذي.
ومن الشواهد التاريخية على ترسيخ الإسلام لمبدأ التعايش السلمي بين جميع الناس:
- صحيفة المدينة المنورة؛ لقد كانت صحيفة المدينة بمثابة دستور للتعايش السلمى وضح فيه سيدنا رسول الله ﷺ دعائم الإخوة بين الناس جميعاً وأمن اليهود على دينهم وأموالهم وعاهدهم على الحماية والنصرة فكتب ﷺ كتاباً بين المهاجرين والأنصار ووادع اليهود..
قال ابن القيم رحمه الله: وادع رسول الله من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتاب وبادر حبرهم عبدالله بن سلام فدخل في الإسلام.. زاد المعاد.
وهذا خير شاهد على أن الإسلام دين التعايش السلمي لقد استوعبت تشريعاته كل الملل والنحل الأخرى فجعل للإنسان حقوقاً فاقت كل ما أنتجه الفكر البشرى في مجال حقوق الإنسان؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
«يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ» أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان.
- كتاب سيدنا رسول الله ﷺ لنصارى نجران؛ لقد وفد نصارى نجران على النبي ﷺ بالمدينة المنورة فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال: «دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم وكتب لهم النبي عهداً وقال فيه: «لنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل دين النصارى في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله ﷺ على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير أن احمى جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبٍيعهم وبيوت صلواتهم أن لهم ما على المسلمين وعلى المسلمين ما عليهم حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم» زاد المعاد.
-
- ولم يكن هذا مجرد ميثاق لا حظ له في أرض الواقع بل طبق النبي ﷺ ذلك عملياً وخلفاؤه فلم يهدموا كنيسة ولا صومعة بل صانوا جميع أماكن العبادة واحترموها؛ فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه لما كان في طريقه إلى الشام رأى معبداً لليهود قد غيبه الرومان بالتراب فأخذ يزيل عنه التراب حتى يتمكن اليهود من معاودة العبادة فيه مرة أخرى.
- موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند فتح بيت المقدس عام ١٥ - ١٦ هجرياً؛ لقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهل إيلياء عهد أمان عرف بالعهدة العمرية فأعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وبرهم وبحرهم وأن لا ينتقص من ذلك شىء؛ وكذلك فقد رفض رضي الله عنه أن يصلى داخل الكنيسة لئلا يتخذها المسلمون مسجداً مبررين ذلك بقولهم هنا صلى عمر وصلى خارجها وبجوارها بنى مسجد عمر بن الخطاب ولا يزال قائم إلى يومنا هذا ليكون خير شاهد على أن الإسلام دين السلام؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)،
-
- عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه لما فتح مصر؛ أحسن إلى القبط ورد الأنبا بنيامين إلى كنيسته وأعطاه أماناً لأهل ملته بعدما كان القبط مضطهدون من إخوتهم في الدين النصارى الرومان؛ فساد السلام أرض مصر وجميع الأراضي التي فتحها المسلمون.
-
اللهم اجعل مصر آمنا أماناً وسلما سلاماً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
وأقم الصلاة؛
أقول قولى هذا، واستغفر الله العظيم لى ولكم..
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الإسلام دين الرحمة والتسماح والعدل والإخاء جاء لإسعاد الإنسانية؛ فنجده يُرسخ مفهوم التعايش السلمى؛ فالناس على اختلافهم إخوة في الإنسانية تنشأ بينهم علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية قوامها التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمنافع
ثالثاً: التعايش السلمى؛ لقد رسخ الإسلام مفهوم التعايش السلمى بين الناس جميعاً، فلم يفرق بين إنسان وآخر من أجل لونه أو جنسه أو دينه؛ قال تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات: ١٣)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ» رواه الترمذي.
ومن الشواهد التاريخية على ترسيخ الإسلام لمبدأ التعايش السلمي بين جميع الناس:
- صحيفة المدينة المنورة؛ لقد كانت صحيفة المدينة بمثابة دستور للتعايش السلمى وضح فيه سيدنا رسول الله ﷺ دعائم الإخوة بين الناس جميعاً وأمن اليهود على دينهم وأموالهم وعاهدهم على الحماية والنصرة فكتب ﷺ كتاباً بين المهاجرين والأنصار ووادع اليهود..
قال ابن القيم رحمه الله: وادع رسول الله من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتاب وبادر حبرهم عبدالله بن سلام فدخل في الإسلام.. زاد المعاد.
وهذا خير شاهد على أن الإسلام دين التعايش السلمي لقد استوعبت تشريعاته كل الملل والنحل الأخرى فجعل للإنسان حقوقاً فاقت كل ما أنتجه الفكر البشرى في مجال حقوق الإنسان؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
«يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ» أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان.
- كتاب سيدنا رسول الله ﷺ لنصارى نجران؛ لقد وفد نصارى نجران على النبي ﷺ بالمدينة المنورة فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال: «دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم وكتب لهم النبي عهداً وقال فيه: «لنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل دين النصارى في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله ﷺ على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير أن احمى جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبٍيعهم وبيوت صلواتهم أن لهم ما على المسلمين وعلى المسلمين ما عليهم حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم» زاد المعاد.
-
- ولم يكن هذا مجرد ميثاق لا حظ له في أرض الواقع بل طبق النبي ﷺ ذلك عملياً وخلفاؤه فلم يهدموا كنيسة ولا صومعة بل صانوا جميع أماكن العبادة واحترموها؛ فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه لما كان في طريقه إلى الشام رأى معبداً لليهود قد غيبه الرومان بالتراب فأخذ يزيل عنه التراب حتى يتمكن اليهود من معاودة العبادة فيه مرة أخرى.
- موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند فتح بيت المقدس عام ١٥ - ١٦ هجرياً؛ لقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهل إيلياء عهد أمان عرف بالعهدة العمرية فأعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وبرهم وبحرهم وأن لا ينتقص من ذلك شىء؛ وكذلك فقد رفض رضي الله عنه أن يصلى داخل الكنيسة لئلا يتخذها المسلمون مسجداً مبررين ذلك بقولهم هنا صلى عمر وصلى خارجها وبجوارها بنى مسجد عمر بن الخطاب ولا يزال قائم إلى يومنا هذا ليكون خير شاهد على أن الإسلام دين السلام؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)،
-
- عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه لما فتح مصر؛ أحسن إلى القبط ورد الأنبا بنيامين إلى كنيسته وأعطاه أماناً لأهل ملته بعدما كان القبط مضطهدون من إخوتهم في الدين النصارى الرومان؛ فساد السلام أرض مصر وجميع الأراضي التي فتحها المسلمون.
-
اللهم اجعل مصر آمنا أماناً وسلما سلاماً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
وأقم الصلاة؛