"العين والأثر في عقائدِ أهلِ الأثَر"
بإشارة من الإمام العارف بالله صفي الدين القُشَاشيِّ لتلميذه وخليفتِه وختنِه الملَّا إبراهيم الكورانيِّ.. كتب الكورانيُّ من المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - رسالةً لشيخه مفتي الحنابلة في الديار الشاميَّة، وكبيرِها وإمامِها علمًا وعملًا وصلاحًا؛ الشيخِ عبد الباقي البعليِّ يطلبُ فيها منصوصَ عقائد الحنابلة عن الإمام أحمد، وما وقع من المسائل الخلافية بين الحنابلة والأشاعرة مع ذكر أدلَّة الحنابلة، وتحريرَ مسألة الكلام عندهم.
فأحابه الشيخ عبد الباقي البعليُّ الحنبليُّ إلى طَلِبَتِه، وألَّف له رسالة سمَّاها "العين والأثر في عقائدِ أهلِ الأثَر"، وأرسلها له إلى المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - مع الإذن له بتحريرها.
وبعد وصول رسالة "العين والأثر" للملَّا الكورانيِّ، ورؤيته لإذن شيخه البعليِّ بتحريرها.. كتب عليها تعليقات طويلة كانت فيما بعد رسالةً مستقلَّةً سمَّاها "إفاضة العلَّام بتحقيق مسألة الكلام"، وأعاد الكورانيُّ رسالة "العين والأثر" لشيخه مع تعليقاته عليها ونسبتها للبعلي؛ بناء على إذنه له بتحريرها.
فلمَّا وصلت رسالة "العين والأثر" للإمام البعليِّ، وفيها تحريرات تلميذه الملَّا الكوراني.. ما كان منه إلا أن شطب على اسمه، ووضع اسم الملَّا الكورانيِّ، وأرسلها مرَّة أخرى إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
وقد تكلِّم عن تفاصيل كلِّ ما سبق محقِّقُه الدكتور Naser Dumairieh في مقدِّمات الكتاب العلمية؛ إذ هو أوَّل مَن كشف عن هذا المؤلَّف للملَّا الكورانيِّ؛ لأنَّ معظمَ مَن ترجم للملَّا.. لم يذكرْه ضمن مصنَّفاته، وغالبَ القوائم.. لم تُثبتْه، فجزاه الله تعالى خيرًا على ما أفاد، وتقبَّل منه، وعمَّم نفعه في سائر البلاد.
https://www.facebook.com/share/p/153JaYzX7P/