أيُّهم يسبق فيظفرُ بالأجر، ولا يأتي في بال أحدهم أنَّه أفضل من غيره في خدمة والديه، فإنَّ الفضل فضل الله أن منَّ عليه بخدمتهما، ولكم أن تتصوروا بيتاً لا تعاون فيه، ما هو حاله.
خامساً من مقومات البيت الناجح: كثرة ذكر الله فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"(أخرجه مسلم)، فإذا رأيت أهل البيت هذا يصلي النافلة ويقوم الليل، وهذا يتلو القرآن الكريم، وآخر يدعو ويستغفر ويُسبِّح، وآخر يقرأ في علم نافع يرفع عنه الجهل، وإذا دخل أحدهم البيت ذكر الله وسلَّم على أهله، فإنَّ هذا من أعظم مقومات البيت الناجح السعيد، فأحيوا بيوتكم بذكر الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"(أخرجه مسلم).
سادساً من مقومات البيت الناجح: الحرص على نظافته الحسية والمعنوية وتعاون أفراده على ذلك.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: سابعاً من مقومات البيت الناجح: عدم التكلف في تأثيثه، ذلك أنَّ بعض الناس قد يضطر إلى الاقتراض لأجل تكلُّفه في الأثاث، فيصاب بالهمِّ والغم، كيف يُسدده ومتى يقضيه؟ ولو أنَّه اكتفى بما يقدر عليه من أثاث وتبسَّط في ذلك لما تكدَّر همَّاً وغمَّاً، وأنتم ترون كيف الناس يحنُّون إلى البساطة في حياتهم، ولا يحبُّون التكلف فيها، وكما قيل: الكلفة ترفع الألفة.
ثامناً من مقومات البيت الناجح: تخلُّق أهله بالرفق، كلٌّ منهم يرفق بالآخر، فإنَّ ذلك مفتاح عظيم من مفاتيح سعادة أهل البيت، والرفق إذا حلَّ في البيت حلَّ فيه خير عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَرَادَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني) فرفق أهل البيت بعضهم لبعض، رفق في التعامل، رفق في التخاطب، رفق في التفاهم رفق في المناقشة، رفق في حل المشاكل، من أهم الأمور التي تجعل أهل البيت في سعادة، فلا غلظة ولا قسوة ولا صراخ ولا تراشق للعبارات الغليظة، ولا غضب يغلِب هذا أو ذاك، هذا من أهمِّ مقومات البيت الناجح.
تاسعاً من مقومات البيت الناجح: قلَّ بيت إلا وفيه خلاف في بعض وجهات النظر بين الأب والأمِّ، وعليهما حل ذلك فيما بينهما، ولا يصلح أن يظهر ذلك عند الأبناء، وعلى الزوج أن يصبر على زوجته وأن تصبر هي عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(أخرجه مسلم)، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لزوجته: "إذا رأيتني غ ضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب"، وقال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].
عباد الله: ومن مقومات البيت الناجح: التسامح بين أفراده، وحسن اعتذار المخطئ إن أخطأ في حق أحدهم، وقبول الاعتذار، وأهمية تخلقهم بخلق العفو والصفح.
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
اللهم اغفر ذنوبنا، ووسع لنا في دورنا، وبارك في أرزاقنا.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
خامساً من مقومات البيت الناجح: كثرة ذكر الله فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"(أخرجه مسلم)، فإذا رأيت أهل البيت هذا يصلي النافلة ويقوم الليل، وهذا يتلو القرآن الكريم، وآخر يدعو ويستغفر ويُسبِّح، وآخر يقرأ في علم نافع يرفع عنه الجهل، وإذا دخل أحدهم البيت ذكر الله وسلَّم على أهله، فإنَّ هذا من أعظم مقومات البيت الناجح السعيد، فأحيوا بيوتكم بذكر الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"(أخرجه مسلم).
سادساً من مقومات البيت الناجح: الحرص على نظافته الحسية والمعنوية وتعاون أفراده على ذلك.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: سابعاً من مقومات البيت الناجح: عدم التكلف في تأثيثه، ذلك أنَّ بعض الناس قد يضطر إلى الاقتراض لأجل تكلُّفه في الأثاث، فيصاب بالهمِّ والغم، كيف يُسدده ومتى يقضيه؟ ولو أنَّه اكتفى بما يقدر عليه من أثاث وتبسَّط في ذلك لما تكدَّر همَّاً وغمَّاً، وأنتم ترون كيف الناس يحنُّون إلى البساطة في حياتهم، ولا يحبُّون التكلف فيها، وكما قيل: الكلفة ترفع الألفة.
ثامناً من مقومات البيت الناجح: تخلُّق أهله بالرفق، كلٌّ منهم يرفق بالآخر، فإنَّ ذلك مفتاح عظيم من مفاتيح سعادة أهل البيت، والرفق إذا حلَّ في البيت حلَّ فيه خير عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَرَادَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني) فرفق أهل البيت بعضهم لبعض، رفق في التعامل، رفق في التخاطب، رفق في التفاهم رفق في المناقشة، رفق في حل المشاكل، من أهم الأمور التي تجعل أهل البيت في سعادة، فلا غلظة ولا قسوة ولا صراخ ولا تراشق للعبارات الغليظة، ولا غضب يغلِب هذا أو ذاك، هذا من أهمِّ مقومات البيت الناجح.
تاسعاً من مقومات البيت الناجح: قلَّ بيت إلا وفيه خلاف في بعض وجهات النظر بين الأب والأمِّ، وعليهما حل ذلك فيما بينهما، ولا يصلح أن يظهر ذلك عند الأبناء، وعلى الزوج أن يصبر على زوجته وأن تصبر هي عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(أخرجه مسلم)، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لزوجته: "إذا رأيتني غ ضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب"، وقال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].
عباد الله: ومن مقومات البيت الناجح: التسامح بين أفراده، وحسن اعتذار المخطئ إن أخطأ في حق أحدهم، وقبول الاعتذار، وأهمية تخلقهم بخلق العفو والصفح.
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
اللهم اغفر ذنوبنا، ووسع لنا في دورنا، وبارك في أرزاقنا.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".