يؤمن الجميع بأن في آخر الزمان يخرج الأمل، الذي يتجسد في شخص المحرر العظيم، كاسر القيود، محارب الظلم والطغيان، ناصر المستضعفين وحامي الحق. يختلف الناس في تفاصيل هويته، لكننا، نحن الشيعة الإمامية، نوقن أنه الإمام الثاني عشر، محمد المهدي، وعد الله الذي لن يُخلف، ورجل العدل الذي سيقيم ميزانه حين ينهار كل شيء.
تربينا على انتظاره، كبرنا على الإيمان بحضوره، وأيقنّا بحتمية ظهوره. نحتفل في كل عام بميلاده، نجدّد له البيعة، ونرفع دعاءنا باسمه، منتظرين شروق شمس دولته التي ستبدد ظلمات الأرض. لم يكن مجرد فكرة في الكتب، ولا اسمًا يتردد في الأذهان، بل كان الرجاء الذي يسكن القلوب، والعهد الذي لا يُنقض.
أما أنا، فلم أتعرف إليه من المجالس والمناسبات وحدها، بل رأيته يتجلى أمامي يومًا، يوم ميلاده عام ٢٠٠٦، بعد أسابيع قليلة من انتهاء معركة تموز. كانت الشوارع تفيض بصور السيد الشهيد حسن نصر الله، وكانت عبارات النصر تتردد في الأرجاء: “جبروتهم تحت قدميك، وتحطيم أسطورة الميركافا.” كان العراقيون، كما كل الأحرار، يغمرهم الفرح بانتصار حزب الله، والمنازل تضج بالاحتفالات، وفي بيتنا، كانت أمي تصنع الحلوى لميلاد الإمام المهدي.
كنت طفلًا، يملؤني الفضول، فسألت: من هو الإمام المهدي؟ من سيقاتل؟ ولماذا؟ لم يكن الجواب حينها كلاسيكيًا عن الدجال والسفياني، بل كان قريبًا، حيًا، نابضًا بالواقع: “سيحارب الظالمين كما حاربهم السيد نصر الله قبل ظهوره، وسيزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة.”
كان ذلك الجواب بمثابة خارطة، بوصلة رسمت لي الطريق. في ذلك اليوم، لم يعد الإمام المهدي مجرد نبوءة بعيدة، بل أصبح الوعد الحتمي، المقاتل الأخير في ساحة الحق، القائد الذي ستسير خلفه جيوش النور، ليكمل ما بدأه المقاومون، ويحطم آخر عروش الظلم.
تربينا على انتظاره، كبرنا على الإيمان بحضوره، وأيقنّا بحتمية ظهوره. نحتفل في كل عام بميلاده، نجدّد له البيعة، ونرفع دعاءنا باسمه، منتظرين شروق شمس دولته التي ستبدد ظلمات الأرض. لم يكن مجرد فكرة في الكتب، ولا اسمًا يتردد في الأذهان، بل كان الرجاء الذي يسكن القلوب، والعهد الذي لا يُنقض.
أما أنا، فلم أتعرف إليه من المجالس والمناسبات وحدها، بل رأيته يتجلى أمامي يومًا، يوم ميلاده عام ٢٠٠٦، بعد أسابيع قليلة من انتهاء معركة تموز. كانت الشوارع تفيض بصور السيد الشهيد حسن نصر الله، وكانت عبارات النصر تتردد في الأرجاء: “جبروتهم تحت قدميك، وتحطيم أسطورة الميركافا.” كان العراقيون، كما كل الأحرار، يغمرهم الفرح بانتصار حزب الله، والمنازل تضج بالاحتفالات، وفي بيتنا، كانت أمي تصنع الحلوى لميلاد الإمام المهدي.
كنت طفلًا، يملؤني الفضول، فسألت: من هو الإمام المهدي؟ من سيقاتل؟ ولماذا؟ لم يكن الجواب حينها كلاسيكيًا عن الدجال والسفياني، بل كان قريبًا، حيًا، نابضًا بالواقع: “سيحارب الظالمين كما حاربهم السيد نصر الله قبل ظهوره، وسيزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة.”
كان ذلك الجواب بمثابة خارطة، بوصلة رسمت لي الطريق. في ذلك اليوم، لم يعد الإمام المهدي مجرد نبوءة بعيدة، بل أصبح الوعد الحتمي، المقاتل الأخير في ساحة الحق، القائد الذي ستسير خلفه جيوش النور، ليكمل ما بدأه المقاومون، ويحطم آخر عروش الظلم.