موقفه ليلة العاشر:
أتى أمر من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحُسَين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، فأرسل الحُسَين (عليه السلام) أخاه العباس ومعه جملة من أصحابه، وقال: (سلهم التأجيل إلى غد إن استطعت) (٨)، فذهب (عليه السلام) إلى قادة العسكر وتكلّم معهم على التأجيل فأجّلوه.
موقفه يوم العاشر:
لمّا اشتدَّ العطش بالحُسَين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم) يوم العاشر من المحرَّم، وسمع عويل النساء والأطفال يشكون العطش، طلب العبّاس (عليه السلام) من أخيه الحُسَين (عليه السلام) السماح له بالبراز لجلب الماء.
فأذن له الحُسَين (عليه السلام)، فحمل على القوم، فأحاطوا به من كلِّ جانب، فقتل وجرح عددًا كبيرًا منهم، وكشفهم وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رَقَا * حتّى أواري في المصَاليتِ لُقَى
نفسي لنفسِ المُصطَفَى الطُّهر وَقَا * إنّي أنا العبَّاس أغدو بالسقَا
ولا أخافُ الشرَّ يوم المُلتَقَى (٩).
ووصل إلى ماء الفرات، فغرف منه غرفة ليطفئ لَظَى عطشه، (فلم يشرب لعلمه بعطش الحُسَين (عليه السلام))، ورمى بالماء وهو يرتجز ويقول:
يَا نفسُ مِن بعد الحُسَين هوني * مِن بعدِهِ لا كُنتِ أن تَكُوني
هَذا الحُسَينُ وَارِدَ المَنونِ * وتشرَبينَ بَاردَ المَعينِ
تاللهِ مَا هَذي فِعَال دِيني
فملأ القربة وعاد فحمل على القوم، وقتل وجرح عددًا منهم، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه على يمينه، فقطعها، فأخذ (عليه السلام) السيف بشماله، وحمل وهو يرتجز:
واللهِ إنْ قَطعتُمُ يَميني * إنِّي أُحَامي أبدًا عن ديني
وعَن إمامٍ صَادِقِ اليقين * نَجلُ النبيِّ الطاهِرِ الأمينِ
فقاتل (عليه السلام)، فكمن له الحَكَم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، فضربه على شماله فقطعها، فقال (عليه السلام):
يا نفسُ لا تَخشي مِن الكُفَّارِ * وأبشِري بِرَحمة الجَبَّارِ
مَعَ النَّبيِّ السيِّد المختار * قَد قطعوا بِبَغيِهم يَساري
فأصْلِهِم يَا ربِّ حَرَّ النَّارِ
فأخذ القربة بِفَمِه، وبينما هو جاهد أن يوصلها إلى المخيَّم، إذ صُوِّب نحوه سهمان، أحدهما أصابَ عينه الشريفة، فَسالَت ونبت السهم فيها.
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السهم الذي في عينه، فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله.
وقد قال فيه الإمام الحُسين (عليه السلام)، حين شهادته: (الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي).
شهادته:
استشهد العبّاس (عليه السلام) في العاشر من المحرّم ٦١ هـ بواقعة الطف في كربلاء، دفن فيها.
_
أتى أمر من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحُسَين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، فأرسل الحُسَين (عليه السلام) أخاه العباس ومعه جملة من أصحابه، وقال: (سلهم التأجيل إلى غد إن استطعت) (٨)، فذهب (عليه السلام) إلى قادة العسكر وتكلّم معهم على التأجيل فأجّلوه.
موقفه يوم العاشر:
لمّا اشتدَّ العطش بالحُسَين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم) يوم العاشر من المحرَّم، وسمع عويل النساء والأطفال يشكون العطش، طلب العبّاس (عليه السلام) من أخيه الحُسَين (عليه السلام) السماح له بالبراز لجلب الماء.
فأذن له الحُسَين (عليه السلام)، فحمل على القوم، فأحاطوا به من كلِّ جانب، فقتل وجرح عددًا كبيرًا منهم، وكشفهم وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رَقَا * حتّى أواري في المصَاليتِ لُقَى
نفسي لنفسِ المُصطَفَى الطُّهر وَقَا * إنّي أنا العبَّاس أغدو بالسقَا
ولا أخافُ الشرَّ يوم المُلتَقَى (٩).
ووصل إلى ماء الفرات، فغرف منه غرفة ليطفئ لَظَى عطشه، (فلم يشرب لعلمه بعطش الحُسَين (عليه السلام))، ورمى بالماء وهو يرتجز ويقول:
يَا نفسُ مِن بعد الحُسَين هوني * مِن بعدِهِ لا كُنتِ أن تَكُوني
هَذا الحُسَينُ وَارِدَ المَنونِ * وتشرَبينَ بَاردَ المَعينِ
تاللهِ مَا هَذي فِعَال دِيني
فملأ القربة وعاد فحمل على القوم، وقتل وجرح عددًا منهم، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه على يمينه، فقطعها، فأخذ (عليه السلام) السيف بشماله، وحمل وهو يرتجز:
واللهِ إنْ قَطعتُمُ يَميني * إنِّي أُحَامي أبدًا عن ديني
وعَن إمامٍ صَادِقِ اليقين * نَجلُ النبيِّ الطاهِرِ الأمينِ
فقاتل (عليه السلام)، فكمن له الحَكَم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، فضربه على شماله فقطعها، فقال (عليه السلام):
يا نفسُ لا تَخشي مِن الكُفَّارِ * وأبشِري بِرَحمة الجَبَّارِ
مَعَ النَّبيِّ السيِّد المختار * قَد قطعوا بِبَغيِهم يَساري
فأصْلِهِم يَا ربِّ حَرَّ النَّارِ
فأخذ القربة بِفَمِه، وبينما هو جاهد أن يوصلها إلى المخيَّم، إذ صُوِّب نحوه سهمان، أحدهما أصابَ عينه الشريفة، فَسالَت ونبت السهم فيها.
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السهم الذي في عينه، فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله.
وقد قال فيه الإمام الحُسين (عليه السلام)، حين شهادته: (الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي).
شهادته:
استشهد العبّاس (عليه السلام) في العاشر من المحرّم ٦١ هـ بواقعة الطف في كربلاء، دفن فيها.
_